الكمال لله.. هل هذه الجملة جائزة فلسفيا؟ بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 03:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-20-2018, 01:19 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكمال لله.. هل هذه الجملة جائزة فلسفيا؟ بقلم د.أمل الكردفاني

    01:19 AM May, 19 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر







    كثيرا ما يتم استدراك جملة الكمال لله عند وصف أمر دنيوي بالكمال. وهي جملة صارت شائعة المقصود منها طبعا التنزيه والتعظيم للذات الالهية. بالتأكيد نستطيع ان نتقبل هذه الجمال بهذا السياق الذي لا يتفق والجدل الفلسفي الذي اثارته هذه الجملة منذ ارسطو وحتى اليوم ؛ فجملة الكمال لله ليست كلمة تفهم بهذا المعنى السطحي والذي يعتمد على حدس العامة ، وانما يجب ان نبحث عن فلسفة هذه الكلمة. وفي البدء اورد التعريف اللغوي لهذه الكلمة والتي مصدرها كلمة (كمل): حيث جاء في المختصر:

    (كمَلَ يَكمُل ، كمالاً وكُمُولاً ، فهو كامِل . كَمَلَ الشيءُ : تمَّت أَجزاؤه أَو صفاتُه فصار كاملا ًكَمَل الشهرُ : تمَّ دورُهُ......).
    اما في اللغة الانجليزية perfection فقد استمدت من الكلمة اللاتينية perfectio وهي التي تشير الى الانتهاء to finish او النهاية to an end . ان كلمة الكمال اذن تشير الى تمام العناصر المكونة للشيء ، كما تشير الى التناهي ، وهذا ما اثار جدلا واسعا لدى الفلاسفة حول اجازة وصف الله بالكمال ، لقد قال ارسطو : ان العالم قد يبلغ درجة الكمال ولكن ليس الله. والاشكالية تكمن في عدة نقاط: فعلى سبيل المثال: يعني الكمال التمام والتمام بدوره يعني التناهي والتناهي لا يجوز كصفة من صفات الله لأن الله لا يحده مكان ولا زمان ، فلا يجوز ان يكون متناهيا. ومن جهة اخرى فإن بلوغ الشيء للكمال يعني استنفاد اي تجدد وتغيير بالنقص او الزيادة وهذا معناه تعطيل الشيء ؛ وهذا ما لا يجوز لله الذي (كل يوم هو في شأن) . وعدا عن ذلك فإن الكمال يعني ضرورة قياس الشيء على محددات ومعايير ، وهذا ما لا يجوز في حق الله ، فلكي نعرف ان كان الشيء كاملا فلابد من قياسه على ما هو كامل مسبقا ؛ وهكذا ندخل في ذات اشكالية العلة الاولى او علة العلل المعروفة. لقد انتقل الجدل حول الكمال الالهي من اليونانية الى المسيحية ، وقد اتجه الفكر المسيحي الى ان صفة الكمال يمكن فقط ان تتعلق بالمخلوقات وليس بالخالق. فقمة الكمال في الواقع هي قمة النقص. لكن في القرن السابع عشر وضع ليبنيتز مفهوما جديدا للكمال وهو ان الكمال اللا محدود مقصور على الله. ولقد تلقف العالم المسيحي هذا المفهوم الذي ربما يثير مغالطات منطقية كثيرة ، ولا ادل علة ذلك ان اللا محدودية تتناقض مع لازمة محدودية الكمال. ومن ثم فإن جملة ليبنيتز تبدو انشائية أكثر منها منطقية.
    يمكننا ان نلاحظ ان جملة الكمال الالهي وان كانت قد وردت في الانجيل ، الا انها لم ترد ابدا في القرآن -بحسب ما اتذكره من خلال اطلاعي على القرآن- ولا اعرف ان كانت قد وردت في السنة ام لا. لكن الكمال الالهي كما ذكرت جملة يجب ان نضع تحتها الكثير من الخطوط لأنها قد تفضي الى عكس المراد منها فبدلا من تنزيه الله ستؤدي بالضروره الى وضعه داخل حدود ثابتة وتفضي الى تناهيه وهذا مما لا يجوز. لقد تناقشت مع الاستاذ عبد المؤمن ابراهيم حول هذا الأمر وهو مهتم باللاهوتيات بشكل عام ؛ وقد رأى ان الكمال هو اداء الشيء لوظيفته. ورغم رأيه هذا الا انني ارى ان الوظيفة جزء من الشيء ولا تشمله كله فحتى ان ادى الشيء وظيفته على اكمل وجه فلا يعني ان الشيء كله قد بلغ الكمال. وفوق هذا لا يمكننا ان ننسب هذا التعريف الى الله لأننا اولا نجهل وظيفة الله بل ولا يجوز لنا ان نفترض ان لله وظيفة ام لا. وفوق هذا فإن اداء الوظيفة على الوجه الاكمل يحتاج منا لقياس معياري وهذا ما لا يمكن تحقيقه ابدا الا ببلوغ الكمال مما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة.
    أخيرا: يذكرني هذا الجدل بمقولة لدى فلاسفة الفن وهي ان الفن (يترك) ولا (ينجز) ، اي ان الفنان لا يقرر ان اللوحة التي رسمها قد بلغت حد الكمال ، وانما يتركها هكذا لأن حد الكمال غير مدرك بالنسبة له. وربما تنصرف هذه المقولة الى كل شيء من حولنا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de