مع انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت تتغير نظرة البشر للحياة ، واكتشف المجتمع الدولي أن الحياة لن تستقيم بدون التعاون والتكاتف والعيش مع ، حيث على جميع دول العالم ان تبحث عن طريقة حديثة يدار بها الكون بدلا من ظهور الامبراطوريات والدكتاتوريات والانظمة الشمولية التي تسببت في قيام الحربين العالميتين الاولى والثانية ، والتي ادت لقتل عشرات الملايين من البشر ، وتدمير الحضارة الانسانية. ومنذ اعلان انتهاء وقف اطلاق النار في الحرب العالمية الثانية في عام 1945 ، تم الاعلان عن قيام منظمة الامم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها ، بالاضافة إلى التجمعات القارية والاقليمية .
وقد كان لقيام هذه المنظمات والجمعيات دورا ايجابيا في النهوض ببني الانسان ، من حيث التعليم والتكنولوجيا والبحث العلمي ونشر الامن والسلام ، وتطور القطاع الصحي والقضاء على الامراض بالمكافحة والتطعيم وغيرها من الطرق الحديثة. ومواصلة لهذه النهضة العملية والثقافية تأسس العديد من الجمعيات الطوعية التي عملت معا إلى جانب الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها من اجل رفاهية وخير الانسانية ، وفي السنوات الاخيرة بعد الهدر الذي تعرض له كوكب الارض ظهرت الجمعيات والمنظمات التي تنادي بضرورة المحافظة على الموارد والبيئة في هذا الكون والعمل على منع هدر الموارد وابتكار الكثير من الطرق التي توقف ذلك ، وقد جاءت فكرة تدوير النفايات ، التي تتمثل في الاستفادة من اعادة تصنيع وتشكيل النفايات والفضلات التي يقوم برميها الانسان من أكل وشرب واجهزة وعلب وقوارير وغيرها من الاشياء التي يرميها الانسان. وعلى الرغم من أن هذا التدوير لايساوي شيئا في مقابل هدر الموارد ، الا انه من الممكن في المستقبل ان يساعد في تقليل الهدر وايجاد آلية جديدة تساعد في التقليل من الهدر.
وحتى بعض مطاعم الوجبات السريعة تقوم بصنع الاكياس من مواد قابلة للتدوير ومعظمنا يكون قد لاحظ ذلك في الاكياس الورقية مكتوب عليها باللغتين العربية والانجليزية هذه الاكياس مصنوعة من مواد قابلة للتدوير ، وكما أن بعض الشركات تكتب ان الغرض من ذلك هو المساهمة في المحافظة على البيئة ، والعمل على وقف هدر الموارد. حتى في مختلف دول العالم تجد مكبات النفايات مصنفة تصنيفا دقيقا حتى يمكن الاستفادة من اعادة التدوير ، لأن في ذلك كسبا للوقت وتحقيق الاستفادة الكبرى من بقايا الاطعمة في علف الحيوانات والدواجن او حتى صناعة الاسمدة العضوية.
كما ان اعادة التدوير اصبحت مهنة حيث تجد الكثير من الافراد يحملون اكياس او جوالات يجمعون علب وزجاجات المشروبات الغازية او المواد الغذائية الاخري ، واصبحت مصدر رزق للكثيرين ، وفي معظم مدن العالم تقام مزايدات كبرى لجمع النفايات والفضلات في المدن ، وتقوم بذلك شركات كبيرة للاستفادة من هذه النفايات والعمل على اعادة تدويره ، وتدر الملايين منها ، الا عندنا ندفع ضريبة نفايات تجمع بدون تقديم خدمة ، مما اثقل كاهل المواطن.
لكن اكبر واهم عمليات اعادة التدوير هو شبكات المجاري التي تقام في المدن والقرى ، حيث يتم اعادة تدوير فضلات البشر والاستفادة من المياه في ري الحدائق والمزروعات على الطرق العامة ، ولكن يكتب عليها بأنها مياه مجاري معاد تدويرها يجب عدم شربها او الاغتسال بها. ويستفاد منها في الاسمدة العضوية ايضا وبعض الصناعات لانريد ذكرها حتى لايقرف الناس منا.
ولكن نتمنى الا يكون الوزراء الجدد مجرد اعادة تدوير للنفايات البشرية !!!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كنان محمد الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست