كلنا سمع أو قرأ قصة الحمار و الثور فهي رغم بساطتها إلا أنها تحتوي على مضامين كثيرة و دروس و حكم بليغة و لنرى ما هي تلك الجواهر الحكيمة التي يُستفاد من مضامينها ؟ يُحكى أنه كان لفلاح حمار و ثور ، وكان الفلاح يأخذ الثور إلى الحقل كل يوم وفي يوم من الأيام تعب الثور من كثرة العمل فشكى أمره إلى صديقه الحمار الذي قال له : تمارض ولا تأكل طعامك فإذا وجدك الفلاح على هذه الحال لا يأخذك إلى العمل ، سمع الثور ما قاله الحمار فلم يأكل طعامه وفي الصباح جاء الفلاح فوجد الثور مريضاً فتركه و أخذ الحمار إلى الحقل فتعب عتباً شديداً و ندم ندماً كبيراً على ما قاله للثور ، وفي المساء عاد الحمار و فكر في حيلة يخدع فيها الثور لكي يعود للعمل مكانه فقال للثور إني سمعت الفلاح يقول لزوجته أنه سيبيع الثور للقصاب إذا بقي مريضاً فخاف من كلام الحمار فأكل طعامه و نهض مبكراً و بدأ يركض بكل حيوية أمام الفلاح . أنتهت القصة ومرت علينا كلمح البصر لكنها جميلة في كلماتها رائعة في مضامينها وكما قلنا سابقاً عنها ، و أحداثها تذكرنا بما فعله السيستاني بالأمس و كيف أنطلت عليه خدع شركائه السياسيين الفاسدين ؟ و كيف خضع لتهديداتهم و وعيدهم المطالبة إياه بالتراجع عن فتوى المجرب لا يجرب و استبادلها بفتوى أسوء من سابقتها وهي الوقوف على مسافة واحدة من الجميع من الخوش ولد و المو خوش ولد ، فسمع الثور كلام السياسيين فأفتى بما يكشف عن فراغه العلمي و خوائه الفكري في محاولة منه لخداع الشعب لكن الشعب كان أذكى منه فلم تنطلي عيله اللعبة ففكر الشعب ملياً بما قاله الحمار للثور و ندم على طاعته العمياء للسيستاني فقاطع العملية الانتخابية برمتها وهنا عاد الحمار إلى أسلوب المكر و الخداع و الكذب عندما قال للثور عما دار من حديث بين الفلاح و زوجته فارسل السيستاني وكيله عبد المهدي الكربلائي للمشاركة في الانتخابات و بتسليط الاعلام المنبطح له و المسيس من قبل السياسيين الفاسدين في محاولة منه لخداع الثور ليعود للعمل في الحقل ، وهذا ما دعى السيستاني إلى ارسال وكيله للمشاركة عندما توصل مع أيتامه السيساسيين المفسدين في البر و البحر بما كسبت أيديهم إلى قناعة تامة بعدم مشاركة الشعب العراقي في مهزلة الانتخابات و رغم ذلك فلم تفلح هذه الأساليب الدنيئة مع العراقيين الذين أكدوا اصرارهم على مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها وهذا ما حدا بالحمار إلى التراجع ( عن فتواه ) عما قاله بالأمس للثور الذي عاث الفساد و الافساد و مارس شتى السرقات المالية و غير المالية و انتهك الاعراض و سفك الدماء و اغتصب ما اغتصب من حقوق المظلومين و المستضعفين الذين لا حول لهم و لا قوة فمتى يا ترى يذبح الجزار الثور و نرتاح من شره و شر صديقه الحمار الأبله ؟ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة