في كل سانحة تجبرني أهمية الموضوع الذي يُطرح في منتدى الساحة الخضراء ، ومن باب (وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) ، ثم من باب دفع القائمين على الأمور لينتفعوا من التجربة الواقعية الماثلة أمام الأعين ، لا مناص البتة من إشادتي بسعادة اللواء/ محمد آدم عربي مدير الساحة الخضراء إلى أضاف إلى خضرتها وبهائها سطوعاً من العلم والفكر والإبداع ، ثم إشادة أخرى مُستحقة لسعادة الدكتور/ نصرالدين شلقامي رئيس المنتدى وهو ما زال مستمسكاً بويلات التصدي للعمل العام والخدمة المجتمعية ثم الإستماتة من أجل إيصال صوت الجماهير إلى جهات الإختصاص ، أما عنوان المنتدى ليوم أول أمس الجمعة فقد كان مفتوح السِعة من الناحية الموضوعية مما يجعلني أسميه (دروس ونتائج في مادة نزول المسئولين والنافذين إلى مستوى القاعدة الجماهيرية البسيطة) ، حيث كان ضيف شرف المنتدى سعادة اللواء/ حسن محمد حسن معتمد محلية بحري ، وللحقيقة فقد سمعت عن الرجل كثيراً قبل أن ألتقيه في هذا اليوم ، وقد كان مُجمل ما يُثار عنه بساطته وتواضعه وإهتمامه بالمشكلات القاعدية لعامة الناس وخصوصاً البسطاء والضعفاء منهم ، ولا أكذبكم القول فإن إنطباعي عن الرجل عند قراءة تلك الإشارات لم يتجاوز مقام ما يُقدمه المسئولين عادةً من محاولات (شكلية) لإيصال صورة ذهنية إيجابية عن شخصياتهم أمام الرأي العام ، لكن بالأمس رأيت العجب العُجاب ، فقد جاء المعتمد في بساطة حقيقية ونابعة من القلب ولا تشوبها شوائب الصِنعة والإدعاء ليبرهن أنه رجل وقائع ملموسة ونتائج واقعية ، وهو يعلم أن الناس قد أنهكتها الشعارات الفضفاضة والهتافات المهرجانية ، معتمد بحري أكتب عنه اليوم ليعرف كل من أتهم هذه الزاوية أنها لا ترى غير الجزء الفارغ من الكوب أننا أيضاً ننظر إلى الجوانب الإيجابية في واقعنا السياسي والإداري الذي غلبت عليه صفة الفشل والإنفصام عن القضايا الحقيقية التي تمس المصالح اليومية للبسطاء والعامة ، تحدث سيادته عن مشروع (مراكز حلم النيل) التي قامت على تداعيات ما يعانيه أطفال وشباب الدرداقات بأسواق المحلية من الفاقد التربوي الذي غفلت عن حصره والإستدلال إلى أسبابه وزارة التربية ، وذلك عبر (دراسة إنسانية) محضة لما يمكن أن تقدمه المحلية لهم بعيداً عن الدور(الجبائي) الذي طالما إشتهرت به المحليات ، لكل ذلك تم تبني هؤلاء الأطفال والشباب الذين يفتقرون إلى التعليم والإستنارة حتى يستطيعوا تطوير إمكانياتهم ومهاراتهم المتاحة وذلك عبر إنشاء وتمويل وإدارة مراكز حلم النيل التي تعمل على إدماجهم في الدائرة المعرفية من جديد ، ثم تؤهلهم أيضاً للإنخراط في السلم التعليمي دون المساس بطاقاتهم الموجهة لكسب لقمة العيش الحلال ، أحضر سعادة اللواء حسن محمد حسن معه الطاقم الإداري لهذا المشروع الذي يستحق أن يُطلق عليه (حضاري) بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، وكذلك نماذجاً من المستفيدين من الأطفال والشباب ، ليبرهن لكافة المسئولين في حكومة المؤتمر الوطني لو كانوا على إستعداد لتلقي الدرس والإستفادة مِن مَنْ يستنون السُنن الحميدة أن أمر (التواضع والنزول) إلى مستوى القاعدة الشعبية البسيطة وتتبع إحتياجاتها وتطلعاتها المتواضعة والمُستحقة هو أول لبِنات بناء الثقة بين القائد والرعية ، ليت هذا المنهج عملت به الحكومة على مستواها (الكُلي) حينما أجملت كل الحلول المتاحة للضائقة الإقتصادية للدولة في رفع الدعم عن الحاجيات المُلحة للمواطن البسيط والتي يأتي في مقدمتها الخبز والصحة والتعليم ، لك مني تحية الإجلال والتقدير سعادة محافظ محلية بحري ، ومن خلالك أرجو أن توصل للقيادة العليا أن معظم أهل السودان وأغلبيتهم أصبحوا (أطفال درداقات) فهل من مُغيث ؟!.
العنوان
الكاتب
Date
معتمد بحري (حماك الله منهم) .. !! - بقلم هيثم الفضل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة