:: بتاريخ 21 أغسطس 2017، بالقاهرة، كان لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفريق أول ركن عوض محمد بن عوف وزير الدفاع السوداني.. وكما قالت المصادر، فان حديث الوزير ابن عوف في هذا اللقاء كان صريحاً للغاية.. ولذلك بعد اللقاء، خرج السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية لوسائل الاعلام قائلاً بالنص : ( سياسة مصر الخارجية تقوم على مبادئ وقيم راسخة لا تحيد عنها، على رأسها حسن الجوار وعدم التآمر أو التدخل في الشؤون الداخلية، والتعاون من أجل السلام والبناء والتنمية)..!!
:: وما تحدث به الناطق باسم الرئاسة المصرية (نافياً)، هو ما واجه به الوزير ابن عوف الرئيس السيسي (متهماً)..لقد تحدث وزير الدفاع بوضوح عن تآمر المخابرات المصرية ودعمها للحركات المسلحة بدارفور وجنوب كردفان، وعن التدخل السلبي في شؤون السودان، و عن استفزازات القوات المصرية للأهل بحلايب وشلاتين وأبورماد، وأن السودان قد يسحب قواته الرمزية ويعلن احتلال مصر للمثلث السوداني (رسمياً)، و.. والكثير..!!
:: وكان مثل هذا الحديث الشجاع والصادم مطلوباً حتى لا تظن الحكومة المصرية بأن كل السودان - كما نهج خارجية ابراهيم غندور - هزيل و ( طيبان).. ومنذ احتلال حلايب وحتى شروع اثيوبيا في تنفيذ سد النهضة، فالسودان لم ولن يطلب من مصر (مستحيلاً) .. إيقاف الإساءات الإعلامية ضد بلادنا وحكومتنا، وهي الإساءات التي تديرها وتأمر بها المخابرات المصرية لبعض سفهاء الاعلام المصري .. ثم إيقاف الأنشطة الاستخباراتية المعادية للسودان، وهي الأنشطة التي يكتوي بها المواطن السوداني بدارفور وجنوب كردفان .. !!
:: ثم إيقاف التدخل السلبي في الشأن السوداني وخيارات حكومتنا ومواقفها في القضايا الاقليمية والدولية..ثم اتخاذ خطوات واضحة في موضوع حلايب بحيث تؤدي إلى حل عادل لقضية الاحتلال (غير المعلن)، مع إيقاف كل مشاريع وعمليات التمصير والتجنيس لحين الوصول إلى حل القضية .. هذه قضايا بلادنا ذات الصلة بحكومة ومخابرات مصر، وكلها قضايا عادلة.. وكانت - ولاتزال وستظل - هذه القضايا تؤرق الشارع السوداني مهما إجتهد ابراهيم غندور وسامح شكري في (التخدير بالعناق)..!!
:: والمهم.. شكلت الحكومة السودانية لجنة لحسم قضية مثلث حلايب بالدبلوماسية، وهي اللجنة التي قابلتها الحكومة المصرية - في ابريل 2014 - برفضها للتفاوض المباشر مع السودان حول مثلث حلايب، و أصدرت خارجيتها بياناً : ( حلايب وشلاتين أراضٍ مصرية، وتخضع للسيادة المصرية، وليس لدى مصر تعليق إضافي)، وكان هذا رداً على طلب الخارجية السودانية للتفاوض..علماً بأن مصر - منذ إحتلالها للمثلث - لم تكن ترفض التفاوض مع السودان بهذا الوضوح، بل كانت تراوغ و (تلف وتدور)، ثم تمارس التخدير بالعناق و (الكلام المعسول)..!!
:: ولكن، يبدو أن نهج التخدير قد فضح ذاته.. إذ هناك معلومات - نقلتها باج نيوز - بأن السودان لوح باعلان حلايب (منطقة محتلة)، أوهذا ما تسرب من الاجتماع الرباعي الذي ضم وزيري خارجية السودان ومصر و مديري مخابرات البلدين بالقاهرة.. وهذا التلويح ليس الأول، بل سبقه تلويح في لقاء الرئيس السيسي بوزير الدفاع السوداني..فالشاهد أن حكومة السودانية، تقديراَ للعلاقات التاريخية ولتجنب البلدين والمنطقة مخاطر كثبيرة ، لاتزال تحتفظ بقوة رمزية - من قواتنا المسلحة - في المثلث، ولم تسم وضع المثلث بالاحتلال..ويبقى الأمل في تجاوز القضية قبل الاعلان الرسمي بانها قضية ( أرض محتلة)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست