جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2018, 00:34 AM

ابو علي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � (Re: عاطف عمر محمد)

    ما زال الكلب عاطف يلهث
    ويقص ويلصق يبتر ويوهم نفسه وبقية الامنجية الفاقد التربوي
    نواصل جرائم الانقاذ التي لا تنقضي والتي طالت حتى شيخها الترابي وهل هنالك غدر اكثر من هذا .
    اليلة 4/8/ 1998م،
    تلك الليلة السوداء التي اغتيل فيها زميلنا الطالب بجامعة الخرطوم – كلية القانون – السنة الثالثة، محمد عبد السلام بابكر، في سبيل سعيه بجانب آخرين لتوفير (مَرْتَبَة) لكل طالب مستحق بفعل حوجته.
    فبعد إغتيال( بشير، سليم، التاية، طارق) يكون مُحَمَّداَ قد شغر (المَرْتِبة) الخامسة في السجل المتوالي لشهداء طلاب جامعة الخرطوم في عهد – الإنقاذ- الجبهة الاسلامية.
    وعلى الرغم من وضعنا السابق كجزء من معركة السكن أسوة بآلاف الطلاب، إلا أننا هنا نُعبِّر عن رأي يخصنا، وبالتالي ما سنورده لا يمثل بالضرورة رؤية تنظيم سياسي معين، أو أيّ هيئة من هيئاته، وإن تلاقت وتقاطعت نقاط الاختلاف والتوافق.
    وليجد لنا العذر من وردنا أسمائهم، ومن المحنا اليهم دون إستئذانهم.
    منذ مطلع تسعينيات القرن المنصرم، وبعد إنقلاب الجبهة الاسلامية على السلطة في 30يونيو1989م تم استهداف مُباشر لحركة الطلبة عبر شتى الوسائل، فقد اغتيل من طلاب جامعة الخرطوم الشهيد الأول بشير الطيب في 4 ديسمبر 1989 م، وبعد مرور يومين فقط قدمت الجامعة شهيديها الثاني والثالث على التوالي، في يوم واحد “سليم أبوبكر 4/ آداب والتاية أبو عاقلة 2/ تربية في 4 ديسمبر 1989 م. وفي أحداث مناهضة تصفية السكن والاعاشة تم إغتيال شهيدنا الرابع الطالب طارق الزهري 1/ اعدادي علوم في 1991م، وكان المناخ السياسي آنذاك مشحوناً بتفشي ظواهر المطاردة والملاحقة، ولم يخلو من تعذيب وحشي، الناجون من التعذيب، أي من القتل أثناء وما بعد التعذيب أدلوا بإفاداتهم عبر عدة نوافذ، ففي حقبة التسعينات كانت حصيلة التعامل اللا إنساني عالية جداً، وبالجامعة مجموعة الشواهد والمحطات التي تنبئ عن ذلك، حادثة اعتقال ثلاثة من طلاب الجامعة أعضاء في الجبهة الديمقراطية لعدة أشهر أكثرها وضوحاً وتأريخاً، عُرفت ب (ضربة بيت الثورة )، الطالب مرتضى عبد الرازق 4 / هندسة معمار ،الطالب مهيد صديق 3 / هندسة مساحة، الطالبة ماجدولين حاج الطاهر 4 / غابات، تعرضوا لتعذيب دامي، بين بيوت الأشباح وزنازين سجن كوبر، ولم تُستثنى الطالبة (ماجدولين) من التمييز الايجابي في التنكيل والبطش، بجانب آخرين من جامعات مختلفة (الأهلية – النيلين – السودان – جوبا – …) ممن دفعوا ضريبة النضال ضد الطغاة .
    في كلية العلوم ومن بين طلابها نشير الى أحدهم ميزه من غيره الاستهداف الأمني الذي ظل يتعرض له والذي لا تخطئه العين، (عاصم زين العبدين ) عضو الجبهة الديمقراطية الشهير ب (شرذم) إذ كثيراً ما تعرَّض للملاحقة والتعذيب من قِبل الأجهزة الأمنية سيئة الصيت، الزميل (شريف محمد آدم) من كلية الاقتصاد تم تعذيبه ووُشم بالنار عظة وعِبرة لزملائه، وتبدو عليه حتى الآن علامات التعذيب، قرَّر بعدها الالتحاق بطريق الكفاح المُسلح أسوة بكثيرين غيره ممن اختاروا ذات الدرب.
    بعد تصفية السكن والإعاشة في 1990م، ومنذ العام 1995م درج طلاب الجامعة لإيجاد حلول واقعية لأزمة السكن، ففي ذلك العام الدراسي تم استبدال المجمعات السكنية الطلابية بصورة عكسية بين مجمعي الطالبات والطلاب، تحت دعاوى كشفت الغرض الأمني والمنهج العشوائي الذي اتبع، إذ أصبح مجمع البركس خاصاً بالطالبات بدلاً عن مجمع الوسط الحالي، شيئاً فشيئاً تراجعت معدلات البيئة السكنية التي يفترض من الناحيتين النظرية والعملية أن تلائم متطلبات الطلاب الجامعيين كماً وكيفاً على كافة المستويات ” صحية، خدمية، أثاثات …” بل برزت السلطة الأمنية للصندوق كطرف ثالث في معادلة الصراع، إذ آلت كافة الصلاحيات والسلطات الأمنية الى موظفي الصندوق، بالتالي أصبحت مهامهم الرئيسية تتركز في العمل على تصفية النشاط السياسي ورواده من الطلاب، لتبدأ بعدها سلسلة الرصد والملاحقة للناشطين في العمل العام ومعارضي النظام.
    ففي ذات العام الذي أنصف العقد الأخير من القرن الماضي إقتلع الطلاب حقوقهم المُكدَّسة في مخازن الصندوق، أشياء تبدو رخيصة في قيمتها المادية لكنها ثمينة في جانبها المعنوي، مئات المراتب، وعشرات المراوح بجانب أعداد قليلة من “لمبات النايلون” لإضاءة الغرف، كل ذلك العمل تم على مسمع ومرأى من الصندوق وبصورة جماعية تلت العديد من أركان النقاش وبيانات التوضيح، مخاطبات التعبئة، حلقات الحوار العشوائية والمنظمة بين الطلاب الذين أستقر بهم المقام خارج الداخليات بصفة عامة، وساكني الداخليات بصورة خاصة.
    حلقات النقاش العشوائية والمنظمة التي سبقت موعد اقتحام مخازن المراتب” كانت تصب في مجرى حتمية ذلك الحدث، وتبحث عن الآليات الكفيلة لتحقيقه، وبعد أن تُحقق أغراضها تحتفي تلك الحلقات الطلابية ذات التنظيم العالي بما حققته وتسعى عبر طُرق أخرى لإيجاد حلول مستقبلية وجذرية.
    عموم المناقشات كانت لا تُبارح المحور الرئيسي المستند على شعاري “داخليات جامعة الخرطوم لطلاب جامعة الخرطوم، نحو إعادة إشراف إدارة الجامعة على داخليات الجامعة” ولا تخرج تلك المطالب عن إطار المطالبة بحقوق طبيعية، بل زهيدة.
    بدأ ذلك النمط من التفكير في 1996م ثم 1997م، وأيضاً في أغسطس المشئوم من العام 1998م، ففي خريف تلك السنة بدأ العام الدراسي الجديد بين كارثة الرسوم الدراسية التي ازدادت قيمتها فجأة، وبين محنة السكن، وكالمعتاد دبَّت النقاشات والثرثرة بين جدران الغرف، حوارات جادة في كافيتيريا القانون، وأخرى لا تقل عنها أهمية في الاقتصاد، ثم تشكَّلت وبصورة تلقائية لجان السكن على نمط أكثر تنظيماً وسرية، وهذه جدلية يدركها طلبة التسعينات أكثر من غيرهم.
    الجبهة الديمقراطية كعادتها ولكونها تنظيم طليعي، قدَّمت مبادرة لخوض معركة ذات أمد قصير الذي لم يتجاوز أسبوعين، خلال هذه الفترة جرت مياه التعبئة والتنسيق في ظل وضع يتطلب سرية مُحكمة، وقيادة جماهيرية مشهود لها بالصلابة والجرأه، بالمقدرة على تحمُّل العواقب مهما كلَّف ذلك من ثمن باهظ، حتى وإن كان الحياة.
    صعدت إلى السطح العلني قيادة جماهيرية قوية، تكفَّلت طوعاً بخوض زمام المعركة، بنكران ذات أبت إلا وأن تتحمَّل مشاقها المحتملة، من بين صفوف هذه القيادة ظهر طالب بكلية القانون يُدعى “محمد عبد السلام بابكر” متوسط القامة وصاحب نظارة ذات إطار كلاسيكي، ذو سبعة وعشرون خريفاً في ذاك الخريف الممطر، من ذلك العام البائس، ابن حي الدباغة بمدينة ود مدني، وعضو مركزية الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم.
    في صباح 22 يوليو عام 1998م، أصدرت الجبهة الديمقراطية بياناً جماهيرياً تناول أوضاع الداخليات وطالب بضرورة التصدي للقضية، تلى ذلك بيان بلسان التجمع الوطني الديمقراطي الذي لم يخرج عن ذلك الاتجاه، وتلقائياً تشكَّلت لجان السكن الفرعية والمركزية، وخلال عشرة أيام غُطت جدران الجامعة بآلآلف الملصَّقات من ورق “الفلس كاب”، وعشرات الصحف الحائطية التي تصدر عن “الجبهة الديمقراطية” من بينها الصحيفة المركزية “مساء الخير”، وصحف الكليات “الراصد، الطريق، المتاريس، المد، الهبباي، أعاصير، إسكارا،…”
    في العاشرة من صباح الأربعاء التاسع والعشرين من يوليو في ذات العام أقام التجمع الوطني مخاطبة بكافيتيريا العلوم – النشاط آنذاك- عقب مخاطبة “الجبهة الديمقراطية”، وتم إعلان قرار المواجهة الجماهيرية، وعُبئت الحناجر بالهتاف، في اليوم التالي الخميس 30 يوليو لم يجف النشاط السياسي من تداعيات ومستجدات أزمة السكن، وهكذا توالت الساعات.
    في نهار السبت 1/8/1998 وفي حوالي الساعة الثانية ظهراً سيًّر التجمع الديمقراطي موكباً هادراً لمباني الصندوق، قدَّم فيه الطلاب مذكرة طالبت بتوزيع المراتب المُكدَّسة بالمخازن على زملائهم الذين لا يملكون فرش الأرض، بجانب مطالب أخرى حول رسوم السكن والخدمات،… وطالبت المذكرة بالرد على مطالبها خلال 48 ساعة، وفي الثالث من أغسطس عرَّجت مسيرة أخرى لإستلام الرد، لكن لم يكن هناك رداً يُشفي الغليل، ويُعالج الأزمة
    تعمَّدت إدارة الصندوق تجاهل الرد، كجزء من حربها النفسية، وتخلياً عن مسئوليتها الإدارية، ضاربة بالمطالب العادلة عرض البحر. أي جامعة محترمة تلك التي يطالب فيها طلابها بمرتبة ولمبة إضاءه، وترف بورجوازي بالتطلع “لربط” مروحة في كل غرفة تسع ثمانية طلاب !!!
    وفي الحادية عشر من صباح الاثنين 3/8، أي في نفس اليوم، وبعد مرور ساعات قليلة، قررت لجنة السكن الإقتحام، وحسم الطلاب أمرهم ثورياً بإقتحام مخازن الصندوق، وأشرفت لجنة السكن على توزيع المراتب بعد نفاذ المهلة المقررة ب “48 ساعة” في مشهد بسيط وعادي للغاية
    لجنة الإشراف على المخازن :-
    لجنة السكن التي تم تكوينها من طلاب الجامعة، أشرفت على توزيع “المراتب” للطلاب، وما الضير في ذلك فالممتلكات تخص الطلاب وهم من يستحقها وليس جدران المخازن الضخمة، والجامعة جامعة الطلاب، وبأموالهم تم إنشاء داخلياتهم التي يسترزق منها أرباب ومأجوري النظام، ولجنة السكن تمثلهم كطلاب وسبق تشكيلها والإعلان الشجاع عن قادتها بصورة جماهيرية أمام مسمع ومرأى الكافة، ولاغرابة في نضال الكل من أجل حقوق الكل، حيث تم توزيع الآتي :-
    - المراتب للغرف حسب السكان “بين 4 – 8 – 12″ وكانت حوالي 1600 مرتبة.
    - لمبات الإضاءة “النايلون” لمبة لكل غرفة وكانت حوالي 82 لمبة.
    - بعض المراوح المستعملة
    لا مكان للملكية الفردية فيما سبق، فما تمَّ توزيعه بين الطلاب لغرض الإستفادة الشخصية في حدود الزهد، وجميع الممتكات مُسجلة بإسم جامعة الخرطوم، كل ذلك تمَّ تدوينه وتوثيقة بواسطة لجنة السكن، وتحولت تلك اللجنة الطلابية الى لجنة للمخازن والمهمات، فيها مسئول عن فتح المخزن، مسئول الإحصاء، المدخلات، المخرجات، التوزيع،..وهكذا كيَّف الطلاب وضعهم، وأداروا شأنهم بمسئولية وأمانة بالغتين.
    نهب ماكينة الطباعة :-
    على الرغم من صفتي الجدية والصرامة التي تُعدُّ من سمات العمل العام، وهما من مميزات تلك الأيام، الا أنها لم تخلو من قفشات، ومن الطرائف التي تحوَّلت لدرس قاسٍ، أنه وفي ذلك اليوم كان الكل منغمس في أمر الحصول على مرتبة للاستمتاع بنوم ليلة هانئة بلا قطن بالٍ، وأشياء مزعجة تسبب الإصابة بالجيوب الأنفية، غبار وأتربة، وفوجئنا بأن حصيلة المراتب كانت جديدة الصنع، وفي المشهد الذي يصور طالب ما ممسكاً بيمناه لمبة نايلون، يظهر آخر من البعد معتلياً مرتبته بيديه، مع وجود قِلة من الذين حصلوا على (رزَّة طبلة) لتأمين الغرفة من لصوص النظام، وهكذا كان ذلك المشهد.
    إهتمت لجنة السكن بتوزيع المُستحقات، و‘نبثقت عنها لجنة فرعية قامت بأمر الإحصاء، البعض يحمل، والبعض يعاون بعضهم البعض، ومن بعيد شوهد أحد (الزملاء) يحمل في ظهره شيئاً ما أسود اللون، شيئاً لم يبدو طبيعياً، ولما كُنَّا على بعد مسافة لم تُمكِّننا من تحديد المشهد بدقة، اقتربنا نحوه، وإذ باشيء المحمول(ماكينة آله كاتبة)!!! فسأله الشهيد محمد عبد السلام بصرامة وهدوء عن المبرر الذي دعاه لأخذ الآلة الكاتبة، فقال الزميل بثورية :
    “يازول نحنا لحدي أسي بنكتب بياناتنا بي خط اليد، حتساعدنا الآلة الكاتبة في تجويد العمل الدعائي “، وبالفعل كانت البيانات حتى مطلع القرن الجديد تُكتب بخط اليد. الشهيد بإعتباره أحد قيادات السكن طلب من الرفيق إرجاع الآلة مُبرراً قوله :-
    “كان ولا يزال هدفنا توفير الاحتياجات الأساسية للطلاب، إحتياجات رئيسية تتعلق بالبيئة السكنية فقط، أما ما أقدمت عليه فلا يتوافق مع طبيعة المعركة والمطالب المُلحَّة للجنة السكن. فلا الآلة الكاتبة وغيرها يصح الحصول عليها بتلك الكيفية”.
    عليه إستوعب الزميل (البرلوم) ذلك الدرس الأخلاقي وما زال يُذكِّرنا به كلما تجددت ذكريات (ليلة الاقتحام ).
    ليلة الاقتحام :-
    بعد ان أنهى الطلاب أمر استلام وتسليم إحتياجاتهم وحقوقهم الطبيعية انصرفوا الى الجامعة، ومثَّل ذلك الحدث الجلل القاسم المُشترك في تبادلهم أطراف الحديث ومحور نقاشهم، فكيف لا يكون والجامعة قد شهدت حركة واسعة ونشطة، وتمَّ تعبئتها خلال الأسبوعين السابقين!!!
    نذكر أننا وبعض قُدامى الأصدقاء قمنا بطواف في مجمع الوسط بدءاً بالعلوم ثم الإدارية، الاقتصاد، القانون …. وإتكئنا نستريح في كافتريا القانون في (المصطبة). للأمانة والتاريخ وبينما نحن جلوس نرشُف الشاي، أعدنا التفكير في قراءة التوقُّعات، ثُمَّ إنتابتنا موجة من التفكير ثم الشعور القلِق، حدس جماعي مُشترك المَّ فينا، وبيننا، ) أماني حدو، هبه، حافظ حسين، هاجر، محمد محي الدين، المرحوم حسام الحاج، عبد المنعم سالمين، حمدي، والكادر السري الوفي ) أخذنا نرنو يميناً ونُرِّكز صوب اليسار، عن تفسير علمي لمستجدات الأحداث، أملاً في الاكتشاف، وعلى الرغم من السكون الذي حلَّ فجأة في نفوس العامة، ومجموعة الزملاء الذين كانوا في (تله) القانون خاصة، إلا أننا قررنا مُغادرة الجامعة، وانصرفنا إلى الداخلية وكأننا على علم بحتمية حدوث ذلك الشيء الذي سيحِل في تلك الليلة القاتمة، هدوء أمني وسواد ليل ربما حملا نذير شؤوم.
    الغداء الأخير:-
    بادر أحدنا بنصب مكيدة على صاحب الكافيتيريا التي تتبع للسلطة بذلك ولم يعطه قيمة ذلك الطعام البائس الذي تناولناه، فقد كان شائعاً في وسط الطلاب في تلك الفترة (الإستهبال) على المحلات التي تؤول ملكيتها للسلطة، وكنا مجموعة أفراد نعتقد أن ذلك (عملاً نضالياً)، ولم نأبه بإنتقادات زملائنا الآخرين، الذين دوماً ما يوجهون نحونا أسهم النقد والتوجيه، إذ درج البعض منا على إحتيال ومنح تذاكر الطعام على المحتاجين، وكثيراً ماترى (موارك الفاصوليا) تُوزَّع مجاناً على الفقراء من الطلاب، حسبنا أننا نُطبِّق الإشتراكية، فكيف لا نُعطي مبرراً لأنفسنا وأرباح الكافيتيريا يُموِّل بها النظام أجهزته الأمنية، ويجوع الطلاب بسبب سياسات الإفقار المُتعمَّده !!!
    على كلٍ، تناولنا قليلاً من الطعام وغادرنا إلى داخلية المناهل (55، 60 ، 23،…..) وهذه كانت أرقام غُرفنا التي خُصصت للراحة نهاراً والعمل التنظيمي السري ليلا ً…….
    ما أن حلَّت التاسعة ليلاً حتى استقر بنا المقام في سطح الداخلية، بين حوالي التسعين طالباً كان محمد عبد السلام وأبو السيد وعبد الله الضاوي بالإضافة إلى “م” متكئين باطمئنان. توقعنا بأن أحداث عُنفٍ ستنشُب بعد منتصف الليل وأعددنا العدة حسب ما هو مُتاح.
    وفي الحادية عشر ليلاً اُغلقت جميع الطرق المؤدية من وإلى الداخليات وظللنا نُراقب المشهد عن بعد، رجال الشرطة انتشروا على إمتداد شارعي الجامعة والجمهورية، بالإضافة إلى تمركُز قوات أمنية في التقاطع المؤدي إلى كبري النيل الأزرق بالجوار من “النفق المُظلم”، أيضاً الكثير من العسكر تجمَّعوا في تقاطع شارعي الجمهورية مع القيادة العامة، فضلاً عن إغلاق شارع “عبيد حاج الأمين” المؤدي إلى كلية الدراسات العليا والإنمائية وهي المنطقة التي تُعرف الآن ب “داون تاون”.
    حسبنا أن العراك طرفه طلاب السلطة فقط من الجانب الآخر، ولما كانوا طلاباً تُبَّع لايستطيعون الصمود في مواجهات مباشرة مع الطلاب، بمعزل عن “الإمداد الخارجي” من أمن وشرطة، توقَّعنا حسم المعركة لصالح الطلاب، وظللنا مستيقظين طوال الليل ولم نُخطر بقية الطلاب بما توقعنا، غير الأصدقاء، وبعض الناشطين في العمل العام.
    لأسباب عِدة لم نخطر الآخرين، من بينها الحرص على حصر المعلومة في أضيق نطاق ممكن، زيادة عن منع تضخيم التوقُّع، والخوف من تسرب وتفشي حالتي الشد والجذب الذهني بين الطلاب، فضلاً عن تقليل إحتمالات الخسائر، وهذه حسابات يدركها مختصين بمثل تلك الشئون.
    محمد عبد السلام لا يكترث :-
    وجدناه على علم بالأمر بحكم موقعه التنظيمي كعضو في مركزية الجبهة الديمقراطية، وكقيادة جماهيرية في معركة السكن، فقال لنا بكل ببرود وطمأنينة : -
    “ياشباب ما تكبِّرو الموضوع… لو في عُنف نخوضه بكل ثبات …. ولو حملة اعتقالات مامُشكلة …أنحنا ما أوَّل ناس..ولا آخر ناس، نحنا ما بنسوي في حاجة عيب ولا حاجة غلط نتدسى منها”
    لم نُراجع عبارته التي باتت شهيرة، ولم نعي مدلولها، إلا بعد مرور ستة ساعات، رجعنا إلى موقعنا في الجزء الشمالي الشرقي من سطح داخلية المناهل، وكان صديقنا محمد في سطح السِلِّم الغربي وتارة بالقرب منه، حتى حلَّت لحظة الصفر، ونادى أولئك السفلة مُنادي (الجهاد).
    الزحف الأسود:-
    بعد حوالي الساعة الثانية والنصف من فجر الثلاثاء 4/ أغسطس تمَّ إقتحام حرم الداخليات من ناحية البوابة الغربية، وجرى إعتقال عنيف طال كل الطلاب بدءاً بداخلية الرهد والى الأمام، الشئ الذي أضطر البعض لمغادرة الأسطح والغرف العُليا إحتماءاً بالأرض، وبقي الجميع جلوساً عليها، رافعين أيديهم الى أعلى، مطأطئين رؤوسهم أسفل أرجلهم، في مشهد مهين ومُذل، وما حسبوا أن من بينهم من نظرت السلطات في أمره، وقرَّرت أن يُدفن في الأرض، لا أن يجلس عليها مؤقَّتاً أسوة بزملائه
    وإستمرت القوات الكبيرة تقتحم وتعتقل، ولمَّا كنا في سطح مبنى داخلية “المناهل” بان لنا ذلك المشهد البعيد، كأنما أشياء سوداء تتحرك بقوة مُحدثةً ضجيجاً مُخيفاً، في حقيقة الأمر أن ذلك كان ناتجاً عن إهتزاز الأسلحة النارية والعصي الغلاظ التي كان يحملها أولئك العسكر وبعض المدنيين، شيئاً فشيئاً وجدنا أنفسنا نُقاوم من أجل البقاء، النيران اشتعلت على الأرض عندما قام الطلاب بقذف “الغزاه الجدد” بزجاجات “المولتوف” الحارقة، في مواجهة بنادق إيرانية الصنع، وبمبان عراقي ظل حبيس الفوهات، إشتمَّت أسرة الجامعة رائحته فيما بعد أساتذة وعمال، موظفين وطلاب.
    فجأة أحاط مُلثمين أرجاء الداخلية من الأسفل، وصعد الغزاه إلى الطابق الأول خائفين من ردود الأفعال، فمنهم من جاء أجيراً، والبعض منهم صُعق بالإنبهار بالجامعة، مرد ذلك أن غالبيتهم وَفَدَ من جامعتي أمدرمان الاسلامية والقرءان الكريم، جامعة الخرطوم كانت – ولا وزالت – عصيَّة المنال، فاسدة المزاج العام كما يحسبون، أتوا من جامعات الشريعة الإسلامية ليجاهدوا في أرض جامعة الخرطوم العلمانية.
    وبدأ أولئك الغزاة يستهدفون غرفاً بعينها بكسر بواباتها، وفي معيتهم خرائط وقصاصات ورق، ومرشدين، بحثاً عن نشطاء العمل العام، وبالأخص أعضاء تنظيم الجبهة الديمقراطية، الغرف “55،60 ،23، وصالون الطابق الثالث، …” من داخلية المناهل، وبعد لحظات تكدَّس مدخل السُلَّمين بعشرات الأشخاص، وأخيراً “تمكَّنوا” من احتلال كل أرجاء الداخلية بعد مقاومة لا بأس بها، ومُرضِية لحدٍ ما للضمير، طالما كانت الإمكانيات معقولة، ولا يُمكن مطلقاً مُقارنتها بمقدرات الدولة البوليسية
    الأشباح المكشوفة :-
    حدث إرتباك كبير ولم يستطع البعض منَّا التمكُّن من قراءة ماسيحدث لاحقاً، فبعد الاشتباك تمَّ إقتيادنا الى الأرض بالقوة، ومن ثم تمَّ جمعنا في الشارع الرئيس الذي يفصل بين داخليتي الرهد والأصيل، بالقرب من مطعم “عبد الباقي” ذلك الشخص الذي أرشد الغزاه على الضحايا وقدَّم لهم معلومات ضافية.
    دُهشنا لوجود عشرات الأشباح المُلثمة، أشخاص مرتدين أزياء مدنية، وملثمين بطريقة مُحكمة، كانوا يُرشِدون العسكر على أبرز المُعارضين للنظام، كما أسلفنا القول، وكانوا يقولون :-
    - إسمك منو يازول هيي ؟ بتقرأ في ياتو جامعة يابليد ؟
    - أنت شيوعي صاح ولا لا يا”…” ؟
    - أطلع بره الصف ده يطلع “…” وأركب في العربيه دي يركبك فيك”…”.
    - تعالوا ياصعايك التجمًّع، أمش أوضتك وقفِّل خشمك ده زي أختك.
    - إتحركوا يا”…”، إنت يا”…” عامل فيها بتاع قانون وله دكتور؟
    - جيبوا هنا ندخِّل فيه “…”، ياطلبة يا “…” وبناتكم ال “…”
    تلك الأشباح، وبمساعدة المُرشدين تمكَّنت من التعرُّف على ثلاثة طلاب وجرى إعتقالهم فوراً، الأول محمد عبد السلام بابكر 3/قانون بجانب الثاني أبو السيد والثالث عبد الله.
    ومن المؤكد أن الأشباح كانت على علم وثيق بالمعتقلين، وبنشاطهم أيضاً، فالثالث برز كعضو في حزب الأمة قبل أن يفارقه، والثاني كان في حزب البعث في تلك الأيام، قبل أن ينتقل الى الحزب الاتحادي، ثم يتركه لاحقاً، أما محمد عبد السلام فإنتمى إلى تنظيم الجبهة الديمقراطية ونشط في رابطة مدني بحكم موقعه التنفيذي كسكرتير عام لها، وكانت الروابط الإقليمية في تلك الفترة تؤدي مهام وطنية سياسية هامة، سيما رابطة طلاب مدني التي كان يقودها الطالب عبد المنعم “بوكاندي” الذي سيأتي تناول حادثته الشهيرة لاحقاً .
    الشبح الأعرج :-
    معظم الأشباح كانت تنتمي كلية القانون الشئ الذي جعل في معيتهم معلومات أوليه عن طلاب القانون، وإلا لما كانت تتأتى عملية الإنتقاء من دون طلاب الكليات الأخرى، ومع المدخل الشمالي لداخلية الأصيل تحرَّك شبح صوب المُحتجزين، وقد لاحظ الجميع الحركة العرجاء في خطواته، بل تأكدوا من هويته أيضاً، ف “عرجته” لا تُخفى عن عين المتابعين للنشاط السياسي، الواقع يشير الى أنه الطالب “…” 3/ قانون كادر السلطة، الذي يشغل الآن منصباً مرموقاً، وهذا أمر بسيط.
    سُلَّم داخلية المناهل :-
    في ظل الضوضاء والصخب، وإبان حالة الذعر والصراع السائدة أفاد شهود عيان أنهم شاهدوا محمداً دامي الجسد، فقد أكدوا بأن مجموعة من أفراد الأمن قامت بضربه بوحشيه في السلم، وهو معصوب اليدين من ثم جروه من أرجله من الطابق الثالث الى الأرض، بعد ذلك تم إعتقاله الى مكان ما بواسطة عربة.
    صدور صحيفة مساء الخير بعد ربع ساعة فقط:-
    ما أن إنسحبت القوات الأمنية وأشباح الليل من حرم الداخليات في مطلع الفجر، حتى تفاجأ الطلاب بصدور صحيفة مساء الخير لسان الجبهة الديمقراطية بعد مرور ربع ساعة فقط، فقد الصقت على الجدران ونُشرت في الجامعة، بالتالي أصبح الحدث مُخيِّماً على الأجواء أكثر فأكثر…عمَّ الصخب أرجاء الجامعة، بدأ الكل يسأل عن زملائه ومعارفه، ففي تلك الفترة كانت أجهزة الإتصالات المحمولة محدودة جداً، لدرجة أن حملتها كانوا فقط إما من البرجوازية أو من منسوبي الأجهزة الأمنية.
    وفي تمام العاشرة من صباح الثلاثاء 4/ أغسطس 2008م أقام التجمع الوطني الديمقراطي مخاطبة بالنشاط “ساحة علوم الشرقية جوار الكافتريا آنذاك” وسير موكباً إلى مكتب مدير الجامعة، حمل مذكرة تطالب بإطلاق سراح الطالب المعتقل محمد عبد السلام بابكر 3/ قانون، أما المعتقلين فلم يمكثا سوى ساعات معدودة، إذ تم إطلاق سراحهما صباح اليوم أي بعد ساعات من إعتقالهما
    الموكب الهادر :-
    خاطب الموكب متحدث الجبهة الديمقراطية “خالد محمد عوض الكريم – البرلوم – 4/ طب”، بجانب أيمن خالد 4 / آداب من رابطة الطلبة الإتحاديين، وشول دينق طون 2/ هندسة من ANF – الحركة الشعبية -، وأشرف محمد عوض الكريم 4 /هندسة من حزب البعث السوداني آنذاك، بالإضافة الى محمد فاروق متحدث مؤتمر الطلاب المستقلين، وأدارت المخاطبة كادر الجبهة الديمقراطية شيراز محمد عبد الحي 5 / طب إن لم تخذلنا الذاكرة” وإتجه الموكب صوب مبنى مدير الجامعة. كانت الهتافات عالية جداً لدرجة توقف الدراسة في بعض فصول الكليات :-
    “المعتقلين……. يا وسخين، الداخلية……..يا حرامية، حرية … حرية، الجامعة جامعة حُره … والكوز يطلع برَّة، عوزلك بيت وعربية … ياعميل الجبهة الفاشية في إشارة واضحة الى مدير الجامعة البروفيسور عبد الملك” وغيرها من الهتافات الحماسية وقصائد الشعر التعبوية، ثم ظل الطلاب معتصمون بمكتب المدير حتى وقت متأخر.
    الملاحظة الهامة أن مجموعة من أفراد الأمن شوهدوا بمكتب المدير في ذلك اليوم، تم التعرف على كادري الأمن الشهيرين “فيصل عدلان وعبد الغفار الشريف”. وما لبث أن غُطت جدران الجامعة بالملصقات “أطلقوا سراح الطالب محمد عبد السلام، لا للإعتقال السياسي، نعم لحرية التعبير، نحو سكن إنساني مُعافى،…”
    وعادت رياح الأسى مجدداً تُحيط بالزملاء ( حافظ حسين، ود الحاج، رشا مأمون، حسام الحاج، ماهر الوحش وغيرهم من الأوفياء ……..
    الخبر المفجع :-
    أتى الخبر الأسود من مدينة ود مدني، “وصول جثمان الطالب محمد عبد السلام بسيارة إسعاف الجامعة محمولاً بواسطة الآتية أسمائهم” :-
    - البروفسور الزبير بشير طه (المدير الجامعة).
    - البروفسور عبد الملك محمد عبد الرحمن (نائب المدير).
    - د.عبد الله جمعة فروة (عميد كلية العلوم)
    - د.إبراهيم عبد السلام (عميد الطلاب) وإدَّعوا بُهتاناً بأن محمداً عُثر عليه مقتولاً في ضاحية كافوري بمنطقة الخرطوم بحري، ونتجت الوفاة إثر خلاف نشب بينه وصديقه! عَكَس ذلك الموقف عدم إحترام بعض الأساتاذة الجامعيين لمؤهلهم العلمي، وتقاطع الأمانة العلمية مع الأخلاق، بل كان فعلهم مُحِط لكل قيم الإنسانية.
    لقد كذب مدير الجامعة على أهل الشهيد، وبذلك يكون قد كشف المسافة الشائعة التي تبعده وأمثاله عن دورهم التربوي والمهني المطلوب في أداء الرسالة الجامعية السامية، فالبروفسور الزبير بشير طه أصبح فيما بعد مسئولاً في وزارة التعليم العالي ثم وزيراً للداخلية والزراعة، و د.عبد الله فروة تولَّى مُهمة عمادة كلية الدراسات التقنية والتنموية “الدبلومات”، د. إبراهيم عبد السلام عمل في العديد من لجان الجامعة الرئيسية التي تؤدي الأدوار الحساسة، وأخيراً رُقي كعميد لكلية الإنتاج الحيواني، بجانب إحتفاظه الدائم بمنصب رئيس لجنة مسجد الجامعة، أما أستاذنا البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن فقد تولَّى مسئولية ادارة الجامعة، وإنتقل أخيراً كأستاذ بكلية الهندسة بدلاً عن العلوم.
    أساتذة الجامعة الذين أوصلوا الجثمان صمتوا جميعاً محاولين خداع العم عبد السلام بابكر والد الشهيد، ولمَّا ساوره الشك الذي ينبئ عن يقين معرفي، وبحضور عدد من الشهود، تمَّ فتح جثمانه الطاهر الذي بدت عليه علامات الضرب والتعذيب بائنة بينونة كبرى لا تُخفيها محاولات الكذب، إلى أن قال الطبيب الشرعي بود مدني قولته المشهودة :-
    ” وفاة جراء الضرب وتهشُّم في الجُمجُمَّة… وآثار جروح مُتفرِّقة… كسر في الترقوة ،…” ثم غادر المدينة وفد مداراة الجريمة يجرجرون أذيال الخيبة، غير مأسوف عليهم ولا على تاريخهم الأسود. بذلك يكون محمد عبد السلام قد إحتل المرتبة الخامسة في سجل شهداء طلاب جامعة الخرطوم في عهد الإنقاذ، “1 بشير، 2 سليم، 3 التاية، 4 طارق، 5 محمد عبد السلام”.























                  

العنوان الكاتب Date
جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب مصطفى الطيب مصطفى 02-03-18, 04:03 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-03-18, 04:56 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابوعلي 02-03-18, 05:22 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابوعلي 02-03-18, 05:23 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � الدولار 02-03-18, 07:25 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � أحمد البشير الهدندوي 02-03-18, 07:35 PM
    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � شطة خضراء 02-03-18, 08:58 PM
      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Abdullah Idrees02-03-18, 10:06 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � gassim 02-04-18, 06:42 AM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � gassim 02-04-18, 06:50 AM
    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-04-18, 10:49 AM
      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-04-18, 11:49 AM
        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-04-18, 01:27 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-04-18, 02:59 PM
        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � أيمن 02-04-18, 02:19 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-04-18, 02:53 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � nour tawir02-04-18, 03:21 PM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-04-18, 03:40 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-04-18, 03:34 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-04-18, 04:23 PM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � nour tawir02-04-18, 08:07 PM
                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-04-18, 10:23 PM
                  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-04-18, 10:33 PM
                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � nour tawir02-04-18, 11:19 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-05-18, 00:57 AM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � حافظ سليمان 02-05-18, 05:00 AM
                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابو علي 02-05-18, 09:34 AM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � أيمن 02-05-18, 10:53 AM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عثمان الحسن محمد نور02-05-18, 06:22 AM
    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-05-18, 08:56 AM
      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-05-18, 08:58 AM
        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 12:26 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 12:46 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 01:02 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-05-18, 01:13 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � أيمن 02-05-18, 01:00 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-05-18, 01:21 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 01:27 PM
        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 01:46 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 01:59 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � nour tawir02-05-18, 02:06 PM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-05-18, 02:25 PM
                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-05-18, 06:43 PM
                  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-05-18, 06:56 PM
                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 08:11 PM
                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-05-18, 08:14 PM
                      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-05-18, 08:31 PM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Osman Hassan02-06-18, 02:19 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � طارق الطاهر 02-05-18, 10:45 PM
    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � Yasir Elsharif02-06-18, 11:03 AM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � امير بابكر عبد القادر 02-06-18, 11:37 AM
    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-06-18, 01:07 PM
      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-06-18, 01:30 PM
        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-06-18, 03:14 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-06-18, 03:47 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-07-18, 03:54 PM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-07-18, 06:43 PM
                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-07-18, 09:18 PM
  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابو علي 02-07-18, 09:38 PM
    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-08-18, 12:47 PM
      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-08-18, 06:00 PM
      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-08-18, 06:28 PM
    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � لبنى محمد علي 02-08-18, 07:38 PM
      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-09-18, 10:17 PM
        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-10-18, 12:20 PM
          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � متابع 02-10-18, 02:41 PM
            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-10-18, 02:53 PM
              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابو علي 02-11-18, 05:29 AM
                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-11-18, 10:13 AM
                  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-11-18, 04:56 PM
                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � امين السيد 02-11-18, 05:43 PM
                      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-11-18, 06:32 PM
                        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-11-18, 09:51 PM
                          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � نيمو 02-11-18, 10:49 PM
                            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-12-18, 11:56 AM
                              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-12-18, 12:17 PM
                                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-12-18, 01:54 PM
                                  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-12-18, 03:00 PM
                                  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � سلافة عوض حجازي 02-12-18, 03:00 PM
                                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-12-18, 04:05 PM
                                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-12-18, 05:23 PM
                                      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � سلافة عوض حجازي 02-12-18, 08:09 PM
                                        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-12-18, 08:20 PM
                                          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � سلافة عوض حجازي 02-12-18, 11:23 PM
                                            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 03:07 AM
                                              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � سامي عبد الوهاب 02-13-18, 04:38 AM
                                                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابو علي 02-13-18, 09:37 AM
                                                  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 11:15 AM
                                                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 11:54 AM
                                                      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 12:58 PM
                                                        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � سلافة عوض حجازي 02-13-18, 01:55 PM
                                                        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 02:20 PM
                                                          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 03:34 PM
                                                            Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عليش الريدة02-13-18, 03:49 PM
                                                              Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 04:16 PM
                                                                Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � سلافة عوض حجازي 02-13-18, 04:47 PM
                                                                  Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 05:43 PM
                                                                    Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � فاطمة احمد ابراهيم 02-13-18, 05:59 PM
                                                                      Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � عاطف عمر محمد 02-13-18, 07:45 PM
                                                                        Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابوعلي 02-13-18, 08:05 PM
                                                                          Re: جموح الدولار .. ثم ماذا بعد؟!!ا بقلم الطيب � ابو علي 02-13-18, 08:11 PM


1 صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de