عن تأييد بعض الاحفاديات للإنتهاكات الجسدية لبروف قاسم بدري ضد طالباته
يُبين الفيلسوف وعالم النفس الفرنسي فرانتز فانون في كتابه معذبو الارض إن مرحلة التماهي مع المتسلط هي مرحلة متأخرة من المراحل النفسية للإنسان المقهور وفيها يبدأ الانسان المقهور بتبرير تصرفات قاهره وقد يصل به الامر لحد تبنيها والاستماتة في الدفاع عنها عبر تأويلها وتفسيرها ومن ثم تحويلها قسراً الى خير مطلق وبذلك يحدث الافتتان بالمتسلط كبطل قومي مع القبول المستسلم بألية القهر كوسيلة لتحقيق الغايات النبيلة ، وبإتخاذ هذه المقدمة كمدخل لقراءة ردة الفعل المؤيدة لبعض الاحفاديات - رائدات مجتمع وطالبات- لما ظهر مؤخراً من فيديوهات تظهر البروف قاسم بدري المدير الوراثي لجامعة الاحفاد للبنات وهو يقمع احتجاجات طلابية بالضرب والركل وكذلك تبرريهن السخيف لإعتداء البروف التي لا يمكن تفسيرها الا عبر نظريات علم النفس. وبذلك ستظهر حقيقة بروف قاسم جلياً خاصة إذاما تابعنا النظرية الفانونية الى النهاية، حيث يذكر فانون أن المتسلط دائماً ما يستخدم الفزاعات لترويض ضحاياه وإقناعها بصواب افعاله وذلك عبر خلق أعداء خارجييين أسطوريين - بعاعيت وغيلان- يدّعي المتسلط في خطاباته التربص الدائم بمجتمعه و الطمع اللامحدود لهؤلاء الأعداء ليقنع ضحاياه بحسن نواياه وحرصه على سلامة أفراد المجتمع والمحافظة على قيمه العليا وبذلك يظهر المتسلط كبطل قومي وكفارس حامي للديار، وَمِمَّا لا شك فيه هو ريادة مؤسسة الاحفاد في النهوض بتعليم النساء عبر مؤسسها القامة بابكر بدري وكذلك التعهد الدائم برفع قيمة المرأة المجتمعية والنهضة بها نحو القيم الانسانية العليا عطفاً على حمايتها من جور وتسلط المجتمع السوداني الذي تسوده قيم البداوة والجلافة وتلك المبادرة النبيلة التي تتبناها جعلت منها مؤسسة وطنية جديرة بحماية القيم الانسانية العليا التي تدعو للتحضر عبر رفع قيمة المرأة واخراجها من ظلمات الجهل والتسخير المنزلي المذل، وقد كرر أصحابها ذلك مراراً على اجهزة الاعلام والمؤتمرات الدولية. وبربط هذا التبني لقيم التحضر وهذا التصدي لحماية ريادة المرأة وحقوقها مع ما سبق من تحليل لفانون نجد أن قاسم بدري يتصرف وفق استراتيجية راسخة القدم لممارسة القهر والتسلط، وعليه نجد ان النماذج الاحفادية التي ظهرت للإعلام متصدية لأي وقوف قي وجه البروف المتسلط هي نتاج حتمي لهذه الممارسة الممنهجة للقهر داخل مؤسسة الاحفاد لريادة المرأة والنهوض بها!. ما يدعو للعجب هو مطابقة نص نظرية فانون للحالة الراهنة؛ ذلك عندما ظهرت إحداهن مبررةً تعدي البروف الوريث على إحدى طالباته باللكم والركل- بنج وشلاليت- وإظهار الامر على انه حماية لها من العدوان الخارجي المتمثل في تربص أفراد الأمن وجحافل شرطة الشغب وتعبير صادق لبابا قاسم عن حبه لبناته ومؤسسته الرائدة في حفظ كرامة المرأة، يا للسخرية إذاً لماذا يسخرن الاحفاديات أنفسهن من إدعاء السفّاح عمر البشير عندما يبرر ضربه للأطفال في دارفور بالطائرات على ان انه لم يفعل ذلك سوى حباً للوطن وحماية له من التربص الخارجي المتمثل في التآمر الاسرائيلي و الامريكي ضد الشعب السوداني المسلم ! وإذا استرسلنا في تصديق التبريرات السخيفة حتماً سنخلص الى ان ارتفاع الأسعار ونهب خزينة الدولة وقتل الخصوم السياسيين ما هو الا وسيلة لتحقيق غاية نبيلة هي حماية الشعب من المتربصين الخارجيين، كما يدعي موالو الحكومة . ما قامت وتقوم به الاحفاديات من تبرير لقهر السيد البروف ما هو الا انهزام نفسي ناتج عن القهر الممنهج الذي مورس ضدهن ولسنوات طويلة حتى صار اعتيادياً بل بعضهن يرينه تعبيراً صادقاً عن الحب والاحتواء مثلما كتبت إحداهن في غمرة هياجها لما يجري من تعرية لمتسلطها المقدس. إن القيم العليا لا تتجزأ سيداتي الفاضلات، فإن كانت الجدلية الاحفادية في تحليلها لازمة تخلف المرأة تعترف بالتسلط الذكوري على قيم المجتمع وتجييرها لصالح مصالحه فإننا نقول لكنّْ: لن تكون هناك حالات خاصة او استثناءات لتطبيق النظرية بل من الاولى أن يلتزم قائد هذه المدرسة الفكرية ووريث عرابها بما تؤمن به مؤسسته من قيم، وأي تجاوز او محاولة للقفز بالذانة على هذه القيم يُعتبر تجني واضح بل هو جريمة مدروسة ومخطط لها لخلق زريبة خاصة لممارسة التسلط بعد أن يتم تغييب عقول مرتاديها بالبعاتي الخارجي وغول الرجل الريفي البغيض. آنساتي الاحفاديات الغيورات على اسرار البيت الاحفادي العريق (وباباه) المقدس نعتذر لكنّْ عن تلصصنا غير الاخلاقي على شؤون بيتكن الداخلية وإفشاء اسرار اسرتكن ( المحافظة) وفضح ربها الطيب كريم الأصل-كما وصفته احداكن- ولكن قبل ذلك تحتم علينا مبادئنا الاخلاقية والقيم الانسانية العليا التي نؤمن بها أن نقول لكنّْ أنتن مغيبات كلياً بل غارقات في وهم العراقة وأصالة الأسلاف، فالوعي لا يُورَّث بالجينات عزيزاتي كما أن النفاق والمحاباة هما قمة السقوط الاخلاقي، تُرى هل تبيح قيم ومبادئ مؤسسة الاحفاد القهر النفسي والجسدي بداعي القيم النبيلة؟ نحن نتساءل لنتبين القيم السرية التي اخرجتنها لنا من اجربتكن عندما وصل راس السوط (بابا) قاسم لأننا نؤمن بالمساواة أمام القانون بالقدر نفسه الذي نؤمن به بحق الكرامة في العيش للإنسان الذي انتهكته لطشات بروف قاسم، نصير ريادة المرأة وكرامتها! وبغض النظر عن إجابتكن فإننا في الخلاصة نقول: إن ما قام ويقوم به البروف قاسم بدري من تسلط وتعدي للقيم الانسانية لا يقل جرم عما تقوم به حكومة عمر البشير من انتهاكات لكرامة الشعب السوداني، وإن بروف قاسم بدري وطاقمه الاداري بناء على افاداتكن المهزومة؛ التي تؤكد انتهاكه الدائم لكرامة طالباته واذلالهن؛ما هم سوى متسلطين محترفين يقومون بتوجيه غبن ضحاياهم الى خارج أسوار المؤسسة - اي نحو رجل الشارع العادي- فقط ليهيئوا النفوس لممارسة تسلطهم وقهرهم بكل أريحية تحت دعاوي الحب والحماية من قيم رجل الشارع أبو تكة ومجتمعة الذي يتربص بكرامة النساء وتقدمها أبداً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم دهب تلبو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست