لقد قيل: كفى بالموت واعظا. وبدءً فليرحَمِ اللهُ تعالى، الرئيسَ اليمني السابق، علي عبدالله صالح، والذي اغتيل بالأمس وهو على مرمى حجرٍ من عَتبات نَصِّه. قريته التي شهدت مهد ميلاده His birthday Cradle لكنّ محين موته كان شنيعاً وأسرع إلى لحدِ مماتِه his death funeral وعلى ذات الأعتاب العتبات العُتَيْبيّات، في تلك الصورة المريرة؛ وكان المُغتالُ قد طَعَن عُمُراً في التسنّم القيادي لعرش بلادِه (في اليمن السعيد) اختراطاً واجتهادا، ثم هاهي المحصّلة يبكي النهاية.
بلا ريب، فقد فَـرِحَ لـِقتلتِه عددٌ من الناس؛ تُرى ماذا كان يبغي في تلك الأوبة الأخيرة..؟ ثم ألم يجد في سفرِه هذا نَصَبا، وأيّ نَصَب. كذلك كان الحالُ مع الراحل الزعيم العراقي، صدّام حسين، رحمه الله تعالى، وأيضاً كان ذات المبكَى المُضَيَّع والمناحَة الصدّاحة، مع الراحل الزعيم الليبي، مُعَمَّر القدّافي، رحمه الله تعالى. وبالطبع من المُحتَمَل جداً أن تتشابه مصائر بعض الزعماء وغير الزعماء في دول العالَم الثالث، العائش على ذات الصفيح الساخن منذ أزمان. فيشرب زعماؤه عصير المنيّة بذات الكأس، أو تتناهى مصائرهم بذات الاغتيال المرير. وإذن مَا العمل؟ ألا مَنْ يتّعِظ فـــَــ يدَع التــّــعَنطُز جانبا.
بطبيعة الحال قد تخالفت وستتخالَف آراءُ الكثيرين تجاه تلك الاغتيالة السَّيّالَة، لهؤلاء الزعماء الذين كانوا قبل توسّدهم التّراب، ملء السمع والبصر والمايكات والكاميرات والزيارات السياحيات، ثم قضوا نحبهم والحسرة تقطِّع أفئدة موالينهم. والفرحة تكاد أن تشرق بوجوه مُخالِــفيهم. فيا لها من ميتةٍ سَيــِّــئة، يهابها الكثيرون ويتمنّاها -ذات الوقت- كثيرون أيضاً. وإنّهم لَــ يعملون بكَدٍّ واجتهاد للوصول إليها كَــ مُســـــــتَهْدَفٍ من جلائل الأعمال الرائعة.
لعلّني ها هنا استخبر الحاضر، عمّا إن كانت هناك عوامل توفّرتْ لأجل أن يحدُث ما حدَثَ بهذه الكيفية ..؟ وأعني الطريقة المريرة الكديرة في إزهاق أرواح الزعماء سمبلة؛ وذاك - برأيي - استخبارٌ صعيب سبره أو قتلِه بحثا. ما لم تتم إجالة وإعادة النّظَر في البيئات الزعيمية الحاضِنة، تلك التي تبيّأت وتَهيَّأت لهؤلاء الذين اغتيلوا بسبقِ إصرارٍ وترَصُّد ومطاردات عنيفة. وَ بأعدادٍ من المُسلَّحين حَدّ أسنانِهم. فتمّ إنهاء حَيواتهم الزعيماتية و العادية في آن، بـرَمشة عين (اغتالوك يا زعيم) حيث كان موت الفُجاءة هو السائد .
لئن سألتَ أشدّ المُطاردين الذين خبّوا للفوز برأس زعيمهم الماضي، مقطوعاً مجدوعاً منزوعا، لأفادَك بأنه نادمٌ على ما جَرَى ..! نادمٌ يسِفُّ التُّراب. ولكنّه ربما أحالَ لك الأمر لتوفّر السِّلاح. بل لربما أشجاك بمسرحية الإيرلندي "جورج برنادشو" في: الأسلحة والإنسان Arms and the Man ثم - لعلّه - أظهَرَ لك اتّفاقه مع الفيلسوف الشاعر، أبي العلاء المعرِّي، في قوله:
تــَــعَبٌ كُلّها الحياةِ فما عجبي // إلّا مِنْ راغبٍ في ازديادِ ..!
وَ لأظهر لك ندمه مرّةً أخرى، وأبان لك "انفقاع" مــرارته قائلاً و لسانه يقطُرُ عصبية مذهبية: السلاح هو الذي اغتاله، لسنا نحنُ يا رجلُ مَنْ نقتُلُ زعمائنا الماضين بمثل هذه البشاعة والمجّانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة