على غير ما توقع الكثيرون.. ويحاول أن يصور البعض.. فردود الأفعال تجاه قرار الإدارة الأمريكية برفع الحظر الاقتصادي.. يبدو معقولا ومنطقيا.. ومخطئ من يظن أو يحاول أن يصور أن القرار لا قيمة له ولا تأثير.. ولعل أهمية القرار وقيمته قد أثبتته المعارضة بمختلف فصائلها قبل الحكومة.. ولا شك أن الكثيرين قد تابعوا جهود مختلف فصائل المعارضة للحيلولة دون قرار رفع الحظر.. حد الخروج في تظاهرات مناهضة للقرار.. وحتى الاعتصام أمام البيت الأبيض لإثناء الرئيس الأمريكي عن إصدار القرار.. بل والاتصال بالكونغرس الأمريكي لقطع الطريق على صدور القرار.. والمفارقة أن ذات الذين كانوا يرفضون رفع قرار الحظر.. كانوا في مرحلة سابقة يتحدثون عن أن القرار لا تأثير له على الحكومة.. وأن المواطن هو الذي يدفع الثمن..! بدءا.. يكفي من آثار قرار رفع الحظر أن السودان قد حصل على شهادة أخلاقية تؤهله للعودة إلى المجتمع الدولي.. وإلى أسواق العالم.. ولعل مسألة أخلاقية هذه قد تغضب البعض.. ولكنها الحقيقة للأسف.. فدونك كانت موصدة كل أبواب العالم.. إذن.. تظل هذه واحدة من أهم نتائج رفع الحظر الاقتصادي.. يلي ذلك العودة إلى التعامل بنظام التحويلات المصرفية.. التي حرم منها السودان لسنوات طويلة.. ولئن كنت قد أشرت هنا قبل يومين إلى اتباع الحكومة لوسائل تحايلية لإجراء معاملاتها المالية مع العالم.. مثل شراء قطع الغيار.. فإن البروفسير ابراهيم غندور وزير الخارجية.. كان أكثر صراحة وهو يروي كيف أن ملايين الدولارات كان يحملها الموظفون في حقائب.. يجوبون بها مطارات العالم.. للوفاء بالتزامات السودان في مختلف المحافل.. مثل سداد رسوم الاشتراكات في مختلف المنظمات..! ثم.. من الفوائد كذلك أن يأتي مستثمرون.. للاستثمار في البلاد.. حال نجاح الحكومة في خلق المناخ الجاذب للاستثمار.. وإن حدث هذا.. فيكفي أن تتاح فرص توظيف للمئات.. بل للآلاف من أبناء السودان في مختلف الوظائف.. من موظفين إلى مهندسين إلى فنيين إلى عمال مهرة إلخ.. وهذه أيضا لها شروطها.. مثل مراجعة عقودات الاستثمار وقوانينه حتى تلزم المستثمر بأن تكون أولوية الوظائف للسودانيين.. لا غيرهم.. وربما يكون الأرجح أن لا تشهد العلاقة الاقتصادية مع الولايات المتحدة تطورا كبيرا.. أو تقدما ملحوظا.. ولكن المؤكد أن أولئك الذين كانوا يخشون بطش الولايات المتحدة.. ستزول الغشاوة من عيونهم بزوال الإرهاب الأمريكي.. وسيعزز هذا من وجودهم في مجالات العمل المختلفة في السودان.. من الفوائد غير المباشرة كذلك أن إزالة الحظر وزوال الإرهاب سيعزز كثيرا من فرص دخول السودان إلى منظمة التجارة العالمية.. وهذه لوحدها ينتظر السودان من ورائها مكاسب اقتصادية ضخمة..! ولعل واحدة من أبرز الفوائد كذلك.. أن رفع الحظر الأمريكي يضع الحكومة السودانية أمام مسؤولياتها مباشرة.. فلما يفوق العشرين عاما ظلت الحكومة تتوارى خلف العقوبات الأمريكية كحجة تبرر بها المشكلات التي تعتور الاقتصاد.. ولكنها الآن.. والآن فقط.. تجد نفسها وجها لوجه مع تلك المشكلات.. فقد رفع الحظر وبقيت المشكلات.. فماذا هي فاعلة إزاء ذلك..؟ نواصل..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد لطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست