:: لو وردت المعلومات على لسان معارض أو صحفي، لوصفوها بالشائعات المغرضة التي تستهدف (أمن الدولة)، ولنصبوا له المحاكم .. ولكن الحمد لله، قالها رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالمجلس الوطني على الهواء مباشرة، ونقلتها صحف البارحة .. بورشة عقدت بالبرلمان،تحت عنوان إنتاج الصمغ العربي وآفاق الصناعة والتسويق، قال رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان،المهندس عبد الله مسار، بالنص : ( تراجع صادر الصمغ العربي من (100.000 طن) إلى (12.000 طن) خلال السنوات الماضية، وأن هذا التراجع مؤشر خطير يجب العمل على تلافيه)..!! :: وهذا يعني أن نسبة التراجع في صادر الصمغ العربي - حسب رئيس لجنة برلمانية - تجاوزت (90%).. والمؤسف، لم يحدث هذا التراجع ما بين ليلة وضحاها أو عام وآخر، بل ظل صادر الصمغ العربي يتراجع سنوياً إلى أن تقزم في (12.000 طن).. وأجمع كل السادة بالورشة - بمن فيهم عبد الله مسار - بأن التهريب من أسباب التراجع، وكذلك عجز السلطات المسؤولة عن فتح منافذ التسويق .. وهناك تعهد وزير التجارة الخارجية، الأستاذ حاتم السر، بالتصدي لما أسماها بمافيا تهريب الصمغ ، قائلاً : ( الحكومة ح تقطع يدهم)..!! :: وعليه، حسب وعيد وزير التجارة حاتم السر، يبدو أن الحكومة كانت في إنتظار تلك النسبة العالية من التراجع في الصادر لتقطع أيدي المهربين .. نعم، فالتراجع في الصادر بنسبة خمسين في المائة دون النصاب ولا يرتقي لحد قطع الأيدي.. وكذلك التراجع بنسبة (75%)، لا يجًوز تطبيق حد قطع الأيدي على المهربين .. ولذلك انتظرت الحكومة الحكيمة وأمهلت المهربين أعواماً ليًهرًبوا الصمغ العربي ويرفعوا نسبة التراجع في الصادر لأكثر من (90%)، وبعدها جاءت بحاتم السر ليهلل ويكبر ثم يقطع أيدي المهربين ..!! :: ما شاء الله وتبارك الله، حكومة واعية وتًمهل المهربين وترعاهم لحين بلوغ حجم تهريبهم نصاب تطبيق حد قطع أيادييهم.. وهنا ليس لنا من قول غير أن نشكر حاتم السر على هذه المعالجة المرتقبة لجريمة تهريب الصمغ العربي بعد إنهيار الصادر.. فهو أذكى من الوزير الأسبق للثروة الحيوانية محمد أحمد أبوكلابيش الذي عالج جريمة تهريب إناث الماشية بما قالها بالنص : (كان يتم تهريب إناث المواشي في السابق، ويفقد البلاد العملة الحرة، ولكن السماح بتصديرها أوقف التهريب)..ولكن حاتم السر لم يُعالج جريمة تهريب الصمغ الغربي بقطع أو تصدير وتهريب الأشجار، وهذا ما يسعدنا..!! :: وغير هذا التهريب، فأن أغرب ما قيل في تلك الورشة جاء على لسان البروفيسور ابراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان بالنص الواضح : ( الجميع يعرف مشاكل الصمغ منذ سنوات، لكن لم نجد حلاً واضحاً، ولا نعرف السبب)..حديث دبلوماسي مراد به عدم احراج السلطات المسؤولة عن الصمغ العربي .. بما أن كلهم يعرفون مشاكل الصمغ العربي منذ سنوات، وبما أنهم كلهم لم يجدوا حلا لهذا المشاكل منذ سنوات، فهذا يعني أن كلهم ما كان يجب وصفهم بالعاجزين والفاشلين قبل سنوات، ولانجد تفسيراً غير هذا لحديث رئيس البرلمان .. وهؤلاء هم من كان يجب قطع دابرهم عن المناصب ليرتفع الانتاج والصادر، قبل قطع أيدي المهربين ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست