الكل في السودان يعرف المقولة الظريفة المشهورة (ابعد كراعك من رجلنا) وما ذا تعني ، ولسنا في صدد تفسيرها ومن قالها ، المهم علينا ان نذكر الطاهر التوم الذي يدعي المهنية وعرض الموضوعات في برامجه بكل حياد وشفافية وهو ابعد من ذلك بكثير ، ويحاول بشتى السبل تبييض صفحة الحكومة ويجعل من الحبة قبة في كل ما تقوم به الحكومة، على الرغم من انه يدري انه يكذب ويتحرى الكذب حتى يثبت أنه على حق.
هذا المقال اتتني فكرته من خلال مشاهدة المقابلة التي اجراها بالامس مع احد المدعين اسمه مصطفى سواق مدير عام قناة الجزيرة الذي يتحدث عن المهنية وهو ابعد عن ذلك ، والطاهر التوم يسمع لهذا الدعي بصورة تجعله مثل التلميذ ومنبهر بما يقوله هذا السواق ، واتمنى أنه يدرى أن هذا الشخص يكذب، وكيف تتحلى بالمهنية وتسمي ثورة السيسي التي انقذت مصر بانقلاب ، وانقلاب الاسلاميين في السودان وتسميته بثورة . وهذا يذكرني نكتة مشهورة ايام ميثاق طرابلس في مطلع السبعينات بين مصر والسودان وليبيا ولاحقا سوريا ، عندما كان الراحلان جمال عبدالناصر وجعفر نميري و برفقتهم محمد حسنين هيكل في نفس الطائرة متجهين إلى ليبيا، وكان هذا الهيكل يحشر نفسه في كل شيء ، عندما وقع بلسانه واتهم انقلاب مايو في السودان ليس بثورة مثل ثورة يوليو في مصر ، في تلك اللحظة قام نميري بخلع حزامه من بنطلونه ، وضرب هيكل ضربا مبرحا ، وعبدالناصر الجمته المفاجأة ولم يستطع القيام بأي شيء تجاه الموقف، وقتها هيكل يحمل كرها وحنقا على السودان والسودانيين ، ولم يقل كلمة حق واحدة عن السودان .
هذا الطاهر التوم لم يكن خفيف الدم في شتى برامجه ومقابلاته ، ويركز دائما في الدفاع عن فكرة معينة ، ولايهمه ما يجري في السودان ، ولم يقل كلمة حق واحد في حقنا ، ويحاول دائما لي عنق الحقيقة ليثبت صحة اكاذيبه ، واذا يريد ان يتعلم كيف يكسب ثقة المشاهد وحبه عليه بقراءة مقال كتبه عبدالحميد الكاتب بعنوان ( إلى أهل الكتابة) هذا المقال بضع صفحات ، لكنه عبارة عن ميثاق شرف لكل من يريد أن يكون اعلاميا، ويختصر اخلاقيات المهنة.
وبسبب هؤلاء الادعياء ، فقد الاعلام المرئي والمكتوب ثقة الجمهور الذي اتجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي ،الذي يعج بالاكاذيب والتأليف ، واذا سألنا لماذا ، اصبح ينطبق المثل الشعبي (ايه الجابرك على المر ، هو الامر منه) . لذلك يجب ان تسعى وسائل الاعلام تقديم المواد بشفافية وبعيدا عن المجاملة والمداهنة، حتى الناس لايصدقون وسائل التواصل الاجتماعي ، وعلى الرغم من نكران الشرطة لعمليات اختفاء المواطنين ، ونكران ابوقردة للكوليرا والذي قام بتدليلها باسم الاسهال المائي، وهذا يذكرني عندما قيل لنميري اعلان السودان بلد مجاعة بسبب الجفاف حتى تحصل على مساعدات من المجتمع الدولي ، وقد كتب ذلك في خطاب عيد الاستقلال بابودليق عام 1983 ان لم تخني الذاكرة، وقد سلمنا نسخة منه في صحيفة (الأيام) قبل القائه ، وكان الخطاب يتضمن الاعتراف بوجود المجاعة بسبب الجاف الذي عم البلاد والدول المجاورة. الا انه عند القائه ، قفز من الفقرة المتضمنة لموضوع المجاعة ، لكن بسبب عدم الشفافية والاصرار على مغالطة الواقع لم يستمر نميري طويلا في الحكم.
ونريد من الطاهر التوم أن يكون محايدا ويفسر لنا ماهو الفرق بين انقلاب السيسي وانقلاب الانقاذ ، ويأخذنا على قدر عقلنا حتى نعرف الحقيقة الغائبة عنا منذ سنوات طويلة ، ولايكون مثل القرضاوي هذا الرجل التسعيني الذي يهاجم انقلاب السيسي ويشيد بانقلاب الانقاذ ، ونعرف الفرق بين الكراع والرجل .ونتمنى ان يكون الله في عوننا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كنان محمد الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست