· إن موقف بعض نخبنا من النظام هو الذي يحدد العديد من تحليلاتهم للمواضيع المثارة حول السودان و النظام و ما له و ما عليه.. و نلاحظ أن العديد من نخب ( الانقاذ كانوا يدافعون عن النظام بنواجذهم و مخالبهم أثناء توليهم أعلى الرتب في البلد.. و بمجرد تجريدهم من الوظيفة، قلبوا على النظام ظهر المجن.. و على العكس تماماً ذاك الصحفي الذي كلن يقول في النظام ما لم يقله مالك في الخمر.. و حين تم تعيينه وزير دولة في النظام أضحى محامياً صلباً للنظام.. و شاهدته بالأمس منافحاً عن النظام و ( جضاضيمه) المنتفخة جداً تتحدث عن النعمة التي هو فيها..
· هذه (الوقائع) هي تقريباً ما أراد اسكوت غريشين، المبعوث الأمريكي السابق للسودان، أن يقولها عن النخب السودانية حين قال، موجهاً حديثه للدكتور عبداللطيف سعيد الذي كتب مقالاً نسب فيه إلى غريشين ما لم يقله:- " ... رأيت أن آخذ مقالك محملاً حسناً كونه يصوِّر لي كيف تفكر بنا بعض الأطراف المتصارعة على قيادة بلادكم.. و كيف يسيئون و يحسنون الظن بنا كل مرة و أخرى بحسب ما تمليه وقائعهم!"
· إن نظام البشير مولود شرعياً من رحم المتأسلمين.. و دولة قطر نظام داعم للتنظيم الدولي للإخوان المتأسلمين.. وعلى رأسهم إخوان مصر/ رأس الحية.. و نحن نكره نظام البشير و لا نطيق سماع اسم الإخوان المتأسلمين.. و مع ذلك لا نسمح لسفهاء مصر أن يبرطعوا ما شاؤوا في ساحاتنا.. حتى و إن التقينا مع نظام البشير و دولة قطر في الدفاع عن تاريخ السودان!
· و هذا هو المنطلق لا يتطابق مع ما قاله اسكوت غريشين عن منطلقات الحب و الكراهية لدى النخب السودانية التي تميل مع ( ما تمليه عليهم وقائعهم)!
· لا تقل لي أن سبب المهاترات المصرية ضدنا هي الشيخة موزة.. أو قطر.. ربما كانت الشيخة هي المحفزة ( Catalyst).. لكن منطلقات ( حقارة) الاعلام المصري للسودان و السودانيين ثابتة ما ثبتت خيرات السودان الظاهر منها.. و ما يُتوقِّع ظهوره من الكامن ( المهمَل)..
· لقد ( بلغ السيل الزبى).. تحمّلنا من سباب و مهاترات المصريين ما لم نعد نحتمل.. فلا غرو أن صار الشعب السوداني ".. مِرجلاً يغلي و بركاناً يثور!".. بعد أن تفَّه الاعلام المصري تاريخنا و سبنا و أهاننا..
· نعلم أن حكومتنا ذليلة جداً و خائبة لأقصى حدود الخيبة.. و أنها قابلة للخضوع و الخنوع لمصر متى شعرت بأن خضوعها و خنوعها يضمنان لها البقاء في سدة الحكم زمناً إضافياً تحت حذاء المصريين..
· لا تطالبونا بعدم الاشتباك مع سفهاء مصر بادعاء أن الاشتباك يخدم نظام البشير و يقوي موقف الإخوان المتأسلمين في مصر.. و أن ذاك عين ما تبتغيه دولة قطر الراعية للتنظيم الدولي للإخوان المتأسلمين و التي جعلت من قناة الجزيرة بوقاً للدعاية للتنظيم و الاساءة لنظام عبدالفتاح السيسي..
· لا تقولوا ذلك!
· يقيننا أن لدى سفهاء مصر ( تار بايت) ضد السودان منذ إعلان استقلاله ( من داخل البرلمان) في عام 1955.. و أسقط وقتها دعوى الاتحاد مع مصر تحت تاج الملك فاروق.. منذ ذاك التاريخ ظل الاعلام المصري يؤجج النيران متى ما تثنى له أن يفعل.. ( Out of thin air) ..
· إن الاعلام المصري يسيئ إلينا بإيعاز، أو بدون إيعاز، من الأمن المصري الممسك بملف السودان بيد من حديد بعيداً عن وزارة الخارجية المصرية..
· نعم، تحتفظ وزارة الخارجية المصرية بملفات جميع الدول التي لديها علاقات دبلوماسية مع مصر.. لكن ملف جمهورية السودان هو الملف الوحيد المحتفظ به تحت حراسة الأمن القومي المصري!!
· و أكرر، مرة أخرى، أن ( موقفنا) قد يتفق في نقطة ما مع (موقف) نظام البشير.. و غيره.. لكن مع اختلاف الهدف.. و الالتقاء في تلك النقطة لا يمنعنا من الانتصار للموقف من أجل بلوغ هدفنا على أي حال!
· في اعتقادي أن واجبنا انتهاز أي فرصة متاحة تصب في مصلحة السودان حتى أثناء سعينا لاسقاط النظام.. و ألا نجعل من اسقاط النظام هدفاً دوناً عن الأهداف التي ينبغي أن تؤتي أُكُلها بعد ذهاب النظام..
· و رغم علمنا بأن النظام قد يستفيد من الترويج لتاريخ السودان نكاية في مصر إلا أننا نعلم أن نكايته غير جادة، بل و محدودة الأمد.. ومتى شعر برنين الذهب، غير جلده و ارتمى حيث الذهب.. و بالأمس اعلن وزيرا خارجية السودان و مصر على تهدئة الأوضاع.. و يمكن للنظام أن يهدئ إعلامه المدجن لكن هيهات له أن يهدئ مواقع التواصل الاجتماعي و الصحف الاليكترونية...
· إن قطر دولة ذات امكانات مالية هائلة و بوسعها صيانة الآثار السودانية صيانة مثالية.. كما و بإمكانها مد مناطق الآثار باللوجستيات اللازمة و وسائل الراحة و الأمن، بالاضافة إلى الترويج الواسع لها على مستوى العالم بما يغري السياح لزيارة المناطق الأثرية السودانية آثارنا ( المهملة) منذ قرون.. و هذا بالتأكيد ما أثار حنق سفهاء مصر.. و هو.. ( بالتأكيد) ما يحثنا على شكر الشيخة موزا.. دون الاهتمام بمصر تغضب أو تطرشق.
· لا يهمنا كم تكسب قطر و لا نهتم بما يكسب النظام طالما السودان هو الرابح الأكبر.. هذا إذا نظرنا بعين لا تنجرف وراء البحث عن الفراغ الموجود في كوب و ¾ الكوب ملآن.. و بحساب دقيق للربح و الخسارة لتقييم زيارة الشيخة موزا لمنطقة البجراوية، سو يتأكد لنا أن الأجيال القادمة هي الرابح السعيد..
· و أخيراً، مهما حاولنا التآخي و التصافي مع مصر،.. فسوف يظل سفهاؤها يعاملوننا معاملة ( الدون) و المَداس.. فلا تزعجوننا بالكلمات الهادئة لإفهامنا ما نفهم من أصل المشكلة و من آثارها المباشرة و الجانبية معاً.. لا تعرِّفونا بما نعرف..!
· إن الجراح التي ألحقها، و سوف يلحقها، لسان سفهاء مصر جراح لا يمكن أن تندمل! أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 22 مارس 2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة