يستمر برنامح التطهير العرقي على يد الساسة في السودان وأهدافه طمس الهوية الافريقية بقتل النوبة وتشريدهم وتقسيم ارضهم بين الفلاتا والبقارة. من هم هولاء الذين يقررون مصير شعب جبال النوبة بالانابة عنهم ؟؟ اين ابناء النوبة عندما يسمعوا أن ارضهم قد وزعت بدونهم ؟؟ من اعطى الاخرين الحق في التحدث بهذه اللغة العنصرية بدافع كسب عواطف الاخرين على حساب النوبة ؟؟؟ لقد استمعنا لتسجيل صوتي حائم في الواتس أب من ياسر عرمان امين عام الحركة الشعبية المكلف لا نعرف له تاريخ ولكنا استمعنا إليه اليوم الاربعاء 25 يناير 2017م وما اثارنا هو كلام الامين العام للحركة الشعبية شمال والذي لا يختلف عن كلام البشير زعيم عصابة الكيزان بل اعمق فتنة واعمق عنصرية. في الاونة الاخيرة وخصوصا بعد تعاطي الحركة الشعبية مع المبادرات التي تقودها المعارضة السياسية بقيادة الصادق المهدي ( نداء السودان ) تعود ياسر عرمان تكرار كلمة القبائل العربية والفلاتا مواطنين من الدرجة الاولى في جبال النوبة وما ندري ما هي الاهداف من ذلك ولا ندري لماذا يصر ياسر عرمان استفزاز ابناء جبال النوبة بهذه الطريقة الفجة وهو يعلم النوبة هم الذين يحملون السلاح للدفاع عن أرضهم ويوجد بينهم عناصر من ابناء الاقليم ولم يصرح احدا من أبناء النوبة يوما بتصنيف اي من المكونات الاثنية المتواجدة على ارضهم إذن عرمان يسعى إلى الفتنة وتجيج صراع اخر بين النوبة والفلاتا والقبائل العربية وهي سياسة فرق تسد وهذا خطاب مرفوض جملة وتفصيلا لأنه خطاب عنصري لا يليق عن شخص في مكانته وهذا الفعل يصب في صالح مشروع الاحلال الذي تقوم به حكومة المؤتمر الوطني في الاقليم تقسيم الاقليم وفصل ابناء القبيلة الواحدة عن بعضها وتوطين القبائل العربية المطرودة من النيجر وإفريقية الوسطة وتشاد وغيرها من البلدان التي ترفض استضافتهم . لقد ذكرنا في مقال سابق باننا كنا ندعم مشروع السودان الجديد في حالة امكانية حدوثه بالحيثيات التي وردت في ذات المقال ولكنا ادركنا استحالة ذلك بعد ما تراجعت الفرص وتقلصت الموجبات لتحقيقه فإذا لاحظنا فهو لم يطبق في دولة جنوب السودان التي تحكمها الحركة الشعبية الأم فكيف يتسنى لنا ان نطبقه على السودان الذي غارت ملامحه الافريقية الاصيلة وطفت على سطحه العروبية على يد المستعربين في الشمال ؟؟ أزمة الثبات على المبادي لدي القيادة المكلفة تدعو إلى الدهشة في مرحلة من المراحل صرح القائد عبد العزيز الحلو بحق شعب جبال النوبة المطالبة بتقرير المصير وفي الامس اقريب صرح ياسر عرمان ايضا بحق شعب جبال النوبة والنيل الازرق بالحكم الذاتي وما كانت هناك لغة اقوى من هذه اللعبارات وقعا ايجابيا في نضال شعب جبال النوبة ماذا حدث حتى تغير الحماس الثوري وقد أمر الجيش الشعبي بالسكون واعتماد على حالة الدفاع فقط ؟؟ لا شك حدث تراجع رهيب وأدى إلى توقيف عجلة نضال شعب جبال النوبة و اعتقد الاجابة القاطعة عند الزعيم الصادق المهدي الذي لعب دوره في تدوير المعارضة السودانية باكملها لصالح المشروع العنصري الذي بداءه في فترة حكومته الثانية ولقد ذكرنا ذلك في مقال مطول عن نظرية الاحتلال . كل يوم يتضح لنا ان مشروع السودان الجديد الذي تتحدث به قيادة الحركة الشعبية يعمل عكس مطالب المواطن السوداني وخصوصا مواطن جبال النوبة وليست هو ذات المشروع الذي جأ به دكتور جون قرنق لأننا لو قرأنا نهج السياسة المتبعة من قبل قيادة الحركة الشعبية نجد هناك اختلافا كبيرة عن المشروع الاصلي الذي لم يصنف مواطني من نفس اقليم الجنوب إلى درجة أولى او غيره، وبدون تفاصيل يريد ياسر سعيد عرمان ان يرسل إشارات لمجموعة الفلاتا والقبائل العربية بأنهم اسياد الارض وملاكها فيما يدعو له بالسودان الجديد فتخصيص مجموعة من المواطنين في اقليم معين وتوصيفها بالدرحة الاولى هو دعوة عنصرية لأن هذه المجموعات متواجدة في اقليم جبال النوبة منذ عقود وهم ادرى بحالهم ودرجتهم ولم يكن لهم تصنيف والنوبة ليس هم الشعب الذي يصنف الاخرين او يمنحهم درجات المواطنة فالكلام الذي يطلقه ياسر عرمان تحريض وتعبئة لمجموعات بعينها ضد النوبة كان الاجدر به أن يركز على مشروعه القومي ويترك امر اقليم جبال النوبة للنوبة أو ان يقول الموطنين كلهم في جبال النوبة متساويون في الحقوق والواجبات هذا يفهم كل من في الاقليم مواطن له حق المواطنة ولكن ليس له حق ان يقول انا مواطن من الدرجة الاولى او العاشرة اكرر نحن كشعب جبال النوبة نفرض هذه اللغة العنصرية والتمييز والتفاضل وفان مشروع السودان الجديد لم يقل أن يكون الجنوبيين في الشمال مواطنين من الدرجة الاولى وإلا ما كانت الحركة الشعبية استوعبت الكثير من الشماليين في صفوفها فياسر عرمان يلعب على شعب جبال النوبة بكلمة السودان الجديد بعد ان فقد البوصلة عن طريق السيد الصادق المهدي . من مغالطات ياسر عرمان في اكثر من مرة صرح بوجود مشكلة في جبال النوبة وقالها بالفم المليان وهي مشكلة المواطنة ( استهداف النظام شعب جبال النوبة بحرب إبادة ) التي يقول حلها في الخرطوم وبإعتراف العالم اليست هذه الابادة مهدد اكبر لحياة انسان جبال النوبة ؟؟ ناهيك عن الكثير من المشاكل ومطلوبات الحياة الضرورية ومنذ تأسيس الدولة السودانية النوبة لم يحصلوا على حقوقهم المشوعة . ودعنا نصدق ما يقول السيد ياسر عرمان بان الحلول في الخرطوم عن طريق مشروع السودان الجديد كيف نضمن ذلك إذا استمر المستعربين متمسكين بسيادة الحكم والدولة ؟؟ وما نعرفه عن ذهنية هولاء المستعربين قليلا منهم يؤمنون بكتاب الله ويطبقونه ما بالك في مشروع آدمي قد يكون حبر على ورق مثله من مثل الدساتير التي توضع للتحكم في رقاب الناس لمصلحة الحكام فأننا أن شعب النوبة لقد اضاع وقتا طويل في مشروع اصبح غير ذي جدوى ونقول على شعب جبال النوبة ان يتخذ قراره ويتخلى عن هذا العبء الثقيل الذي اذاقه العذاب ويفصل بين مشاكل الدولة التي ظلوا هم وقودأ يحترق من اجلها والاخرين ينعمون بالحياة الرغيدة فيما يتشرد النوبة حتى في موطنهم الاصلي على يد النظام الحاكم يبقى السؤال ماذا قدمت قيادة الحركة الشعبية من حلول بديلة منذ انتلاع الحرب في 6/6/2011م لتتجنب معاناة شعب جبال النوبة التي طالت والذي اصبح ضحية لتجار السياسة وجناة الثروة ولقد اصبحت ثورتهم متجرا كبيرا للمتكسبين .. لا بفيد النوبة الاستمرار وراء ما ينادي به ياسر عرمان والتمني الغائر ولا فائدة ان يموت النوبة وحتى إذا تحقق السودان الجديد كما يدعى له فسيجد النوبة ايضا أنفسهم في الصف الاخير بعد الاجانب كلهم، ومن مبدأ الخصوصية الصحيح أن يحكم ابناء إقليم جبال النوبة انفسهم اولا والمحافظة على ارضهم وثقافاتهم وارثهم الحضاري ثم التعامل مع دولة الجلابة المستعربين من حيث المشاركة في الوطن الكبير وفقا لدستور عادل يضمن الحقوق والواجبات . فأن استمرار الحرب لمدة ستة سنوات بدون مكاسب سياسية اكدت إخفاقات قيادة الحركة الشعبية الملكفة وهم لم يجدوا حلول ولن يجدوها لطالما تراجعوا عن اقوالهم الثورية واصبحوا يكرروا نفس اللغة القديمة بدون جدوة معروف ان العطب يصيب الجدار القديم إذا تمكنه منه الرطوبة . ياسر عرمان ( يقول لا توجد حاجة اسمها مشكلة النوبة في السودان ) الناس كلها تعرف المشكلة في نظام الخرطوم ولكن شعب النوبة ليسوا اكثر علما من الجنوبيين لماذا ذهب الجنوبيين وتركوا البلد بما فيها ؟؟ ولقد كان ياسر عرمان معهم وما يقوله يسار عرمان هو نفس خطاب النظام الحاكم ونفس المشروع يستمر تطبيقه على النوبة وبقية المناطق المهمشة . محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة