فجر المقطع الجنسى الفاضح الذى بُث على الصفحه المخصصه لوديعة المرأه الملياريه الداعمه لمشروعات نفير نهضة ولاية شمال كردفان وهو قروب نسائى يضم حوالى 1000 إمرأه من مختلف الأعمار والأوضاع الإجتماعيه ، فجر ذلك المقطع بركاناً ظل ساكناً لسنوات طويله وجر الى تداول ونقاش المسكوت عنه فى مجتمعنا السودانى الحديث بصفه عامه ومجتمع ولاية شمال كردفان بصفه خاصه ونثر ذلك البركان حمماً خرجت من جوفه ملتهبه وشديدة السخونه ما قاد الى التمعن والتفكير فى المستوى الأخلاقى الذى يحكم مجتمعنا ومؤشر هبوطه المتسارع من قمة الفضيله الى قاع الرذيله لسنا ملائكه ولسنا أنبياء معصومين من الخطأ وكذلك لا نمثل مجتمع المدينه الفاضله الى دعا إليها الفيلسوف إفلاطون ، بيد أنه وتأسيساً على ذلك إنفرط عقد المجتمع الأخلاقى والسلوكى للدرجه التى أضحت فيها الفضائح الأخلاقيه وجرم الممارسات الشائنه أضحت من العاديه بمكان إلا يكلف المرء نفسه ويتكبد عناء ومشقة رفع حاجبيه من الدهشه . إنعدمت الدهشه تماماً بحيث أنه صارت الفضائح الجنسيه بالتحديد لا تدهش أحداً وتتناقلها مجالس وطرقات المدينه كمواضيع هامشيه لا يعيرها أحد إلتفاتاً والأدهى من ذلك إن أبطال هذه الفضائح الداويه من الجنسين قد نزع الله من قلوبهم الحياء وبكل قوة عين يمارسون حياتهم العامه والخاصه بدون خجل !! مندمجين فى المجتمع ومتغلغلين فى كافة أوساطه وهم محل ترحيب حيثما حلوا ويعاملهم الناس معاملة النجوم والمشاهير ـ نجوم الأفلام والروايات الجنسيه الفاضحه شأنهم فى ذلك شأن أبطال ونجوم الأفلام الإباحيه فى العالم . من أهم العوامل التى أسهمت بقدر كبير للغايه فى إنحراف السلوك المجتمعى وأفرزت نتائج خطيره للغايه هو الفضاء الإسفيرى المفتوح على مصراعيه والذى ظل بعض العقلاء والمفكرين والحادبين على معافاة المجتمع يحذرون منه ويصفونه بالإستلاب الثقافى وينبهون لخطره البالغ وعواقبه الوخيمه على الأجيال والأمم والشعوب المحافظه ـ الغزو الإسفيرى المفتوح على مصراعيه هذا والذى قادنا للوقوع بين براثن وشبكات الإستلاب الثقافى هذا يصعب على الحكومات والدول كبح جماحه ـ أضحت هذه الثقافه ثقافة التقنيه وتكنولوجيا المعلومات ثقافه عالميه إخترقت الحدود والحواجز وقفزت فوق حوائط وجدران القيم والأخلاق ونجحت فى فرض قيمها وسلوكها على الجميع للدرجه التى ( تعولم ) فيها العالم من أقصاه لأدناه . وقعنا تحت نير هذا الإستعمار الجديد إستعمار التحكم عن بعد ـ ولج مجتمعاتنا فتغير نمط حياتنا بالكامل وتغير سلوكنا وإضمحلت عاداتنا وتقاليدنا السمحه الموروثه عبر قرون ما خلخل قواعد وبنيان الأخلاق والفضيله والقيم وها نحن الأن نحصد النتائج الوبيله لدخولنا فى جوف القريه العالميه وثمة ثلاثه أشياء تتحكم فى البشر لخصها الفلاسفه فى المال ، الخبز والجنس !! من ينتج هذه الاشياء الثلاثه يتحكم فى مقاليد البشر فى الكره الأرضيه ، ولما كنا نحن مجتمعٌ لا خيلٌ لدينا نهديها ولا مالٌ فقد غُزينا بالثوره الجنسيه التى تفجرت عبر مختلف الوسائط الإعلاميه وبالذات شبكة الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى ، إحتلت مسامات مجتمعاتنا التقليديه هذه الثقافه المروعه ، ثقافة الجنس ـ خطورة هذه الظاهره ليست فى تداولها ، بالعكس ، فخطورتها التى ضربت قيم وأخلاق وتعاضد مجتمعاتنا فى الصميم تكمن فى عزلها للأفراد وتشتيت الجماعات وتفريق أهل البيت الواحد فلكلٍ حاسوبه الخاص أو جواله الذى ينفرد به هائماً فى التيه والفضاء الإسفيرى مُستلباً عن الواقع ومندمجاً فى واقعه الخاص الإفتراضى ـــ وهنا الخطوره ـ خطورة العزل الإجتماعى أفرز هذا السلوك واقعاً مراً ـ لم تعد المرأه بحاجه الى رجل ( تقليدى ) لتشبع رغباتها الطبيعيه ـ عبر الإنزواء والمشاهده والتفاعل والإنفعال بما يجرى أمامها مشاهد ملتهبه وممارسه شامله تنعزل فيها عن محيطها الأسرى والمجتمعى وتنفصل فيها عن الواقع وتتوه فى الواقع الإفتراضى الذى إحتل وأثار وفجر فيها كل الرغبه والأنوثه الممكنه ـ هنا وقع المحظور بحيث لن تحتاج هذه المرأه لزوج وإن كانت فتاة فهى لا تحتاج لزواج ! ينطبق ذات الأمر على الرجال والشباب فهؤلاء باتت أحلامهم شقراوات وسمراوات أفلام الإباحيه ـ المرأه تحلم ويسكن خيالها هذا الرجل الخارق السوبرمان الذى تشاهده وهو لا يكل ولا يمل ، والرجل يحلم وتسكن أوهامه هذه الشقراء أو البيضاء فائقة الجمال وقنبله فى الأنوثه هذى التى تتشقلب وتنحنى وتتمايل وتنثنى كفريع البان ( ده تانى بجيب ليك خبر حرمه كلها بطن والشعر زى الليفه وريحتها ملاح ملاح ؟؟ ) معقوله بس ؟ هذا هو الواقع ـ الواقع الحقيقى المتداخل مع الواقع الإفتراضى الوهمى هذا الذى نكابده الأن .... المحاكم أضحت تسجل أرقام مفزعه لدعاوى الطلاق سواء كان هذا الطلاق لأسباب إقتصاديه ومعيشيه فالمحصله النهائيه لهذا إن كلا الطرفين لم يعد يريد الأخر أو العيش معه تحت سقفٍ واحد فبدائل الثوره الرقميه متوفره ـ لم تعد العنوسه تشغل بال الفتيات فهى ليست بحاجه لرجل فى حياتها بخاصه إن كانت مستقله مادياً ـ أم إن الأمر ليس كذلك ؟ ـ إذا إتفقت معى فى الرأى وكان ذلك كذلك فنحن أمام معضله أخلاقيه شامله فى المقام الأول أكثر من كوننا نعيب ونشجب وندعى الإستنكار ونتلبس ثوب الفضيله الشفاف لندين مشهد لمقطع فيديو إباحى تم بثه عمداً أو سهواً فى قروب نسائى ضخم تم تداوله وإعادة نشره وبثه لأكبر شريحه ممكنه من الناس ، إن كان القصد من هذه الفعله التى خرجت من حيز ( الخاص ) الى سوح ( العام ) هو القتل المعنوى فإن الغالبيه العظمى من مجتمعنا المعاصر ميته معنوياً منذ أمدٍ طويل ولأن المرء لا يمكنه القيام بدور الرقيب الأمنى والتلصص على هواتف وحواسيب الملايين من البشر وإنتهاك حرياتهم الفرديه وخصوصياتهم ومن ثم معاقبتهم كما جرى بالضبط للمتهمه البريئه بنشر المقطع الفاضح وإيقافها عن العمل ينبغى علينا جميعاً العمل على تسليط الضوء على هذه الزاويه المظلمه فى حياة أفراد مجتمعنا وتنبيه هذا المجتمع لخطورة هذه الظاهره على الأمه بأسرها والإضرار الشامله الناجمه عنها وعن إتخاذها بديلاً للواقع ـ يحتاج مجتمعنا للتثقيف والتنوير والوعظ والإرشاد أكثر مما يحتاج للإدانه والتجريم وعلى عاتق الدوله يقع عبء إخراج هذه الأمه من هذه الهوه ـ الهوه الرقميه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة