ـ منذ المهدية وحتى الحزبية الطائفية كان الخيط دائما ما يربط بين قدير والقاهرة ـ وما بين القهرة وقدير دروشة وتثوير ـ عذرا لاستاذنا الكاتب الزميل عبدالله الشيخ ـ وأشواق مكبوتة تجاه حرية أقلام وكتب متاحة في معارض ومكتبات الخرطوم على الأقل لـ(لملمة) إسقاطات التاريخ عبر القرون لاسيما المهدية ـ الرقشة هذه تنهب الطرقات هنا وهناك قريبا جدا من قدير كما كان يتحرك محمد أحمد المهدي بالضبط ويتنفس آماله وأشواقه كثائر ـ إذا بدأ واضحا أن شوق الدرويش تمشي بين الناس في ولاية جنوب كردفان ـ عموم الولاية رغم ظروفها الإستثنائية إلا انها تتنفس الثقافة والأدب ولم تكن تركن لعبدالعزيز أو بندر وأمثالهما من طرفي الحرب اللعينة ـ وان تحتضن تلك الغابات والطرقات المغبرة شوق الدرويش هناك قريبا من قدير كانت قد إحتضنت من قبل إمرأة تسعى إلى المهدي لتأتيه بالأنباء ـ وتلك هي ذات المديرية التي كانت تحتضن مركز الدلنج حيث بلورة فكرة كتابة كتاب إثني عشر عاما من الأسر لكاتبه جوزيف اورفالدر ـ الأبيض نفسها كانت مركزا لأهم أسرى الحرب آنذاك على رأسهم اورفالدر بجانب سلاطين باشا صاحب كتاب السيف والنار في السودان ـ بينما لا يزال السيف والنار يحاربان في السودان وهذا واضح بمقارنة بسيطة ونظرة عامة للحرب الدائرة الآن لا يرى الإمام في الرواية إلا انها تتبنى نظرة دونية للمهدية خاصة ولأهل السودان عامة !! عجبي ـ إسقاطات الدولة المهدية وما بعدها لم تتأت من رجال المخابرات وعلى رأسهم ونجت الذي قوبل تعينه بترحيب كبير كما لو كان (ترقب شيء عظيم مفعم باللآمال العريضة ) على حد وصف مراسل جريدة التايمز في الخرطوم ، إنما من السودانيين بمختلف مسمياتهم العبثية (أولاد بحر وأولاد غرب) والبادي أظلم ، وما أشبه الليلة بالبارحة ـ إذا المهدية ليست مبرأة من العيوب وإمتدادها الطائفي الحاضر فشل حتي في توحيد أبناء العمومة والأب وابنه دعك من ( أثر الرواية السلبي على الوحدة الوطنية في السودان ) ـ وبإشارة الإمام إلى أن الرواية توقظ العُقد تجاه شعبي وادي النيل وتؤثر سلبا على إستحقاق التعارف بين الشعبين وأنشغاله شخصيا بإزالة أية عقد تشوب العلاقة فهذا يبدو انه رأي غير سديد وإلا أليست بلاد السودان في أمس الحاجة لإزالة العُقد بين شعوبها أليس حزب الامة نفسه ككيان في حاجة ماسة لمن يزيل عنه العُقد تظل رواية شوق الدرويش ولجنة جائزة الاستاذ نجيب محفوظ تؤسس لعمل أدبي بديع ورائع أجمل مافيه أنه يوحد الشعوب ويجمع ما فشل فيه الساسة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة