لماذا دائما تحاول الولايات المتحدة أن تحرج الحكومة السودانية، و لا تعلم إن السيد رئيس الجمهورية قد اقسم أمام البرلمان إن الحوار الوطني الذي جري داخل السودان و الذي سوف يختتم أعماله غدا الاثنين هو نهاية الحوار؟ و علي القوي السياسية المعارضة التي وقعت علي خارطة الطريق يجب أن تلحق بالحوار، أو أن توافق علي مخرجاته إذا انتهت أعماله، و أكد الرئيس تأكيدا قائما علي قسم اليمين أمام البرلمان و الشعب لن يكون هناك حوارا أخر. و لماذا تريد الولايات المتحدة أن تعكر عليه صفوه و هو مقبل علي ختام إعمال تأسست علي خطابة وثبته. حيث قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي، يجب علي الحكومة السودانية أقرار حوار شامل يضم كل القوي المعارضة السياسية و المسلحة لإنهاء النزاع الداخلي, و أن تعتبر الحوار الذي سوف تختتم عماله يوم الاثنين هو مرحلة أولي، و قال كيربي نريد أن نري في حوار الاثنين كيف أحرز المشاركون فيه تقدما في القضايا المطروحة. و أضاف قائلا: من الإنصاف يجب أن يكون هناك حوارا شاملا تشارك فيه كل القوي السياسية، خاصة في المعارضة السياسية و المسلحة. و أن الذين وقعوا علي خارطة الطريق يجب أن يلتزموا بها دون تجاوزها، و هذا تأكيد إن أية حوار يقوم خارج دائرة خارطة الطريق غير معترف به من قبلها. إن الحكومة السودانية ممثلة في رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني، و نائبه في الحزب أكدوا إن الباب سوف يغلق تماما بعد العاشر من أكتوبر، و بالأمس قال السيد مبارك المهدي الذي أنضم للحوار الوطني بصفته الشخصية، قال بعد انتهاء الحوار سوف يفتح الباب أمام تجديد السودان لعلاقاته الخارجية، باعتبار إن العالم ممثلا في الدول التي تؤثر بشكل مباشر في الشؤون الدولية سوف تعتبر هذا الحوار ختاما، و إنها سوف تمارس عمليات ضغط علي المعارضة أن تلحق بالمخرجات، و لكن تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية، تعتبر الحوار الذي سوف يختتم أعماله يوم الاثنين هو حوار أولي، أي حوار للحكومة و القوي المتحالفة معها، ثم يكون هناك حوارا شاملا يضم الحكومة و المعارضة علي ضوء خارطة الطريق، و يمكن أن تكون مخرجات الحوار الوطني هي رؤية الحكومة و المتحالفين معها، علي أن تقدم المعارضة رؤيتها. خاصة إن تصريحات الرئيس و مساعده و قيادات المؤتمر الوطني، يعتقدون أن الحوار هو عملية إصلاحية للنظام و ليس تغييرا شاملا في بنية النظام الشمولي، حيث تناضل المعارضة من أجل تغييرا شاملا في الحكم و الدولة، في أن يحصل تحولا ديمقراطيا من دولة الحزب الواحد للدولة التعددية الشمولية، تعتقد قيادة المؤتمر الوطني أن مخرجات الحوار تعرض للبرلمان لإجازتها لكي يؤكدوا شرعية مؤسساتهم، و المعارضة تعتقد إن الحوار يلغي كل مؤسسات الدولة الشمولية و تعرض مخرجات الحوار الشامل للشعب لكي يكون أسسا للدستور الدائم للبلاد، و تعتقد الحكومة أن رئيس الجمهورية يجب أن يبقي لأنه يشكل ضمانة لعملية التحول، و تعتقد المعارضة أن الرئيس نفسه يمثل إشكالية باعتباره منحازا، و يجب أن يتفق علي شخصية يتوافق عليها الجميع لكي ترأس مؤتمر الحوار، باعتبار أن الحوار سوف يخلق مؤسسات جديدة ليس لها أية علاقة بالنظام القائم. الخلاف كبير، حول تصورات النظام بين الفكر الشمولي و الفكر الديمقراطي. كما أن تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد إنها لن تعترف بأن 10 أكتوبر هو نهاية الحوار، بل هو بداية لحوار شامل، يجب أن يجري علي ضوء خارطة الطريق، و هذا التصريح سوف لن يشذ عنه الاتحاد الأوروبي، و إذا أصرت السلطة الحاكمة في الخرطوم علي قراراتها، إن المقاطعة ستظل مستمرة علي السلطة، و لن تستطيع أن تخرج من أزماتها، و بالتالي الحوار الداخلي لا يغيرا شيئا علي الواقع، فالخرطوم تريد أن تجري الحوار و تضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع، بل هذا لا يشكل حلا، و كما ذكرنا أن الحكومات الغربية لا تستطيع أن تتجاوز رؤية مجتمعها المدني، و الحكومة السودانية تراهن علي علاقاتها مع روسيا و الصين و هذه ربما تنجدها من قرارات، و لكن لا تستطيع أن تسهم في أقناع المؤسسات الدولية أن تقدم لها الدعم المالي المطلوب ليخرجها من أزماتها الاقتصادية، و الولايات المتحدة هي بالفعل تريد أن تتحدي قسم الرئيس، و الرهان علي عملية إصلاح النظام لا تصبح حلا للمشكل السوداني، الحل الذي يفتح أبواب العالم هو الحل الذي يقوم علي تأسيس الدولة التعددية التي تقوم علي التراضي، إذا من الذي انتصرا دبلوماسيا. نسأل الله حسن البصيرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة