لو عدنا قليلاً إلى الوراء و تصفحنا أروقة التاريخ و بحثنا في مكامن خزائنه العلمية و فيوضاته الفكرية فإننا نجد من الدرر و النفائس ما كانت بحق عنوان للتكامل العلمي و الريادة الفكرية في مجال الحوارات و المناظرات التي كانت منبراً لإظهار الملكة و القدرات العلمية مما جعلها موضع اهتمام و عناية كبيرة من لدن الأمم البشرية لما يطرح فيها من علوم و نظريات فائقة الجودة عند طرفي المناظرة التي تكون بمثابة الفيصل بين أهل العلم و النور و بين أهل الجهل و الظلام و المعروف أن سوح المناظرات التي تعقد غالباً ما تنتهي برجحان كفة أحد الأطراف المتناظرة وهو صاحب العلم الغزير و الحجة و البرهان الدامغ وفي المقابل ستظهر حقيقة أصحاب الضحالة العلمية و العجز الفكري عند الطرف الآخر الذي يكون ملزم بالإقرار بأرجحية الطرف المناظر له وفق ما نصت عليه قوانين المناظرات تماشياً مع معطيات العقل الموجبة لتلك الأعراف العلمية وهذا ما تسالمت عليه الأوساط العلمية وعلى فترات التأريخ الطويلة لكننا اليوم نجد أن لغة التهديد و الوعيد و تغليبها على لغة العقل و المنطق قد أصبحت بضاعة رائجة عند مَنْ لا حظ لهم بالعلم و الفكر الرصين ومَنْ يفتقرون لأبسط مقومات العلم و الرقي الفكري الحضاري فأصبح القتل و التمثيل بالجثث و استباحة المحرمات من الأمور المسلم بها عندهم ولا محظور في فعلها وخير دليل على ذلك ما صدر من السيستاني بحق كل مَنْ يقف ضد تياره العقيم و يكشف حقيقته السوداء أمام أنظار الرأي العام و لعل ما وقع على مرجعية الصرخي من محاولات باءت بالفشل الذريع من قتل و تشريد و تطريد على يد أزلام و وكلاء و مليشيات السيستاني بسبب مواقفه الوطنية و الصادقة و المشرفة التي أظهرت مرجعية السيستاني على حقيقتها و كشفت عن خوائها و فراغها العلمي الكبير من خلال الأدلة الدامغة و البراهين الكثيرة التي تحوم حول ماهية الأهداف و الدوافع التي تقف خلف صدور فتوى الجهاد الطائفي التي أصدرها السيستاني و التي كانت السبب الرئيسي في محن أهلنا في المدن الغربية و الشمالية من تهجير قسري و نزوح بالملايين و قتل و تغيب خلف القضبان بسجون المليشيات الإجرامية و الحكومات الفاسدة التابعة للسيستاني جرائم كلها بسبب عدم قولهم بعصمة السيستاني و تقديم فروض الطاعة له و الانخراط ضمن مشاريعه الفاسدة فصدق المرجع الصرخي في قراءته الموضوعية للواقع المزري و المرير الذي يتجرع مرارته كل رافض لعنجهية السيستاني جاء ذلك في بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد وضمن المحاضرة العاشرة في الثاني من ايلول للعام 2016 قائلاً : (( نهج السيستاني قائم على التقتيل و التهجير و التكفير لكل مَنْ لا يقول بعصمته و وكلائه و معتمديه مهما فعلوا من قبائح و رذائل و موبقات و فضائح و فساد )) . فهل يعقل أن يقتل الإنسان و يهجر و يسلب منه كل شيء لأنه لا يقول بعصمة السيستاني ؟؟ فهل الدين بالإكراه ( لا إكراه في الدين ) ؟؟ فالاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية فمتى يعي السيستاني تلك الحقيقة التي حاول هو وأزلامه طمسها والتعتيم عليها بل وقتلها لكي يبقى مسيطرا على قطعان الجهلة والرعاع الذين رباهم على ضحالة الفكر وسلب الارادة ؟ . http://b.top4top.net/p_250pytu1.pnghttp://b.top4top.net/p_250pytu1.png بقلم // احمد الخالدي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة