قدمت مجموعة من الخبراء الاقتصاديين حلولا ﻷزمة الجنيه على رأسهم صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان الأسبق وهند أبو قرون ودكتور زهير عبدالله وصلاح كرار ودارت هذه الحلول فيما بين اصلاح العرض والطلب في السياسات النقدية والاتفاق على الأولويات والصرف على الموارد الحقيقية بجانب القروض والمنح والتصنيع الزراعي والاهتمام بالصادرات وتقليل الواردات وربط التعليم بسوق العمل ..الخ ورغم أنه يمكن الرد على كل حل من هذه التي تسمى حلولا ، إلا أنها في الواقع ليست حلولا بل محاولات لمعالجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة بالبلاد ، وفي الواقع الحكومة تجتهد في تفعيل كل هذه المعالجات الوقتية والتي قد تؤخر الأزمة لأيام أو شهور في أحسن الفروض لكنها لن تعالج أس الإشكالية وهو وجود وبقاء النظام نفسه . فالأزمة أزمة نظام عادى بدون مبرر ولا حتى إمكانيات للمجتمع الدولي ورعى الإرهاب وقسم الدولة ونشر التفرقة العنصرية حقيقة أو توهما وأسس للفساد ، ونشر الحروب داخل السودان ودعم الحروب في الدول المجاورة ولا يزال ، ووضع الدولة بأكملها وبمافيها من شعب تحت أزمة الحصار الاقتصادي ، إذا، فالأزمة أزمة نظام وليس تقنيات إدارة الإقتصاد في الدولة . حلول صابر وخلافه هي مخدرات تخدر الأزمة لوقت قصير ثم تؤدي إلى تفاقمها بعد هنيهة. كان الأمل معقودا على الحوار بين جميع القوى السياسية للخروج من الأزمة فبالحل الجماعي يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية إخراج السودان من قيود الحصار الاقتصادي الشديدة التي عطلت كافة عمليات البنوك وهي عصب التجارة البينية ، وﻷفضى الاتفاق الجماعي إلى إخراج السودان من دائرة الدول الراعية للإرهاب ، وبالتالي إخراجنا من الرقابة النقدية. كل هذا لن يتم إلا بنية خالصة للتغيير السياسي في الدولة نحو مجتمع ديموقراطي حر ؛ بل أن من العيب أن تظل هناك دولة يحكمها نظام دكتاتوري قمعي في القرن الحادي والعشرين ، من العيب أن يحكمنا عسكري ، من العيب أن تحكمنا مليشيات ، من العيب وقلة التحضر أن نظل في عهود وضع صور الرؤساء على مكاتب الدولة ، من العيب أن تقمع الصحافة في عالم أصبحت حرية التعبير فيه من المقدسات . لن يتغير الوضع الاقتصادي بالمخدرات والمعالجات الجزئية بل بالتغيير الشامل للوضع السياسي. هذا التغيير الذي نتمنى أن يكون سلميا وبالتراضي المجتمعي عليه. 1سبتمبر2016 أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 01 سبتمبر 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة