عودة الأسير..!! بقلم عبد الباقى الظافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2016, 02:26 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عودة الأسير..!! بقلم عبد الباقى الظافر

    01:26 PM July, 02 2016

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كنت وزوجي صديق ننام في سطوح المنزل الصغير في ليلة صيفية ..حضر القمر في صحبة النجميات البعيدة ..تحدث معي صديق عن معاناة العمل في الوزارة التي يشغل فيها منصب المدير العام.. قبل أن يكمل حكاياته مضى في نوم عميق.. للمرة الأولى التي يزعجني صوت شخيره.. شعرت ببعض القلق على أطفالي الذين ينامون في الطابق الأرضي بصحبة والدتي.. لا شيء يدعو للقلق حتى ابنتي من صديق تنام في حضن أمي..عدت لعادة ذميمة وتناولت قرصاً من البندول ..أشعر أحياناً أن هذه الحبوب تجلب النوم.. بعد نحو نصف ساعة عدت إلى مرقدي ولكن النوم بات أمراً صعب المنال..شعرت أن هذه الليلة لن تنتهي بسلام.
    الذاكرة تعمل بمعدل عالٍ.. عشرون عاماً إلى الوراء .. نحن طلاب في جامعة النيلين..نهتم بالعلوم وأشياء أخرى ..كوني خرطومية ومن أسرة ميسورة بعض الشيء بالإضافة لمسحة جمال جعل إخوتي وأخواتي في التنظيم يهتمون بي قليلاً..كنت أول شخص في أسرتي الصغيرة يعلن انتماءه للاتجاه الإسلامي.. والدي محامي كان ناصرياً في بواكير شبابه.. أمي معلمة بالمدارس الثانوية لا تتعاطى السياسة إلا إذا وصلت حدود بيتنا الصغير في حي الصحافة.. لم تكن ترحب كثيراً بزيارات إخوة التنظيم المختلطة إلى بيتنا الصغير.. بينما أبي كان يجد في الأمر سانحة لمناقشة السياسة .. كان يعتقد أن التنظيم في الجامعة يحفظني وأن الالتزام السياسي مجرد فترة عابرة.
    في السنة الثالثة استشعرت باهتمام شديد من صديق الذي يسبقني بعام في كلية العلوم.. كان يزورني في الفصل ويزودني ببعض المذكرات.. تربيته الريفية منعته من أن يقول شيئاً.. كنت أقرأ بعض الهيام في عيونه الشاردة.. كل ما أحاول أن أضبطه يهرب بعيداً..انتهى العام الثالث بسلام.. في يوم إعلان النتيجة نادتني صباح مسؤولة الشؤون الاجتماعية في الاتجاه الإسلامي.. ظننت أن الأمر تكليف تنظيمي خلال العطلة الصيفية.. لم أشعر معها بذات الإلفة.. نقلت إلى مسامعي أن هاشم الفكي أمير التنظيم السابق يريدني زوجة على سنة الله ورسوله.
    لم أكن أعرف شيخ هاشم جيداً على المستوى الخاص.. كان بالنسبة لي أسطورة.. كادر سياسي من الدرجة الأولى.. متحدث لبق يعلو نجمه في أركان النقاش.. أذكر ذات يوم وفي أثناء التعارف ذكر لى أن قريته تقع بالقرب من رفاعة التي ولد فيها أبي.. ما أن خرجت من صباح الأمين حتى مضيت أبحث عن صديق علوم .. زرت كل الأماكن التي يتواجد فيها.. هاتفه مغلق.. ذهبت للبيت .. وددت أن أصارح أمي.. وجدت أن المسافة بعيدة.. أخيراً لجأت للاستخارة كما طلبت مني صباح الأمين.
    مع بداية العام تم زواجي من هاشم الفكي.. مناسبة مازالت تتحدث عنها ضاحية الصحافة.. جاء الشيخ إلى المسجد وتولى مراسم عقد القران.. كل الحكومة احتشدت في صالون بيتنا الذي خصص للشخصيات المهمة فيما تناثر الأهل في الصيوان الواسع.. بعدها تنقلت مع هاشم في كل الولايات.. من بورتسودان إلى نيالا..بعض الأيام في دنقلا ثم أخيراً معتمداً برئاسة الولاية.. كان دائماً في شغل شاغل.. لكنني كنت سعيدة.. أربي أطفالي الثلاثة باهتمام بالغ.. بعد أن مات أبي جاءت أمي لتقيم معنا فملأت كل الفراغات.
    في ذات نهار رمضاني زارنا هاشم زيارة مفاجئة.. كان عجلاً ولم ينتظر عودة العيال من المدارس.. طلب مني تجهيز حقيبة صغيرة لأنه سيمضي في مهمة عاجلة .. تعودت على هذه السفريات المفاجئة .. حينما وصل إلى الباب ضمني في حضنه كما لم يفعل من قبل.. أخبرني أنه سيقود كتيبة من المجاهدين لتحرير مدينة توريت.. رغم أنني تربية تنظيم لم أتمالك نفسي من البكاء.. اختفى هاشم داخل عربة كانت تنتظره.
    منذ ذلك اليوم لم يعد هاشم.. بعيد ستة أشهر زار بيتنا جمع غفير من شيوخ الجبهة.. وجوه لم أراها منذ زواجي من هاشم ..ارتفعت أصوات الذخيرة .. تكبيرات هنا وهنالك ودموع ..استشهد هاشم في مدخل توريت.. لم تكن هنالك رواية ثابتة.. بل إن بعض الروايات تصادم بعضها ..من بين الأيادي التي أصرت على تقديم التعازي جاء صديق علوم.. لو لا الحزن وخصوصية المناسبة لسالته (وين يا راجل).. بعد نحو عام انتقلنا لهذا المنزل الصغير الذي اشتراه رفاق هاشم الفكي في الجهاد .. تقدم للزواج مني عدد من زملاء وأقارب الشهيد ولكنني رددتهم برفق.. قررت أن اتفرغ لتربية أطفالي والعيش على ذكرى هاشم الفكي.. كان لدي إحساس أنه سيعود يوماً ما.
    ذات يوم قررت حضور ندوة للشيخ في ميدان المولد.. كانت المفاصلة قد باتت واقعاً بين الإسلاميين.. بعد أن انتهت الندوة كنت أمسك بيد ابني باسل خوفاً من الزحام.. حينما اقتربت من شارع النص جاءني صوته الذي لم أنساه.. صديق علوم كان يقود عربة حكومية.. عرض على إيصالي للمنزل .. ترددت لأن الوقت متأخر.. حينما ترجل من العربة وضع قبلة على رأس ابني باسل وفتح له الباب الأمامي استسلمت.. حكى لى رحلته مع الحياة ..تزوج من ابنة خاله وله ثلاث أبناء ذكور.
    بعيد أسبوع من ذلك اللقاء زارني صديق في مكان عملي بالمدرسة الثانوية كان برفقة أحمد بابنوسة دفعتي بالكلية ورفيقي بالتنظيم.. تقدم صديق تاركاً خلفه أحمد بابنوسة.. بذات خفة دمه القريبة من الدروشة نقل لي نية صديق الزواج مني..عاجلته ولكنه متزوج.. ضحك بابنوسة ثم ردد" خلاص يطلق".. قبل أن أعود إلى صوابي كان أحمد يخبرني أنهم سيزورون الأسرة يوم الجمعة ..كانت الزواج هادئاً.. لم أغب عن أولادي سوى ثلاثة أيام.. نجح صديق في أن يكسبهم في صفه.. كانوا ينادونه بعمو .. حتى ابنته الصغيرة دعاء كانت تناديه بذات اللقب.
    أمسكت بالسبحة توسلاً في طلب النوم.. طيف هاشم الفكي ماثلاً امامي.. كنت قد قرأت في (الواتساب ) أن من بين الأسرى الذين سيفرج عنهم شخصية دستورية معروفة .. سألت نفسي ماذا إذا عاد هاشم.. قبل أن إجد الإجابة كان صديق يستيقظ فزعاً مردداً "الله أكبر الله أكبر"..قفز إلى وسط السرير الحديدي اتجه إلى ناحيتي " شفت الشهيد".. رحت أبكي وكانت تلك المرة الأولى من زواجنا أن يحضر هاشم بهذه الكثافة ..ثم بعدها ساد صمت حزين.
    akhirlahza


    أحدث المقالات
  • ست الشاي ذات الكعب العالي! .. نموذج رقم (1) بقلم رندا عطية
  • الكمْكلي، لا يُدفن في مقابِر المُسلمين ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • علي مثل سيد سليم فلتتداعي النائحات ولتخرج زهرة المدائن بقلم عصام علي دبلوك
  • تصحيح لما ورد في المقال بعنوان كوكو وأبوعركي بقلم حامد بشري
  • بني ملال بين العسل والبصل بقلم مصطفى منيغ
  • يا ليلة القـدر للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • فوضى السلاح في نابلس والسلم الاهلي بقلم سميح خلف
  • شرطة الاداب الاخوانية في الخرطوم بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • مباراة شطبت راس جماهير الهلال والمريخ!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • يتباكون ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • (انعكاسيات) شبابية!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • عندما تعترف جوانا فرانسيس! بقلم الطيب مصطفى
  • واخيرا ... هل اتفق القوم علي إقتسام السطة؟؟ بقلم صلاح الباشا
  • المحجوب: آسف جداً بطاقة إلى السيد محمد أحمد محجوب تصل وتسلم بدوح لا يروح بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • لن نسمح بأن تباع قضية النوبة في سوق أديس ابابا للمضاربات السياسية.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • يلَّا أضحكوا كلكم:- رسوم و ضرائب على روث البهائم و الجركانات الفارغة! بقلم عثمان محمد حسن
  • حكم سيادة القانون – أم سطوة تصفية الحسابات بقلم عاصم أبو الخير























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de