|
|
 تقارير المخابرات البريطانية عن السودان ١٨٩٢ــ ١٨٩٨م بقلم عبدالرحيم محمد صالح
|
08:52 PM June, 14 2016 سودانيز اون لاين
عبدالرحيم صالح-Washington DC
مكتبتى
رابط مختصر
[email protected]
مقدمة
للتوثيق، في رأي عبدالمجيد عابدين، أقسام وأصول وأدوات ويحتاج إلى معرفة وتخصص وخبرات وإلمام بمناهج الدراسة وطرق التقصي و وسائل التحقيق وأنماط التحليل. لمعرفة "كان الشئ" من اللازم معرفة "ماهو الشئ" في قول الفيلسوف هيجل، وذلك ضروري لمعرفة صحة المرويات (شفاهة) والمدونات (خطاً وطباعة) والمسموعات (صوتاً وصورة) حتى يتثنى الفهم الصحيح، إن أمكن، وتحديد مواطن التلف والتزييف إن وجدت. تقارير المخابرات البريطانية والتي نتناولها هنا، وعددها حوالي ٤٩ تقريراً تغطى أحداث الفترة من أبريل ١٨٩٢م إلى نهاية عام ١٨٩٨م. وهي ليست تاريخاً، التاريخ هو ما حرص على كتابته مؤرخ فطن تدثر بالمعرفة وتسربل بسربال الجزم في مراجعة بينات الأحداث والشواهد والأدلة والقرائن وفوق ذلك كله لبس عباءة الحياد التام كما يفعل القاضي العادل في محكمته. قد قيل المؤرخ نبيّ ينظر إلى الماضي أو هكذا يجب أن يكون، فالمؤرخ الحق يجب أن يكون خالياً من الغرض باحثا في خبايا الحقائق وقارئاً لما بين السطور مبتعداً عن دوائر المصالح والسلطة والولاءات. هذه التقارير كتبها ضباط مخابرات، غير محايدين، ينظرون إلى الأمام بعين فاحصة تخدم مصالحهم وتخدم اهتمامات مخدمديهم فيجب الانتباه إلى ذلك عند قراءتها. الوثائق الكتابية الورادة في تقارير المخبارات الأنجليزية هي مادة أولية للبحث والفائدة قد تساعد أو قد يعتمد عليها الباحثون في الكشف عن حقيقة ما أومعرفة المزيد عن حدث ما. أجمالا يمكن القول بأنها مجموعة من المذكرات والخطابات والتقارير كتبت لأغراض سياسية وعسكرية وإدارية تم تصنيفها في مجلدات أو ربائد لمساعدة القراء والباحثين عن تفاصيل أحداث تلك الفترة الهامة. ولفهم أفضل يجب الانتباه إلى السياق التاريخي والإطار التاريخي لهذه الوثائق من حيث التدقيق في الحدث موضوع الوثيقة والإطار الزمني أي تحديد الفترة الزمنية للأحداث الواردة في الوثيقة. يجب مراعاة اختلاف المعايير والمواثيق الأخلاقية والأعراف ودرجة الوعي الإنساني التي كانت تحكم تصرفات الناس زمانئذ، أي المعايير الأخلاقية التي تحدد النهج الأخلاقي للأفعال والتصرفات ودرجة الإيثار. فبداهةً لا ينبغي الحكم على أحداث جرت قبل أكثر من قرن من الزمان بالمعايير الأخلاقية والولاءت الوطنية السائدة في يومنا هذا.
تقارير المخابرات البريطانية عن السودان ١٨٩٢ــ ١٨٩٨م
بريطانيا العظمى
مكتب الحرب
قسم المخابرات
مصر
تقارير المخابرات (سري)
تقرير رقم (١) أبريل ١٨٩٢م
موجز:
القائد العام،
بتقديمي لهذه المذكرة، التي جُمعت بناء على التعليمات الأخيرة الصادرة من وزارة الاستخبارات، لندن، أود أن أشير إلى حقيقة أنّ الخليفة عبدالله، قد عزز سلطاته وذلك بحبسه الخليفة شريف، والأمر الذي قد يتبعه عقاب مماثل ضد علي ود حلو، الخليفة الوحيد المتبقي من الخلفاء الذين عينهم الراحل المهدي، وهذا يبين أنّه من المحتمل أن تنشأ في السودان في وقتٍ قصير دولة ذات سيادة يكون نظام الحكم فيها وراثي في عائلة آل الخليفة عبدالله وليس كما كان سابقا حكومة تقوم على مبادئ دينية بحتة. في هذه الحالة ربما أدى ذلك إلى إحياء العداوات القديمة والنزاعات الدموية بين القبائل وهي موجودة أصلا في مجموعات (مجتمعات) السودان، وذلك يجعل من المستحيل على أي منها، ماعدا الأجانب، حكم البلاد. يمكن اعتبار أهمية غارة الدراويش مؤخرا على صرص القديمة طفيفة، وأتمنى في المستقبل أن تتمكن دورياتنا من الخيالة والهجانة من وقف غارات السُراق الدراويش.
السرادر هيربرت كتشنر، ٢ مايو ١٨٩٢م
السودان:
أكثر الأحداث أهمية في السودان منذ إرسال مذكراتنا السابقة هو حبس الخليفة شريف في أمدرمان وطرد عدد من الأمراء المهمين الذين شاركوا في الثورة الأخيرة إلى النيل الأبيض. جميع الشواهد والأدلة تؤكد أهمية هذا الحدث والذي يمثل حدثا مهما في شئون السودان. ويدل على أن الخليفة عبدالله ليس فقط قد أعاد تكريس سلطاته التي كانت، إلى حد ما، في خطر، بل أستفاد من قمع التمرد، واستطاع بطريقة متميزة إن يغيّر نظام الخلافة الذي وضعه الراحل المهدي قبل وفاته. بزجه للخليفة شريف في السجن تم التخلص من الشخص الذي، وفقا لمبادئ المهدية، ينبغي أن يكون خليفته، وهذا قد يكون تمهيداً للإعلان باستبدال حكم المهدي في نظام الخلافة وتحويله إلى نظام وراثي، كما ألمح الخليفة بذلك كثيراً، لكنه حتى الآن لم يتجرأ بإعلانه على الملأ، لأنه كان يخشى معارضة الخليفتين المتبقيين. بما أنّ الخليفة شريف في السجن، تكون المسألة الآن هي متابعة تصرفات الخليفة علي ود حلو الخليفة الوحيد المتبقي. ماعدا ذلك فالوضع في مناطق السودان المختلفة الأخرى لم يتغير كثيراً.
إعلان وجهاء وعمد منطقة بربر (أنظر الملحق أ) ما هو إلا دليل آخر على عدم قدرة سكان السودان قلب نظام الدراويش بدون مساعدة. هذه الوثيقة هي واحدة فقط من العديد الرسائل من ذات الطبيعة المماثلة التي تصل إلى الحكومة المصرية من وقت لآخر من أجزاء البلاد المختلفة. لكنّه ليس من الممكن في الوقت الحاضر تقديم أي مساعدة مادية للذين كتبوا هذه المذكرة.
من المحتمل أن يفصح اجتماع الأمراء والذي ورد بأنه انعقد يوم ٢٠ فبراير عما يودون عمله في المستقبل. وعلى صعيد آخر، ظلت العائدات التجارية كما هي مماثلة لعائدات الأشهر الأربعة الأخيرة من عام ١٨٩١م، ويبدو أن المعلومات التي وردت في التقرير العام حول هذا الموضوع جيّدة. وقد وصلت بعض الرسائل إلى القاهرة من أوروبيين بأم درمان، ولكنها لا تحتوي على أخبار جديدة، ومعظمها تتعلق بالأمور المالية.
على الحدود: الغارة الأخيرة على صرص القديمة ليست لها أهمية تذكر (طفيفة) ، ولكن عودة عثمان أزرق إلى الحدود المصرية قد تكون مؤشرا إلى الرجوع إلى نزعته السابقة في الغارات. وكانت الغارة الأخيرة غير ضارة عدا بعض القرويين، الغير مسئولين، الذين فقدوا بعض أبقارهم، وننوي إبقاء الحدود في حالة تأهب. ظل الوضع في دنقلا كما هو دون تغيير، حامية الدراويش الشمالية مازالت هي صواردة وبعض دورياتهم تصل في بعض الأحيان إلى آبار أمبكول .
شرق السودان : لا توجد أي أحداث ذات أهمية كبيرة في هذا الجزء من السودان. لا تزال نقطة الفاضلاب المعادية قائمة في كوكريب. وقد طلبنا وجهة نظر مكاتب الحكومة الإيطالية في محاولة للتوفيق بين رجال القبائل في المنطقة المجاورة الواقعة تحت النفوذ الإيطالي.
الأميرلاي فرانسيس ريقنالد وينقيت
مدير الاستخبارات العسكرية
القاهرة ٣٠ أبريل ١٨٩٢م
(أ) مقتطفات من يوميات القاهرة ، من ١ـــ٣٠ أبريل عام ١٨٩٢م .
وصل الشيخ أحمد محمد العجيل إلي أسوان يوم ٣٠ مارس قادما من بربر، وصل إلى القاهرة في ١٨ أبريل. وهو واحد من أبرز تجار السودان ورجل ذو ذكاء استثنائي وبالتالي تم استجوابه بشكل كامل عن كل ما يتعلق بالوضع في السودان. وقد كان العجيل في القاهرة قبل نحو ١٨ شهرا، وكان قد حمل إعلانات مطبوعة، وقعها رياض باشا، رئيس الوزراء الراحل، إلي الناس في بربر وإلى القبائل في السودان بشكل عام، غادر الشيخ بربر في يوم ١٥ من مارس، معه ردود من وجهاء المدينة السابقين (أنظر الملحق د).
وذكر العجيل أن الزاكي [عثمان] ، أمير بربر قد غادر إلى أم درمان في يوم ٢١ فبراير في امتثالا لأوامر الخليفة، جنبا إلى جنب مع أمين بيت المال الحالي الحاج خالد (جعلي) والقاضي أبو فاطمة، وبعض الأمراء هم: محمد عجيمي، من أعيان البربر؛ إبراهيم محمد؛ عبد الله ود سعد ومحمد أحمد الخواض. سبب الاستدعاء لحضور الرجبية "الإسراء المعراج"، والتي من المفترض أن تكون ليلة ٢٦ فبراير. وقد شغل الأمير علي فرفار مكان الزاكي عند غيابه. نتيجة هذا الاجتماع الكبير في أم درمان لم تُعرف بعد. قبل مغادرة الزاكي بربر، حدثت مشاجرة مع الحاج خالد، الذين رفض الانصياع لأوامر الزاكي فيما يتعلق بإدارة بيت المال.
وقد أدلى أحمد محمد العجيل أيضا بالرواية التالية عن الثورة الأخيرة في أم درمان:
الخليفة شريف بالتعاون أحمد و فوزي (كتبة الخليفة عبدالله) وأحمد ود سليمان (أمين بيت المال الراحل) ، صالح ود سوار الدهب، أحمد ود النور (جعلي) ، سعيد محمد فرح (دنقلاوي)، شعيب، الحاج علي الجيلي (دنقلاوي) ومحمد خير كركساوي تأمروا على قتل الخليفة عبدالله وتم الاتفاق على أن يطلق أحدهم النار على الخليفة وهو في طريقه إلى المسجد، ومن يطلق النار يجب أن يتلثم ويتنكر ويهرب بسهولة لكي يختبئ وسط الحشد. ولكن للأسف أخبروا ابن زقل بخطتهم، الذي بدوره أخبر أحمد ود الفحل (جعلي) ، الذي ذكر ذلك إلى البدوي العريق، أمير الجعلين، وقال للعريق إن لم يقم بإبلاغ الخليفة، فأنه سيقوم بذلك بنفسه وتم إبلاغ الخليفة والذي أمر فوراً بوضع حراسة مشددة حول بيته. وما أن علم الخليفة شريف بأن الخليفة عبد الله قد كشف خطته حتى أعلن عداوته صراحة للخليفة عبدالله. ومع ذلك فقد فعل الخليفة عبدالله كل ما في وسعه لاستعادة الهدوء، والاستفادة من الخليفة علي ود حلو والسيد المكي، الحاردلو أب سن كأجاويد ووسطاء، كما أعرب عن استعداده للاستجابة لشروط الخليفة شريف، والتي كانت على النحو التالي:
١ـ إلغاء الضرائب التجارية على المراكب النيلية والجمال.
٢ـ أعادة المراكب والقوارب التي أخذت عنوة من أصحابها.
٣ـ إلغاء العشور على البضائع التي تمر عبر كوكريب وبربر وأم درمان.
٤ـ إلغاء الضرائب على الحبوب، على الرغم من المتفق عليه أصلا عشر واحد، ولكنها الواقع كانت أكثر من نصف.
٥ـ إعادة كافة الأراضي التي أخذت من أصحابها.
٦ـ تقسيم كامل مخزون الأسلحة إلى ثلاث حصص متساوية، بحيث يحصل على كل خليفة على ثلث.
٧ـ رفت القاضي أحمد
٨ــ تقسيم السلطة بالتساوي بين الخلفاء الثلاثة.
٩ـ إلغاء الضرائب على العبارات (المعديات) .
١٠ـ التوقف عن ختم السلع بخاتم الخليفة الخاص به.
١١ـ تسليم خمس الغنائم التي كانت تعطى للمهدي الى ابنائه (أبناء المهدي) .
١٢ـ العفو عن أولئك الذين انضموا إلى الخليفة شريف في هذه المطالب، والوعد بألا يتعرضوا لأي مساءلة أو تحرش بأي حال من الأحوال. أقسم خليفة عبد الله على قبر المهدي بأنه موافق على هذه الشروط، وأنه يرى في كل ما حدث كأنه لم يحدث وهكذا تكون القضية قد انتهت والمصالحة تنفذ. بعد أيام قليلة من الاتفاق أرسل الخليفة عبد الله للخليفة شريف وطلب منه أن يقبل بأن يضع كل أولئك الذين انضموا اليه في التمرد في السجن لمدة شهر فقط للتخويف ولمنع إمكانية القيام بتمرد مماثل في المستقبل فوافق الخليفة شريف ولكن بعد عدة أيام أعلن الخليفة عبد الله في المسجد عن رؤية قابل فيها النبي أمره بقتل المحرضين على التمرد، ولكنه، أي الخليفة، توسل إلى النبي لتبديل هذه العقوبة، فتم تغيير عقوبة القتل إلى النفي إلى بحر الجبل. وما أن انتهت الصلاة حتى تم وضع المحرضين في السلاسل ونفيهم إلى أعالي النيل الأبيض وهم: فوزي، أحمد مقبول، إدريس، جدي ، بشير، بادي، أحمد ود وديدي، أحمد سليمان، أحمد ود النور، محمد فرح، صالح ود سوار الدهب وأحمد محمد خير. ومازال الأمراء حسن خليفة، عبد المولى و زقل في السجن في أم درمان. كما لا يزال يوسف منصور يعمل قائدا للمدفعية وسعيد بك جمعة مساعدا له.
تم استدعاء عبدالرسول من فشودة وهو الآن في أم درمان. الأمير عمر كشة والذي كان تاجر التهريب الرئيسي لعثمان دقنة في طوكر أيضاً في أم درمان. تصنيع ملح البارود ما زال مستمرا ولكن هناك صعوبات في الحصول على الرصاص أكثر من أي وقت مضى. الابن الأكبر للراحل المهدي، فاضل، رجل يميل إلى السلم، ولكن الابن الثاني، محمد، الذي يبلغ حاليا ٢٢ عاما من العمر، رجل مقتدر ومثير للاهتمام، ولكن الخليفة عبدالله زوجه مؤخرا ابنته وأعطاه عدد من الخدام الذين هم، في الحقيقة، مجرد جواسيس.
فشودة : حرب الشلك ماتزال مستمرة ولكن بصورة غير منتظمة؛ يرابط الزاكي طمل وقواته في منطقة القلابات. رُث الشلك، الذي اغتيل غدرا من قبل الزاكي قد خلفته شقيقته وهي التي تقود جيش الشلك الآن.
الاستوائية: الأمير حسيب، الذي نجح في العودة إلى أم درمان من بحر الجبل مع بعض العاج (سن الفيل)، رجع للبحث عن مركب مفقود ولم يسمع عنه منذ ذلك الحين. وأرسل أمير دنقلاوي اسمه كنة مجاهد في باخرة خاصة منذ مدة للتأكد مما إذا كانت الأخبار حول عودة أمين باشا الاستوائية صحيحه ولم يعد حتى الآن.
دارفور: تخضع الفاشر الآن إلى أبو قدوفات، وهو ليس تحت سلطة الخليفة في أم درمان بأي حال من الأحوال.
كردفان: محمود ود أحمد لايزال الأمير في مدينة الأبيض، يساعده علي ود الهاشمي. والزنوج في دار النوبة لا يزالون يحافظون على استقلالهم.
دنقلا : ظل الوضع هنا دون تغيير، ولكن عثمان أزرق وصل إلى صواردة مؤخراً .
أبوحمد: أدريس هرون هو الأمير في “أبوحمد”، تمت دعوته هو أيضاً إلى اجتماع الأمراء في أم درمان و يشغل مكانه الآن بقاري اسمه عبيدون.
شرق السودان: لا يزال يتم أخذ العشور في كوكريب، وكذلك عثمان دقنة فرض العشور على التجار الذين تحاشوا دفعها في كوكريب وبربر.
كسلا : مساعد هو الأمير هنا، وقد اتخذ سيد حامد مساعدًا له .
القلابات و القضارف : نفس الوضع الذي ورد في التقرير السنوي.
التجارة : ريش النعام أصبح نادراً. لا يسمح باستخدام الأسلحة النارية في أغراض الصيد ويجب أن تستخدم فقط في الحرب. تقدم بعض التجار بطلبات للخليفة للحصول على إذن لاستخدام البنادق في صيد النعام، لكنه رفض السماح بذلك. لا يزال الريال "المقبول" يضرب في أم درمان بواسطة شخص يدعى عبد المجيد، وهو من مواليد كردفان. التعامل بهذا الريال محصور تقريبا في أم درمان، وقيمته أقل من المناطق أخرى في السودان، حيث تقدر قيمة "المقبول" بثلاثة أرباع قيمته في أم درمان بالتالي فالمواد أكثر تكلفة في العاصمة مما هي عليه في المناطق الأخرى.
تجارة الرقيق : منذ أن تم أغلاق طريق الاستوائية فأن معظم العبيد يأتون من المناطق الغربية. ويقدر العجيل أن حوالي ١٥٠ من العبيد يُباعون كل شهر في سوق بربر، وحوالي ستة أضعاف هذا العدد في أم درمان .
السجناء الأوروبيون: سلاطين لا يزال ملازما، ويكاد يكون من المستحيل أن يهرب، لأنه لايسمح له إلا نادراً بمغادرة باب الخليفة.
البشير كرار، وهو ساعي البريد الرئيس للدراويش، جلب مؤخرا ٢٠٠ من الإبل من بربر إلى أم درمان. يجمع الخليفة حاليا إمدادات كبيرة من سروج الجمال، القرب، الحبال ومستلزمات أخرى يبدو أنها لرحلة طويلة ولكن لا أحد يعرف إلى أين. محمود أحمد، أحد التجار الذين غادروا بربر في ٢٥ مارس، وسافر عن طريق كوروسكو، قد وصل إلى القاهرة في ١٩ أبريل، ذكر أنه بأيام قليلة قبل أن يغادر بربر، وصل منشور من الخليفة عبدالله وتمت قراءته في المسجد، مفاده أن جميع قضاة الشرع في أم درمان، بما في ذلك قاضي الإسلام، حكموا على الخليفة شريف بالصلب لأنه حنث بيمين الطاعة الذي أداه أمام الخليفة، وأن الخليفة عبدالله قد خفف الحكم إلى السجن في السلاسل. الخليفة شريف الأن بالسجن وقد وضعت ثمانية قيود حديد حول رجليه وإثنان من السلاسل حول رقبته. وذكر أيضا أن الخليفة عبد الله استدعى الخليفة علي ود حلو وطلب منه تسليم الأسلحة والخيول إلا أن الأخير رفض.
كما أنه تم استدعاء أهالي الجزيرة، (البلد الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض) لحضور احتفال عيد الأضحى في أم درمان والأقامة بعد ذلك فيها. وقد فعل الخليفة هذا لأنه يخشى تمردهم خاصة أن كثير منهم من أتباع الخليفة شريف والخليفة علي ود حلو.
الوافدون الجدد إلى القاهرة أفادوا :بعد هروب الأب جوزيف أوروالدر، تم وضع باقي أعضاء البعثة النمساوية في السجن، ولكن أطلق سراحهم بعدما ثبت أنهم لا علاقة لهم ولا علم بعملية الهروب. بيعت مقتنيات الأب أوروالدر والراهبتان في مزاد علني لصالح بيت المال.
قد تم استدعاء أمير دنقلا لحضور أحتفال عيد الأضحى مع الأمراء .
الفضل ابن الزبير باشا، لا يزال في أم درمان، وقد أهداه الخليفة ٣٠٠ ريال وسمح له العيش مع أقاربه. وصل أبو قرجة إلى أم درمان قادما من كسلا يوم ١٠ ديسمبر ١٨٩١م.
الاستوائية: أمين باشا قد وصل الرجّاف .
بحر الغزال: مرت مدة طويلة منذ انسحاب الدراويش من مديرية بحر الغزال، ولا نية لهم بإعادة احتلالها. استقر بعض أتباع رابح الزبير في دار فرتيت، ولكن رابح نفسه لا يزال في دار أبوريشة على رأس جيش كبير وهو باستمرار في حالة حرب مع المناطق المجاورة .
كما حدث في بربر، وصل منشور ليقرأ في المسجد في دنقلا معلنا عن قمع التمرد في أم درمان وحبس الخليفة شريف .التجار اليونانيين الثلاثة الذين هربوا من حلفا شوهدوا في دنقلا في طريقهم إلى أم درمان. هناك أنفلونزا من نوع خفيف تعم المنطقة، وأيضا انتشر مرض قاتل بين الخيول وراح ضحيته عدد كبير من الخيول. آدم محمد، شقيق الأمير يونس، يقود العساكر الجهادية والطيب ود حسيب أمين بيت المال في دنقلا.
(ب) مقتطفات من يوميات الحدود ، من ١٨ فبراير ١٢ أبريل ١٨٩٢
العديد من المعلومات الواردة في يوميات القاهرة لم نذكرها في المقطتفات التالية تفادياً للتكرار:
في يوم ٢٧ فبراير هاجم الدراويش قافلة من ستة رجال وسبعة إبل قادمة من دنقلا إلى حلفا في آبار أمكبول. تم القبض على الجمال وأربعة من الرجال حيث تمكن أثنان من الرجال من الهرب بالقفز في النهر. ذهبت قوات الدراويش جنوبا وقد أسروا أيضاً صبيا وجدوه حول الآبار؛ تم إطلاق سراحهم جميعا في وقت لاحق.
هيكمان بك ( ضابط مخابرات) كتب من حلفا في يوم ١٤ مارس قائلا:
من المثير للاهتمام أن الخليفة أمر بالإفراج عن السجناء الذين تم القبض عليهم من قبل دورية الدراويش في الآونة الأخيرة. وحسب الحكومة المصرية تم الإفراج عن المصريين الذي اعتقلتهم قوات النجومي في ١٨٨٩م. بغرض فرض الضرائب تم تقسيم محافظة دنقلا إلى عشر مناطق، كل منها عليه أن يدفع ١٠٠ رطل الحبوب وعشر رؤوس من الضأن كضريبة في بداية هذا العام. لا يبدو أن الضرائب يتم جمعها بشكل منتظم، لكن في مثل هذه الحالات يقرر الأمير مايراه مناسبا. الضرائب في هذه الحالة فرضت لزواج الأمير يونس.
شائعات عن غارات: سرت شائعات في يوم ١٢ مارس أنّ الدراويش ربما يشنون غارات في شمال البلاد حتى سمنة.
الغارة على صرص القديمة: في الرابع من أبريل قام رهط من الدراويش على الخيول والجمال تحت قيادة عثمان أزرق، بغارة على صرص القديمة ونهبوا ١٥ بقرة ، ٣ إبل وحوالي ٢٠٠ من الماعز من سكان القرية. وحدث تبادل إطلاق نار خفيف بين الدراويش ودورية تابعة لسلاح الهجانة المصري وقوة من سلاح الفرسان تم إرسالها من حلفا تحت قيادة البمباشي كوتن. وقد تعقبت القوة الدراويش لمسافة ، لكنها عادت بعد فترة ولم تستطع إعادة الممتلكات.
الضابط المسؤول عن الحدود (ودهاوس باشا) علق على هذه الغارة قائلاً: أعرب عن أسفي لتجدد الغارات، خاصة أنّ المغيرين أفلتوا بالمنهوبات دون عقاب، وأخشى وأتوقع تكرار مثل هذه الغارات من فترة إلى أخرى. وسأعمل كل ما في وسعي لمنعها وتلك مهمة صعبة. للدراويش خياران للهجوم على أي من جانبي النهر، وإذا لم نحتفظ بقوة متحركة في صرص فيمكنهم مهاجتنا بقوات متفوقة أكثر وأكبر من استعدادتنا الدفاعية. الغارات، رغم عدم أهميتها، إلا أنها مؤشراً إلى استمرار الروح العدائية عند قادة الدراويش وتأكيداً على ضرورة استمرار اليقظة على الحدود. في المستقبل ستكون صرص في حماية سلاح الفرسان. القرويون ليس لديهم دعاوى ضد الحكومة وهم بالأحرى خارج نطاق العداء. هم طبيعيا غير خاضعين لدفع الضرائب ويزرعون التبغ، وقد تم لفت نظرهم لفهم المخاطر التي قد يتكبدونها من الغارات. بل البعض يأمل أن تتعرض ممتلكاتهم للنهب والمصادرة أملاً في الحصول على تعويضات مجزية يحصلون عليها من الحكومة وذلك عن طريق المبالغة في تقدير حجم الضرر، وفي الوقت نفسه الوقوف بشكل ما مع الدراويش.
شائعات عن سجن أبوقرجة: كتب هيكمان بك من أسوان في يوم١١ أبريل، ويقول إن الأنباء تشير إلى أنّ الخليفة عبدلله قد سجن "أبو قرجة" لأنّ اسمه ظهر في صحف القاهرة معلنا رغبه في الانضمام إلى الحكومة. سجن الخليفة شريف وغيره من أحداث مدرجة في اليوميات قد تم التأكد منها من قبل الوافدين الجدد على الحدود .
(ج) مقتطفات من يوميات سواكن من يوم ١٦ مارس إلى ١٢ أبريل ١٨٩٢م:
العديد من المعلومات الواردة في يوميات القاهرة لم نكررها في المقطتفات التالية:
طريق بربرـ سواكن: البمباشي ثروستون (ضابط مخابرات) كتب من سواكن يوم ٣٠ مارس يقول إن الفاضلاب تحت إمرة محمود كراي يواصلون أخذ العشور على البضائع التي تصل من سواكن. ذكرت التقارير من طوكر وصول لاجئين من البني عامر والحباب من داخل الأراضي تحت السيطرة الإيطالية وقد تم توجيه الحباب بالعودة إلى بلدهم. الأمير مساعد كتب إلى مشايخ القبائل المختلفة وبعض منهم في الأراضي المصرية مؤكدا لهم استتباب السلام والأمن. ازدادت التجارة بين مصوّع وسنهاي حيث تكثر تجارة الصمغ العربي والعاج.
تكروريان أثنان من أصل ٦٣ فرا من أم درمان وذكرا في سواكن يوم ١٩ أنهما أمضيا ٣٣ يوما في الطريق من أم درمان، حيث كانا في السجن ولكن تم إطلاق سراحهما بعد اداء القسم أمام القاضي بأنهما لا نية لهما في الذهاب الى مكة المكرمة، تم الإفراج عنهما فلاذا بالفرار.
الأخبار التالية جاءت من مصادر مختلفة:
وكيل شيخ من العبدالرحمناب سمع يوم ٢٨ أن الخليفة كان قد استدعى محمود كراي، محمد موسى دقنة، محمود أحمد دقنة، ومحمد طالب، وأمير من الموسيياب، لكنهم جميعا رفضوا الذهاب خوفاً من الخليفة، لأنهم سمعوا أن أبا قرجة قد نُفي وبعض الأمراء الآخرين قد قتلوا. غادر محمد موسى دقنة منزله في تدبنوب على نهر عطبرة، وذهب إلى أميت قرب سنكات ثم إلى عرب الهوكولاب (حامداب) وأرسل ليأخذ ممتلكاته لأنه يعتزم العيش هناك تحت حماية الحامداب. بدأ، حسن جبرين، الشيخ السابق للإرفوياب التوجه إلى أم درمان. وتفيد التقارير قبل أربعة أيام أن سوق بربر ومحتوياته قد دمرته النيران تماماً. وأن المرض قد انشر بين أتباع عثمان دقنة في إداراماب . في يوم ٢٩ سمع أحد موظفي الاستخبارات من بعض العرب الذين جاءوا من سنكات وعتباي، أن الخليفة أعدم سبعة جعليين في أم درمان، وأنه بعث برسالة إلى عثمان دقنة يخبره أن يرسل إلى أم درمان شيوخ الشاياب والنوراب، ومحمد شنقراي، شيخ السمرأر، ومحمود كراي ومحمد موسى دقنة إلا أن أيا منهم لم يذهب. قد أخبر النبي الخليفة في رؤية منامية أن هؤلاء الرجال لا يعملون من أجل الدعوة المهدية، ولكن للثراء والثروة ولمصلحتهم الخاصة وأنه آن الآوان لإعادتهم إلى طريق الحق. هرب محمد موسى دقنة إلى أميت، وطلب حماية عبد القادر في جبل هريتي الذي وافق ومنحه الحماية وفقا لبعض، ورفض إيوائه وفقا لآخرين.
تقارير موظف استخبارات آخر تفيد أنه سمع من أحد الأشراف الذين جاءوا من كرياب أن الخليفة أعدم جرجيير، أمير أبوحمد السابق، وأنّ النور الجريفاوي، أمير بيت المال في أم درمان وأمير الضبانية وأمير الجعليين وأبوقرجة تم نفيهم، ولكن الى أين لا أحد يعرف ذلك.
بدأ عثمان دقنة وتسعة أمراء الاستعداد للذهاب إلى أم درمان بعد أن أرسل إليهم الخليفة واستدعاهم. وانه يجمع العشور من العرب التابعين له بأمر خاص من الخليفة، وضد رغبة الزاكي الذي يحاول تشجيع التجارة بين سواكن وبربر. الزاكي يحظى بشعبية كبيرة في بربر ماعدا وسط أهله البقارة هناك حيث يمنعهم من الجشع. محمود كراي ليس في كوريب ولم يتم استدعاؤه.
الطليان :البمباشي ثروستون كتب يوم ١٥مارس قائلاً : يبدو أن شعبية الطليان قلت كثيرا بسبب الضرائب الباهظة على القبائل في المناطق التي يسيطرون عليها. وهناك رغبة عامة تسود العرب الذين يعيشون على الحدود للعبور والعيش تحت الحكم المصري والشرطة الإيطالية تحاول منعهم، ولكن قد عبر عدد من البني عامر والحباب ووصلوا إدوبانا. شيوخ الحباب الذين جاءوا الى سواكن تم إبلاغهم أن بلادهم لا تقع تحت النفوذ مصري، ولا يمكن للحكومة المصرية أن تتدخل في شئونهم، وأنه لا بد من العودة إلى بلدهم وبدأوا مرة أخرى العودة يوم ١٤ مارس.
أخبار من مصادر مختلفة:
في يوم ٢٧ مارس ذكر أحمد محمد الضو أنه وصلت، قبل عشرة أيام، رسالة من عثمان دقنة لكل من شيخ الحامداب والقراريب أخبرهم انه قد تم تعيينه من قبل الخليفة لتوجيهم ورعاية مصالحهم، وتم تكلفتهم بالحضور إلى أدراماب. وفي ٢٠ يوم مارس أفاد علي محمد أبو سن أن هناك ازدهارا كبيرا في تجارة العاج والصمغ بين أم درمان ومصوع عن طريق كسلا. في يوم ٨ ، سمع آدم حلقة شيخ البشارياب، أن عثمان دقنة كان قد كتب إلى الخليفة وطلب أمداده بجيش؛ وأنه يكتب باستمرار لمختلف الشيوخ يستدعيهم ليأتوا إليه، لكن لم يأبه أحد برسائله. وأن هناك انتشار للمرض والموت بين أتباعه في إداراماب بسبب الحمى والبرد. وفي يوم ١٣ تحرك إدريس حامد بك، شيخ البني عامر، وثمانية من الشيوخ الحباب أخذوا ثمانية أيام للوصول من إدوبانا إلى سواكن عن طريق طوكر. وذكر هؤلاء المشايخ أنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل زعمائهم ومن قبل الحكومة الإيطالية وأنهم يرغبون في الهجرة إلى الأراضي المصرية. وقد عاد بعضهم مرة أخرى إلى الحدود، ولكن اثنين من المجموعات تتألف من حوالي ٢٥٠ رجلا و٥٠٠ من الأغنام والماشية وصلوا إدوبانا. فقد جاءوا يتوسلون بأن يسمح لهم بالبقاء في ظل الحكومة المصرية، وأن يتم إنشاء منطقة عسكرية مصرية في كارورة (قرورة) لحمايتهم. وفي يوم ١٤ عاد شيوخ الحباب إلى عقيق في طريق العودة إلى بلدهم.
البمباشي ثروستون كتب يوم ١٢ أبريل يفيد أن أبو عنجة وجريجيير على الأرجح في وضع حرج، ولكن تختلف التقارير عما إذا كانا قد سجنا، أم تم نفيهما أم لا مازالا طليقين.
وقد استدعى الخليفة كل من عثمان دقنة ومحمد موسى إلى أم درمان، وربما غادر الأول إداراماب للذهاب إلى هناك، ولكن الأخير هارب. الزاكي في طريق العودة إلى بربر. الغذاء رخيص ووفير في أم درمان. عودة نفور محمود تشير إلى استمرار عمل الفاضلاب (جمع العشور) في كوكريب على الرغم من عدم رغبة الزاكي.
أخبار من مصادر مختلفة:
في يوم ٣١ وصل خادم للسيد عثمان الميرغني كرسول من شيخ الحباب ليقول أنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل الايطاليين، وأنهم يرغبون في العيش تحت النفوذ المصري. وقد تم فرض ضريبة عشرة ألف دولار على الحباب هذا بالإضافة إلى ما يجمعه الشيوخ لحسابهم الخاص.
في يوم ٧ مارس قام الخليفة عبد الله بوضع الخليفة شريف في قيود الحديد، وتم إخاطر جميع الأمراء بذلك. وقد صادر الخليفة عبدالله ممتلكات كل الدناقلة في أم درمان وتم طردهم إلى خارج المدينة، ولكن أولئك الذين يعيشون في بربر لم يتم التعرض لهم.
(د) ترجمة رسالة وجههاعمد أعيان مديرية بربر إلى معالي رياض باشا ، وزير الداخلية السابق،
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى معالي وزير الداخلية مصطفى باشا رياض،
نقبل أياديكم ونتوسل إليكم ونقدم لفخامتكم وافر أحترامنا وإذا تكرمتم بالسؤال عنا، فنحن كما كنا دائما صادقين ومخلصين وموالين لكم. بينما نحن في انتظار أن نسمع منكم لمعرفة أخبار الحكومة المصرية تلقينا رد رسالتنا إليكم مع حامل هذه الرسالة، التي أرسلناها إليكم في وقت سابق. وقد سعدنا جدا بهذه الرسالة التي أكدت لنا أنكم مازلتم تتذكروننا. بالرغم من أننا خطونا خطوة خاطئة، فإننا نتوقع من سعادتكم عقاباً خفيفاً وذلك لأننا أُجبِرنا للانضمام إلى الثورة ولأنه لم تتم مساعدتنا ولم تصلنا التعزيزات التي كانت لازمة لقمع الثورة. ونحن الآن تحت سيطرتهم التامة كطير في يد طفل لايعرف الضرر من النفع. وبالرغم من أنكم على بينة من كل هذا والحالة البائسة التي تردت إليها حياة الناس، فما زلتم لم تأتوا لمساعدتنا وقد تأخر إرسال قوات لانقاذنا من سوء معاملة الدراويش؛ عندما بدأت المهدية لم نكن نتوقع تأخركم في تقديم المساعدة لنا. وكما هي رغبة جلالة السلطان المعظم وواجب كل مسلم مساعدة المسلمين عندما تكون هناك حاجة للمساعدة؛ ولكن نظرا للحالة المزرية نحن فيها الوقت الحاضر فقد اضطررنا أن نطلب من مساعدة القوى الأجنبية وفي الوقت نفسه نناشد سعادتكم كما نناشد كل من يهمه رفاهية المسلمين عبر حامل هذه الرسالة، أحمد الحاج محمد عجيل، الذي تم تفويضه من قبلنا خصيصا لهذه المهمة، أن تساوعدنا بكل الوسائل لإنقاذ حياة المسلمين.
ملحوظة:
تم تويجه رسالة بنفس المضمون، مكتوبة بنفس خط اليد وتحمل نفس التوقيع والختم، إلى سردار الجيش المصري (اللواء كتشنر باشا) وجاء بها نفس الشخص .
(هـ) جدول يوضح قوات المهدية من أول يناير إلى٣٠ أبريل ١٨٩٢م
البنادق
المدافع
القوة
الأمير
المكان
مسلحون بالحراب والسيوف
الخيالة
الجهادية
١٧٠٠٠
١٠٥
١٢٥٠٠
١٥٠٠
٤٠٠٠
يعقوب
أمدرمان
١٥٠٠
٣
٣٨٠٠
٥٠
١٥٠٠
الزاكي طمل
فاشودة
١٠٠٠
٤
١٠٠٠
١٠٠٠
٥٠٠
أحمد علي
القلابات
١٠٠
-
٩٠٠
-
١٠٠
ود كنة
الإستوائية
١٠٠٠
٤
٥٥٠٠
٣٠٠
١٠٠٠
محمود ود أحمد
الأبيض
٨٠٠
٨
٣٥٠٠
٥٠
٥٠٠
يونس الدكيم
دنقلا
٨٠٠
-
٣٠٠
١٠
٢٠٠
إدريس هرون
أبوحمد
٨٠٠
٤
٣٠٠
٥٠٠
٥٠٠
الزاكي عثمان
بربر
٨٠٠
٢
٣٠٠
٥٠
٥٠٠
مساعد قيدوم
كسلا
٢٣٢٠٠
١٣٠
٢٨١٠٠
٣٤٦٠
٨٨٠٠
الجملة
ملحوظات:
هناك أيضا حوالي ٣٠٠٠٠ (ثلاثون ألف) من المسلحين بالسيوف والحراب في المناطق بين النيلين الأزرق والأبيض ولكنهم في الوقت الحاضر يعملمون في الزراعة.
القيادة
القبيلة
العدد
الخليفة عبدالله
بقارة تعايشة
١٠٠٠
قبائل تابعة للتعايشة
٦٠٠٠
علي ود حلو
دغيم وكنانة
٣٥٠٠
جهادية سود قسم التعايشة
١٥٠٠
قسم علي ود حلو
جهادية سود
٥٠٠
الجملة
١٢٥٠٠
ملح البارود متوفر ولكن هناك نقص في الرصاص. في بربر هناك ثلاثة آلاف جمل و أربع آلاف بقرة و خمسمائة حصان يملكها الأهالي. يملك الخليفة عشرة آلاف جمل ولكن ألف فقط في أم درمان والباقي في مناطق الرعي تحت إدارة بعض الخيالة البقارة في مناطق نفوذ الخليفة.
المرجع
الأحداث
التاريخ
١٨٩٢
وفاة صاحب السمو الخديوي توفيق وخلافة ابنه الأكبر عباس حلمي باشا
٧ يناير
التنازل من قلعتي المويلح وضبا التابعتين للحكومة المصرية في الحجاز لتركيا
١١ فبراير
شرع السردار والموظفين في الذهاب إلى الحدود لإجراء التفتيش السنوي للمناورات
١٩ فبراير
تقارير
اجتماع الأمراء في أم درمان في الذكرى السنوية للإسراء والمعراج
٢٦ فبراير
قافلة صغير من التجار هاجمها و استولى عليها الدراويش عند آبار أمبكول
٢٧ فبراير
إلغاء مناورات حلفا بسبب انتشار الأنفلونزا بين القوات.
٩ مارس
السردار وموظفوه عادوا من الحدود
شيوخ البني عامر والحباب جاءوا إلى سواكن من الأراضي تحت النفوذ الإيطالي وطلبوا الحماية المصرية
١٢ مارس
تم رفض طلبهم وعادوا
١٣ مارس
أوراق المخابرات
الخليفة عبد الله ألقى بالخليفة شريف في السجن ونى عدد من الأمراء إلى النيل الأبيض
١٥ ــ ١٧ مارس؟
الحاكم العام لسواكن زار منطقة الجميلاب
٢٠ مارس
اندلاع حريق كبير في سوق بربر
٢٤ مارس
فرع الفاضلاب من قبيلة الإمرار يستمرون في جمع العشور في كوكريب
؟
حل لجنة تعويضات السودان. انتشار الإنفلونزا في دنقلا
١ أبريل
المبعوث التركي، أحمد أيوب باشا، وصل إلى القاهرة يحمل معه فيرمان تنصيب سمو الخديوي
مجموعة من الدراويش على الجمال والخيول داهمت صرص ونهبت بعض الماشية.
٤ أبريل
اللواء السير فرانسيس والس قرنفل سردار الجيش المصري يستقيل
١٢ أبريل
تعيين العميد كتشنر سرداراً للجيش المصري
١٣ أبريل
قراءة فيرمان تنصيب سمو الخديوي في القاهرة.
١٤ أبريل
تعيين العميد سيتل مفتشا عاما للشرطة المصرية
١٥ أبريل
عودة المبعوث التركي إلى القسطنطينية
١٦ أبريل
أحمد العجيل وصل القاهرة يحمل رسالة من شيوخ و عمد بربر يطلب مساعدة الحكومة المصرية
١٨ أبريل
الهوامش:
GT. BRIT. WAR OFFICE, INTELLIGENCE DIVISION
INTELIGENCE REPORT
DT108.5, G786
V.1
CONFIDENTIAL
INTELLEGNCE REPORT, EGYPT,
No. 1
April 1892
COVERING MINUTE.
General Officer Commanding,
In forwarding this diary, which is compiled on the recent instructions issued from the Intelligence Department, London, I would point that the fact the Khalifa Abdulla, having consolidated his power by the imprisonment of the Khalifa sherif, which may be possibly followed by a similar sentence being .given against the only other Khalifa appointed by the late Mahdi, namely, Ali Wad Helu, shows that before long a sort of sovereign state will probably be established in the Sudan, on hereditary lines in the Khalifa Abdulla's family, and not as formerly a government based on purely religious principles. This state of things once established will possibly revive the old intertribal enmities and blood 'feuds which always existed in the Sudan, and rendered it impossible for any but aliens to rule the country. The dervish raid that recently took place at Old Sarras may be considered of slight importance, and I hop.ein future our Cavalry and Camel Corps patrols will succeed in stopping such robber propensities on the part of the dervishes.
H. H. KITCHENER, Sirdar
2nd May, 1892.
SUMMARY
The Sudan
The event of most importance in the Sudan since the last diary was forwarded is the imprisonment of the Khalifa Sherif in Omdurman and the expulsion up the White Nile of a number of important Emirs who took part in the recent revolt. This news is corroborated on all sides, and marks an important epoch in Sudan affairs. It is an indication that the Khalifa Abdulla has not only reestablished his authority, which was at one time considered to be somewhat in danger, but he has also taken advantage of the suppression of the revolt to overturn, in the most distinct manner, the system of Khalifate succession laid down by the late Mahdi before his death. In throwing the Khalifa Sherif into prison he has removed the chief that, according to the tenets of Mahdism, should have been his successor, and this probably only prelude to his public declaration that he has substituted the Mahdi's ruling for an hereditary succession—a proceeding which he has frequently hinted at, but he hitherto always shirked publicly announcing, as he feared opposition of the two remaining Khalifas
With Sherif in prison, it will now be a matter of interest, to watch the proceedings of the only remaining subordinate Khalifa at large, viz., Ali Wad HeIu. The situation in various other parts of the Sudan remains practically unchanged.
The declaration of the notables and Omdehs of Berber (see Appendix A) is but one more proof of the inability of the inhabitants of the Sudan to overturn dervish supremacy unassisted This document is only one of many of a similar nature have from time to time reached the Egyptian Government from various parts of the country. It is not at present possible to render the writers any material assistance.
It is possible that the meeting of Emirs reported to have taken place on 20th February may lead to some declaration of' future intentions.
The trade returns show practically the same result as those of the last four months of l891, and the remarks on this subject made in the general report seem to hold good.
Some letters have reached Cairo from Europeans in Omdurman, but they contain no fresh news, and arc mostly connected with money matters.
The Frontier
The recent raid on Old Sarras is only of slight importance, but the return of Osman Azark to the neighbourhood of' the Egyptian frontier may be an indication of an attempt to renew his former raiding propensities. The recent raid was harmless, except that a few irresponsible villagers lost some cattle, but it was intend to keep the frontier on the alert.
The situation at Dongola is unaltered, and Suarda still continues to be the most, northerly dervish garrison, with occasional patrols as far as Ambigole Wells.
Eastern Sudan
There is no event of any considerable importance to chronicle in this part of the Sudan. The hostile post of Fadlabs is still maintained at Kokreb. The good offices of hle litalian Government have been requested with the view to reconciling the tribesmen in the immediate vicinity of the Italian sphere of influence boundary line.
F. R. WINGATE, Miralai ,
Director of Military Intelligence
CAIRO,
30th April, 1892.
A.--Extracts from Cairo Diaries, from 1st to 30th April, 1892.
Sheikh Ahmed Mohamed EI Egeil reached Assuan on the 30th March, from Berber, arrived in Cairo on the 18th April. He is one of the most notable of the Sudan merchants and a man of exceptional intelligence; he was therefore interrogated very fully regarding' the situation in the Sudan.
He was in Cairo some 18 months ago and was the bearer of printed proclamations to the people of Berber and the tribes in general, signed by Riaz Pasha the late Prime minister.
Sheikl El-Egeil left Berber on The 15 of March, with replies from the former notables of that town (see Appendix D).
Berber:
He states that El-Zaki, Emir of Berber, left that place for Omdurman on 21st February in compliance with the Khalifa's orders, together with--
The present Emin, Beit EI-Mal, Hadj Khalid, A Jaali
The Kadi, Abu Fatmeh, and the following Emirs, viz.:-
Mohammed Al Ajemi, native of Berber.
Ibrahim Mohamed
Abdulla Wad Saad, Jaali.
Mohamed Ahmed El Khawwad.
The reason of the summons is to attend the Ragabih EI Miraj' (the anniversary of Mohamed's supposed 'ascent to Heaven), which was to' take place on the 26th February. During- Zaki's absence, his place was taken by the Emir Ali Ferfar; the result of this great meeting in Omdurman is not yet known.
Before Zaki had left Berber, he bad a quarrel with Haj Khalid, who refused to obey his orders regarding the management of the Beit E1 Mal
He gives the fol1owing account of the recent revolt in Omdurman:-
The Khalifa Sherif, with the cooperation of Ahmed and Fuzi (the Khalifa, Abdulla's clerks), Ahmed wad Suleiman (late Emin, Beit El Mal), Saleh Wad Siwar Ed Dahab, Ahmed Wad En Nur (Jaali), Said Mohamed Farah (Dongolawi), Shaib, Hadj Ali Geili (Dongolawi») and Mohamed Kerkesawi, considered to kill the Khalifa Ahdulla.. It 'Was agreed that one of them should fire at him while on his way to the mosque, that he should be disguised and make good his escape in the crowd. Unfortunately they made known their plan to Zogal's son, who told it to Ahmed Wad EI Fahl (Jaa1i), who repeated it to El Bedawi El Ireik, the Emir of the Jaalin, and at the same time warned him that if he did not inform the Khalifa, he would do so himself. He complied, and the Kha1ifa at once ordered his house to be carefully guarded by soldiers. Sherif, learning that Abdulla know of his plans, openly declared his hostility. Abdulla, however, did all in his power to restore tranquility, and utilized the Khalifa Ali Wad Helu as a mediator, together with Es Sayed El Mekki, and EI Hardallu Ahu Sin. He also expressed his willingness to concede to Sherif terms, which were as follows:-
1. To abolish the taxes on trading boats and camels.
2. To restore boats, forcibly taken from their owners.
3: To take off 'the ushr (tithe) on goods passing through Kokreb, Berber and Omdurman.
4. To abolish the tax in grain which, although originally agreed upon as one tenth, was actually over one-half.
5. To restore all lands taken from their owners.
6. To divide the entire stock of arms into three equal shares, so that each Khalifa should have his due.
7. To dismiss the Kadi Ahmed
8. To divide all authority equally between the three Khalifas.
9. To abolish the taxes on ferries.
10. To cease marking goods with his own special sign.
11. To handover the one-fifth of the booty which was the Mahdi's own, to his' (i.e. the Mahdi's) sons.
12. To pardon all those who had joined the Khalifa Sherif in these demands, and to-promise that they should not in any way be molested.
Khalifa Abdulla swore on the Mahdi's tomb that he would agree on these terms, and that he would consider all that had passed as if it had not taken place. Thus was the difficulty tided over and a reconciliation effected.
A few days afterwards, however, the Khalifa Abdulla sent for Sherif and asked him to have all those who had joined him·the revolt put into prison for a month just to frighten them and prevent the possibility of a second rising. Sherif agreed, and a few days later Abdulla declared in the Mosque that he had had vision in which the prophet had told him to kill the instigators of the revolt, but that he had begged that this punishment might be changed to exile Bahr El Jebel; consequently; when prayers were over, he sent off following in chains up the White Nile, viz., Fauzi, Ahmed Makbul, Idris, Gedi, Beshir, Badai, Ahmed Wad Wedidi, Ahmed Suleiman, Ahmed Wad En Nur, Mohamed Farah, Saleh Wad Siwar El Dahab and Ahmed Mohamed Kheir.
The following Emirs are still in prison in Omdurman, vz, Abd El Maula,
Hassan Khalifa, and Zogal.
Yusef Mansur is still commanding the Artillery, with Said Bey Guma as
his assistant.
Abd Er Rasul has been recalled from Fashoda and is now in Omdurman. Omar Kisha, who was Osman Digna's principal contraband merchant in Tokar, is in Omdurman.
The manufacture of powder still continues, but the difficulties in obtaining lead are as great as ever.
The late Mahdi's eldest son, Fadhl, is peacefully inclined, but the second son, Mohamed, who is now 22 years of age, is able and always intriguing, but the Khalifa recently married him to his· daughter and gave him a number of servants, who are merely spies.
Fashoda: The Shilluk war is still going on in a desultory way. Zeki Tummal with his Galabat force is still there. The Shilluk King, who was treacherously murdered by Zeki, has been succeeded by his sister, who now commands the Shilluks.
Equatoria: The Emir Hasib, who succeeded in returning to Omdurman from the Bahr El Jebel with some ivory, has gone back in search of the missing boat and has not been heard of since.
A Dongolawi Emir named Kunna Mujahid was sent in a special steamer some time ago to ascertain if the news about Emin's return to Equatoria was correct.. He has not come back yet
Darfur: El Fasher is now governed by a certain Abu Gudufat, but he is in no way under the authority of the Khalifa at Omdurman.
Kordofan: Mahmud Ahmed is still Emir at El Obeid, assisted by Ali Wad El Hashmi, The Darnuba negroes still preserve their independence.
Dongola: The condition of affairs here is unaltered, but Osman Azrak recently, arrived at Suarda.
Abu Hamed: ldris Harun is Emir here, he was also called to the meeting of Emirs a Omdurman and his place taken by a Baggari called Obeidun.
EasternSudan: The ushr is still taken at Kokreb, and Osman Digna has also been levying ushr on merchants; who by this means avoid paying at Kokreb and Berber.
Kassala: Mussaid is sti1l Emir here, with Sayid Hamed as his assistant.
Gallabat and Gadarif: The same as in the annual report.
Trade: Ostrich feathers are becoming scarce; firearms are not allowed to be used for hunting purposes and, are reserved exclusively for warfare. Recently some merchants applied to the Khalifa for permission to use guns in ostrich hunting, but he refused to allow it.
Money "Makbul" dollars are still struck in Omdurman by a certain Abd El Mejid, a Mowallid of Kordofan; this dollar is almost exclusively current in Omdurman, while it is just the reverse in other parts of the Sudan where the" Makbul" is valued at a quarter less than in Omdurman consequently, articles are more expensive in the capital than in the districts.
Slave trade: Since the Equatorial, route has been practically closed, most of the slaves come from the western districts; Egeil estimates that about 150 slaves are sold every-month in the Berber Bazaar, and about six times that number in Omdurman.
European prisoners: Slatin is still a Mulazim, and it is almost impossible for him to escape, as he is scarcely ever permitted to leave the Khalifa's door.
Khalifa IntensionsKarrar Beshir, who is the chief dervish postman, recently brought 200 camels from Berber to Omdurman. The Khalifa is also laying in a large supply of camel saddles, waterskins, ropes, and other requisites for- a long journey, his object in doing- so is not known.
Mahmud Mohamed, a merchant who left Berber on 25th March, and trave1ing via Korosko, arrived in Cairo on 19th April, states that a few days before he left Berber, a proclamation just received from the Khalifa was read out in the Mosque, to the effect that all the Kadis in Omdurman, including the Kadi El Islam, decided that the Khalifa Sherif should be crucified for having broken his oath of obedience to the Khalifa, but that Khalifa Abdulla had commuted the sentence to imprisonment in chains. This sentence was carried out, and· Khalifa Sherif is now in prison with eight shackles on his feet and two chains round his neck. Reporter also states that Abdulla has summoned Khalifa Ali Wad Helu to give up ,all his arms and horses, but that the latter refused.
Also that a summons has been sent to the inhabitants of the Gezireh, (country between the Blue and White Niles) to be present at the Bairam Festival and to settle thenceforth in Omdurman; this the Khalifa has done, as he fears that these people, many of whom arc adherents of Khalifas Sheri£ and Ali Wad Helu, may rise in revolt.
Omdurman
Other recent arrivals in Cairo state that-- After Father Ohrwalder's escape, the remaining members of the Austrian mission were put in prison, but were released when it was proved that they had not been accessory to the flight. The effects of Father Ohrwalder and the two sisters were sold by auction, and the proceeds passed to the Beit El Mal.
The Emir of Dongola has been summoned to the Bairam Council of Emirs. El Fadl, the son, of Zobeir Pasha, is still in Omdurman, he was given 300 dollars by the Kha1ifa, and permitted to live with his relatives. Abu Girgeh arrived at Omdurman from Kassala on 10th December, 1891
Equatoria:Emin Pasha is reported to have reached Raggaf.
Bahr El Ghazal: This province has been long since evacuated by the dervishes, and it is Bahr El not intended to reoccupy it. Some of Rabeh Zobeir's followers have settled in Dar Fertit, but Rabeh himself is still in Dar Abu Risha at the head of a large army, and he is continually at war with the surrounding countries.
Dongola: A similar proclamation to that received in Berber was also read out in the Mosque at Dongola, announcing the suppression of the revolt in Omdurman and the imprisonment of the Khalifa Sherif. The three Greeks who deserted from Halfa were seen at Dongola on their way to Omdurman Influenza of a mild type is prevalent, and also there is a deadly disease amongst the horses, which has killed a large number· of them. Adam Mohamed, the brother of Yunis, commands the Gehadieh and Et Tayeb Wad El Hasib is Emin, Beit-el-MaL
B.-Extracts from Frontier Diaries, from 18th February to 12th April, 1892
(N .B. Many of the statement included in the Cairo Diary occur also in the local dairies, and are therefore not repeated in the following extracts.)
Ambigole: On 27th February 6 men and 7 camels coming from Dongola to Halfa with dates were attacked at Ambigole Wells; the Dervishes captured the camels and 4 men; the other 2 men escaped by jumping into the river. The dervishes went south at once with their capture, and also took a boy from Ambigole with them; all these were subsequently released. Hickman Bey (Intelligence Officer), writing from Halfa on 14th March, states that:
It is of interest that the Khalifa ordered the release of prisoners lately taken by dervish patrol,. on account of the Egyptian Government releasing prisoner taken from Nejumi's force in 1889. For purpose of taxation the Dongola province appears to be divided into 10 districts, each of which had to pay 100 lb of sanege and 10 sheep as tax early this year. The taxation does not appear to be regularly called for, but only on such occasions as the head Emir may think fit. On this occasion it was on account of the marriage of the Emir Yunis.
Rumours of Raids: It was rumoured, on 12th March; that the dervishes contemplated making raid in the country northas far as Semneh.
Raid on Old Sarras
On 4th April a party of dervish horse and camel men, under the leadership of Osman .AZrak, made a descent on Old Sarras and carried off 15 cows, 3 camels, and about 200. goats belonging to the villagers; a few shots were exchanged between the dervishes and the Egyptian Camel Corps patrol, and a troop of Cavalry sent; out from Halfa, under Bimbashi Cotton; followed up the raiders for some distance, but he had got too long a start and he was unable to come up with them.
The Officer Commanding the frontier (Wodehouse Pasha), commenting on this raid, says--
While regretting this renewal of raiding, and the raiders having got off with impunity, I fear we must expect these occurrence at intervals. 1 will do all I can to check them hut it is difficult.
The dervishes have the choice of the two sides of the river, and, unless all the mounted were kept at Sarras, can usually come down in superior mounted force to what we are able to oppose to them.
The raid, unimportant as it is, points to the continued hostile spirit of the dervish leaders and the necessity of continued watchfulness on the frontier. In the future I shall never leave Sarras without Cavalry. The villagers have no claim against the Government, they are, or rather were, entirely outside the limits. They are naturally untaxed and cultivate tobacco, and they have been frequently given to understand the risks that they incur. It is even possible that they do not, object to being robbed in the hope, and by exaggerating their hopes, they may get profitable compensation from the Government and at the same time stand well with the dervishes.
Rumoured Imprisonment of Girgeh
Hickman Bey, writing from Assuan on 11th April, says that "Abu Girgeh is reported to have been put in prison by Khalifa ·Abdulla, because his name appeared in Cairo newspaper as been desirous of joining; the Government."
The imprisonment of the Khalifa Sherif, and other events included in the Cairo Diary are fully confirmed by arrivals on the frontier.
C- Extracts from .Suakin Diaries, from 16th March to 12th April, 1892.
(N. B. Many of the statements included in the Cairo Diary occur also in the Local diaries, and therefore not repeated in the following- extracts.)
BerBer Saukin Road: Bimbashi Thruston (Intelligence Officer), writing from Suakin on 30th, March, says:- The Fadlab under - Mahmud Kerai continue to exact tithe of goods arriving from Suakin.
Toker: From Toker is reported the arrival of Beni Amer and Habab refugees from Italian Territories
The Habab were directed to return to their own country.
Mussaid, the Emir, has written to the Sheikhs of various tribes, some of them in Egyptian territory assuring them of peace and security.
There is considerable trade from Massowah and Sanhi in exchange for gum and ivory.
Two Takruris, out of a·company of 63 who had escaped from Omdurman, stated at sauakin, on the 19th, that they had been 33 days on the road from Omdurman, where they had been imprisoned and bound, but on their swearing in front the Kadi that they had no intention of going to Mecca via Suakin, they were released had then escaped.
The following items of news arc reported from various sources:
Rahin Wakil, Sheikh of the Abdurrmanab, heard on the 28th that the Khalifa had sent for Mahmud Kerai, Mohamed Mussa Digna, Mahmud, Ahmed Digna, and Mohamed Talib, a Museyab Emir, but they all refused to come, being afraid, as they had heard that Abu Girgeh had been banished, and some other Emirs had beeen killed.
Mohamed Mussa Digna then left his home at Tadobanob, on the Atbara, and went to Ameit, near Sinkat, to the Hakolab (Hamdab) Arabs, and sent for his property. He- now intends to live there, under the protection of the Hamdab. Hassan Jabrin ex-Sheikh or the Arfuyab has started for Omdurman.
It is reported that four days ago the Berber bazaar, with its contents, was destroyed by fire; also that there is much sickness among Osman Digna's Followers at Adaramab.
An intelligence employee heard, on the 29th, from some Arabs who had come from Sinkat and the Atbai, that the Khalifa had executed seven Jaalin at Omdurman, and that he had sent a letter to Osman Digna telling him to send to Omdurman the Sheikhs of the Shaiab and Nurab, and Mohamed Shingerai, sheikh of the Samarar, and Mahmud Kerai and Mohamed Mussa Digna but that none of these had gone.
It had been revealed to the Khalifa in a dream, by the Prophet, that these men were not working in the cause of the Mahdi, but were only amassing wealth for their own interest, and that it was necessary now to bring them into the right way.
Mohamed Mussa Digna fled to Ameit, and demanded hospitality of Abd El Kader at Hareitri, who, according to some, granted it, but according to others, refused.
Another Intelligence employee reports that he had heard from a Sherif who had come from Kriab that the Khalifa had executed Greiger, ex-Emir of Abu Hamed, and En Nur Gereifawi, Emir of the Beit El Mal, at Omdurman; and the Emir of the Dabeina and an Emir of the Jaalin, Abu Girgeh, have been banished, but why and whither it is not known.
Osman Digna and nine Emirs have started for Omdurman, having been sent for by the Khalifa
Mahmud Kerai is at Kokreb, and has not been summoned to Omdurman.
He collects tithe all of which he distributes among his Arabs, by special order of the Khalifa, and against the wishes of Ez Zaki,who tries to encourage trade between Suakin and Berber.
Ez Zaki is very popular at Berbcr, except with his own Baggara country-men there, whose rapaciousness he keeps in check.
Italians:
Bimbashi Thruston, writing on I5th March, says:-
The Italians are apparently making themselves very unpopular with the tribes by heavy taxations. A general wish prevails among the Arabs living on the frontier to cross it and settle under Egyptian rule. The Italian police try to prevent them, but a number of the Beni Amer and Hahab have crossed, and reached Adobana. The Habab Sheikhs who came to Suakin were informed that, as their country was without the limit of the Egyptian sphere of influence, the Egyptian Government could not interfere with them, and that they must return to their own country and they started back again on the 14th March.
The following items of news are reported from various sources:-
On the 27th March, Ahmed Mohammed Dow states, that ten days ago letters came from Osman Digna to the sheikh of the Hamdab and Gararib , telling them that he had been appointed by the Khalifa to direct them and look after their interests , and summoning them to Adaramab .
On the 20th Ali Mohammed Abu Sin reports that there is a considerable amount of trade in gum and ivory between Omdurman and Massowah, via Kassala
On 8th, Adam Halga, Sheikh of the Beshariab, heard that Osman Digna had written to the Khalifa, asking for an army; he also is continually writing to various Sheikhs, summoning them to come to him, but they never pay any attention to his letters. There is much sickness and death among his followers at Adaramab from fever and ague. On the 13th Idris Hamid Bey, Sheikh of the Beni Amer, with eight Hahab Sheikhs, eight days from Adobana, via Tokar, arrived at Suakin. These Sheikhs stated that they were oppressed by the Italian Government and by their own head Sheikh, and that they wished to emigrate to Egyptian territory. Some of them were turned back on the frontier, but two companies, consisting of about 250 men and 500 sheep and cattle, reach Adobana. They have come to pray that they may be allowed to leave under the Egyptian Government, and that a military post shall be established either at Karura or at Rahib for their protection. On 14th, the Habab Sheikhs returned to Agig in a Government dhow en route for their own country.
Bimbashi Thruston, writing on 12th April, says, that Abu Girgeh and Greiger are probably in disgrace, but, as to whether they have been imprisoned, banished, or are still at liberty, reports differ.
Osman Digna and Mohamed Mussa Digna have been summoned to Omdurman, the former has probably left Adaramab to go there, but the latter is a fugitive. Ez Zaki is returning to Berber and Nafer Mahmud to Kokreb. Food is cheap and plentiful at Omdurman
Trade:
The return of Nafer Mahmud points to the continuance of the Fadalab post at Kokreb, in spite of the wishes of Ez Zaki.
The following items of news are reported from various sources:-
On 31st, a servant of the Sayed Osman Morghani arrived as a messenger from the Sheikh of the Habab, to say that they were oppressed by the Italians, and that they wished to settle in Egyptian territory . .A tax of 10,000 dollars has been imposed on the Habab, and besides this, their own Sheikh collects money from them on his own account.
On the 7th March the Khalifa Abdullah imprisoned and put the Khalifa Sherif in irons, and has notified the fact to all the provincial Emirs. He has also confiscated the property of all the Danagla in Omdurman and sent them out of the town, but those in Berber have not been molested.
D- Translation of a letter addressed to his Excellency Riaz Pasha, ex-Minister of Interior, by the Umdehs and Notables of the Berber Mudirieh.
In the name of God the Merciful and Almighty.
To his Excellency the Minister of Interior, Mustapha Pasha Riaz,
We beg to embrace your hands and present to your Excellency our due respect and as you condescend to enquire after us, we· are always the same, honest and loyal. Whilst waiting to hear from you, and to get some news of the Egyptian Government, we received your letter through the bearer of this, who was previously sent by us; and this letter has caused us much pleasure as it assured us we are still remembered by you. Although we have taken a false step, we expect from your Excellency mild treatment as we are forced to join the revolt, because at that time you did not assist us with the necessary reinforcements which were required to suppress the revolt, we are now in their hands, just as a bird is in the hands of a child who does not know harm from good. Though you are aware of all this, and of the wretched state· to which all the inhabitants have been reduced, still you did not come to our assistance and you delayed sending troops to rescue us and deliver us from the ill-treatment of the dervishes; when Mahadism began we never thought that you would delay so long coming to our assistance.
It is the duty of every Muslim and the desire of His Majesty the Sultan to assist Moslems when in need of help, but owing to the miserable state we are in at present, we have been compelled to ask the help of foreign powers; and at the same time we appeal to ,your Excellency through the bearer of this, Ahmad El Haj Mohamed Egeil, who is delegated by us especially for this mission, in order that everyone who is interested in the welfare of the Moslems may assist us by using every means to rescue the Moslems in general.
NOTE.-A letter of the same purport written by the same hand, bearing the same signature, was addressed to the Adjutant-General, Egyptian Army (Lewa Kitchencr Pasha), and was brought by the same messenger.
E-Showing the reported Stength of the Mahdist Armies in the Sudan, Ist January, 1892, to 30th April, 1892
Places
Emirs
Armed strength
Guns
Rifles
Remarks
Jehadiah
Cavalry
Swords andspermen
Omdurman
Yakub
4,000
1,500
12,500
105
17,000
There are also about 30000 sword and spearmen in the districts between the Blue and White Niles, but who are present engaged in cultivation.
Fashoda
Zaki Tymmal
1,500
50
3800
3
1,500
Gallabat
Ahmed Ai
500
1,000
1,000
4
1,000
Equatoria
Wad Kanuna
100
--
900
--
100
El Obeid
Mahmud Ahmed
1,000
300
5,500
4
1,000
Dongola
Yunis Ed Dekeim
500
50
3500
8
800
Abu Hamed
Idris Harun
200
10
300
--
800
Berber
Zaki
500
500
300
4
800
Kassala
Mussaid Keidum
500
50
300
2
800
8,800
3,460
28100
130
23,200
Remarks
1,000
Baraga Taaisha,
Khalifa Abduallh
6000
Baraga Sub-tribes,
3,500
Degheim and Kananna,
Ali Wad Helu
1,500
Blacks of the Taaisha Dvision
500
Blacks
Ali Wad Helu's Division
12,500
Also 30,000 men are allowed to remain in the districts.
Most of them are out of order.
There is sufficient powder, but there is a great scarcity of lead.
In Berber there are 3,000 camels, 4,000 cows, 200 horses belonging to natives.
The Khalifa Abdullah has 10,000 camels, but only 1,000 of them are actually in Omdurman, the remainder are grazing in the districts and are in charge of Baggara horsemen specially detailed by the Khalifa.
F- Dates and Events in the Sudan
Date
Events
Reference Authority
1892
7th January
The death of his Highness Khedive Tewfik and the succession of his eldest son, Abbas Helmi Pasha
11th February؟
The Egyptian forts of Moweileh and Dubbeh in the Hedjez ceded to Turkey
19th February
Sirdar and Staff proceeded to the frontiers on annual inspection duty and maneuvers
26th February
Meetings of the Emirs in Omdurman on the anniversary of the prophet Mohamed's supposed ascent to haven
Statement
27th February
Small party of traders attacked and captured by dervishes of Ambigole Wells
9th March
Halfa maneuvers abandoned owing to prevalence of influenza amongst troops.
12th March
Sirdar and Staff returned from frontiers
13th March
Beni Amer and Habab, Sheikhs, arrive at Saukin from Italian territory, and claim Egyptian protection
14th March
It is refused and they returned back.
15th or 7th, March؟
Khalifa Abdullah throws Khalifa Sherif into prison, and exiles several Emirs up the white Nile.
Intelligence
Diary
20th March
Governor General, Saukin, visits Gemilab country
24th March
Great fire in Berber Bazaar.
؟
Fadlab section of the Amarar tribe continue to exact tithes at Kokreb
1st April
The Commission on Sudan indemnities dissolved.
Influenza reported to have broken out in Dongola
4th April
The Turkish delegate, Ahmed Ayub Pasha, arrived in Cairo with the Firman investiture for His Highness the Khedive
Party of dervish horse and camel-men raided old Sarras and captured some cattle.
12th April
Major general Sir F. Grenfer resigns his appointment as Sirdar, Egyptian Army.
13th April
Colonel H. Kitchener appointed Sirdar, Egyptian Army
14th April
Reading the Firman of investiture of His Highness the Khedive in Cairo.
15th April
Lieut. Colonel H. Settle appointed as Inspector-General, Egyptian Police
16th April
The Turkish Delegate returns to Constantinople
18th April
Ahmed El Egeil arrives in Cairo with letters from Berber Sheikhs and Omdehs, Seeking Government assistance
Sirdar:
The word sirdar here means the commander of the Anglo-Egyptian army. It was a title of a rank assigned of the British Commander in Chief of the Anglo- Egyptian Army and the sole representative of both the British and Egyptian Governments in the Sudan (Traill, 1900: 245). There were four known sirdars in the history of the Angol-Egyptian Sudan: Sir Evelyn Wood, 1883-1885; Sir Francis Grenfell, 1885-1892; Lord Kitchener 1892-1899; Reginald Wingate, 1899-1916 (Raafat 2001)
Traill, Henry Duff: England, Egypt, and the Sudan. Westminister Archibald Constable and Company, limited, 1900
Raafat, Samir: The Sirdaria, Cairo Times, 15 February 2001
The Institution of Royal EngineersThe Royal engineers journal, Great Britain. Army. Royal Engineers, Institution of Royal Engineers (Great Britain), Royal Engineers' Institute (Great Britain) - Technology and Engineering - 1923
أحدث المقالات
- الإسلام .. السوداني ؟! بقلم د. عمر القراي
- الحصاد المر للربيع العربي ( - 4 ) تحولات النخب وحراك اجتماعي جديد بقلم د. موريل أسبورغ، هايك
- شهادة الترابي على العصر حلقة (8) بقلم مصعب المشرّف
- دونالد ترامب، الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية بقلم عبد الصمد وسايح
- في عشق وطني الثالث بقلم فادي قدري أبو بكر
- بيرني ساندرز والمبادرة الفرنسيّة بقلم ألون بن مئير
- أبناء آدم.. المصري أحمد عز وأولئك الازواج السودانيين.. بقلم رندا عطية
- عمليا الشهادة السودانية فقدت قوميتها , ولكن هل تم التغيير بمحض الصدفة بقلم المثني ابراهيم بحر
- شنطة الحاوي علي عثمان طه وإفطار 1000 شخصا في شارع عبيد بقلم جبريل حسن احمد
- ((الإسلام مُتهم عند الأخوان لذلك يسعون لتحسين صورته)) بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي
- ( سباق الأكشاك) بقلم الطاهر ساتي
- (العقل) لا (العضل) لحراسة الجامعة!! بقلم عثمان ميرغني
- حينما تستقوي الطائفة بالدولة !! بقلم عبد الباقى الظافر
- (سلملي) على سعاد !! بقلم صلاح الدين عووضة
- بين غندور وابنعوف ودينق الور بقلم الطيب مصطفى
- والانقاذ بلهاء ومستبدة بقلم أسحاق احمد فضل الله
- جلسة إستماع بلاقرار !! بقلم حيدر احمد خيرالله
- كشكوليات (7) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
- تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ محمد محمد خير
- مبعوثو السلام وظائف موروثة ومهامٌ معروفة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
- الاندهاش و الهبوط الناعم بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
|
|
 
|
|
|
|
عبدالرحيم صالح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست