أزمة مصرية في ( مجاهل) أفريقيا: الكلاب و العبيد بقلم عثمان محمد حسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 05:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-07-2016, 03:26 PM

عثمان محمد حسن
<aعثمان محمد حسن
تاريخ التسجيل: 12-30-2014
مجموع المشاركات: 970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة مصرية في ( مجاهل) أفريقيا: الكلاب و العبيد بقلم عثمان محمد حسن

    02:26 PM June, 07 2016

    سودانيز اون لاين
    عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أثناء إحدى جلسات جمعية البيئة بالأمم المتحدة في كينيا، تقدمت مصر و
    المغرب بقرار ينص على إرسال بعثة من خبراء البيئة إلى غزة لدراسة الوضع
    البيئي هناك، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير عليها.. اعترضت أمريكا
    وإسرائيل و بعض الدول الأوروبية على مناقشة هذا القرار في ذاك الاجتماع،
    و جرت مناقشات مطولة في محاولة للحيلولة دون التصويت على القرار، و غادرت
    بعض الوفود القاعة أثناء المناقشات المطولة و نتج عن مغادرتها نقص في
    النصاب.. حينها تقرر تمرير القرار للتصويت، فأصرت مصر والمغرب، و معهما
    المجموعة العربية، على رفض تمريره دون أن يكتمل النصاب القانوني!

    إتضحت المؤامرة بسفور! غضب المندوب المصري على التلكؤ الذي حدث و نتج عنه
    النقص في النصاب.. و قدّر و فكَّر بصوت عالٍ:- ( دول كلاب و عبيد!).. و
    نسي أن اللغة السواحلية تذخر بمفردات كثيرة أخذتها من اللغة العربية.. و
    أن العديد من سكان شرق أفريقيا ذوو أصول عربية و يتحدثون العربية
    بطلاقة.. و قد التقطت أُذن أحدهم ( التقدير و التفكير) المصريين
    اللَّحْظِيين.. و بث الخبر محلياً و انتشرت الفضيحة تروي للعالم سقطة
    الدبلوماسية المصرية.. سقطة لها ما بعدها من شروخ خطيرة على جدار
    العلاقات المصرية الأفريقية التي ما تزال تشوبها شوائب المياه العكرة بين
    منابع نهر النيل و مصبه..

    لا يُستبعد عبثُ أيادٍّ اسرائيلية خفية في مجريات الأحداث بشكل ما.. بحكم
    أن أفريقيا أصبحت فضاءً إسرائيليا شاسعاً واسعاً بلا منافس.. و اللوم في
    ترك المجال الأفريقي لاسرائيل يقع على سياسة أنور السادات و خليفته حسني
    مبارك تجاه أفريقيا.. فقد مشى السادات على خُطى جمال عبدالناصر في
    أفريقيا ( بالاستيكة) كما يقول المصريون.. فتَوَلَّت اسرائيل سدَّ الفراغ
    بمستشارين من مختلف التخصصات يصحبهم جيش جرار من عملاء الموساد يجوبون
    الأحراش، و يفككون ما بناه المصريون هنالك ليعيدوا بناءه بهوية
    اسرائيلية.. و بعد السادات جاء حسني مبارك ليبتعد عن حضور مؤتمرات القمة
    الأفريقية تعبيراً عن غضبه من ( أفريقيا) كلها على إثر محاولة دواعش
    السودان اغتياله في أديس أبابا.. فتضعضع دور مصر أكثر و أكثر.. و تقزم
    لدرجة التلاشي في المنطقة..

    و تحضرني قصيدة للشاعر/ نزار قباني يقول فيها:-

    " ما دخل اليهود من حدودنا.. لكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا!"

    و يمكن استبدال كلمات القصيدة هكذا: " ما دخل اليهود أفريقيا من حدود مصر
    لكنهم تسربوا كالنمل من عيوب الدبلوماسية المصرية!"

    قدمت الدبلوماسية الكينية السيدة/ إيفون خاماتي مذكرة إلى رئيس البعثات
    الدبلوماسية الأفريقية بشأن ما وصفته بسوء سلوك رئيس الوفد المصري و ذكرت
    أن ما قام به قد يؤثر على فرص أفريقيا في استضافة برنامج الأمم المتحدة
    للبيئة، كما أنه يعكس نقص إخلاص مصر للقارة السمراء.. و رفض السيد/ خالد
    فهمي، وزير خارجية مصر تهمة ( واقعة عبيد و كلاب) جملة و تفصيلاً.. و أكد
    أنهم لم يتفوهوا بألفاظ خارجة.. و أنهم يرفضون محاولات التشكيك في
    انتمائهم لأفريقيا..

    و المثل السوداني يقول:- " العود لو ما فيهو شق، ما قال طق!".. إذ لا
    يوجد سبب من الأسباب المنطقية ما يجعل السيدة/ إيفون خاماتي تلصق تهمة
    خطيرة كهذه بأي شخص آخر إن لم تكن التهمة مبنية على واقع ذي صلة.. طالما
    ليس بين إيفون و بين المندوب المصري أي حساسية أو شحناء تجعلها تنحدر
    إلى تلفيق التهمة موضوع الأزمة ..

    و تقول السيدة/ إيفون أن أفريقيا فقدت الثقة في القيادة المصرية ولا تشعر
    أن لدى مصر الدافع الأخلاقي لتمثيل أفريقيا في أي مفاوضات.. و يقول
    السيد/ خالد فهمي: "لا يمكن لأي عضو مصري أن يتلفظ بأي من تلك الألفاظ! و
    يطالب بالدليل و البرهان.. و تستمر الصحف الكينية في الهجوم.. و تستمر
    الصحف المصرية في الدفاع و الهجوم المضاد!

    الكارثة وقعت.. و الأزمة ستتمدد.. و لإسقاطاتها ترددات سوف تتواصل.. ولا
    حاجة إلى برهان لإثبات البراءة في مثل هذه الحالات.. و ( الصقر كان وقع
    كترة البتابت عيب!).. و على الدبلوماسية المصرية ألا تضيع طاقاتها في ما
    لا يفيد.. بل عليها السعي لإزالة آثار ما حدث بأسلوب يعيد ثقة الأفارقة
    في نظرة مصر لأفريقيا السوداء من زاوية غير الزاوية التي ترى فيها
    الأفارقة مجرد ( كلاب و عبيد!)..
    لقد فقدت مصر أفريقيا لاسرائيل منذ زمن؟ و كانت أفريقية كلها مع مصر طوال
    فترة نظام جمال عبدالناصر.. و لا يخفي كثير من الأفارقة اعجابهم بجمال
    عبدالناصر.. و من ناحية أخرى، و رغم الاعتقاد السائد بأن أنور السادات
    رجل براجماتي، إلا أن المصريين يعتقدون أنه ( مشى على خطى ناصر
    بالاستيكة)، كما سبق و ذكرنا، و لولا ذلك لكسبت مصر الكثير حصادَ ما بذله
    الرئيس/ جمال عبد الناصر من جهد أنتج علاقات متينة تعضد المصالح المشتركة
    بين مصر و بقية بلدان القارة، خاصة السوداء منها..

    كانت رؤية جمال عبد الناصر بعيدة المدى.. كان قارئاً جيداً للمستقبل.. و
    يعرف حاجة مصر الملِّحة إلى أفريقيا.. فكان أن جعل مركز سياساته العمقَ
    الأفريقي المرتبط بالامتداد العربي ( من المحيط إلى الخليج..) في
    استراتيجية بنى عليها علاقاته مع رجال عظماء ينشدون وحدة شعوب (كل )
    أفريقيا أمثال كوامي نكروما و أحمد سيكوتوري و جوليوس نايريري و جومو
    كينياتا.. و لم يستبقِ ناصر شيئاً في سبيل مساندة حركات التحرر الأفريقية
    بما في ذلك حركات ثوار جنوب أفريقيا و على رأسهم نلسون مانديلا.. كان
    جمال يحاول ربط المنطقتين ربطاً محكماً لتحقيق تطلعات شعوبهما في الحرية
    و العيش الكريم .. و لم يكن جمال عبد الناصر " ناصر العربِ" فقط، بل كان
    ناصر الأفارقة أيضاً..

    و جاء السادات.. " يمشي على خطى جمال بالاستيكة!".. و أعطت مصر ظهرها
    لأفريقيا.. و توجهت إلى الغرب بكلياتها بعد اعتراف السادات باسرائيل و
    التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد.. و كان اعتراف السادات باسرائيل بداية
    لهرولة الدول الأفريقية للاعتراف بها و إقامة علاقات دبلوماسية قوية
    معها.. علاقات ما كانت ستكون لو كان جمال عبدالناصر حياً.. فكثير من
    الدول الأفريقية تكِّن كثير احترام و تقدير لجمال بسبب وقوفه معها إبان
    نضالاتها المريرة.. و تكاد مواقفها تجاه اسرائيل تتطابق مع موقف مصر..

    نعم، لو سارت الأنظمة المصرية على خطى ناصر في أفريقيا، لما واجهت مصر ما
    تواجهه الآن من أزمات لا تبدأ ب(سد النهضة) و لن تنتهي بواقعة ( الكلاب و
    العبيد)، ما دامت الدبلوماسية المصرية لا تمشي ( عِدِل) و لن تحتار
    إسرائيل في مصر أبداً، مع أن المثل المصري يقول: " امشي عدِل، يحتار عدوك
    فيك"!


    أحدث المقالات


  • خارطة طريق إلى الدوحة ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • نزول الوهم !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • احرسوا «دلاقيننا» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • إيواء المتمردين يا غندور ويا ابنعوف.. أم تغيير الاسم؟! بقلم الطيب مصطفى
  • كان شاورتك يوم عينتك ؟!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • لاح الصباح بقلم الصادق المهدي
  • الكلام ليك يا المطير عينيك بقلم نورالدين مدني
  • ديمقراطية الفصل واختيار الألفا بقلم جعفر خضر























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de