• المدعي ( النوبي الواعي ) مجرد متسلق طبل لا يقدم ولا يؤخر . • وسوف نتعامل معه على أساس أنه أمي جاهل بليد غبي ، ولذلك هو دائما في خانة التجاهل . • الحادبون من أبناء النوبة يطالبون بوقفات أكثر عمقا وفهما وقوة . • وهنا نلاحظ أن ذلك الشخص البليد الغبي لا يفقه ما نقول إطلاقاَ وهو يعزف لوحده في متاهات الجهل . • والحقائق القاسية سوف ترد هنا رغم أنف الحثالة من أمثاله الجهلاء . • وتلك معالم حلفا القديمة التي كانت في الوجود في يوم من الأيام . • كانت جميلة وبهية للغاية ،، ولكن لم تنفعها صور الجمال والمناظر الخلابة عند المحك !! . • ولم تنفعها أشعار الشعراء النوبيين وغير النوبيين . • كما لم تنفعها أهازيج ورقصات النوبة عبر السنوات الطويلة . • فهي الآن ترضخ إلى الأبد في الأعماق تحت مياه السد العالي . • حالة تؤكد فشل النوبة في مواجهة الأمر في حينها . • وذلك بكيد الجبابرة المتسلطين وبهوان أبناء النوبة أنفسهم !! . • وتلك بساتين ونخيل حلفا القديمة أصبحت في عوالم الماضي والنسيان . • وقد غمرتها المياه جورا وظلماَ عندما واجه أبناء النوبة تلك القضايا فقط بالأشعار والأنغام !! . • كم وكم ردد أبناء النوبة في حينها تواشيح ( حلفا دغيم ولا لينان !! ) , • ولكن أين حلفا دغيم الآن ؟؟ وأين مناطق حلفا القديمة الآن ؟؟؟ . • وهنا اليوم من ينتهج نفس النهج القديم في مواجهة القضايا النوبية بالأشعار والغناء . • وهؤلاء يجرمون من جديد في شأن قضايا النوبة المصيرية . • فنجدهم بغباء شديد يعرضون صور المناطق النوبية الجميلة هنا وهنالك !! . • وهم بذلك يظنون ويفترضون كامل النجاح في تلك المساعي الصورية !! . • وتلك خيبة ما بعدها خيبة . • وخاصة إذا علمنا أن الأخطار المحدقة بمناطق النوبة أكبر كثيراَ من تلك المواجهات الباهتة العقيمة . • وهي أخطار لن تمنعها مجرد أبيات من الأشعار الحماسية وعنتريات الجهلاء من أبناء النوبة . • نطالب بوقفات نوبية أكثر جدية وعملية واتركوا خزعبلات ذلك الجاهل الأمي البليد الذي يدعي الفهم والوعي .
• المدعي ( النوبي الواعي ) مجرد متسلق طبل لا يقدم ولا يؤخر . • وسوف نتعامل معه على أساس أنه أمي جاهل بليد غبي ، ولذلك هو دائما في خانة التجاهل . • الحادبون من أبناء النوبة يطالبون بوقفات أكثر عمقا وفهما وقوة . • وهذا ذلك الشخص البليد الغبي لا يفقه ما نقول إطلاقاَ وهو يعزف لوحده في متاهات الجهل . • والحقائق القاسية سوف ترد هنا رغم أنف الحثالة من أمثاله الجهلاء . • وتلك معالم حلفا القديمة التي كانت في الوجود في يوم من الأيام . • كانت جميلة وبهية للغاية ،، ولكن لم تنفعها صور الجمال والمناظر الخلابة عند المحك !! . • ولم تنفعها أشعار الشعراء النوبيين وغير النوبيين . • كما لم تنفعها أهازيج ورقصات النوبة عبر السنوات الطويلة . • فهي الآن ترضخ إلى الأبد في الأعماق تحت مياه السد العالي . • حالة تؤكد فشل النوبة في مواجهة الأمر في حينها . • وذلك بكيد الجبابرة المتسلطين وبهوان أبناء النوبة أنفسهم !! . • وتلك بساتين ونخيل حلفا القديمة أصبحت في عوالم الماضي والنسيان . • وقد غمرتها المياه جورا وظلماَ عندما واجه أبناء النوبة تلك القضايا فقط بالأشعار والأنغام !! . • كم وكم ردد أبناء النوبة في حينها تواشيح ( حلفا دغيم ولا لينان !! ) , • ولكن أين حلفا دغيم الآن ؟؟ وأين مناطق حلفا القديمة الآن ؟؟؟ . • وهنا اليوم من ينتهج نفس النهج القديم في مواجهة القضايا النوبية بالأشعار والغناء . • وهؤلاء يجرمون من جديد في شأن قضايا النوبة المصيرية . • فنجدهم بغباء شديد يعرضون صور المناطق النوبية الجميلة هنا وهنالك !! . • وهم بذلك يظنون ويفترضون كامل النجاح في تلك المساعي الصورية !! . • وتلك خيبة ما بعدها خيبة . • وخاصة إذا علمنا أن الأخطار المحدقة بمناطق النوبة أكبر كثيراَ من تلك المواجهات الباهتة العقيمة . • وهي أخطار لن تمنعها مجرد أبيات من الأشعار الحماسية وعنتريات الجهلاء من أبناء النوبة . • نطالب بوقفات نوبية أكثر جدية وعملية واتركوا خزعبلات ذلك الجاهل الأمي البليد الذي يدعي الفهم والوعي .
ايها الجاهل الاحمق الذى تسمى نفسك كل مرة أسما يفضح نذالتك وهوانك على نفسك مرة هارون مكي النوبي ومرات اسماء ما انزل الله بها من سلطان لا علاقة لها بالنوبة ولا النوبيين. تريد فقط ان تخدع الناس. ولكن اسلوبك وطريقت كتابتك وتكرارك لنفس الموال بيفضحوا انك شخص واحد نذل يحقد على النوبيين ويريد ان ينفذ اجندة الفئة الظالمة. ولكن هيهات يا وضيع.
انتو منو الفى " نتعامل معه على أساس" تقصد كتيبتكم فى جهاز الأمن؟
إنت ما بتتوب لسه بتحاول حرف البوست وتشتيت افكار الناس بعد انفضاح امركم ونزالتكم وخيانتكم ببيع الوطن زى ما الناس شافت التوثيق العظيم العملو الباشمهندس حسين بدر
الأشعار والاغانى لم تضيع حلفا وإنما ضيعها الاوغاد والخونة امثالكم يا عبيد العرب وانتو ليس لديكم غير الشتم وتحطيم معنويات الناس وزرع الفرقة بخبث.
أنا زمان قلت ليك انى بعترف انى غبى وبليد وجبان تانى داير شنو؟ بس متسلق دى ما عرفتها اتسلق منو ولى شنو؟ أنا نوبى صادق وامين مع نفسى. فى شنو اتسلق ليهو؟ يا خبيث؟
انت الفاهم الواعى الشاطر العبقرى ما تورينا رايك شنو غير النقد الهدام وزرع الشكوك؟
إنتو ما عندكم اى كلام ثانى. وتانى ماساة حلفا لن تتكرر لانو حتى نسائنا واطفالنا يهتفون "لا للسدود، مأساة عبود لن تعود"
فلا تمنو انفسكم الامانى وخلو المافيا بتاعة القروض الاخدتو منهم العمولات مقدما يصفوكم واحد واحد يا خونة.
فالامة النوبية اجتمعت كلمتها ان لا تهجير ولا سدود فانتو والمافيا حقكم راح
فافعلو ما شئتم ليكون هذا نهاية نظامكم الظالم الجاير الخبيث
لو كنتو بتعرفو قيمة الوطن والرباط الروحى فى النفوس كنتو فهمتو ليه النوبة ما دايرين يتهجرو وما دايرين اراضيهم وتاريخهم وقبور أهلهم تتغرق بالمياه وينمحى اعظم تاريخ فى الوجود.
ولو كنتو بتعرفو قيمة الوطن ما كنتو بعتوه جملة وقطاعى يا عديمين الضمير والوطنية
لأن الحكومة تكمم الأفواه وتمنع الصحف السودانية من نشر أى أخبار تمس سيادة الوطن و حياة المواطن العادى، أصبح كشف أسرار هذا النظام من الصعوبة بمكان. ولكن فى جشع السماسرة وتهافتهم وسعيهم للترويج لتجارة بيع الوطن ظلوا يعلنون عن بيع أجزاء من الوطن فى الصحف وأجهزة الإعلام العالمية. ودائما ما ينسون أن العالم أصبح قرية إفتراضية وأن ما ينشر فى الرياض أو القاهرة أو الإمارات سوف يطلع عليه السودانيون دون الحاجة إلى الرجوع إلى الصحف وأجهزة الإعلام المحلية. وبعملية قوقل بسيطة بإدخال مثلا "بيع اراضى السودان للأجانب" ستتكشف لك فداحة الجريمة وخيانة هؤلاء المنعدمين للضمائر المتدثرين بعباءة الدين والدين منهم براء، وستعرف حجم الكارثة وبيعهم للوطن "بالجملة والقطاعى" بل ونشرهم للتفريط فى السيادة على الأرض التى لا يطالها القانون السودانى بعد بيعها. وسنورد تفصيلا لهذه الجرائم ليعلم الجميع أن الإصرار على كذبة بناء السدود فى الأراضى النوبية إنما هى محاولة لإقتلاع أهل الأرض وبيع أراضيهم وتاريخهم لمافيات التمويل العربية
مــــنــقـــول منظمة دولية : حكومة المؤتمر الوطنى باعت اكثر من اربعة ملايين فدان لمستثمرين خليجيين April 20, 2014
بيع-السودان-200x150( حريات )
كشفت منظمة غرين (Grain ) غير الربحية بإن المستثمرين الخليجين اشتروا أكثر من مليوني هكتار في السودان ، بحسب ما اوردت صحيفة ( الأيام) أمس .
ويساوى الهكتار 2.381 فدان ، بما يعنى ان المساحة التى باعتها حكومة المؤتمر الوطنى للمستثمرين الخليجيين تساوى 4,76 مليون فدان .
واجاز مجلس الوزراء في اجتماعه 31 يناير 2013 برئاسة المشير عمر البشير مشروع قانون تشجيع الاستثمار القومي لسنة 2013 والذي قدمه مصطفي عثمان اسماعيل .
و قال مصطفى عثمان فى حواره مع صحيفة (البورصة ) المصرية 27 يناير 2013(ان الحكومة السودانية انتهت من مشروع قانون جديد للاستثمار، يمنح مزيداً من الحوافز والضمانات للمستثمرين الأجانب، ويعالج مشكلة تمليك الأراضى السودانية).
واضاف إن القوانين السودانية الحالية لا تجيز تمليك الأراضى للأجانب، (بينما سيسمح القانون الجديد بتمليكها وفق شروط محددة تتعلق بجدية المستثمر وحجم المشروع وعمره الزمنى…).
وأشار إلى أن( قانون الاستثمار يحمى المستثمر من مقاضاة أى مواطن سودانى بخصوص المشروع أو الطعن فى عدم أحقية المستثمر فى الأرض أو الترخيص، حيث جنب المستثمر الدخول فى هذه النزاعات…) وشكلت الحكومة السودانية لجنة وزارية برئاسة وزير الاستثمار، تضم وزراء الصناعة والمالية والعدل ومحافظ البنك المركزى، ولديها تفويض كامل من رئيس الجمهورية، لإنهاء المنازعات الخاصة بالاستثمار، وقراراتها نافذة، وذلك (لحماية الاستثمارات من السلطات والهيئات الحكومية المختلفة سواء الوزارات أو الجهات الأمنية أوالجيش).
وفى كل الأحوال، وفقا لوزير الاستثمار ، ممنوع تجميد أموال وأصول ومعدات المستثمر الأجنبى، وكذلك ممنوع حظر سفره.
وقال ان الحكومة السودانية لا تفرض أى ضرائب أو رسوم جمركية على مشروعات زراعة الأراضى على سبيل المثال، وكذلك فيما يتعلق بصادرات هذه المشروعات، بينما يتم منح إعفاءات فى بعض المشروعات الأخرى تصل إلى 99 عاماً، وتتحدد مدة الإعفاء حسب نوع ومساحة المشروع وحجم الاستثمارات وجدية المستثمر، ومدى توافر البنية التحتية فى المنطقة التى يقام فيها المشروع.
وأكد أن القوانين السودانية تضمن حق المستثمر فى خروج أمواله التى جاء بها إلى السودان وبالعملة الصعبة، وكذلك الحال فى تحويل الأرباح، وبنك السودان المركزى ملزم بتحويل الأموال.
وسبق وسلمت حكومة المؤتمر الوطنى مليونى فدان بالشمالية لعبدالعزيز عثمان لبيعها لمستثمرين مصريين ، وباعت اراضى النقل النهرى للقطريين ، و2 مليون فدان سابقة فى شرق السودان لمستثمرين سعوديين ،فضلاً عن تسليم 2 مليون فدان أراضى الفشقة الكبرى – أخصب الاراضى فى السودان وفى افريقيا – للاثيوبيين . وكشف الاستاذ نزار عبد الله محمد الحسن عن إيجار 400 الف فدان من اراضي الجزيرة لشركة كورية بسعر دولار للفدان لمدة (33) عاماً ، دون استشارة ملاك الاراضي واهالي المنطقة .
واعلن وزير الاستثمار مصطفى عثمان إسماعيل نهاية مارس 2014 تخصيص حكومته لمساحة أرض مساحتها مائة ألف فدان بالولاية الشمالية لدولة البحرين.
كما سبق و كشفت (حريات) ان عبد الحليم المتعافى – وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة حينها – يدبر مع مجموعة من سماسرة المجلس الوطنى لبيع القسم الشمالى من مشروع الجزيرة.
وأكدت ( حريات ) مرارا بان المؤتمر الوطني يخطط لبيع اراضى البلاد ومواردها الاساسية لمحاسيب المؤتمر الوطني والمستثمرين الاجانب الذين يتقاضي منهم سماسرة المؤتمر الوطني العمولات .
حينما قلنا بأن مشكلة السدود والأراضى النوبية التاريخية ليست مشكلة النوبيين فقط، ولكنها قضية أمة ووطن باعه قطعة قطعة اولئك الخونة الذين لا ضمير ولا وطنية لهم. بل إستنوا القوانيين لشرعنة هذه الجرائم. وظلوا يخدعون الناس بدعاوى كاذبة أن قضية النوبيين هى قضية عنصرية وتمسك بأرض صخرية جدباء لاخير فيها. فلماذا باعوها وقبضوا عمولاتها مقدما لو كانت أرضا غير صالحة؟ هل يعقل أن تقتلع أمة حفظ لها التاريخ الخلود من 70,000 سنة فى نفس الأرض وبأعظم حضارات الدنيا وأولها، لتجئ عصابة الشر هذه وتقرر أنها غير صالحة للبشر ولا أى شئ. ويجئ الجهلاء والمطبلون ليكرروا نفس هذه الدعاوى الفاسدة. وتظهر الحقائق فى الصحف ووكالات الأنباء العالمية، لتفضح كذبهم وسوء تدبيرهم وخيانتهم للوطن وأهله.
ولكننا بإذن الله لها وسنفضح كذبهم وخيانتهم وبيعهم للوطن. فأصحوا يا جماهير الشعب السودانى وتتداولوا هذه الأسرار ليعلم كافة الشعب مدى الخيانة ومدى الإجرام فى حق الوطن الذى لن يكون فيه أى حق لسودانى مادامت هذه الطغمة الفاسدة على سدة الحكم. لقد باعوا الكثير وينون بيع ما تبقى لشركات التعدين والمشاريع الزراعية والمنتجعات السياحية حتى يغدو السودانيون غرباء فى ديارهم ووطنهم يخدمون المستعمرين الجدد من الأسياد الذين سيصبحون أسياد الأرض بقوانين الطغمة الفاسدة. إنها صرخة من أجل أن يفيق بنو الوطن قيل فوات الأوان. فهل من سامع؟
وصمودنا نحن النوبيون بقولتنا لا للسدود ولا للتهجير هى وقفة من أجل الوطن أولا ومن أجل تاريخنا الذى نفخر به ومن أجل مستقبل أبنائنا الذى لن نساوم عليه.
مــنـــقـــول بيع السودان : قانون الإستثمار الجديد يملك الأجانب أراضى البلاد ويمنع مقاضاتهم من السودانيين
04.02.2013 (حريات)
اجاز مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري 31 يناير برئاسة المشير عمر البشير مشروع قانون تشجيع الاستثمار القومي لسنة 2013 والذي قدمه مصطفي عثمان اسماعيل الوزير بالمجلس الاعلي للاستثمار.
وقال عمر محمد صالح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء – بحسب ما اوردت وكالة السودان للانباء (سونا) – انه بموجب هذا القانون سيلغي قانون تشجيع الاستثمار لعام 1999 ، مبينا ان مشروع القانون (يرمي لتحسين البيئة الاستثمارية بما يعين علي جذب الاستثمارات الوطنية والعربية والاجنبية كما يعطي امتيازات للمشروعات في المجالات الاستراتيجية علي وجه الخصوص).
واضاف الناطق الرسمي انه بموجب هذا القانون( ستمنح المشروعات الاستثمارية والاراضي الخاصة بها خلال شهر واحد ). وقال ان القانون يمنح ايضا امتيازات ضريبية وجمركية واعفاءات لفترات تمت توضيحها في القانون واخرى ستقوم اللوائح بتوضيحها .
وما عبر عنه الناطق الرسمى باسم مجلس الوزراء اجمالاً ، فسره بالتفصيل مصطفى عثمان اسماعيل – وزير الإستثمار واكبر سماسرة رأس المال الاجنبى (خصوصاً الخليجى والمصرى والصينى ) فى السودان .
و كشف مصطفى عثمان فى حوار مع صحيفة (البورصة) المصرية 27 يناير ، الدلالات الجوهرية للقانون الذى قدمه .
و قال (ان الحكومة السودانية انتهت من مشروع قانون جديد للاستثمار، يمنح مزيداً من الحوافز والضمانات للمستثمرين الأجانب، ويعالج مشكلة تمليك الأراضى السودانية).
فى خبث وسرية تامة داخل الوطن يقومون خارجة ببيع أراضى الوطن وتقسيمها كأنهم أصحاب حق فيها وهم شذاذ الآفاق منعدمى الضمير الذين إغتصبوا الحكم وأغتصبوا الوطن وقتلوا وشردوا. ولكن الله يفضح أفعالهم حينما تنشر وسائط ووسائل الإعلام العالمية أسرارهم التى يخفونها عن المواطنين. بأى حق يهبوا مصر أرضنا؟ ماهذه المذلة و الخيانة وتهجير أهل الحقوق الشرعيين؟ من أجل ماذا؟
هل هناك شك الآن فى لماذا يصرون على إقامة السدود وتهجير النوبيين.
النوبيون صامدون ولن نقبل بالتهجير ولا بإقامة أى سد وليعلم أهل السودان قاطبة أن هذه معركة الجميع من أجل الحفاظ على السيادة القومية والحرص على تراب الوطن فى أى بقعة فيه.
مــنــقـول عن افريقيا اليوم
البدوي يعلن توزيع مليون فدان حصل عليها من السودان على صغار الفلاحين المصريين وأسر شهداء الثورة.
12-09-2011 08:56 AM
القاهرة- صباح موسى
أعلن رئيس حزب الوفد المصري الدكتور السيد البدوي أن حزبه بصدد توزيع المليون فدان التي حصل عليها من الحكومة السودانية على الفلاحين وأسر شهداء الثورة المصرية وأحداث ماسبيرو، بواقع 10 أفدنة لكل أسرة شريطة أن تكون هذه الأسر من الفلاحين، وقرر الحزب منح الجزء المتبقي إلي نقابة الفلاحين تمهيدا لتوزيعها علي صغار الفلاحين المصريين لزراعتها والعيش من خيرها.
وأشاد البدوي بدعم الحكومة السودانية لإتمام مشروع إقامة قري صغيرة ومشروعات صناعية وزراعية تخدم أبناء مصر، وتجعل من المقولة التي تاجرت بها قوي أخري منذ عقود وهي «السودان سلة غذاء العرب» حقيقة واقعة علي الأرض في وقت قياسي بالحصول علي 100 ألف فدان كنواة أولى في مشروع زراعة مليون فدان.
وقال «البدوي» إن مبادرة الشراكة بين مصر والسودان غير هادفة للربح ، وتقوم علي تبرع رجال أعمال مصريين بنحو 10% من ثروتهم لزراعة مليون فدان في السودان علي أن يتم تمليكها لأسر مصرية وسودانية ويوزع ربحها بواقع الثلث للأسر المصرية والثلث للأسر السودانية والثلث لإدارة المشروع.
واختار البدوي المنطقة الشمالية تحديداً في الأراضي السودانية نظرا لتشابه الظروف البيئية والمناخية بها مع الطبيعة المصرية بالإضافة إلي تشابه العادات والتقاليد في تلك المنطقة مع العادات المصرية، ما يسهم في تأقلم الفلاحين في تلك المناطق سريعا مع المناخ السوداني، حيث لن يشعروا بأي غربة وسط هذا المناخ بالمقارنة بالمناطق السودانية الأخري. والطقس في هذه المنطقة يناسب زراعة دورتين متتاليتين من القمح ، كما أن قربها إلي الحدود المصرية يوفر وسائل النقل بسهولة بين البلدين، خاصة أن الحكومة السودانية وعدت بإتمام طريق حلفا_أبو سمبل في منتصف العام القادم وهو ما يوفر الجهد المادي والبشري بشكل كبير.
ووعد الوفد بتذليل كافة العقبات بين نقابة الفلاحين المصريين والحكومة السودانية، وانه سيظل دائما على خط التواصل بينهما، كما وعد البدوي باتمام المراحل الثانية من المشروع بالحصول على بقية المساحات فور استكمال المرحلة الأولى في الوقت نفسه ذكرالمهندس حسن شعبان وزير التطوير اللوجستي ودعم قناة السويس في حكومة الوفد الموازية ان الوفد فكر في الاتجاه للسودان حتي يزيد من أواصر المحبة والعلاقات بين الشعبين تحقيقاً لمقولة زعيم الحزب التاريخي مصطفي النحاس «تقطع يدي ولا تفصل السودان عن مصر» التي كانت الحافز والدافع للحزب لاتخاذ تلك الخطوة، خاصة أن الحزب حاول في الفترة الأخيرة رأب الصدع بين البلدين منذ60 عاما، والذي بلغ أشده في عهد الرئيس المصري المخلوع.
وقال شعبان: إن الوفد ممثلا في الدكتور سيد البدوي تقدم بطلب الي الحكومة السودانية لتخصيص مليون فدان لقيام نشاط زراعي ودعوي كنواة لتحقيق التكامل الشامل بين الشعبين، حيث كان يهدف الوفد الي إرسال ما لا يقل عن نصف مليون أسرة الي السودان وتحديداً المنطقة الشمالية بحيث يزرع الفلاح السوداني أرضه بجوار شقيقه الفلاح المصري ويمتزج عرق الفلاح السوداني بالمصري، أيضاً وكان هذا كفيلاً للتفكير في المشروع لينصهر المجتمعين من خلال التزاوج والاختلاط بين الشعب المصري والسوداني، مؤكدا أن تكامل وادي النيل هو حتمية إرادة الشعوب، وكان لقصر نظر النظام السابق وانعدام الرؤية لديه سبب في تأخر.
وأكد أن البدوي أهدي الأرض بالكامل إلي نقابه الفلاحين لتوضع تحت تصرفها وهي التي تتولي توزيع الأرض علي الفلاحين المعدمين الذين يثبت أنهم لم يملكوا أي أراض ولا توجد عقارات مسجلة بأسمائهم، وقال أن النقابة الفرعية ستتولى إنشاء مكاتب لها في المحافظات وستتولي تلك المكاتب دراسة من يستحق الحصول علي الأرض ومتابعة عملية تسكين الفلاحين فيها ولكن بشكل مؤقت يتم تقديم الطلبات في الفرع الرئيسي للنقابة في القاهرة حتي يتم الانتهاء من تأسيس المكاتب، موضحا ان المستوردين سيكون لهم أيضاً الحق في الحصول علي جزء من الأرض بحيث يتولون هم الانفاق علي البنية الأساسية للمشروع ولكن سيتم وضع شروط صارمة بحيث يشارك المستثمر في اكتمال المشروع ولا يهدف الي الربح بشكل كبير بل ان الهدف الأساسي يكون للفلاح فقط، مبينا أن الأرض سيتم تقسيمها الي عدة قري بحيث تكون مساحة كل قرية 2500 فدان يتم تسكين 250 أسرة عليها أي ان الـ100 الف فدان سيتم إنشاء 40 قرية سيتم ربطها بشكل محوري عليها وسيتم تسكين 10 آلاف أسرة علي المساحة التي تم الحصول عليها بالفعل وسيتم إنشاء ثلاثة أنواع من المشاريع علي الأرض حتي يتم تهيئة المناخ للإقامة بشكل كامل فيها وهم مشاريع تحفيظ وتصنيع مواد غذائيه علي نفس الأرض ومشاريع للأنتاج الحيواني بالإضافة الي مجزر للمساهمة في نقل اللحوم الي مصر بطريقه تسهم في تقليل الاستيراد.
وقال أن هناك 100 الف فدان أخري سيحصل عليها حزب الوفد بمجرد الانتهاء من المرحلة الأولي وسيتم إنشاء مراكز بحثية عليها لاجتذاب مشروعات صناعية وتربية المواشي بحيث يحقق الفلاح أقصي استفادة من الأرض، مضيفا في المستقبل نسعي الي الحصول علي امتياز لعمل مزارع سمكية وإنشاء ثلاجات لحفظ الأسماك، كذلك عمل مصانع لصناعة الأسمدة من مخلفات الأسماك.
ويستمر مسلسل الكشف عن أبعاد الجريمة فى الصحافة العالمية. هم يظنون بأن تغييب المعرفة عن الجماهير بفرض الرقابة على الصحف وأجهزة الإعلام المحلية سيحجب الحقائق. ولكن كل يوم يتبدى لنا مذلة هذا النظام وتفريطه فى السيادة القومية وبيع الوطن لكل من دفع لهم عمولات فى الخارج.
ويتضح أن كذبة بناء السدود بغرض توليد الطاقة الكهربائية هى محاولة للتغطية على بيع الأرض وقبض العمولات التى أودعت فى بنوك دبى وكوالامبور. إذا يتضح للجميع الآن أن السبب الرئيس فى الإصرارعلى تهجير النوبيين، ليس بناء سدود لانه ثبت لكل عاقل أنها لن توفر طاقة على الإطلاق وستغرق المناطق النوبية بأسرها. ولكن لأنهم باعو أرض الوطن. ودائما السمسار هو مصطفى عثمان! أهل بعد هذا شك فى أن الوطن صار ملكا للمستعمرين الجدد؟
مــنـقـول عن صحيفة الشرق السعودية والعربية نت منح مليوني فدان لاستزراع مستثمرين سعودين خارج نطاق جميع القوانين السودانية
كشف رئيس غرفة تجارة جدة صالح كامل عن موافقة الحكومة السودانية علي منح مليوني فدان من الاراضي الزراعية للمستثمرين السعوديين للاستزراع في اطار منطقة حرة ، بحيث تكون خارج جميع القوانين السودانية .
وأوضح كامل بحسب ما اوردت ( العربية نت ) أن الاجتماع الذي جمع الجانبين السعودي والسوداني بحضور مصطفى عثمان طرح موضوع استزراع مليوني فدان من الأراضي السودانية من قبل مستثمرين سعوديين دون إخضاعها لأي شروط، بحيث تكون منطقة حرة.
وأكد أن المزارع ستكون ملكية سعودية في منطقة حرة ولن تعوقها أية عوائق من القوانين السودانية، وقال إنه لا يترتب على ذلك دفع رسوم أو ضرائب .
وشدد كامل علي أنهم طلبوا منطقة حرة حتى لا تكون القوانين الداخلية في السودان عوائق في طريق تنفيذ المشروع.
إنتا عاوز تعمل إنك ذكى وتحرف البوست. فهل نسيت يا عبقرى إنك قبل كدا تداخلت بإسم حسين زمراوي بتاع ايقونة علامة الإستفهام "؟"؟ هل أسمك الجديد خالد زمراوي بتاع أيقونة "تقرير" دا برضو بتاعك إنت وللا بتاع أخوك؟
أنا زمان قلت ليك انى بعترف انى غبى وبليد وجبان. تانى داير شنو؟ وتانى بتكرر ليه يا بتاع "التقارير"؟ فشنو الجديد عشان تجى تكرر كلامك فى غير محلو؟ الجواب واضح إنك أنتا داير تصرف الانظار من الكلام الموثق بتاع باشمهندس حسين بدر البفضح فيهو نظامكم الباع البلد للإستعمار الجديد.
بعدين أنا حكاية "الأيقونات" دى ذكرتها مخصوص لأنو من بلادتى وغبائى وجهلى لاحظت إنك إنت الوحيد كان داخل بإسم راجل وللا بإسم مرأة برضو بتستعمل الأيقونات اللى ما فى زول غيرك فى كل المتداخلين بيستعملها. فواحدة من إثنين يا إما إنو فى الجهاز بيطلبوا من كل متداخل يعمل أيقونه قبل المداخلة. أو إنت بجهالتك بتفضح نفسك بدون ما تشعر وتأكد لكل الناس إنك إنت نفس الزول بس بيغير إسمو!
شفت أنا بليد وغبى وأهبل وجاهل قدر شنو، يا شاطر؟
فخلاص بطل حركات العيوارة دى ورد على حقائق الباشمهندس حسين بدر الموثقة. فالقراء ما بهمهم أنا بليد وللا غبى هم بيقرو لى لأنى بفضح خيانة نظامكم الفاسد وبيعكم للوطن.
ودا البيعملو أحسن منى الباشمنهدس حسين بدر فردوا عليهو وخلونى أنا البليد.
سنجزء ونلخص هنا عددا من الدراسات المستفيضة التى ناقشت موضوع بيع أراضى الدول النامية للدول الغنية مما يساوى إستعمارا جديدا بكل المقاييس؛ يصبح فيه أهل الأرض الأصليين غرباء فى ديارهم ويتحولون إلى عمال مهاجرين فى داخل بلادهم. ولكن أخطر ما فى الموضوع هو جنوح عدد كبير من الشركات الإستثمارية العالمية (إقرأ ما فيات التمويل) إلى إستيراد عمالة أجنبية من دول أخرى كما حدث فى عقود نظافة مطار الخرطوم مثلا، أو إستجلاب مزارعين مصريين وسوريين وآسيويين فى كثير من المشاريع الزراعية والإنتاج الحيوانى الخليجية فى السودان. وهو أمر سوف نوليه حقه فى قادم الأيام، بإذن الله.
مــنـقــول المعهد الدولي لبحوث الدراسات الزراعية يقرر أن السودان يتصدر قائمة الدول التي باعت أو أجرت أراضيها في أخطر دراسة من نوعها كشف المعهد الدولي لبحوث الدراسات الزراعية و اخرى اعدتها قبل ستة شهور منظمة «غرينGRAIN» غير الحكومية المتخصصة في القضايا الزراعية ومقرها مدينة برشلونة الأسبانية، ورد ان السودان يتصدر قائمة الدول التي باعت او اجرت اراضيها لجهات اجنبية ووصفت التقارير عمليات البيع بانها كانت بعيدة عن الشفافية .
إشترت حكومات دول غنية وشركات عالمية حتى الآن أكثر من 20 مليون هكتارا أي ما يعادل (47) مليون فدان من الأراضي الزراعية ببلدان العالم الثالث، وهي المساحة التي تعادل ربع الأراضي الزراعية في أوروبا. وتصدر السودان قائمة الدول التي باعت أو أجرت أراضيها لجهات أجنبية. وصرح جواكين فون براون مدير المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، أن الدول الغنية التي تفتقر الاراضي الزراعية وموارد المياه ظلت تبحث عن أراضي زراعية توفر لها أمنها الغذائي. ونبه إلي إنعدام الشفافية في مثل هذه الصفقات.
وأفادت دراسة للمعهد الدولي بعنوان «نزع ملكية أراضي الدول النامية علي أيدي المستثمرين الأجانب»، إعدها فون براون وروث ماينزين-ديك، أن الحكومات والشركات الأجنبية قد إقتنت أو في سبيلها لإقتناء ما بين 15 مليون و20 مليون هكتارا( 36-47) مليون فدان من أراضي البلدان النامية حتي الآن.
وعلي الرغم من صعوبة الحصول علي معلومات دقيقة، فيقدر المعهد الدولي أن عمليات شراء هذه الأراضي تمثل إستثمارات يتراوح مجموعها بين 20 مليار و30 مليار دولار، تأتي أساسا من الصين وكوريا الجنوبية ودول الخليج العربي، وتستهدف القارة الأفريقية بصورة رئيسية. .... وحذر مدير المعهد الدولي أن «نحو ربع هذه الإستثمارات يخصص لزراعة محاصيل لإنتاج محروقات زراعية». .... أما السودان فتترأس قائمة الدول النامية التي تبيع أو تؤجر أراضيها للأجانب، وبالتحديد لدول الخليج العربي. .... وعلي الرغم من حجم هذه الأرقام، فقد أكد الباحث ديفين كويك بمنظمة «غرين» غير الحكومية المتخصصة في القضايا الزراعية ومقرها مدينة برشلونة الأسبانية، أكد أن «عدد الإتفاقيات (شراء وإستئجار الأراضي) يتجاوز كثيرا ما يذكره المعهد الدولي لبحوث السياسات الزراعية».
وشرح الباحث أن «أحدا لا يتحري في الصفقات الخاصة». وأشار إلي دراسة أعدتها المنظمة منذ ستة أشهر، أفادت فيها أن الدول الغنية تشتري من الفقراء أراضي خصبة ومياه وطقس مشمس، لتحمل إلى بيوتها أغذية ومحروقات، ما يعادل إستعمار جديد.
وشرح ديفين كويك لوكالة انتر بريس سيرفس أن ما أسماه حمى القرن الواحد والعشرين الزراعية تقودها أساسا تلك الدول غير الراغبة في الوقوع رهينة في أيدي كبرى الشركات العاملة في تجارة الأغذية. ومع ذلك، ثمة دور متنامي في هذه العمليات تلعبه رؤوس الأموال الخاصة الواردة من صناديق التقاعد، لتراهن على الأراضي كسلعة مربحة خاصة إثر إنهيار البورصات العالمية وإنخفاض أسعار النفط والمعادن. .... وبهذا يتحول ملاك الأراضي والمزارعون إلي مجرد موظفين وفقا لكويك، الذي شرح أيضا أن الوضع أصبح سيئا للغاية بالنسبة للملايين من صغار المزارعين والرعاة وأهالي الشعوب الأصلية الذين يفتقرون إلى حقوق ملكية الأرض، والذين يقعون ضحية الطرد من أرضهم.
ونواصل فى عرض التقارير الدولية حول جرائم النظام فى بيع الوطن وأراضيه وما ينتظر مواطنيه من عذاب وضياع وإفقار أكثر مما هو عليه الآن تحت ظل الإستعمار الجديد بعد أن بذل الأشاوس الأبطال حياتهم من أجل أن ينال الوطن حريته وعزته وكرامته. وسنلاحظ أنه حتى فى مصر كما فى السودان، فإن الأرض النوبية مستهدفة لأغراض عدة سنوالى تفاصيلها لا حقا، مثالا لذلك مشروع توشكى والقرار 444:
مــنـــقــول
استثمار أم استعمار؟
تقرير ثان صدر مؤخرا اشار الى تسارع استحواذ الدول الغنية على اراضي زراعية في دول فقيرة للاستثمار الزراعي ورغم فوائد ذلك في ظل ازمة الغذاء العالمية والحاجة لزيادة انتاج العالم الزراعي، فان حجم الصفقات وتفاصيلها يثير العديد من المخاوف.
التقرير الأخير جاء بعنوان «سطو على الاراضي ام فرصة للتنمية»، واعده باحثون بدعم من المعهد الدولي للبيئة والتنمية ومنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) ويركز التقرير على افريقيا، ويختار للدراسة خمس دول هي السودان واثيوبيا ومالي وغانا ومدغشقر.
ويكتسب التقرير اهمية في ضوء معارضات محلية لبعض تلك الصفقات وجدل اثير حول اخرى كما حدث في مصر مثلا بشأن مشروع توشكى واستثمارات سعودية وكويتية فيه.
فى هذا التلخيص من التقرير نلاحظ المساحات المهولة التى تم بيعها عام 2006 فقط. ويقدر حجم الأراضى التى بيعت خلال الأعوام من 2012 إلى نهاية العام المنصرم 2015 بأحد عشر ضعفا لما تم بيعه حتى عام 2012 منذ عام 2006.
فالسؤال الأن: إذا بلغت قيمة مبيعات الأراضى عام 2006 ما بين 20 و30 مليار دولار، فكم قيمة ما بيع من 2006 إلى 2015؟ وأين ذهبت تلك الأموال؟
مــنــقــول
دوافع مختلفة
دفعت ازمة ارتفاع اسعار الغذاء في العامين الاخيرين ودخول الاقتصاد العالمي في ركود باتجاه تحول الاستثمارات من القطاع المالي الى الزراعة وصناعة الغذاء.
ولم تكن الدوافع كلها مستندة الى الحاجة لاستثمارات اكبر في القطاع الزراعي العالمي لضمان امن البشرية الغذائي، بل كانت هناك اهداف ربحية تجارية بالمضاربة في سوق الغذاء ايضا.
يقول مدير تحرير «العالم اليوم» الاقتصادية اليومية سعد هجرس: «الدول الخليجية مثلا لديها قدرة مالية لشراء الغذاء لكنها تخشى من توفره بعدما وجدنا دولا كاوكرانيا والهند تحظر صادرات القمح. اذن معهم اموال لدفع الفاتورة لكنهم قد لا يجدون ما يشترونه».
ومع ان صفقات الاستحواذ على الاراضي من قبل مستثمرين اجانب موجودة منذ عقود، الا ان حجمها ووتيرتها تسارعت في الآونة الاخيرة.
وبعدما كانت صفقة الاراضي الكبيرة في حدود 100 الف هكتار (240 الف فدان)، يصل حجم الصفقات الآن الى اضعاف ذلك. ففي السودان وحده، اشترت كوريا الجنوبية 690 الف هكتار(1,6) مليون فدان والامارات 400 الف هكتار(950) الف فدان. (أما السعودية والكويت وقطر فمساحاتها غير معلنة ويعتقد أنها أضعافا مضاعفة لهذه المساحات)
ويقدر المعهد الدولي لابحاث سياسات الغذاء ان هناك ما بين 15 الى 20 مليون هكتار من اراضي الدول الفقيرة اشترتها دول غنية او تفاوضت لشرائها في 2006، ويشكل ذلك خمس حجم الاراضي الزراعية في كل الاتحاد الاوروبي.
ويقدر المعهد قيمة تلك الصفقات بما بين 20 و30 مليار دولار
وهنا مربط الفرس. يمكن الآن أن نرى أن المسألة أكبر من بيع أراضى الوطن ولكن حتى ثرواته التى فى باطن الأرض المباعة بما فيها من معادن وآثار تصبح ملكا مطلقا لمن يشترى الأرض. ولو تمعنا فى حديث بيتر باربك ليتماته، رئيس شركة نسله للمنتجات الغذائية (بالبنط العريض أسفل) لأتضح لنا أن الإصرار على السدود ليس لتوليد الكهرباء ولكن لتوفير مخزون للمياه لرى أراضى المستعمرين الجدد!ّ أتمنى أن يدرس الناس نضال زمبابوى وكينيا وجنوب إفريقيا فى محاربة الإستعمار الإستيطانى الزراعى الإستغلالى. ومن المؤكد أنه فى حالتنا الراهنة فالوضع أسوأ من أى نوع من الإستعمار الإستيطانى إذ سيتم إستغلال الأراضى عن بعد مع حرمان السكان الأصليين من أى فوائد؛ تماما كما فى جمهوريات الموز فى أمريكا اللاتينية. والقادم أخطر.
مــنــقــول بعض صفقات الاراضي الكبرى مخصص لانتاج المحاصيل الحقلية التي تؤمن الغذاء، لكن اخرى تجارية بحتة لانتاج الازهار مثلا..
وكما قال جاك ضيوف، مدير فاو: «من الناحية الفعلية، لقد اسفرت المفاوضات عن علاقات دولية غير متكافئة وزراعة قصيرة الأجل ذات روح تجارية. فالهدف يجب أن يكون في تكوين مجتمعات مختلطة يُساهم كل طرف فيها وفق ما تمليه عليه المصالح. فالطرف الأول يتولى التمويل والمهارات الإدارية وضمان الأسواق للمنتجات، أما الطرف الثاني فانه يسهم في ضوء ما يتيسر لديه من أراض ومياه وقوى عاملة».
ويصف ضيوف قمة التخوف بالقول: «فالمخاطر تكمن في خلق حلف إستعماري جديد لتأمين مواد أولية بدون أية قيمة إضافية في البلدان المنتجة ، ناهيك عن خلق ظروف عمل غير مقبولة للعاملين في الزراعة».
ولا يقتصر الامر على الاراضي، بل يخشى ايضا على ثروات طبيعية اخرى لدى الدول الفقيرة.
يقول بيتر باربك ليتماته، رئيس شركة نسله للمنتجات الغذائية، ان صفقات الشراء تلك «ليست حرصا على الارض، بل على المياه. لانه مع الحصول على الارض تحصل على حق المياه المرتبطة بها لريها، وفي معظم البلدان يتوفر حق المياه مجانيا وهذا ما قد يصبح اكثر بنود الصفقة عرضة للخطر».
أليس من المفارقة والخيانة أن بلدا تستجدى المعونات الإنسانية ومداخيلها من بيع أراضى الوطن بالمليارات ورغما عن ذلك يشترط عليها السماح بتصدير 70% من كل الإنتاج من الاراضى المشتراة بواسطة رأس مال الإستعمار الأجنبى الجديد (لاحظ السطر الأخير فى هذه المداخلة). أليست هذه هى دائرة المتاهة التآمرية للرأسمالية الأجنبية والكمبرادورية الوطنية، ليظل الوطن فى تخلفه بل إزدياد تخلفه كما نرى. فما معنى أن يكون السودان "اكبر الحاصلين على المعونات الغذائية الدولية" ومنتجاته لا يرى المواطن شيئا منها لأن أغلبها تصدر إن لم يكن كلها، بواسطة رأسممايل التمويل. فالسؤال الآن، لماذا تصدر المنتجات الزراعية وأهل الأرض ضحوا من أجل أن تنبسط حالهم لا أن يضاف إلهيم هموم على همومهم من التهجيرات الخمسة السابقة. كدى فهمونا الغلوتية دى؟ هل دى إستراتيجية غسيل الأموال؟ أم ماذا؟ أشرحوا لنا ما أشكل علينا.
مــنــقــول رؤية متوازنة ان الاعلام غالبا ما يركز على الجوانب السلبية، كما يقول الخبير في فاو بول ماتيو، الذي يشير الى ان تلك ربما كانت مهمة الاعلام. لكنه يضيف: «من المبكر تقييم التجربة وآثارها لان الصفقات حديثة او ما زالت تتم، وان بدأ بعضها. كما ان من المهم النظر الى التجربة بتوازن، وان نرى ان هناك فوائد حقيقية للتنمية للجميع لو اديرت الامور بشكل جيد وان كانت هناك بعض المخاطر».
من تلك المخاطر برأي ماتيو: «معظم الاراضي في افريقيا مملوكة للدولة قانونا، ونحو 80 في المئة من الناس ليس لديهم عقود ملكية لللاراضي التي يزرعونها. لذا ربما يكون هناك اتجاه لتجاهلهم او عدم مشاورتهم في تعويضهم اذا طلب منهم ترك الارض، لذا هناك حاجة لان تشملهم المشروعات قدر الامكان»..
وبشأن السودان، الذي يعد اكبر الحاصلين على المعونات الغذائية الدولية وفقا للتقرير ، يعطي الاجنبي حق تصدير 70 في المئة من انتاج الارض التي يشتريها في البلاد الى الخارج
أن واجبنا كمواطنين أولا قبل أن نكون نوبيين يحتم علينا نشر هذه المعلومات وتوضيح الحقائق لأبناء الوطن الذين يتم خداعهم بشعارات زائفة وخطابات مفبركة. والخونة يبيعون تراب الوطن حتى لن يبقى لأهله ولا للأجيال القادمة شئ. وما حدث فى مدغشقر يجب أن يكون لنا نموذجا. لأن الجماهير حينما تتملك الحقائق سترفض هذه الجرائم وتلفظ مركتبيها. لذا يجب دعم وتوسيع الحراك الجماهيرى والضغط على الخونة حتى من قبل من هم داخل النظام وتعرية الجرائم لأنه واجب مقدس من أجل الوطن فى المقام الأول.
مـــنــقــول حوافز ومعارضة والى جانب صفقات تبرمها الصناديق السيادية والمستثمرون المدعومون حكوميا، هناك صفقات بين الحكومات مباشرة مثل الاتفاقات بين الكويت والسودان وقطر والسودان، التي يوقعها وزراء الزراعة او الاقتصاد. وتقدم الدول الفقيرة محفزات استثمار تتضمن حق المستثمر الاجنبي في تصدير انتاجه، ربما كاملا. ..... عن تلك الحوافز يقول سعد هجرس: «هذه الحجة قديمة جدا وجديدة في نفس الوقت، قديمة لانها كانت احدى الحجج التي سهلت الاستعمار القديم. وجديدة لان كثيرا من المغامرين وضعوا هذه الفكرة من اجل فتح الابواب دون أي ضوابط لدخول رؤوس الاموال الاجنبية والسيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية. وثبت من الازمة العالمية وغيرها ان تشجيع الاستثمار الاجنبي يحتاج الى شفافية وليس العكس».
لذا تلقى بعض تلك الصفقات معارضة داخلية قوية كما حدث في مدغشقر..
فى الوقت الذى تعاكس فيه الحكومة صغار المزارعين وترفع الرسوم على بوابير المياه وتصادر تلك التى تعمل بالطاقة الشمسية بدعوى أنها أدخلت بدون إذن إستيراد فى حين أنها كانت هدايا من أبناء المناطق من المغتربين، تهب الأرض للمصريين والسعوديين بلا مقابل وتوفر لهم كل سبل الرى. ولكن كل تلك السياسات التعجيزية بما فيها منع المشاريع التعاونية وعدم التصديق لها بإستصلاح أراضى لزراعتها، ووضع كل العراقيل، الغرض منها إحباط معنويات أهل الأرض والتضييق عليهم لإرغامهم على الهجرة. خاصة حينما يكون ذلك مصحوبا بحرق النخيل "رباط النوبى بالارض" مما سنأتى على ذكره لاحقا.
وكما قيل: "إذا عرف السبب بطل العجب". وهنا مربط الفرس مما يكشف أسباب إصرار الحكومة على تهجير السكان وبناء السدود. حقائق خطيرة من أخطر المستجدات في سوق الحبوب العالمي وخاصة القمح، أن الولايات المتحدة أساسا بادرت بتحوير الحبوب صناعيا لإستخلاص وقود منها، بديلا للبترول وذلك باستخلاص الايثانول و إستخدمه كبديل للوقود أو مخلوط به.
وقد بدات بوادر كوراث زراعية واقتصادية وبيئية تشير إلى أزمات لم يشهدها العالم من قبل. فقد ظهرت أوائل تلك النذر فى بورصة شيكاغو العالمية للحبوب. وكان ذلك إنعكاسا لموجة الجفاف العارمة التى ضربت مناطق كثيرة حول العالم -- وخاصة فى استراليا، حيث إنحسر انتاجها من القمح. وكان للأزمة السورية والأوكرانية أثرهما البالغ فى تقليص منتوج المزروعات النباتية، فأرتفع سعر القمح كثيرا فى كل أنحاء العالم حتى قفز سعر الطن من 340 دولار فى سبتمبر 2007 إلى ما يقارب 1,500 دولار بمنتصف عام 2013. فأسقط فى يد كثير من الدول العربية وقررت مصر والسعودية واليمن والكويت والأمارات وقطر، إضافة إلى كوريا والصين شراء أو إستئجار أراضى سودانية للاستثمار في زراعة القمح.
وقد أقيم عام 2013 مؤتمر زراعي استثماري عقدت جلساته فى دنقلا عاصمة الولاية الشمالية. ولم يكن إختيار دنقلا إعتباطا. ولكن لأن مناخ الشمالية بما فيها بقية المناطق النوبية تعتبر الأمثل لزراعة القمح في السودان لبردوة المناخ فى فصل الشتاء. وقد حضر المؤتمر وفود كثيرة. ومما إسترعى الإنتباه أن 30 شركة سعودية، إشتركت فى المؤتمر. وطلبت كل واحدة من تلك الشركات الثلاثين مساحة 500,000 فدان (خمسمائة الف فدان) لزراعة القمح؛ أى ما يساوى 15,000,000 فدان (خمسة عشر مليون فدان) للسعودية وحدها.
لقد قلت من قبل أعلاه أن ما أعرضه هنا ليس بدافع التعصب لأرض أو تاريخ فقط وإنما وفاءا وواجبا نحو وطننا وأهلنا وأمتنا. فأنا لم أكن يوما عضو فى أى حزب ولا علاقة لى بالمعارضة لا سياسيها ولا مسلحيها. فأنا رجل مهنى، صرف على الوطن من قوت شعبه مئات الملايين لتعليمى وتدريبى فى أرقى الجامعات والدراسات العليا والتدريب فى أعظم المؤسسات الأكاديمية والعلمية. ولكن تمت إحالتى "للصالح العام" قبل عشرة سنين لأننى رفضت المشاركة فى التصديق على مشروع وهمى يضر بالبلاد وإقتصادها ومواطنيها وبيئتها. لذا فأننى أقسم برب العزة أن ما أقوم به من كشف الحقائق إنما هو من أجل الوطن وأهله الطيبين ومواطنيه الذين شردهم هذا النظام فى كل بلاد العالم، حتى صاروا ذليلين من بعد عزة. وينوى تشريد المزيد بعد بيع الوطن وأرضه وتدمير مستقبل أبنائنا ووطننا.
والآن وبعد كشف كل هذه الخيانات وبيع الوطن وتشريد أهله، أتساءل: لماذا يصدق بعضا من أبناء الشمالية كذب النظام الذى سيشردهم ويشرد أهلهم ويقتل مستقبل أبناءهم ويحولهم إلى إرقاء مستأجرين فى أرضهم؟ بدعاوى كاذبة مثل بناء السدود من أجل الكهرباء والتنمية؟.
أفيقوا يا أنصار النظام وأرجعوا إلى ضمائركم وأعلموا أنكم تؤيدون الباطل وحفنة مجرمة باعت الوطن بعد أن قتلت وشردت مئات الالوف من أهله فى كل أرجاء السودان من أجل مليارات الدولارات التى يخزننوها فى بنوك العالم ويهربونها بدلا عن أن يستثمروها فى الوطن وأهله. وينوون تشريد المزيد بدعاوى بناء سدود أجمع الخبراء عن عدم جدواها لأى غرض سوى تهجير الناس وتدمير تاريخهم وتسليمها لمافيات التمويل العالمى وتغيير التركيبة السكانية بتوطين الإسلاميين العرب وشراذم الإخوان المسلمين (وقد أوردنا الأدلة أعلاه).
لماذا يتحمل رجال الأمن والجيش والبوليس جريمة الإشتراك فى حماية هذا النظام المجرم الذى باعت مافياته أرضه وعرضه وجعلت من شرفاء جنوده مرتزقة، تذهب أموال إستئجارهم إلى جيوب حفنة من الخونة وبائعى الوطن يكنزونها فى بنوك حول العالم، مما سنأتى على ذكره لاحقا. لماذا يقتلون أخواتهم وإخوانهم حماية لهولاء المجرمين، خونة الوطن والضمير؟
فساعدونا بنشر هذه الحقائق بين الناس من أجل الوطن وأهله الطيبين وأبناءه ومستقبله.
والعزة والمجد للسودان وأهله الشرفاء.
مــنقـول بتلخيص وتتضح خطورة هذا المؤتمر الذى عقد فى دنقلا إذا ما قرناه بقانون القرار الجمهوري رقم 206 لسنة 2005 والذى يسن لنزع ملكية اراضي الولاية الشمالية إعتمادا على أحكام المادة (1) 1985م من دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005 مقروءة مع المادتين 5 و 8، لتؤول ملكيتها لوحدة تنفيذ مشروع سد مروي.
وبإضافة قانون الاستثمار الذى يملك المستثمر الارض بعقد ايجار يصل الى 99 سنة، يتضح لنا حجم الكارثة التى أدخل فيها هذا النظام الوطن وأهله. فمثلا الـ 13 مليون فدان الجاهزة الآن للا ستثمار الزراعي فى الشمالية ستؤول ملكيتها لملاكنا الجدد من رؤوس الأموال الخليجية.
وبالتالى سيصبح المواطنون من ابناء الشمالية مغتربين فى أراضى أجدادهم تحت سلطة كفيل، تماما كما فى حال أبنائهم المغتربين فى دول الخليج. بمعنى أن المواطنين و المغتربين سيصيرون عمالا مستأجرين فى أراضيهم أو مشردين لايملكون شيئا أو حتى مأوى فى اراضيهم التى ورثوها جدا عن جد منذ سبعين ألف سنة. لأن ملكية الأرض ستنتقل للكفيل الجديد الذى سيصبح فى يده القرار، يفعل بهم ما يشاء: يطردهم ويستورد عمالة أجنبية، أو يصبحوا أجراء فى أرضهم بما يتكرم ويجود به عليهم بما يحدده هو لهم من أجور
إعـادة صـياغـة .... مــنـقول؟ ولا شك أن المفارقة ستصدمنا إذا ما قارنا هذه الممارسات المخيفة المجرمة مع واقع دول الخليج ذاتها. فدول الخليج التى أسهم السودان فى بناء دولها وسن قوانينها لا تسمح للأجنبى بالتملك بمثل هذه العبثية حيث يتملك المستثمر الأرض لمدة تصل الى 99 سنة. فكيف يكون الإستعمار؟ ألم يكن الإستعمار التركى أو الأنجليزى المصرى خيرا من هذا الوضع، رغما عن أنه تم بقهر السلاح؟ فكيف يمكن أن تسلم زمام أمرك للأجنبى وتمنحه مطلق الحرية ليفعل ما يشاء فى أرضك دون أى قيود من قوانين سودانية لا يخضع لها أو حتى رقابة؟
فلنا الآن أن نتصور حجم الكارثة وعظم الجريمة فى حق الوطن والمواطنيين فى السودان الذين يصبحون بين عشية وضحاها رعايا أجانب فى داخل بلادهم، يتحكم فيهم وفى مصائرهم -- وفى أرضهم كفيل أجنبى له من الحقوق أكثر منهم ولا عليه أية واجبات. فإذا كان للسودان أن يكون ليس فقط سلة غذاء للعالم، بل أيضا أكبر منتج للقمح حسب الدراسات والتوقعات، أليس من الأجدى أن تحد من صلاحيات الملاك الجدد وأن لا يسمح لهم بتصدير كل المنتوج، فى بلد يموت الناس فيه جوعا؟
إعـادة صـياغـة .... مــنـقول؟ والأدهى من كل ذلك أن للمالك الجديد الحق فى الإستحواذ على كل العائد من المبيعات والإحتفاظ بها لنفسه دون إعادة استثمار ذلك العائد فى الأرض التى جعلت ذلك العائد ممكنا. بل وفى إمكانه عدم أعادة أى جزء من المال إلى البلد، دون أن يدفع رسوما على الماء المستخدم ولا على إستهلاك الأرض أو تلويثها بالأسمدة والمبيدات السامة، ولا أى ضرائب حتى مساوية لما يفرضة النظام على صغار المزارعين! ولا يمكن للسلطات المحلية أو الحكومية أو أى جهاز من فرض رقابة على إستخدامه لأى مواد سامة أو ضارة بالبيئة أو زراعة محاصيل تضر بخصوبة الأرض أو تنتشر عشوائيا مما يدمر النباتات الطبيعية أو الإستهلاكية السائدة الآن، لطبيعتها الإفتراسية أو الإفرازية التى تقضى على كل ما عداها من نباتات. وهذه كانت واحدة من كوراث الإستثمار الزراعى فى عدد من بلدان إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية مما أدى إلى إنقراض أنواع من النباتات أساسية للبيئة وغذاء الإنسان والحيوان فى تلك المناطق.
اليس من المنطق أن تكون فترات إستصلاح الأراضى للمستثمرين الأجانب، خاصة الخليجيين على نظام الإيجارة من أصحاب الأرض الحقيقيين ولمدد لا تزيد عن حصاد محاصيل ثلاثة إلى خمس سنوات؟ أليس من المنطق ضمان مراجعة الممارسات الضارة والتدخل الفورى لإيقافها؟ فلماذا ينتزع النظام أراضى المواطنين ويهبها للغرباء؟ أى منطق هذا؟ ومن أجل من؟ ولمصلحة من؟
ولماذا يحرم النظام على أهل الأرض إستصلاحها بدعم من الدولة ليعود ريعها والعائد منها إلى البلد وأهله ويوفر ويضمن لهم العمالة، و ليسهم فى التنمية والتطور وإثراء شعب فرض عليه أدمان الفقر والأسى؟ لماذا يحارب النظام التعاونيات وينتزع منهم الأراضى لمنحها للمصرين بدون مقابل، أو بيعها للخليجيين وشركات التعدين التى دمرت البيئة دون عائد لأهل الأرض؟ يا أنصار النظام: أسألوا قياداتكم لماذا يجرمون لهذا الحد من التفريط فى السيادة القومية؟ لماذا تباع اراضى الوطن لمستعمرين جدد؟ وقبل ذلك أسألوا ضمائركم: هل يجوز ما يقوم به النظام شرعا ووطنيا وإنسانيا وزراعيا وإقتصاديا وسياسيا؟ أترضون أن تعيشوا أذلاء فى أرض أجدادكم الذين دفعوا دماءهم رخيصة من أجل أن تنعموا أنتم وأجيالكم القادمة من أبنائكم وبناتكم بالحرية والعزة؟
وكما قال البروف "يـكـفـينا ذلا ماعـانـيــنا خجِلت أنفـسُـنا مـنا فكَرِهـنـا الصـبـر"
اللهم إنى قد بلغت رسالتى بخير ما فى أمكانى، وليحفظ الله السودان وأهله الطيبين.
بعد العرض الوافى والمخاطر المحدقة بالسودان وليس الأراضى النوبية فقط اللى قدمها الباشمهندس حسين بدر مشكور، أريد أن اقدم نصف المأساة الآخر الذى ظل يعيش فيه النوبيون من مطلع القرن العشرين. لأنو فى سنة 1890 قرر خديوى مصر بناء سد أسوان فهجر النوبيون وانتزعوهم من اراضيهم وإلقو بهم فى أقسى المناطق فى مصر أربعة مرات، كما صور لنا البروف عبدالرحمن. ولكن أقسى شئ كان تقسيم النوبيين بين مصر والسودان وفصم الأسر الواحدة على الحدود ففصلت الأم من بناتها والرجل من أبنائه. وتم تهجير نصف الاسر بعيدا داخل مصر واللى بقىو فى السودان تم اعادة تهجيرهم عند بناء السد العالى بعيدا إلى خشم القربة عام 1964. فصار الفصل بين الأسر اقسى تجربة تمر بها أمة من البشر على وجه الأرض.
وهنا احضر صوت هام يروى جانب من معاناة النوبيين فى مصر. وهو رجل أديب له مكانته ومفكر وهب حياته كلها لأهله النوبيين فى مصر والسودان وفى المنافى. وهو الكاتب الأديب حجاج أدول. ودا بيورينا حجم المؤامرة ضد النوبيين فى تعاون وتنسيق بين حكومة النظامين المصرى والسوداني __________________ إعلان مصري نوبي ضد القرار 444
القضية النوبية في مصر، هي قضية مصرية تهم كل الشعب المصري. وبما أننا معشر أبناء النوبة، نشارك في كل قضايا مصرنا عموماً. وحاربنا حروبها وعملنا في مشاريعها القومية، وقدمنا لمصر ما لم تقدمه أي منطقة أخرى، فهي وطننا وبلدنا وفخرنا، فاننا نطالب كل مصري حر بأن يقف مع نوبته المصرية في محنتها الحالية. فالنوبة نالت الكثير من الكوارث والمحن طوال القرن الماضي والحالي. ومسلسل الظلم والاهانات عليها مستمر.
ورغم أن لجنة الخمسين التي وضعت دستور مصر الحالي، أقرت في المادة 236 وغيرها، بحقوق النوبيين وخاصة بأحقية عودتهم إلى موطنهم خلال عشر سنوات، فإن السلطات المصرية تعمل بكل قواها لخسف هذا الحق، ومنعهم من حق عودتهم، وتوزيع موطنهم على الغير. وبهذا يعطي من لا يملك لمن لا يستحق. فقد أصدر السيد رئيس الجمهورية القرار رقم 444 ومختصره، سحب مساحات شاسعة من الموطن النوبي ليكون تحت سيطرة القوات المسلحة، بحجة أنها مناطق حدودية! وفي نفس الوقت أطلقت تكتلات اقتصادية مخربة، على صلة بمسئولين، أطلقت العنان لعدد من كتابها المأجورين بمهاجمة النوبيين وتلويث سمعتهم وتخوينهم، حتى تسيء لقضيتهم العادلة، التي اكتسبت ثقة وتأييد قطاعات كبيرة من الشعب المصري خلال الأعوام الماضية. هذا تمهيدا لإعادة منح ألوف الأفدنة من المناطق النوبية لتلك التكتلات الاقتصادية المشكوك فيها، تحت زعم انهم رجال أعمال، وهم ليسوا رجال أعمال حقيقة. علما بأنه قبل ثورة 25 يناير 2011، كانت محافظة أسوان قد منحت 280.000 ألف مائتين وثمانين ألف فدان لعدد من الشركات الغامضة، وبعد إبعاد مبارك، قررت في بيان لها سحب تخصيص هذه الأراضي، وكان هذا القرار من نتائج ثورة الخامس والعشرين. والان تحاول تلك المجموعات الغامضة العودة للاستيلاء على هذه الأراضي، وهذا هو تفسير تلك الهجمة الإعلامية المغرضة على النوبة والنوبيين.
لجنة الخمسين التي كانت تمثل الشعب المصري كله، هي التي كتبت الدستور الحالي. أي أن الدستور هو قرار الشعب، وللشعب السيادة. وتعمل السلطات الحالية وتصر على اختراق بنود الدستور الذي كتبه ممثلو الشعب، ووافقت عليه جموع الشعب المصري بما فيهم القطاع النوبي.
عن نفسي حذرت من سنوات بعيدة من آثار ظلم النوبيين وسرقة اراضيهم، وخطورة رد فعلهم. ولم يستمع لي مسئول، بل قامت حملة تحوي المغرض وغير الفاهم لتشويه سمعتي والتشكيك في مصريتي، واشترك فيها بكل أسف أديبين نوبيين ومستأدب نوبي ورسام نوبي ضعيف. ثم تبين للجميع أن ما قلته وكتبته كان صادقاً. وأنا الذي أحذر من بداية تسعينيات القرن الماضي، من خطورة حرب المياه وأهمية الاتجاه جنوباً ودور النوبة المصرية الأهم في التواصل مع الجنوب الافريقي. ولم يستبينوا النصح إلا بعد أن وقعت الواقعة.
هذا بيان نوبي مصري ابتدائي للشعب المصري كافة. الشباب المصري النوبي ومعهم الأجيال الأكبر سناً، فقدوا الكثير من صبرهم والأكثر من ثقتهم في السلطات المصرية. والنوبة قوية بالحق، والسلطة ليست قوية وإن بدت كذلك. ولن تسكت الجموع النوبية ولن تستكين أمام محاولات اغتصاب موطنها النوبي. وقد كتبنا من قبل وقلنا مرارا وتكرارا، أن العودة النوبية يجب أن يخطط لها العلماء المصريين، بمن فيهم من علماء النوبة، ويكون من ضمنهم خبراء من الأمن القومي المصري، بحيث تكون العودة النوبية عودة علمية اقتصادية وفي نفس الوقت تطمئن كل مصري شريف، أن النوبة المصرية ستبقى مصرية، وستكون جسرا للتلاقي متعدد الجوانب مع الجنوب الافريقي، خاصة التلاقي الثقافي الاقتصادي مع شعوب حوض النيل.
أها بعد إقتراح باشمهندس حسين بدر قوقلنا "بيع أراضى السودان" فلقينا إنو الناس الكانوا جابوا النظام وطردوهم ناسكم الهسى كشفو أوراق ناسهم الزمان جابوهم. كدى يا يبتاع الجهاز المسمى نفسك هارون مكي النوبي كدى أقنعنا بإنك ما جيت هنا إلا عشان تقنع الناس بإنو الحضارة النوبية إنتهت وهى فى طور العدم! ليه يا خاين يا خبيث؟ لأنك إنت زول النظام الباع الأرض؟ يا بتاع الجهاز الأنا البليد الغبى أثبت إنك نفس الزول البدخل بأسماء نساء وأسماء عبيطة: إنت مش قلت، يا خبيث:
Quote: مجــرد زوابــع فــي فنجــــان !! هي سنة الحياة أن تولد الحضارات ثم تترعرع وتتزعم الساحات في مرحلة من المراحل .. ثم تهرم وتشيخ مثلها ومثل الكائنات الحية .. وتلك الحضارة النوبية ليست بتلك البدعة التي تخالف حضارات الأمم الأخرى .. فهي قد أخذت حقها في السيادة والازدهار ثم شاخت وهرمت .. والآن هي في طريقها إلى الزوال وإلى الأفول .. سواء رضينا بتلك الحقيقة أم أبنينا .. والأدلة والبراهين تؤكد أن الحضارة النوبية حاليا تعيش تلك النزعة الأخيرة قبل الاندثار .. كما تعيش الثواني الأخيرة التي تسبق الإقبار .. وهنالك من يجتهد عبثاَ أن يعطل تلك السنة الكونية ليصور للآخرين بأن الحضارة النوبية ما زالت حية وما زالت في أوج شبابها !! .. وتلك نزعة فطرية تدخل ضمن مسميات العواطف الهوجاء التي لا تملك الأثر والجدية .. بل مجرد أوهام تعشش في أذهان البعض .. وتمثل جدلا عقيماَ لا معنى له إطلاقاَ .. والحضارات عندما تكمل صولاتها وجولاتها تكون قد أدت دورها ثم بعد ذلك تخضع لشرعة الفناء والاندثار .. وعندها تتجلى مقدرة أهل تلك الحضارات المندثرة في تقييم الواقع بعقول كبيرة خالية من تلك العواطف الهوجاء .. حيث لا بد من العمل في توثيق آثار وتراث تلك الحضارات الراحلة بطريقة علمية خالية من نزعات الجهل والجهلاء .. وبالقدر الممكن المتاح .. ولا تفيد الساحات النوبية تلك الإثارة والحماس والشعر والأقوال الرنانة .. فكل ذلك يدخل في إطار ( تحصيل حاصل ) .
كدى خلينى أنا البليد دا وأقرا كلام شيخكم دا كويس وشوف تاريخو من متين وبعدين تعال أشرح لينا كلامك الفوق دا على ضوء وثائق باشمهندس بدر وكلام شيخكم دا: حزب المؤتمر الشعبى: الحكومة السودانية صادرت اراضى المواطنين فى الشمالية
انتقد حزب المؤتمر الشعبى المعارض بزعامة حسن الترابى وحدة تنفيذ سد مروي وشبهها ـ(حكومة داخل حكومة)، ووصف القرار الجمهوري بتمليك اراضي الولاية الشمالية الى السد بالخطير لمصادرته 95% من اراضي الولاية باستثناء شريط ضيق على النيل لاتتعدى مساحته الكلية 5% .
وقال القيادي بالمؤتمرالشعبي حسن ساتي في مؤتمر صحفي بالخرطوم امس ان القرار الجمهوري اعتمد على قانون منذ عهد الادارة البريطانية اعطى وحدة السدود حق البيع والرهن دون الرجوع الى المواطنين او حكومة الولاية، وذهب الى ان ابناء الولاية الشمالية سيناهضون القرار بشتى السبل ولن ينفذ الا على اجسادهم واضاف ان الحكومة لواستجابت والغت القرار فحسنا لانه في حال رفضها فان المنطقة ستخلق بؤرة توتر قد تفضي الى عصيان مدني ثم مسلح على غرار ماحدث في دارفور الاعوام الماضية .
وتساءل ساتي عن دوافع وحدة السدود في تعطيل مشروع الري الانسيابي والتحول لبيع الاراضي لمصر واشار الى ان الامرمخطط لتدمير السودان وان الولاية الشمالية موعودة بالتحول الى دولة استيطانية تماما كما فعل اليهود في اسرائيل عندما تسللوا اليها واخذوا في شراء اراضي الفلسطينيين حتى اضحوا كثرة.
ووصف ساتي عام 2005 بالسنة الكارثية وفيه صدرالقرار الجمهوري بمصادرة اراضي الولاية الشمالية وقانون مشروع الجزيرة وتوقيع اتفاقية نيفاشا التي افضت لفصل الجنوب في نهاية المطاف وشهد العام نفسه تفاقم ازمة دارفور لتبلغ الذروة. وتوقع ان ينتهي الامربالدارفوريين لرفع شعارالمطالبة بتقرير المصير اسوة بما حدث مع الجنوبيين.
في المقابل وصف فخرالدين محمد عوض الجيد مسؤول الامانة الزراعية بالقطاع الاقتصادي بالشعبي قانون مشروع الجزيرة بالمعيب واخطر مافيه مصادرته للملك الحر لصالح الحكومة وطالب الحكومة برفع يدها عن المشروع واعادته لاصحابه الحقيقيين .
وكانت الخرطوم و القاهرة قد اعلنتا مؤخرا عن اتفاقات لتوطين مزارعين مصريين و تمليكهم اراضى زراعية فى الولاية الشمالية وخاصة فى منطقة ارقين فى سياق خطة للتكامل الاقتصادى بين البلدين .
و ذكرت تقارير اخبارية فى وقت سابق من هذا الشهر ان الخرطوم منحت حزب الوفد المصرى الذى زار رئيسه السودان على رأس وفد شعبى فى مايو الجارى مليون فدان كهدية للشعب المصرى لاستزراعها ك(عربون صداقة) بمناسبة نجاح الثورة المصرية التى اطاحت نظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك و الذى شهدت العلاقات بين الخرطوم و القاهرة توترات كبيرة خيمت بظلالها السالبة على كثير من المشاريع المشتركة بين البلدين .
تهجير النوبيين لتوطين المصريين يا للعار ويا للعار وياللسقوط
تعال يا خبيث بعد ما إنفضح أمرك وأنفى تانى أيها الكذاب. انا كنت متاكد لمان قلت انك انت يا المسمى نفسك مكى وكل الأسماء النجرتها لا يمكن بـاى حال من الأحوال تكون نوبى لأنو لايمكن نوبى يكون بالوضاعة والخساسة والخبث دا.
ومزيدا من الأدلة التى سقنا من أمثلتها من قبل عن بيع الوطن
مــنـقــول زيادة بيع 35% من أراضي السودان لمستثمرين بحماية قانون " لا ضرائب ولا جمارك ولا زكاة"
بعد ساعات من تمكينه في حكومة الاستغلال.. إقطاعي الاستثمار يعلن من الكويت: 12-12-2013 03:13 PM بعد ساعات من تمكينه في وزارة "الاستغلال" أعلن وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان لـ "روترز"، أنه ينوي بيع مزيد من الأراضي السودانية على المستثمرين الأجانب، بزيادة تصل إلى 35% في موازنة 2014م، عما كانت عليه العام الماضي ( وصولا إلى ثلاثة مليارات دولار في 2014م، بدلا من ملياري ريال في 2013م).
ويعكس هذا الإعلان تحديا حكوميا جديدا للشعب السوداني، في وقت ترفض الغالبية بيع الأراضي السودانية للمستثمرين، حيث أنه لا فائدة تعود على المواطن، خاصة أن حكومة البشير تهدي الأراضي للمستثمرين فيما يعرف بالترضيات السياسية للحيلولة دون أي ضغوط خارجية، وذلك وفق قانون جديد استصدرته باسم قانون الاستثمار، الذي يحرم السودانيون من أي عوائد من تلك الأراضي، ويمنح المستثمر حق تصدير كل المحصول الزراعي، دون أن يكبل بأي ضرائب أو جمارك أو زكاة أو عوائد مالية، الأمر الذي اعتبره السودانيون بأنه نهب للأراضي بلا مقابل.
وكانت الاحتجاجات الغاضبة قد اجتاحت مناطق زراعية عدة في السودان في أبريل الماضي، بسبب التضرر من بيع الأراضي للمستثمرين، آخرها في منطقة أم الدوم شرق النيل بولاية الخرطوم ، حيث خرج المئات من الأهالي غاضبين ومحتجين على هذا البيع، مطالبين الحكومة بإلغاء الصفقات التي تبيع أراضيهم لمستثمرين، الأمر الذي واجهته الحكومة بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين، والذين قطعوا طرقا رئيسية، فيما أمطر المحتجون الشرطة بوابل من الحجارة محتجين على قطع أرزاقهم ومصدر دخلهم.
وكانت أنباء غير رسمية لمحت إلى أن أشقاء الجنرال البشير هم من وراء الصفقة، حيث بينت مصادر إعلامية وقتها إلى أن "الأهالي عندما حاصروا نائب الدائرة وعضو المؤتمر الوطنى (حسب الرسول عامر عبدالمجيد) قال لهم : الموضوع ده جاى من فوق ! ردوا عليه : فوقنا إلا الله .. فقال لهم : انتم كده بتحرجونى المستثمر ده جابوهُو اِخوان البشير".
ويستثمر رجال اعمال عرب من الخليج في الأراضي الزراعية في السودان الذي يواجه أزمة اقتصادية لتأمين الإمدادات الغذائية مثلما يفعلون في دول افريقية أخرى . ويقول منتقدون إن بعض المستثمرين يستغلون الدول الفقيرة والمزارعين.
وأكد عثمان على هامش حضوره الملتقى العربي للاستثمار، أن حكومته تسعى لان يكون القطاع الزراعي المقصد الأول للاستثمارات الجديدة، حيث أنه استحوذ عام 2013م على 15% من الاستثمارات الأجنبية، مشيرا إلى أنه حجم الاستثمارات كان في عام 2010 بلغ 3.4 مليار دولار، لكنه انخفض إلى 1.6 مليار في عام 2012، دون أن يذكر الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الانخفاض، والذي ربما ربطه الكثير من المحللين بأنه نتاج للربيع العربي مع عام 2011 م، وخوف المستثمرين من التورط في صفقات مع حكومة ربما ينقلب عليها الشعب فيخسرون استثماراتهم.
لكن الحكومة التي نجحت في قتل الشعب في مظاهرات يوليو الماضي، بدأت ترسخ أقدامها عسكريا للحصول على ترضيات سياسية لمنع أي تحالفات خارجية يمكنها أن تتعاطف مع الشعب لاسترجاع الحكومة المنتخبة التي انقلب عليها الجنرال البشير في عام 1989م، وظل حاكما للبلاد أكثر من 24 عاما، ليبقى رئيسا ويختار أحد رفاقه في الانقلاب نائبا له، فيما وصف بأنه حكومة عسكرية بالكامل.
وسبق أن أعلن مصطفى اسماعيل أن بلاده على استعداد لمنح رجال أعمال خليجيين أكثر من مليوني فدان لتنفيذ مشروعات استثمارية.
ويعر ف السودانيون أن الكثير من الخليجيين لهم استثمارات ضخمة في بلادهم، دون أن ينتفعوا بأي من انتاجها أو محصولها، سواء مزارع خضروات أو ألبان أو دواجن، الأمر الذي يفسره غلاء الأسعار لتلك المنتجات في السودان إلى أكثر من ضعفي سعرها في تلك البلدان الخليجية، حيث يتم ترحيل المنتجات بالطائرات إلى عواصم الدول دون أن تخضع لأي رسوم إنتاج أو جمارك أو ضرائب أو زكاة، فيما يتخم المواطن السوداني بالكثير من الأعباء، مما جعل الترشيحات تؤكد أن هناك صفقات جانبية من وراء بيع تلك الأراضي، ما دامت لا تحمل أي صفة السيادة والفائدة، خاصة أن ما تعلنه حكومة الجنرال البشير حول توظيف العاطلين، يناقضه السماح لتلك الشركات باستقدام الأيدي العاملة والماكينات المطلوبة وفق ما تريد ودون أي تعطيل، وكذلك الاعتماد شبه الكلي على الماكينات التي لا تسمح باستيعاب الكثير من الأيدي العاملة في المشاريع الكبرى.
هذا هو مكون هام من التاريخ الإنسانى الذى يسعى من باعوا الوطن إلى إغراقه إلى الأبد
منقول ____________________ اكتشاف 35 هرم في منطقة سادينقا الاثرية غرب دلقو المحس في المنطقة النوبية شمال السودان
"هذه منطقة يسكنها التأريخ.. فكم يكلف تدمير التأريخ؟".. هذا لسان حال من يحاول الإمساك بخيط يساعده على تقدير حجم الخسائر عند إقامة السدود في المنطقة النوبية كما تخطط الحكومة ممثلة في وحدة تنفيذ السدود. لكن عندما يسكن التأريخ المكان فلا قلق من هجرة السكان فهم كما يهاجرون سيعودون كما تشهد حلفا حالياً حيث بدأت الهجرة المعاكسة من "الجديدة" الى القديمة!!
التاريخ ليس ملكاً للنوبيين وحدهم ولا للسودانيين لوحدهم.. هو ملك للبشرية قاطبة.. ما يعني ان التصدي لطمس هذه المعالم الحضارية القديمة مسؤولية تخص كل السودانيين وتخص كل البشر وبخاصة المنظمات العالمية المختصة بدراسة الآثار والتاريخ..
منذ إعادة إحياء فكرة انشاء سد كجبار في المنطقة والناس تسأل والحكومة لا تجيب عن سؤال يفترض أنه بدهي ومعروف قبل الحديث عن تنمية تقوم على استبدال تاريخ يعود إلى ملايين السنين بمشروع زراعي أو بضع وحدات من الطاقة الكهربائية أو خزن بضع لترات من المياه، فالتأريخ يمكن أن يكون العائد على استثماره أضعاف غيره من المشروعات المطروحة. اللغة التي يتحدث بها المسؤولون عن سد كجبار ودال مرتبكة وغير واثقة حتى إن البعض يقول إن صمت المسؤولين أفضل من كلامهم عن سدين جديدين في المنطقة النوبية التي ما زالت تعيش مأساة حلفا وإغرقاها.
يقول أحد المناهضين مستعيداً ذكريات إغراق حلفا: (مفارقة ما نشهده اليوم، فقد صمد التاريخ الساكن فينا وصمد الحلفاويون أمام مأساتهم، فهم يعودون بينما السد الذي أقيم لإغراقهم يفقد نصف قوته ويتجه كي يتلاشى حتى يصبح بدوره تاريخاً مصنوعاً يحاكي عظمة تاريخ تراكم طبيعياً عبر ملايين السنين)!!
عندما يسكن التاريخ المكان يصعب تقدير الخسائر وهذا هو حال تأثير سد كجبار الذي سيقام في أغنى منطقة بالآثار في العالم من حيث نصيب الكيلومتر المربع، فوفقاً لدراسة فنية قدمها فريق متخصص لوحدة تنفيذ السدود فإن تقديرات تكاليف القيام بمسح استكشافي على المواقع الأثرية في منطقة كجبار وما حولها تزيد على تريليوني جنيه سوداني على أقل تقدير.. كيف؟
الجهة الفنية التي حصلنا على ملخص دراستها المقدمة لوحدة السدود قبل ثلاث سنوات قدرت التكاليف الأولية لإجراء الحفريات الاستطلاعية في173 منطقة أثرية فقط من أصل 650 تقع جنوب كجبار حتى أبوفاطمة بنحو47 مليار جنيه سوداني آنذاك، منها 52% كانت تقديراتها جزئية لا تشمل استكمال ما هو مطلوب.
إذا أُخذ في الحسبان استكمال الحفريات في تلك المناطق وكذلك معدل التضخم الحاد الذي تشهده البلاد منذ تلك الفترة إلى جانب انهيار العملة الوطنية، فإن التقييم العادل بالأسعار الجارية لتكاليف الحفريات الاستطلاعية لـ 173 منطقة أثرية يرتفع الى 196 مليار جنيه بمتوسط تكلفة تبلغ1.11 مليار جنيه للمنطقة الأثرية الواحدة(نتيجة الدراسة موجودة بطرفنا). وبإضافة 40 موقعاً شمال كجبار حتى دلقو يقول عالما الآثار البريطاني الدكتور ادواردز دي ان والسوداني الدكتور على عثمان محمد صالح أنها لن تكون بمنأى عن الخطر، ترتفع التقديرات الإجمالية لـ 690 منطقة أثرية(650+40) الى 768 مليار جنيه.
هذه التكاليف لا تشمل تعويضات النخيل على الرغم من الحرائق التي التهمت الكثير منها في مختلف المناطق النوبية في أحداث غريبة تشهدها المنطقة لأول مرة في تاريخها، ولا تشمل تعويضات الأراضي أو تكاليف إعادة التوطين، ولا تشمل أيضاً التكاليف الاجتماعية وغيرها من التكاليف غير المرئية ذات الصلة. فهي تشمل فقط الحفريات ولا تشمل نقل أو حفظ أو تعريف ما يتم اكتشافه، ولا تشمل تكاليف توفير الحماية الأمنية لهذه الآثار التي أصبحت محل اهتمام المهربين واللصوص. ولا بد من التنويه الى أن هذا المسح يقتصر على الآثار الواقعة على شريط النيل فيما لا يمكن الجزم أن المناطق الأخرى البعيدة لن تكون معرضة للخطر.
كل جانب من تلك الجوانب التي لا تشملها التقديرات يمكن أن تضيف للتكلفة الاجمالية مليارات الجنيهات، ألم نقل إن تدمير التاريخ لا يمكن تقديره بثمن؟
حتى ضمن الشريط النيلي الضيق، لا تشمل هذه الدراسة تقطيع ونقل الرسومات الصخرية حيث تتميز منطقة المحس وفقاً لخبراء الآثار بوجود الرسوم الصخرية ويعتقد بوجود 2000 رسمة صخرية في المنطقة المهددة بالغرق من بينها 680 رسمة في منطقة جدي وكدن تكار لوحدهما. والمنطقة تعد اكبر تجمع للرسوم الصخرية في العالم، كما تضم مواضيع متنوعة من الناحية البيئية حيث رسوم الفيل والزراف ثم مواضيع الحياة اليومية مثل الصيد وهكذا وصف للحياة القديمة بالرسوم وهو كتاب للتاريخ لا يقدر بثمن، وفي منطقة سبو وحدها يوجد ما لا يقل عن1000رسم أخري تحكي كل العصور.
ومرة أخرى، لو أضيفت هذه الرسومات فإن التكاليف ستتضاعف بالمليارات وليس معروفاً لماذا لم تشتمل الدراسة الفنية المنجزة على هذا الجانب المهم، إذا استبعدنا هذه الجوانب المهمة واكتفينا بتقديرات الحفريات الاستطلاعية فإن الوضع الاقتصادي المتفاقم والتدهور المستمر للعملة يرجحان ارتفاع معدل التكلفة للحفريات الخاصة بـ173 منطقة أثرية الى 1.4 مليار جنيه بنهاية العام الحالي أو القادم ما يعني ارتفاع التكلفة لـ 690 منطقة أثرية فقط(1.4 x 690) الى 966 مليار أو نحو تريليون من الجنيهات. ونواصل
يؤكد أحد خبراء الآثار أنه لو تم حساب توقعات التضخم خلال العشرين سنة القادمة وهي الفترة التي ستستغرقها أعمال الحفر للمناطق الأثرية على أقل تقدير وتم حساب تكلفة نقل ما يتم اكتشافه وحفظه في متحف خاص يتم إنشاؤه بمواصفات عالمية، إلى جانب تكاليف الإضاءة والطباعة والتوظيف فسيكون من الصعوبة بمكان تقدير التكلفة الحقيقية لما هو مطلوب. وشدد الخبير على أهمية عنصر الزمن والصرف الذي لن يتوقف طيلة الـ 20 عاماً في حال رغبت الدولة وتجاوبت مع المطالب الدولية لإنقاذ الآثار، مبدياً تخوفه من نزعة طالبانية قد تنتاب الحكومة لتقرر إنشاء سد كجبار من خلال القفز فوق هذه المرحلة وتجاوزها!!..فهل تفعل الحكومة ذلك؟.. وما دور المنظمات العالمية في الابقاء على الآثار النوبية القديمة؟!!
بالعودة إلى هذه الدراسة السرية التي تم إنجازها قبل أكثر من ثلاث سنوات ولا تكشف عنها وحدة السدود من بين دراسات عديدة حصلت عليها من قبل جهات أخرى مختصة، نجد أنها تشمل فقط الحفريات في 650 منطقة أثرية على طول 55 كيلومترا فقط على شريط النيل من قرية كوبودي في منطقة أبوفاطمة وحتى كجبار(منطقة الشلال الثالث) التي اختيرت لإنشاء السد أما المناطق البعيدة فلم يتم مسحها ما عدا وادي فرجا، الذي يضم وحده حوالي65 موقعاً؛ مما يدل علي أن الخيران والاودية في المنطقة تضم أيضاً مواقع تراثية وأثرية كثيرة.
ونواصل ____________________ خبير يؤكد جدوى تحويل المنطقة كلها لمتحف طبيعي للآثار
على عكس التوقعات تبعات سد كجبار تمتد 20 كيلومتراً حتى دلقو في الشمال!! (2-2)
في الحلقة الماضية أوضحنا أن التقييم العادل بالأسعار الجارية للتكاليف الأولية لإجراء الحفريات الاستطلاعية في173 منطقة أثرية فقط من أصل 650 تقع جنوب كجبار هو 196 مليار جنيه بمتوسط تكلفة تبلغ1.11 مليار جنيه للمنطقة الأثرية الواحدة(نتيجة الدراسة موجودة بطرفنا). وبإضافة 40 موقعاً شمال كجبار حتى دلقو يقول عالما الآثار البريطاني الدكتور ادواردز دي ان والسوداني الدكتور على عثمان محمد صالح أنها لن تكون بمنأى عن الخطر، ترتفع التقديرات الإجمالية لـ 690 منطقة أثرية(650+40) الى 768 مليار جنيه.
ويدحض حديث العالمين مزاعم سابقة بأن منطقة دلقو ستكون بمنأى عن الخطر عن انشاء السد!!
سياج من السرية:
ونواصل الحيث بالإشارة إلى أن الحكومة ممثلة في وحدة السدود ظلت تضرب سياجاً من السرية على سدي كجبار ودال اللذين سيقضيان على ما تبقى من المنطقة النوبية بعد إغراق حلفا، وكما يقول الناشط النوبي السفير نورالدين منان فان (سد دال سيغمر المنطقة الممتدة من دال وحتى كجبار .. وسد كجبار سيغمر المنطقة الممتدة من كجبار حتى دنقلا) دون ان يترك أي أثر لأراضٍ زراعية أو أراضٍ استثمارية كما تزعم الحكومة، ويردد ذلك اتباعها في المنطقة). ووفقاً للأستاذ منان، فإن الدولة ليس لديها أدنى تصور لعملية إعادة توطين المواطنين بعد إنشاء السدين ما يعتبره (أعلى درجات الاستخفاف والاستهانة بالمواطن).
تأتي مثل هذه التكهنات في ظل إصرار الحكومة على عدم الشفافية وحجب المعلومة عن المواطنين؛ ما جعل أغلبهم يجزمون بأن الجهات المعنية لم تجر حتى الآن أي دراسات جدوى حقيقية حول هذه السدود أو المشروعات البديلة التي تنوي إقامتها، سوى مذكرة خجولة لا تعدو أن تكون مجرد تكهنات عممها المؤتمر الوطني في المنطقة قبل أربع سنوات تحت مسمى الإصدارة الأولى وتوقف بعدها حيث لم يتبعها بإصدارة ثانية ولا ثالثة ولا توضيحات بخصوص الأولى.
على الرغم من الطلب المستمر من المواطنين للحكومة تزويدهم بالدراسات التي تشفع لها تعريض المنطقة كلها لخطر جديد يتمثل في طمس تراثها وحضارتها، فقد ظلت الحكومة متشبثة بعدم الشفافية وبعدم الكشف عن معلومات، غير أن الوثيقة التي تحصلنا عليها تكشف جوانب خطيرة مفادها أن وحدة السدود طلبت من جهة علمية مختصة تزويدها بدراسة تتعلق بتكاليف المسح الجيولوجي اللازمة والحفريات بمنطقة جنوب كجبار الغنية بالآثار.. فهل فعلت الحكومة ذلك لأخذ نتيجة الدراسة في الحسبان؟ أم ستتجاهل وحدة تنفيذ السدود نتائج هذه الدراسة الخطيرة؟.. هل من حق حكومة الولايات الشمالية وحكومة السودان اتخاذ قرار بإنشاء سد كجبار وإغراق هذه المنطقة التي تعد الأغنى من حيث الآثار دون إجراء تلك الحفريات باهظة التكاليف المالية؟
آثار منطقة المحس كما يقول العلماء تمتاز بالتنوع التاريخي وشمولها لكل الفترات التاريخية بدءاً من العصر الحجري القديم (مليون ونصف سنة قبل الميلاد) ثم العصر الحجري الحديث(5000-3000 سنة قبل الميلاد)، وحضارة ما قبل كرمة (3000-2500 قبل الميلاد)،ثم فترة كرمة(2500-1500 قبل الميلاد)، ثم الفترة المصرية (1500-1000 قبل الميلاد)، ثم الفترة النبتية (1000-300 قبل الميلاد) والمروية (300 قبل الميلاد-350م)، وفترة ما بعد مروي(350-500 م) والمسيحية (500-1500م) وفترة الحضارة الإسلامية حيث تضم المنطقة القلاع العثمانية العديدة الطينية ولا توجد قلعة واحدة خارج منطقة المحس من جهة الجنوب.
ومن الناحية النوعية يقول العلماء توجد مواقع السكن والقلاع والحصون الحربية والمنية والمباني الدينية كالكنائس والأديرة والمساجد وقباب الشيوخ، كما توجد المقابر لكل الفترات إلى جانب ورش الصناعات للفخار والحجر. كما تتميز منطقه المحس بوجود ما يسمي بالصخور الرنانة وهناك نحو 15 موقعاً، وهي أكبر تجمع لهذا النوع من الآثار في السودان وربما العالم، وتمثل هذه الآلات الموسيقية لفترات ما قبل التاريخ كما كانت تمارس عليها بعض الطقوس الدينية وبعض العادات والتقاليد وهي آثار للإنسانية جمعاء حيث توضح تطور الموسيقي وتطور الأديان الإفريقية القديمة.
لقد ظل مشروع سد كجبار في ظل حجب المعلومة، محور جدل عقيم بين النوبيين منذ إحياء فكرته في منتصف تسعينيات القرن الماضي بين المناهضين له والداعمين له، فالرافضون ظلوا يطرحون اسئلة بسيطة تتعلق بجدوى انشاء السد، فيما وقع المؤيدون شيكاً على بياض لحكومة يثقون في توجهاتها ثقة عمياء.أما الحكومة التي يصفها المناهضون بأنها "مغرمة بالسدود" حد الهوس فقد قامت بإنشاء وحدة خاصة لتنفيذ السدود يقع معظمها في شمال السودان(أكثر من سبع مواقع مقترحة على النيل)، منحتها سلطات استثنائية بموجب القرار الجمهوري رقم 206 لسنة 2005 الذي يقضي بإعلان نزع ملكية أراضي الولاية الشمالية لغرض قومي عام، لتؤول ملكيتها لوحدة تنفيذ مشروع سد مروي.
شكوك كثيرة تنتاب النوبيين إزاء هذا القرار بشكل خاص ومشروعات السدود على وجه الخصوص، ويتساءل الناشط النوبي محمد جلال هاشم قائلاً"هل هذه السّدود إنتاجيّة أم احترازيّة، أم كليهما؟ وفي حال كونها إنتاجيّة، دعونا نرى هل هي كهربائيّة أم زراعيّة؟ وفي حال كونها احترازيّة، هل هي لدرء الجفاف أم لدرء الفيضان".. ومرة أخرى لا جواب حكومياً. ويمضي هاشم قائلاً: (في الحقيقة شرعت الدّولة في عهد الإنقاذ في بناء السّدود، الواحد تلو الآخر دون أن يكون في مقدورها تسمية مشروع تنموي واحد. فهل تمكّن أيٌّ من المسؤولين الكبار أن يسمّي لنا مشروعاً تنمويّاً واحداً من أجله شرعت الدّولة في بناء هذا الكمّ الهائل من السّدود).
حاول وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين التصدي شخصياً لمثل تلك التساؤلات ولشكوك المواطنين في المنطقة خلال مخاطبته لقاءً تنويرياً للنوبيين في مارس عام 2008م في العاصمة السعودية الرياض.. لكنه أكد مجدداً تخبط الحكومة وعدم ثباتها على مبدأ واحد.. حيث قال وفقاً لما نشرته صحيفة السوداني: (الهدف هو إعادة النّوبة لأرض النّوبة لا للتّهجير، إعادة المهاجرين من الهجرة الأولى من توتي وحلّة خوجلي)،.. وفيما بدا ذلك للحضور ضرباً من الخيال فقد ألمح إلى أن قلّة كثافة السّكّان خطر مهدّد للأمن الوطني وأن من أهداف السّدود خلق الكثافة السّكّانيّة المطلوبة لمنطقة النّوبة لإحياء التّراث النّوبي.. وكلها مجرد تصريحات لا تسندها دراسات علمية.
نعمة ونقمة!!
مفارقة غريبة أن تكون نقمة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان حالياً بعد انفصال الجنوب نعمة وملاذاً يعلق عليها النوبيون آمالاً في كبج جماح الحكومة في المضي قدماً في تنفيذ سد كجبار. ومع ذلك فلا أحد يعلم إذا ما كان الاقتصاد السوداني الذي يترنح الآن قادراً على الاستثمار في مشروعات عالية التكلفة اقتصادياً واجتماعياً كما هو الحال في سدي كجبار ودال لاسيما وأن العائد غير مضمون بالقياس غلى تجرية سد مروي. ومن مؤشرات ضعف الاقتصاد إيقاف مشروع المطار الجديد الاستراتيجي وتحويل قرض قيمته 800 مليون دولار كانت الحكومة قد حصلت عليها من مصادر خارجية للصرف على بنود اخرى.
يقول الاقتصادي السوداني الدكتور محمد إبراهيم كبج إن تأثير الكهرباء المنتجة الآن من(مروي) في الاقتصاد السوداني كان ضعيفاً للغاية، وإن الخيار الأفضل كان تعلية خزان الروصيرص، مشيراً الى أنه كان من الممكن بالإنفاق نفسه الذي تم على إنشاء سد مروي والمشروعات المصاحبة وهو إنفاق بلغ (3 مليار و200 مليون دولار) تعلية الروصيرص بكلفة تبلغ نحو700 مليون دولار ثم إنشاء المشروع الزراعي الأكبر في السودان وهو الرهد وكنانة الذي يعطينا 2.6 مليون فدداين، وهو أكبر من مشروع الجزيرة.
ويقول كبج: (فإذا كنا أنشأنا هذا المشروع وزودناه بأجهزة ري مستديمة وهو مشروع تتمتع منطقته بأمطار غزيرة فإن ما تأخذه من النيل سيكون رياً تكميلياً إذا قلت الأمطار، لكن إذا أردنا أن نزرع من سد مروي فإننا نحتاج إلى 100% من مياه النيل وهي محل صراع كبير مع دول المنبع وجنوب السودان الذي يحتاج لتحديد نصيبه من المياه).
ووفقاً للدكتور كبج فإن إنشاء سد مروي بديلاً عن الروصيرص كان له أثر ضئيل في الاقتصاد السوداني، بحيث أننا لو أكملنا الرهد وكنانة وأنتجنا فيه كنا الآن بمكان متقدم في التأثير في الاقتصاد السوداني وإنتاج غذائنا وإنتاج غذاء للعالم الذي يترقب دور السودان في حل أزمة إنتاج الغذاء وارتفاع أسعاره. وأبان أن الروصيرص يعطينا أيضاً 60% من الكهرباء من التوربينات القديمة إذا تمت تعليته وقتها، كما أنه يعطينا الفرصة لزيادة 100% في الكهرباء. وأشار إلى أنه توجد نحو 500 ألف فدان من مساحة مشروع الجزيرة مستقطعة نتيجة لعدم ريها ولكن إذا تمت التعلية يمكن استرجاع هذه المساحات مرة أخرى. وهكذا فرص عظيمة تفوت على السودان في ظل إصرار غريب على إقامة هذه السدود لأسباب تبدو ليست اقتصادية على الأقل.
قولى لى بالله عليكم يامن له ضمير من أهل السودان كيف يمكن السكوت على هذه العشوائية التى تدفعها جريمة بيع الوطن ولا تفسير آخر لما يحدث؟ ____________________
واضح أن الاقتصاد السوداني غير جاهز لإنشاء سد كجبار الذي يعد علماء الآثار تهديداً جديداً ليس فقط لسكان المنطقة وموطنهم ولكن للآثار والثقافة الموروثة والتراث في المنطقة النوبية ما يتطلب تنظيم حملة عالمية جديدة لإنقاذ الآثار النوبية وحمايتها. وكما يقول العالمان السوداني علي عثمان محمد صالح والبريطاني ادواردز دي ان فإن المناطق المهددة مباشرة تقع على شريط طوله 60 كيلو متراً من كجبار وحتى تمبس حيث يتوقع أن تغمر معظمها بالمياه، كما يشمل التهديد مناطق أخرى شمال السد حتى 20 كيلومتر شمالاً حتى دلقو جراء الانعكاسات الناجمة من آثار السد.
وعليه فإن كل مناطق الإقليم وتقريباً كل المناطق الاثرية في المنطقة ستكون عرضة للتهديد وما ينجو من الآثار في المناطق البعيدة من النيل او جنوبا في كرمة ستتأثر مباشرة بالرطوبة وارتفاع منسوب المياه الجوفية.
من المفارقات أنه حينما قررت حكومة البشير بيع جامعة الخرطوم إنتفضت الصفوة المثقفة معارضة لهذا العار.
فأصابتنى الدهشة وأنا أرى أن نصف الوطن قد بيع ولا من يحرك ساكنا. وكذا فإن إغراق كل العمق التاريخى للوطن لا يهم إلا النوبيين كما يبدو.
"أفيقوا" يا بنو وطنى، وقد قلتها من قبل عدة مرات فى مداخلاتى السابقة أن هذه السلبية تجاه القضية المصيرية فى أزمة بناء السدود كما أوضحت اعلاه، لا عائد منها سوى تدمير كل العمق التاريخى وحضاراته يجب أن تنتهى. فإن المرحلة تتطلب من الجميع وقفة صلبة من أجل مستقبل أطفالنا وإستمراريتنا كامة تفخر بأنها كانت طليعة إفريقيا القارة فى كل إبتكار حضارى، كما قال المؤرخ السنغالى البروفيسور الشيخ أنتا ديوب.
تتوالى الأحداث لتثبت أن هناك تعمدا لإستهداف أرض النوبة والنوبيين. ولا يقتصر ذلك على السودان. وإنما ذلك مايحدث أيضا فى الأرض النوبية داخل الحدود المصرية التى شاءت المعادلات السياسية أن تجعلها خاضعة للسيادة المصرية. مما أدى إلى تمزيق الأسر النوبية وتشتيتها فى كلا البلدين، فأنفصمت العرى وما صار الواحد يعرف بقية أسرته المشردة فى أقاليم ومدن وقرى السودان ومصر.
وهنا نورد موقف الاتحاد النوبي بأسوان نقلا عن صحيفة "مسكا-آجرو العالمية"
مسؤول الإتحاد النوبي بأسوان :كفي إفتراءات وتشوية سمعة نوبي مصر 8 أبريل, 2016 الأخبار, الرئيسية اضف تعليق
تمدد الرفض الشعبي..منطقة البركة تقعد اجتماعها التأسيسي وتكون لجنة تمهيدية للمؤتمر العام شدة 10 أبريل, 2016
سدود الدمار في شمال السودان 10 أبريل, 2016 المنسق العام لاءتلاف حق العوده لنوبيى الشمال : مانشر بموقع المستقبل وغيرها من المواقع عن مطالبتنا بالحكم الذاتى ماسوى افك وتحريض للسلطات ضدنا بهدف اثارة الفتن والقلاقل 10 أبريل, 2016
أصدر الاتحاد النوبي بأسوان برئاسة المحامي محمد عزمي، مساء اليوم الأربعاء، بيانًا، لتوضيح اللبس الدائر حول دعاوى فرض الحكم الذاتي وافتراءات بعض الصحف التي وصفها البيان بأنها تحمل صبغة أمنية وتوجهات مشبوهة.
وأوضح بيان الحزب أن الصحف المشار إليها نشرت أن النوبيين أقاموا دعوى قضائية ضد القرار 444 للمطالبة بالحكم الذاتي والانفصال عن مصر، مبرهنًا كيف يكون ذلك وهم يلجأون للقضاء المصري وليس الدولي؟!. وفيما يلي نص البيان:
“منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير 2011 حلم المصريين بوطن حر تعمه العدالة والمساواة وتتساوى فئاته في الحقوق والواجبات، وطن يكفل العدالة الاجتماعية لكافة فئاته، حلمنا نحن أبناء هذا الوطن -النوبيون- بانتهاء عصر المماطلات السياسية التي كانت تعطّل حلم كل نوبي في عودته مرة أخرى إلى الموطن الأم، فحقوقنا معروفة للقاصي والداني والدولة تعلم تمامًا أنها مشروعة وشرعيتها تستمدها بداية من الحقوق العرفية مرورًا بالحقوق القانونية نهاية بالحقوق الدولية”.
“إلا أنه وبعدما ظهرت على الأفق البعيد بوادر أمل في وعود النظام الحاكم لنا ووضع نص مادة في الدستور “236” تضمن العودة الكاملة للنوبة في مناطق قراها القديمة خلال عشرة أعوام “انقضى منها عامان”، فوجئنا بصدور القرار الجمهوري رقم 444 لسنة2014 في نوفمبر 2014 والذي ينظم المناطق المجاورة -المتاخمة- للحدود واقتصاص أكثر من 140 كم2 من الأراضي المقرر عودة النوبيين إليها، ووضعها تحت الوصاية العسكرية الممنوع والمحظور التواجد فيها، في حين أنه ذات القرار نص على أن المناطق الممنوع والمحظور التواجد فيها علي الحدود الشرقية “إسرائيل” هي خمسة كيلو مترات فقط!!!!! فهل النوبيون أخطر من العدو الصهيوني؟”.
“وأعطى القرار ذاته للسكان المقيمين بالمناطق العسكرية الممنوعة “سيناء-سيوة-حلايب وشلاتين” ما قبل 1987 حق الإقامة والتجوال بداخلها بدون تصريح”.
ونواصل فى موقف الاتحاد النوبي بأسوان نقلا عن صحيفة "مسكا-آجرو العالمية" إذن.. القرار المقصود به صراحة منع عودة النوبيين، المفترض إعادة توطينهم خلال السنوات المقبلة في ذات المنطقة، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير؛ ليظهر لنا في ذات الأفق البعيد أن الوعود التي منتنا الدولة بها ما هي إلا سرابا، فما كان لنا إلا الطعن على هذا القرار بأسباب حاصلها مخالفته للنصوص الدستورية التي قررت حق عودة أهالي النوبة إلى قراهم القديمة وتسكينهم وتنميتها وتعميرها خلال عشر سنوات”.
“وقمنا بتدشين حملة شعبية وإلكترونية نوبية ضد القرار 444 منذ يناير 2015 وحتى الآن وتضامن معنا من تضامن وتجاهلنا من تجاهل، وذلك على الرغم من انخراط النوبيين بصفتهم فصيل مصري أصيل في كافة القضايا الخاصة بالأفراد والجماعات الفئوية منها والعامة. ولا يسعنا في هذا المقال أن نذّكر بأن الأديب النوبي حجاج آدول هو أحد الرافضين لنص المحاكمات العسكرية للمدنيين داخل لجنة الخمسين التي صاغت الدستور المصري الساري”.
“إلا أننا فوجئنا خلال الـ48 الماضية بحملة شرسة ضدنا وافتراءات من صحف تحمل صبغة أمنية وتوجهات مشبوهة، تخرج وتنشر بأن النوبيين أقاموا دعوى قضائية ضد القرار 444 للمطالبة بالحكم الذاتي والانفصال عن مصر والتهديد إلينا بالوعيد. فهل من يريد الحكم الذاتي يلجأ للقضاء المحلي؟”.
“أن ما يتم في الخفاء ضد المطالب والحقوق النوبية الدستورية المشروعة هو ذاته المخطط الذي يرددونه ليلا نهارا، يؤججون نار الفتنة داخل هذا المجتمع البسيط المعروف بوطنيته وإخلاصه التام لتراب هذا البلد لحمله على المطالبة الدولية باسترداد حقوقه التي بخست من قبل الأنظمة المصرية الحاكمة من عهد الرئيس الراحل عبد الناصر، وحتى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وأخيرًا هذا بيان لمن لا يعلم.. ولمن ادعى عدم المعرفة ليعلم بأن هناك أناس يقع عليهم ظلم شديد ويتم تخوينهم لمجرد مطالبتهم بحقوقهم”.
يبدو ان مقبرة هذا النظام ستكون عند سدود النوبة... فنضال وانتفاضة النوبة ضد التهجير القسري وطمس الهوية مستمرة ....والنوبيين جسدوا بصدق رمز الصمود والمجد والعزة....والنوبيين الذين اعتمدوا على انفسهم في بناء الخدمات العامة لقادرون على تقويض اي محاولة لتهجيرهم بالقوة من ماء النيل....واي محاولة لازالة وطمس هوياتهم ...ولقادرون حتى انشاء دولتهم الخاصة اذا استدعت الحاجة ..ولكن النوبيين لا يريدون فصلهم من تراب السودان والله يديكم الصحة والعافية
في هذا الجزء من وطنك الحبيب في الشمال السوداني تعتزم الدولة بناء سدود في كل من الشلال الخامس ( الشريك) والشلال الثالث ( كجبار) والشلال الثاني ( دال)
وعليه لا تغيب علي فطنتك أيها المواطن السوداني الحصيف املاحظة الآتي:
– ان المشروع يستهدف تكملة اغراق جميع المناطق في شمال السودان بعد غرق (وادي حلفا ) الشلال الاول ومنطقة (مروي) الشلال الرابع وبالتالي طمس كل الحضارة الانسانية والتراث الموجود في هذه البقعة من الوطن
– ان المشروع لاستنباط الكهرباء فقط وليس للزراعة لان مصر لا تسمح باستخدام حصتها من المياه اما عن حصتنا الباقية يتم استنفاذها عن طريق التبخر وهي كهرباء ضعيفة مقارنة بما نفقده من جزء كبير من ارض الوطن الخصبة وآثارها الانسانية
– اغراق مئات الآلاف من الأفدنة الصالحة للزراعة والتي كانت ستروي من فاقد البخر وهو حصتنا الباقية ومقدارها ٢.٢ مليار متر مكعب حيث ضاع من البخر في بحيرة سد مروي ١.٨ مليار متر مكعب من البخر من أصل ٤ مليار متر مكعب هي المتبقية من نصيب السودان في مياه النيل حسب نص الاتفاقية
– عدم وجود دراسة جدوي حتي الان لمثل هذا المشروع الحكومي الذي لايستهدف مواطن المنطقة بالتنمية ولكن بالتهجير وإعادة التوطين في مناطق اخري دون مقابل للبلاد او العباد
– ان المنطقة مستهدفة لسرقة مخزون الشعب السوداني من الذهب والاثار بطريقة عشوائية ولاتدخل في ميزانية الدولة وبإشراف مستثمرين وهميين اجانب شركاء لمتنفذين حكوميين مما نتج عنه هدر لمقدرات الاقتصاد السوداني في شمال السودان
– محاولة تفريغ المنطقة من السكان بجعلها طاردة بافقارها من الخدمات واستخدام المواد السامة من السيانيد والزئبق المسببة للسرطانات
– تعمد احراق النخيل لكسر أوتاد الارتباط بالأرض وحرق موارد المنطقة المحلية من ثمار النخيل والفواكه
– انه لم تمد مشاريع المنطقة بالكهرباء سواء من السد العالي او مروي التي قيل انها ستكفي السودان
– ان المسئولين قد صرحوا بتغيير التركيبة السكانية وحل مشكلة مصر بإسكان الشعب المصري في هذه المنطقة وبالفعل حدث احتلال لجزء من الحوض النوبي وبسعي المصريين لاستغلال مياهنا الجوفية واراضينا لإنتاج القمح لتغذية شعبهم علي حساب ثرواتنا الطبيعية التي ملك خالص لشعب السودان العظيم
– ان المشروع يخدم مصر في المقام الاول مثلما كان في السد العالي وإغراق حلفا تماما صورة طبق الأصل
– فشل مشروع مروي والادلة دامغة باعتراف منسوبي الدولة
نريد منك ان تضم صوتك إلينا نحن المواطنون السودانيون بالإقليم الشمالي في مناهضة اي سدود علي النيل تعمل علي هدم مقدرات السياحة في وطننا السودان ونهب ثرواتنا واحتلال اراضينا وفي تفنيد دعاوي الدولة الباطلة بتوطين التنمية من خلال استنباط الكهرباء والذي يقابله تساؤلنا عن من هو المقصود بالتنمية اذا غاب عنها إنسان المنطقة والذي تعمل الدولة بكل السبل علي تهجيره من ارض الاجداد للمجهول اما الكهرباء فتوجد البدائل النظيفة من الرياح والطاقة الشمسية دون اغراق شبر واحد من البلاد وفي وجود إنسان المنطقة اذا كان فعلا هو المقصود بهذه التنمية المزعومة
قامت الدولة بمصادرة الارض التي توارثها المواطنين من اجدادهم بموجب القرار الجمهوري ١٠٦ وتبعتها لوحدة إدارة السدود بمعني ليس من حق المواطنين التملك فوق كنتور الاغراق المزعوم علي امتداد بحيرات السدود الظالمة وبالتالي صادرت حق الأجيال في التواجد بالمنطقة كامتداد لأجيال المستقبل عن قصد لإكمال مخطط التهجير وإفراغ المنطقة من السكان ليسهل الاستيلاء علي مخزونها من الذهب والحديد والاثار ومقدرات الاقتصاد دون حسيب او رقيب وفي ظل هذا تمت سرقة الاثار السودانية في وضح النهار بدون رادع تحت سمع الدولة وبصرها و بمشاركة متنفذيها والشواهد والدلائل واضحة من خلال امتلاكهم من وراء ستار أصول الشركات التعدينية بالمنطقة
أيها المواطن السوداني الهميم نظن انه ان الاوان لتعرية الأهداف المبطنة وغير المعلنة من قبل الدولة والتي سيكون ضحيتها ذهاب جزء عزيز من الوطن ليفلت من بين أيدينا الي الأبد اذا سكتنا عن حقوق المواطنة التي تكفلها جميع الدساتير في العالم
ولي زمن الصمت ودفن الرؤوس في الرمال ذهب الجنوب فدافعوا يا أهل السودان عن شماله وغربه ارفعوا الصوت العالي ونادوا بملء افواهكم وناهضوا بكل قوتكم ان لا لا للسدود علي ارض الحضارات السودانية وعلي امتداد النيل العظيم
أنا كتبت قبل كدا "العالم كله يعتز بالتراث والتاريخى النوبى وبعض جهلاءنا يقولون فليغرق لأنها حضارة عفى عليها الزمن وماتت. بالله مش بيخجلو من نفسهم لما يقولو كلام زى دا؟ مش منتهى الخيانة؟" طيب بالله شوفو دا عالم آثار مصرى بيقول شنو؟ فبالله المسمى نفسو بالكذب هارون مكي النوبي مش حقو ينتحر؟
عـالـم مـصـرى يـعـتـرف بأن الحضارة النـوبـيـة هى التى عـلمـت العالم قناة صوت الشعب
حزينة أنا والله يا وطـنى
مش حزن بالله إنو ناس النظام وأبواقهم يتفهوا فى الحضارة النوبية ويجئ إنسان مبتور يقول إنو الحضارة النوبية إنتهت وولى عهدها إلى الأبد؛ والعالم المصرى دا يشهد بأن الحضارة النوبية هى أساس العلم والمعرفة فى العالم.
وكل الناس فى السودان كأنما الحضارة النوبية لا تعنى بالنسبة لهم شيئا فلتدفن تحت مياه خزانات "مأكلة" لا فائدة منها
يا أخوانا مش حقو نصحو ونوحد جهودنا ونضع إيدينا مع بعض كسودانين من أجل إنقاذ حضارتنا وتاريخنا المجيد ونقيف مع بعض فى معارضة سدود السرقة والإختلاسات والعمولات وبيع أرض الوطن؟
كل العالم يشهد بعظمة تاريخنا ولكن أغلب المواطنين يجهلون هذه العظمة
وجهلهم تغييب مقصود حتى يفعل اللصوص ما يريدون من بيع للوطن
شكرا للسودانيزاونلانين التى أتاحت لى لأول مرة التفكر فى تاريخنا والبحث عنه وأعترف أننى كنت جاهلة جدا ولكن إستفزاز الزول بتاع الأمن خلانى أصحى وأعرف عظمتنا وآمالنا
وشكر يا بروف عبدالرحمن إنت صوت نادر وضمير حى مليان بالحب لأهله وبلده وتاريخه
فهل هذا الخواجة العالم الذى أفنى عمره فى دراسة التاريخ السودانى القديم أحن على تراثنا منا؟؟؟
إستحوا وأخجلوا من أنفسكم يا سدنة الإنقاذ وأسمعوا حديث واحد من أعلم علماء الآثار والحضارات فى العالم البروفيسور هيرمان بيل فى رسائله للسودانين وللعالم
من أكثر الدعاوى غباءا أن سلطة الإنقاذ تتحدث عن عمل متحف كبير يضم الآثار فى المنطقة التى ستغرق وينسون بأن أكثر من 85% من آثار السودان مازالت تحت الأرض تنتظر الإكتشاف. والدليل على ذلك أنه كل يوم يتم إكتشاف موقع جديد ليوضح الرابط مع ما سبقة من آثار لم يعرف معناها ولا علاقتها ولا تاريخها. وكما قال عالم الآثار الألمانى هينتسه: "لو أفنيت كل عمرى وأفنى كل الآثاريون إعمارهم فى إكتشاف المخبوء من الحضارة النوبية فلن نستطيع إكتشاف 10% من ما لم يكتشف. "
فهل تلك الدعاوى من النظام كذب أم جهل بعمق الحضارة فى تلك المناطق؟
أفيقوا يا حكام الغفلة وأعرفوا عن ما ذا تتحدثون قبل أن تجاهروا بجهلكم بقيمة هذه الحضارة التى تخص كل البشرية.
وسنعود لنكشف مزيدا من الأسرار حول إصرار النظام على بناء السدود.
لماذا يصر النظام على قيام السدود التى لا فائدة منها غير الدمار الشامل
كما وعدت منذ بداية مداخلاتى سأورد هنا، بعد أن أوردت وثائق وأبحاث حول أسرار صفقات بيع أراضى الوطن، أسبابا مباشرة لإصرار النظام على بناء السدود رغم عدم جدواها التى أثبتتها كل الإبحاث ودراسات الجدوى المحلية والعالمية.
فمن مفارقات الخبث والجريمة مع سبق الإصرار فإن تهجير النوبيين وإغراق التاريخ والتراث لن تكون له أى فوائد إقتصادية للسودان غير مشاريع لن يستفيد منها الوطن شيئا على الأطلاق. وتهدف هذه المشاريع لإنتاج نباتات الأعلاف والطاقة البديلة وتوطين منسوبى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين من مصريين وسوريين وفلسطينين ولبنانيين وعراقيين ، لتغيير التركيبة السكانية، كما ذكرت التقارير التى أوردناها إعلاه. وستكون كل المحصولات الزراعية معدة للتصدير دون ضرائب أو رسوم أو جمارك كما تنص إتفاقات بيع الأراضى وتمليكها لمافيات التمويل والشركات متعددة الجنسيات لسنين طويلة، مع توظيف عمالة مستقدمة من مصر وبنقلاديش والباكستان والفلبين والأتراك من دون أستخدام أى أيد عاملة من المواطنين السودانيين الذين سيتم تشريدهم بالتهجير وإعادة التوطين. وقد تسلم عدد من هؤلاء الخونة من أركان النظام مليارات تم إيداعها فى حساباتهم فى البنوك العالمية كعمولة مقدمة لهذه الخيانة.
ونجئ لواحدة من أكثر المخطاط الإجرامية إعدادا وبرمجة محكمة تحير حتى أكبر كتاب الخيال الإجرامى من أمثال سير آرثر كونان دويل ومفتشه العبقرى شرلوك هولمز أو الكاتبة ذات الخيال الإجرامى الفريد آجاثا كريستى.
والمفارقة المذهلة التى تنم عن عقول عبقرية فى التخطيط الإجرامى تمت على مراحل ضمن خطة إجرامية محكمة طويلة الأجل.
بدأت بداية الخطوة الأولى فى المؤامرة بخصخصة مصنع أسمنت عطبرة، والذى كان بحسب معايير الجودة العالمية ينتج أحسن تركيبة أسمنتية فى القارة ومصنف فى قطاع الجودة "ألف" "A" عالميا. وكان من أنجح المشاريع الحكومية. ولكن العصابة المجرمة بدأت فى التخطيط لخصخصته بناءا على التوقع المرتقب لنمو السوق الضخم للأسمنت فى مشاريع الطرق والكبارى وأعمدة الكهرباء والصيانة وأزدياد العمران الأهلى ببناء العمارات والأبراج والمجمعات السكنية والمساكن العمرانية والفلل. فكان الحافز للإستحواذ عليه وعلى سوقه الضخم المرتقب عاملا هاما فى قرار خصخصته لتؤول ملكيته لمتنفذين و"لــــكـــن من الـباطــن".
وهذا موضوع أعرف تفاصيله حق المعرفة لأنه كان لصيقا بمجال عملى وموقعى المهنى. وكان واحدا من المؤامرات التى إعترضت عليها. ولا أشك أطلاقا أنه كان من ضمن الأسباب الرئيسية فى فصلى وإحالتى "للصالح العام"
لما كان طوق المقاطعة مضروبا على السودان والمصنع يحتاج إلى قطع صيانة وتصدير إنتاجه عالى الجودة، فقد رأى سماسرة النظام تخطى عقبة المقاطعة بعد خصخصة ذلك المشروع الناجح المربح بإبعادة عن أى علاقة بشخصيات النظام مع الإحتفاظ بزمام الأمور من وراء الكواليس.
وبعد نشاطات سمسرية واسعة النطاق تم الإتفاق على بيعه لشركة الراجحى كواجهة لمجموعة تضم شركاء من السعودية والسودان ومن المتنفذين من وراء الكواليس. وكان من ضمن مساعى السماسرة إقناع المستثمرين (المشترين فعلا) للمصنع بالجدوى الإقتصادية لألآف الملايين التى سيدرها المصنع. وكان من ضمن الأسواق المؤكدة لمنتجات المصنع الأسمنتية هى آلاف الأطنان التى سوف تستخدم فى بناء خمسة (5) سدود، بما فيها دال والشريك وكجبار.
وبعد إكمال صفقة البيع سعى المشترين الجدد لإقناع الإدارة الأميركية بعدم صلة المصنع بالنظام. وهنا نرى جهنمية تفكير السماسرة فى إختيار شركاء واجهة من السعودية. ونجح المخطط ففى الثامن من مارس الماضى رفع إسم شركة مصنع أسمنت عطبرة من قائمة الشركات المحظورة تحت بند العقوبات المفروضة على السودان منذ العام 1999.
ورغم عبقرية التخطيط الإجرامى للإستفادة القصوى من عائدات وأرباح مصنع الأسمنت، إلا أن المتآمرين فشلوا فى الأخذ فى الإعتبار عاملا مهما للغاية مما عقد مهمتهم ووضعهم فى موقف لا يحسدون عليه.
فرغما عن أنهم حسبوا بدقة كل مدخلات المشروع وإمكاناته التسويقية المهولة، بل وبلغوا حد حساب العائد المرتقب من المبيعات لمشاريع السدود، لكنهم لم يأخذوا فى الإعتبار سكان مناطق السدود من النوبيين الذين ظلوا يكتون بنيران السدود وجحيم التهجير لأكثر من مائة وخمسة وعشرين عاما تكررت خلالها المآسى خمس مرات . فلم يحسبوا إطلاقا ذكاء وعزيمة وقوة إرادة النوبيين فى التصدى لهذه المشاريع العبثية التى لن يجنوا منها غير الدمار والتشريد. وكأهل حضارة ضاربة فى أعماق التاريخ، تنادى النوبيون فى تنظيم دقيق وتلاحم فريد ووحدة وإجماع مهيب لمعارضة السدود معارضة تامة شاملة.
ومما أربك مخططات الإنتهازيين بائعى الوطن وترابه وشرفه كان الحذق والدقة المتناهية فى تنظيم حملات التعبئة لمعارضىة السدود. فأسقط فى أياديهم لأن ما ظنوه مصدرا مؤكدا لمداخيل مهولة من مبيعات ملايين الأطنان لبناء السدود بدا وكأنه حلم يتبخر. فجن جنونهم حتى أن البشير نفسه و الذى كانوا قد سوقوا له ضمان إنجاز المشاريع صار يهذى فى خطابه الشهير
فمزيدا من الصمود يا أحفاد الأمة الراقية التى علمت البشرية معنى الحضارة وأرست دعائم الخير والعطاء بتجرد عبر التاريخ، ولتكن وقفتم من أجل كل الوطن حتى وإن لم يقف معكم أحد من المواطنين.
الاستاذة عائشة محمد نوري قلتي وكفيتي واوفيتي... يريدون ان يطفئوا نور الحضارة النوبية العريقة..ولكن هيهات فلن يتم مرادهم لان العالم كله يعرف جيدا قيمة هذه الحضارة ويعرف جيدا مدى اعتزاز النوبيين بحضارتهم.... والله يديك الصحة والعافية
إذا كان السد العالى قد فشل فى توفير حتى 7% من إحتياجات مصر من الكهرباء بعد كل الدمار الذى أحدثه وعذابات النوبيين لأكثر من خمسين عاما، فكيف سيمكن لدال وكجبار والشريك من توفير أى شئ بعد أن تأكد عدم جدواهم فى كل دراسات الجدوى الجديدة؟
وهنا الدليل صوتا وصورة من وزير الكهرباء المصرى الذى أوقفه السيسى من تفاصيل ذلك الموضوع:
وزير الكهرباء يعلن عن خروج السد العالي من الخدمة وتوقفه عن إنتاج الكهرباء والسيسي يوقفه
قام السيسي بمنع وزير الكهرباء من إتمام حديثه عند تحدثه عن مشاكل توقف السد العالي وخروجه من الخدمة في إنتاج الكهرباء ومعه محطة أخرى 4000 ميجا، وأمره على الملأ بعدم التحدث في التفاصيل قائلاً “بلاش التحدث في التفاصيل لو سمحت”.
وبعد توجيه السيسي لوزير الكهرباء بعدم التحدث في التفاصيل، ما كان منه إلا أن قال “حاضر يا فندم” وظهر الارتباك عل وجهه، وقام بمتابعة عرضه بمناسبة افتتاح محطة كهرباء جديدة بأسيوط في جنوب مصر.
ويذكر أن السد العالي يقوم بإنتاج 7% من كهرباء مصر، وقال خبراء أن السبب في توقف السد العالي يرجع إلى قلة المياه خلفه، بسسب قيام أثيوبيا ببناء سد النهضة، والعمل على تخزين المياه خلفه لتوليد الكهرباء.
شكرا جزيلا ياباشمهندس حسين بدر على كل المعلومات والمتابعات القيمة التى تقدمها لنا.
هل يعقل أنه من أجل مشاريع مثل السد العالى محكوم عليها بالفشل يريدون تهجير الانسان وطمر التاريخ وبيع الوطن؟
إن أعلان خروج السد العالى من الخدمه رسميا بعد أن وصلت المياه لادنى من 150متر يشكل حافزا قويا لكم معشر النوبيين أن تتمسكوا بارضكم وترفضوا التهجير مرة أخرى وإقامة سدود الموت والدمار.
أفمن أجل مثل هذه المشاريع الوقتيه يقضون على التاريخ والحضارة وانسان المنطقة إلى الأبد؟
فالسد العالى بكل ما صرف عليه وبجلاله وهيبته ودقة تصاميمه لم يصمد لأكثر من 50 عاما فقط
فكيف بمشاريع صينيه ودراسات جدوى هزيلة من مكتب لاميرو المشهور بفساده وسوابقه القضائيه المثبته؟
أعو الدرس وعودوا الى رشدكم يا هؤلاء أفيقوا,.,
نحن معكم أيها النوبيون ونقولها معكم لا للسدود ولا للتهجير ولا للدمار ولا لطمس إرثنا الحضارى.
رغم معارضتى لهذا النظام المجرم فإننى أرفع صوتى وأضمه إليكم بلا ليس من أجل المعارضه ولكن لما ثبت من الدراسات العلمية بعدم جدوى هذه السدود غير سوق لمصنع الأسمنت بعطبرة الذى خصخص لهذا الغرض فقط.
بدائل الطاقة من رياحية و شمسيه وأعماق الأرض كلها متاحة بوفرة.
أوقفوا بيع الوطن وتغيير التركيبة السكانية بفلول الأخوان المسلمين من السوريين والفلسطينين والمصريين.
هذا مقال للدكتور فيصل عوض حسن جدير بالقراءة سوف أورده فى أجزاء لطوله. وهو يدور حول نفس النقاط التى أثرتها أنا من قبل
May 16, 2016 د. فيصل عوض حسن
تَلَاحَظَ منذُ بداية العام الحالي 2016 تسارُع التدمير الإسلاموي، ببيع أراضي الدولة وتقديمها كضماناتٍ لقروض أحالوها لمصالحهم الشخصية، وتكثيف القَتلْ والإجرام بكافة صوره، سواء في عُمق السودان كالعاصمة وغيرها، أو بمناطق النزاعات (دارفور والمنطقتين). وسواء كان القتل أو بيع أراضي السودان ورَهْنِهَا، نجده يتركَّز في المناطق الواقعة خارج مُثلَّث حمدي، بما يعكس إصرار المُتأسلمين على استكماله وفرضه كأمرٍ واقع!
وللتذكير، فإنَّ مُثلَّث حمدي، عبارة عن رُؤية إسلاموية، ظهر لأوَّل مَرَّة عام 2005، عبر ورقة أعدَّها عبد الرحيم حمدي، حَصَرَت السودان في (دنقلا، سنار وكردفان)، واستبعدت دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) والشرق وأقصى شمال السودان، وهي جميعاً مناطق ذات ثقافات ولُغات خاصَّة بها، كقبائل البني عامر والبجا والهدندوة وغيرهم بالشرق، والانقسنا والامبررو والبرتا وغيرهم بالنيل الأزرق، وكذلك أهلنا بدارفور وجنوب كردفان والحلفاويين والمحس بأقصى الشمال. حيث وَاجَهَ المُثلَّث نقداً كبيراً، لاستهدافه وحدة البلد ونسيجها الثقافي والاجتماعي، فسارع المُتأسلمون للتبرُّؤ منه باعتباره وجهة نظر شخصية! وهي حَجَّة مردودة يصعُب تصديقها، لأنَّ من أعلنها أحد (عرَّابيهم) وكان آنذاك يشغل منصباً حساساً (وزير المالية)، وإنَّما أنكروه لامتصاص غضب السودانيين ورفضهم القاطع لتلك الرُؤية الشيطانية.
عَمَلَ المُتأسلمون على تنفيذ المُثلَّث بأساليبٍ (خبيثة) في وقتٍ واحد، فكان الجنوب أوَّل المُغادرين بعدما أفْصَحَ البشير وعصابته عن رغبتهم الـ(محمومة) في فصله، ثُمَّ تفرَّغوا لبقية المناطق فقاموا بإشعال الحرب والصراعات بدارفور والمنطقتين، وفرضوا التعيينات السيادية والتقسيمات الإدارية استناداً للجهوية، واستهدفوا أبناء هذه الأقاليم في كل مكان وارتكبوا أبشع صور الإجرام ضدهم، لتعميق الهُوَّة بينهم وبين بقية مناطق السُّودان. ساعدهم في ذلك، بعض أبناء تلك المناطق بعضهم بالمُشاركة في الإجرام، وبعضهم بالمُتاجَرَة بقضايا المنطقة دون تقديم حلول عملية لإيقاف الجرائم وجَبْرْ الخواطر المكسورة، وانخدع الكثير من البُسطاء بالشعارات النضالية ولا يزالون. فالواقع أنَّ أهالي دارفور والمنطقتين، يحيون تحت نيران كلٍ من المُتأسلمين والمُتدثرين بالنضال، وهم وحدهم يدفعون الثمن جوعاً ومرضاً وقتلاً واغتصاباً، في ما يتمتَّع الطرفان المُتقاتلان وأسرهم برَغَدِ العيش، ويتسلُّون بالمُفاوضاتٍ والتسويف والتضليل والمُتَاجَرَة بأرواح وأعراض المُواطنين!
وعلى سبيل المثال، ورغماً عن تمسُّك المُتأسلمين باتفاقية الدوحة كمرجعية لأي حوار، تُواصل بعض الحركات المُسلَّحة الرافضة للاتفاقية حوارها مع العصابة، وتتغافل عن الإجرام الإسلاموي ضد من تتحدَّث باسمهم وتَدَّعي النضال لأجلهم، مما يعكس (تَوَهَان) هذه الحركات، ويُؤكِّد فُقدَانِها للبدائل الـ(عملية) لتخفيف الإجرام المُتزايد على أهل دارفور! وكذلك الحال بالنسبة للمنطقتين، يرفعون الشعارات وينشرون البيانات، دون أي بدائل استراتيجية (عملية) لإيقاف إجرام المُتأسلمين، وما يطرحوه من حلول مُتدثِّرة بالثورية، تحمل في دواخلها كوارثاً لا قِبَلَ للبُسطاء بها، والدليل جريمة (هيبان) البشعة وما سبقها وسيليها من جرائم، لم يفعلوا حيالها سوى بياناتهم المكرورة وعينهم في مُفاوضات إلهائية جديدة مُواصلةً للخيبة والفشل! فالشاهد أنَّ الإجرام الإسلاموي مُتزايد ولم يتوقَّف، وهو أكبر دليل على فشل النضال وتجارة الحرب! مع مُلاحظة أنَّ البشير وعصابته، يتشكَّلون من كل مناطق السودان، وما القبلية المُتفشِّية إلا مطية لإشباع الشهوات السُلطوية والمالية، للمُتأسلمين وتُجَّار الحرب على حدٍ سواء، ولا وجود (فعلي) لها في قواعد الشعب السوداني المُتمازِج والمُتزاوِج والمُتعايش بسلامٍ وأمان.
وبالنسبة للشرق، فقد باعه المُتأسلمون للسعوديين والصينيين وغيرهم، وتركوا بعض أراضيه للاحتلال الإثيوبي، الذي بدأ بالفشقة وامتد لما حول القضارف، واغتيال المُواطنين السودانيين ونَهْبْ ممتلكاتهم، وإجبارهم على الهجرة من مناطقهم التي أقامَ فيها الإثيوبيين قرىً كاملة وأسكنوا فيها مُواطنيهم، على مَسْمَعْ ومرأى البشير وعصابته الذين لم يكتفوا بهذا، وإنَّما أتاحوا ميناء بورتسودان لإثيوبيا دون عوائدٍ معلومة، أو أثر على الاقتصاد القومي أو ولايات الشرق! فضلاً عن اعتزام إثيوبيا إقامة ميناء خاص بها داخل السودان، وإقرار البشيرُ بهذا وكذبه وتضليله لأهل الشرق بأنَّه ميناء مُتخصص (للغاز) المُنعدم بالبلد، وهو أمرٌ شرحناه في حينه ولا يسع المجال لذكره تفصيلاً! هذا بخلاف حلايب التي أحتلَّتها مصر بالكامل منذ عام 1995، وهي في مُجملها تسير نحو التخلُّص نهائياً من الشرق السوداني.
نواصل فى إيراد مقال الدكتور فيصل عوض حسن وهنا يتحدث عن المناطق النوبية فى شمال البلاد وخطورة التحركات المصرية وبيع بقية أراضى الوطن هناك للمستعمرين الجدد
وبالنسبة لأقصى الشمال، حيث الحلفاويين والمحس، فقد خَطَت مصر خُطوات عملية لالتهام شمالي وادي حلفا (رسمياً)، مُستَغِلَّةً تجاهُل البشير وعصابته المأجورة لتوغُّلاتها السافرة، واحتلَّت جبل الصحابة وعُمُوديات اشكيت ودبيرة وسره (شرق وغرب) وجزيرة آرتي كرجو وفرص (شرق وغرب) وثلاثة أرباع أرقين بجانب مليون فدَّان لمشروع الكنانة.
وتمَّ بيع ما تبقَّى من أراضي للسعودية والإمارات والصين. ويُمكن القول، بأنَّ أقصى الشمال قد يكون أوَّل الأجزاء الخارجة عن السودان عقب انفصال الجنوب، ورُبَّما يحدث ذلك بالتزامُن مع دارفور والمنطقتين، إذا نظرنا لتصاعُد التعديات الإسلاموية غير المُبرَّر هذه الأيَّام، وتجاوُزاتهم الصارخة ضد أهلنا هناك، على نحو ما حدث مُؤخَّراً بهيبان وقبلها في جبل مرة وغيرها من المناطق، والذي لا نجد له تفسيراً منطقياً غير مُحاولة المُتأسلمين لدفع الأهالي (دفعاً) نحو اختيار الانفصال!
إنَّ أخطر ما يُواجهنا هو وقوع غالبيتنا في فخ أزمات المُتأسلمين المصنوعة باحترافية، وغياب الأخلاق وعدم مُراجعة القيادات السياسية ومُعاملتهم بصورةٍ أقربُ للتقديس، رغم (فشل) غالبيتهم واستنفاذ ما لديهم، وعجزهم عن تقديم الجديد والمُفيد، وتركيزهم على المناصب وتغليب الخاص على العام، واهتمامهم بالولاء خصماً على الكفاءة، وانفرادهم باتخاذ القرار، واستحواذهم على كل الصلاحيات، دون رؤى موضوعية (علمية) و(عملية). وفي غالب الأحوال، يرفض أولئك الزُعماء الإحلال والتجديد داخل كياناتهم، ويُعرقلون استقطاب الأفراد وتجهيز القيادات، ويُحاربون التقييم والتقويم، مما أسفر عن اختلافات كبيرة، وتفريخ عدد كبير من القوى السياسية (مدنية/مُسلَّحة)، في مُقابل استمرار المُتأسلمين بتدمير البلاد وأهلها.
وإن مشاكلنا الأساسية، عدم (بلورة) غاياتنا لواقع واعتمادنا على (الأماني) وانتظار الغير لتحسين حياتنا، سواء كانوا مُغامرين داخليين يُتاجرون بقضايانا، أو خارجيين يطمعون في مُقدراتنا، وإغفال أنَّنا المعنيون بالخروج من قاعنا الذي أدخلنا فيه المُتأسلمون ومن وَالَاهُمْ، فأضحى واقعنا مريراً ومُستقبل أبنائنا (قاتم). حيث يشهد السودان اختلالاً كبيراً، لا يُمكن علاجه بالشعارات الثورية والهتافية، وإنَّما بالحلول العملية والموضوعية التي نصنعها نحن (أصحاب الوَجْعَة)، وأقلَّ هذه الحلول تكلفةً هو اقتلاعُ البشير وعصابته، والحيلولة دون هروبهم أو لجوئهم للسفارات الأجنبية التي يحملون جوازاتها، لاسترداد أموالنا المنهوبة وتسديد أقساط الديون المأخوذة باسم بلادنا، ومُحاسبتهم ومُعاقبتهم على جرائمهم المُتراكمة، وتلافي استخدامهم لتلك الأموال في زعزعة البلاد بعد الإطاحة بهم، ودونكم تورُّطهم السافر في صراعات دولة الجنوب الوليدة، التي لم يتركوها ولن يفعلوا، وسيكون هذا حالهم معنا لو تركناهم يهربون بتلك الأموال الضخمة
فلنثق بذواتنا وبقدراتنا وببعضنا، فنحن لسنا أعداء بل جميعنا ضحايا للمُتأسلمين، فلا ننساق خلف ألاعيبهم، ومشاكلنا مقدورٌ عليها إذا انقذنا ما تبقَّى من بلادنا، التي يسعى البشير وعصابته والمُغامرين معهم لتذويبها، ولو نظرنا لما فقدناه منذ بداية العام وحتى الآن لأدركنا مأساتنا. وهم ليسوا أفضل البدائل إنْ لم نقل العدو الحقيقي لكل ما هو سوداني، والانتظار والخوف لم ولن يُوقف إجرامهم، نحن فقط من سيُوقفه باتحادنا وتكاتفنا الحقيقي لمُواجهتهم، ثمَّ تعاوُننا لبناء وطن حُر ومُعافى من الأسقام.
هناك مقال علمى هام جدا سأورده فى المداخلة القادمة بإذن الله
هذا مقال علمى هام جدا جدير بالقراءة نشر فى مجلةالبيئة والتنمية التى تعتبرالمجلة البيئية العربية الاولى والتى يصدرها المنتدى العربى للبيئة والتنمية
الجانب المظلم للسدود الضخمة بقلــم أيمن بخاش كانون الثاني - شباط / العدد 154-155
عرف الانسان السدود الصغيرة منذ نحو 5000 سنة. واليوم يوجد في العالم نحو 800,000 سد، منها 45,000 سد ضخم يتجاوز ارتفاعه 15 متراً.
منافع السدود معروفة. فالطاقة الكهربائية المائية تشكل نحو 20 في المئة من الامداد الكهربائي العالمي. كما أنها تنظم الفيضانات وتؤمن مياه الشرب والري، إضافة الى ما تشكله من مناطق استجمام وتسلية. لكن جشع الانسان ومتطلباته قادته الى بناء سدود ضخمة، وصل ارتفاعها الى 335 متراً (سد روغان في طاجكستان). ونتيجة لذلك، بدأت الآثار السلبية بالظهور، وبدأت حملات عالمية معارضة لبناء السدود.
ينقل النهر الرواسب من أعلاه الى مصبه. لكن السدود تحتجز وراءها الرواسب، خصوصاً الحصى، فيصبح النهر بعد السد محروماً منها، ويتآكل قاعه، فينخفض مستواه. فبعد تسع سنوات على بناء سد هوفر الشهير في الولايات المتحدة، انخفض قاع النهر أربعة أمتار. هذه الظاهرة تؤدي الى تآكل التربة عند أساسات الجسور والمنشآت على طول النهر، وانخفاض مستوى المياه الجوفية في ضفافه، مما يؤثر على النباتات. إضافة الى ذلك، فان حرمان النهر من الحصى يؤدي الى تهجير جماعات الأسماك التي تضع بيوضها بين الحصى.
أما الفيضانات السنوية التي كانت تغطي ضفاف النهر بالطمي والماء، والتي تعتمد عليها الحيوانات والنباتات للتكاثر والهجرة وغير ذلك، فتوقفت مع بناء السدود. فقبل بناء سد أسوان في مصر، كان نهر النيل ينقل 125 مليون طن من الطمي الى البحر سنوياً، وينشر منها 10 ملايين طن على ضفافه. أما اليوم، فيحتجز السد 98 في المئة من الطمي، ما أدى الى ضعف انتاجية الأراضي وأجبر المزارعين على استعمال المخصبات الكيميائية.
وتشكل مصبات الأنهار الطبيعية، حيث يختلط ماء النهر العذب بماء البحر المالح بكميات معينة وأوقات معينة من السنة، إحدى أكثر الأنظمة الايكولوجية تنوعاً. لكن السد يقلل من كمية المياه العذبة الواصلة الى البحر، وهذا ما أدى الى انخفاض صيد الأسماك في خليج المكسيك مثلاً بدرجة كبيرة.
ولقد تم التأكد من دور السدود في تأمين موطن مهم للبعوض الناقل للكوليرا في المناطق الاستوائية والذي يحب العيش فوق المياه الراكدة.
وثمة نظريات غير مثبتة تدّعي أن السدود الكبيرة تسبب الزلازل وتحرك الصفائح الأرضية نظراً لوزن الماء الضخم المحتجز في بقعة محددة.
وللسدود الضخمة تأثير اجتماعي، خصوصاً نتيجة إجلاء أهالي القرى في حوض السد التي ستغمر تماماً. فمثلاً، تبلغ مساحة حوض سد الممرات الثلاثة في الصين 1050 كيلومتراً مربعاً، وقد تم إجلاء مئات القرى واقتلاع مجتمعاتها ونقلها الى أماكن أخرى. وغالباً ما يحرم هؤلاء الناس من تعويض لائق، ناهيك عن ضياع تراثهم.
وهناك اثباتات متنامية تؤكد أن السدود الضخمة لا تحقق وعودها الاقتصادية: فهي تكلف أكثر من المتوقع، وتمتلئ بالوحول في وقت أبكر من المتوقع، وتعطي طاقة أقل من المتوقع.
هناك اتجاه عالمي للاستعاضة عن السدود الضخمة بعدة سدود أصغر حجماً، بحيث يكون تأثيرها أقل وطأة على النظام النهري.
وهناك اتجاه أيضاً لازالة السدود القديمة للسماح للأنهار والنظم البيئية بأن تستعيد وضعها الذي كانت عليه. ففي الولايات المتحدة، حيث يتحتم تجديد ترخيص العمل بسدود توليد الطاقة الكهربائية المائية كل 30 الى 50 سنة، تجاوزت معدلات إزالة السدود معدلات بنائها خلال العقد الماضي. وبعد سنتين من إزالة سد إدواردز في ولاية ماين، ارتفع معدل عودة مجموعات الأسماك والطيور، وتحسنت تهوئة المياه بحيث أصبحت قادرة على التنقية الذاتية.
ولكن تنبغي الاشارة الى أن إزالة السدود قد تؤدي الى مشاكل مثل إطلاق رواسب سامة، أو غزو لبعض أنواع الأسماك الدخيلة.
خلاصة القول إنه ينبغي دراسة الجدوى الاقتصادية والأثر البيئي والاجتماعي للسدود الضخمة، ودمج عملية الإزالة في التصاميم الأصلية للسدود المستقبلية.
وهذه كلها أمور لم تتم دراستها فى دراسات الجدوى لسد مروى ولا للسدود المقترحة فى الشمال لا فى ولا الشريك ولا دال ولا كجبار. وسأعود لأعلق على نقاط هامة جمعتها من أبحاثى فى تجارب بناء السدود وطبيعة المناطق المقترح إنشاء السدود عليها.
يدعى الكثيرون من أركان وسدنة النظام والموالين له والكارهين لبعض أطياف المعارضة للنظام أن معارضة السدود هو معارضة من أجل معارضة نظام الإنقاذ وتحديه. ولكن مايغيب عنهم أن السدود ككل االمشاريع التى تتم فى السودان لم تتم لها دراسات جدوى إستراتيجية متكاملة. ولم يتم حتى تحديث دراسات الجدوى المكتوبة من أكثر من 15 عاما لمشروع السدود، رغم التحولات المناخية والمائية كأثر بناء سد النهضة أو فشل السد العالى فى توفير المتطلبات الكهربائية لمصر مما إستدعى الإستغاء عنه بعد كل ما صرف عليه وما سببه من كوارث بيئية وصحية وإقتلاع للنوبيين وتشريدهم منذ خمسين عاما، وما زالوا فى ذلك التيه. وبناء على كل المعطيات التى سبق وسردناها فإن تنفيذ السدود إذا تم سيقود حتما إلى فشل كارثى، تماما كالفشل المحبط لسد مروى؛ بل أسوأ منه. . فمن دراساتى فى هندسة المياه علمت من الأبجديات ما قد غاب عن ذهن كل من أسهم فى دراسات الجدوى تلك قبل ما يزيد عن الخمسة عشر عاما، أو قل لربما تم تجاهل هذه الأبجديات عمدا.
فلم تكن هناك نظرة إستراتيجية معمقة للمشاكل الناجمة من السدود عامة بما فى ذلك غياب الغوص فى إحتمالات ومترتبات قيام السدود من مثل ما أشار إليه كاتب المقال السابق عن السدود والبيئة. والمطلع على دراسات الجدوى لمشاريع السدود التى يراد تنفيذ السدود على أساسها سيجد أنها مجرد مقالات إنشائية تفتقر إلى العلمية ولا تتطرق إطلاقا بإسهاب للمتوقعات السلبية للمشروعات. فكل المكتوب يدور فى فلك تصورات وردية وأحلام طوبائية أطلق لها العنان دون الخوض فى تفاصيل النواقص التى ستتبع قيام السدود، وما قد يواجه الناس من واقع لم يحسب له حساب.
فمثلا لم يتم ربط هذه المشاريع بالواقع الحالى ولا المستقبلى بما يشمل الجوانب البيئية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية وعلاقتها بالخطط القومية للتنمية على ضوء الموارد المتاحة، وطبيعة الناس فى المنطقة والكفاءة الإدارية، والآثار الإيجابية والسلبية لتنفيذ المشروع؛ وأهم من ذلك كله التوابع الناتجة من ذلك المشروع فى المديين القريب والبعيد.
معذرة للأخ الفاضل عبدالعظيم فقيرى وآسف لبقية القراء فقد كنت فى مهمة عمل إستشارية إستنزفت من وقتى الكثير فلم يكن فى إمكانى معاودة الكتابة بإنتظام. ولكننى ها أنا أعود بحمد الله لأوصل ما توقفت عنده.
قلت قبل إنقطاعى بأننى سوف أعود لأشير إلى جوانب علمية تحتم عدم إقامة مثل هذه السدود. وها أنا ذا أبدأ:
أولا، التركيبة الصخرية للمنطقة النوبية فيها طبقات من الصخر الجيرى كما علمنا من حفريات الآثار وأنواع الأحجار المستعملة فى بناء المعابد والتماثيل. ومما لا شك فيه أن فى هذه الطبقات تشققات مطمورة، إضافة إلى طبقات رملية ممتدة فى السطح. وعليه فإذا ما تمددت المياه بعد تكون البحيرة التى ستنشأ من إحتجاز الماء، فهناك إمكانية عالية إلى إنتشار واسع للمياه ولتسرب المياه إلى أعماق الأرض حتى بلوغ تلك الطبقات الجيرية مما يؤدى إلى حفر مسالك بالتسرب تستمر فى التوسع والإنتشار حتى يتم تكون مجرى بديل للنهر فى إعماق البحيرة وجوانبها متصلا بمجار فى مسار النهر خلف البحيرة. وبعد فترة يصبح السد طللا بدون مياه كافية لعمله يحتجزها.
إضافة إلى ذلك هناك أمكانية لأنهيار أجزاء من الطبقات الداخلية مما سيؤدى إلى إنهيار أجزاء جبلية تسد مجرى المياه. فيتحتم بالتالى خلق مجرى نهرى جديد. ويصير السد مجرد كبرى فقط.
ولكن سيحدث كل ذلك بعد إغراق المنطقة وتدمير الكنوز الأثرية وتهجير المواطنين. فيبقى السؤال يهجروا إلى أين؟ ولماذا؟ وليعملوا ماذا؟
أما الجانب الآخر الهام والذى لم يتم إيلاءه أى عناية فى دراسات الجدوى المزعومة فهو حجم الفاقد الناجم عن التسرب فى تلك التربة الرملية القاحلة شديدة الجفاف.
وكذلك أيضا بالطبع حجم الفاقد نتيجة للتبخر فى جو صحراوى شديد الحرارة وعالى الجفاف مما يستدعى تصاعد الأبخرة المائية بغزارة وسرعة وتكثيف يتقاصر عن تشبيع ذلك الهواء "السموم" بما يكفية من المياه. فبالتالى سترتفع نسبة وسرعة وتيرة التبخر مما قد يؤدى إلى تبخر ما يزيد عن الـ50% من المياه المحتجزة. والتى غالبا لن تعود فى شكل إمطار لضعف التكثف فى ذلك الجو الصحراوى الحار القاحل وشدة الرياح التى ستحمل ذلك البخار وتقوم بتشتيته فى تلك الفضاءآت الصحراوية القاحلة حول المنطقة.
وهناك نقطة هامة للغاية يجب الإنتباه إليها ألا وهى أن هذه السدود المقترحة وضعت دراسات جدواها الأوليه الفطيرة غير المكتملة قبل ما يزيد عن عشرين سنة، حدثت فى أثنائها كثير من التحولات المناخية والبيئية ناهيك عن الإجتماعية والسياسية والإنتاجية. وكل هذه المتغيرات التى حدثت فى المنطقة لم تؤخذ فى الإعتبار.
وهناك أمر فى منتهى الأهمية الآن ألا وهو أن سد النهضة سيقلل من منسوب المياه المنسابة إلى الجزء الشمالى من نهر النيل. وهذا ما يتعلق بالمنسوب القادم من النيل الأزرق.
أما موضوع النيل الأبيض فشأن آخر. فهناك خطط من أزمنة غابرة يجرى العمل على تحديث دراسات جدواها من قبل حكومة جنوب السودان لتنتنفيذ مشاريع منطقة السدود فى الجنوب والتى تتضمن مشاريع تخزين للمياه بغرض الإستفادة منها فى الرى وزراعة الأسماك وتربية المواشى والدواجن والصناعة. وهذه حتما ستتغير مناسيب المياه المنسابة من النيل الأبيض وتقلل كمياتها بدرجة كبيرة. وعليه فأن مجموع الفاقد من النيل الأزرق والنيل الأبيض سينعكس سلبا على نسب المياه التى يمكن خزنها فى هذه السدود في الشمالية.
ولكل هذه العوامل السالفة الذكر نرى عدم المسئولية الفاحش فى التخطيط لهذه المشاريع للسدود فى السودان. فمن المؤسف حقا إن هؤلاء الناس بينظرون للسدود وكأنها كبارى، دون إى إعتبار لطبيعة السدود وتحركات المياه والتغيرات المناخية والعوامل الأخرى.
فالسؤال هو: هل الغرض فقط أن يقولوا عملنا مشاريع ليبرروا ما قبضوه من عمولاتهم مقدما ثم يحدث ما يحدث دون مراعاة للنزيف المادى والخسائر من مقدارت البلاد والآثار الضارة المدمرة للحياة والبيئة والناس والأرض والآثار؟ أم هناك أسباب أخرى؟
تذكرت اليوم هذا الموضوع بعد أن إتضح إن ما قلناه سابقا من بيع للوطن أرضا أرضا فدانا فدانا وميلا ميلا بل شبرا شبرا قد تأكد بما لا يدع مجالا للشك في كل ما سقناه من أدلة.
فبعد إنفراط عقد الحرامية بعد إزاحة المرتزق الكبير وبياع الشرف وصمة العار على جبين السودان والسودانيين، وتداعيات الحدث بدأ المخبوء يظهر بتفاصيل دقيقة أكدت كل ما قلناه في هذا الموضوع.
فالأن ما لدى عملاء النظام ومزروعى الأمن في هذا الموقع من قول أو رد على ما كانوا يناكفوننا فيه؟
السؤال ما هو الذى ستفعله قوى المعارضة والمنظمات والأجهزة القانونية والمنظمات الشعبية لإسترداد حقوق الوطن والمواطنين؟
الأخ الفاضل / المهندس حسين بدر التحيات لكم وللشعب النوبي العظيم وللقراء الكرام لقد أسهبت كثيرا في محاولة أثبات حقائق لا تتوفر في الواقع الملموس ، ومحاولاتكم تلك تدخل في مسميات الحرث في الماء ، وتعد مجرد تحفيز للهمم ليس إلا ، ذلك الإسهاب والتطويل الذي لم يبدل ولم يغير أحوال وظروف النوبة في واقع الأمر إلى الأفضل والأحسن إطلاقاً ، ولم يوقف نزيف الهجرات النوبية المتوالية المتدفقة والهاربة من مناطق النوبة ، كما لم يمنع تراجع التراث النوبي واللغة النوبية التي تشهد الموت والاندثار يوما بعد يوم ، والكل يعلم جيدا أن اللغة النوبية اليوم تواجه الأنفاس الأخيرة .
والمشكلة الأساسية الكبرى هي أنكم وهؤلاء الذين يناصرونكم الوقفة تنطلقون من واقع العواطف الجياشة ، تلك العواطف الفارغة التي أضاعت التراث النوبي من الأساس ، وبطريقة حمقاء غير مسئولة ترجمون وترمون كل من يخالفكم الوقفة والرأي بأنه من سدنة نظام البشير وبأنه من أعداء النوبة وبأنه من المهبطين للعزائم ، وأنه من رجال أمن النظام ، وكل تلك الاتهامات الفارغة التي لا تغير ولا تبدل من أحوال وظروف النوبة الحالية إطلاقا ، بل مجرد أصوات لطبول فارغة لا تعرف غير الإزعاج .
تعالوا لنتفق ولو مرة واحدة في حياة الشعب النوبي بأن نترك ذلك الجانب الفارغ حيث الاتهامات السياسية التافهة الفارغة ، وحيث الرميات الجارحة التي لا تقدم ولا تؤخر . لنلتقي في ورشة عمل يجمع أبناء النوبة قاطبة في بوتقة الوحدة ، وحيث العمل الجاد في حث أبناء النوبة بالعودة الطوعية لأرض الأجداد بكثافة شديدة ، وذلك حتى نثبت للعالم بأن أبناء النوبة على ذلك القدر من الوعي والفهم ، أما مجرد الإسهاب الفارغ والتطويل والتطبيل بغير جدوى وتلك الاتهامات بالعمالة للدولة والسلطة فلا تفيد الواقع النوبي في شيئ . وقد رحل السواد الأعظم من النوبة إلى خارج مناطق النوبة طوعا وطلبا للحياة الكريمة . في الوقت الذي فيه نجد المهندس حسين بدر ما زال يعزف للأشباح .
لا تهدر اجتهاداتكم في الثرثرة والصور والكلام الكثير الذي لم يلحق النوبة منه مثقال ذرة من الفوائد ، بدلا من ذلك نريد من المهندس حسين أن ينادي أبناء النوبة بالتمسك بالأرض النوبي وأن لا يهاجروها إطلاقا إلا للضرورة القصوى , نريد من المهندس حسين بدري أن يترك إهدار الأوقات في الثرثرة الفارغة وأن يترك تلك الاتهامات الساذجة بالعمالة وأن يجتهد في نفره كبرى لعودة النوبة إلى مناطق النوبة ، نريد من المهندس حسين بدري أن يجتهد في تجديد اللغة النوبية وتشجيع استخداماتها اليومية لدى الأسر النوبية ، بدلا من استخدامات اللغات واللهجات الأخرى ، تلك اللغة النوبية التي تشاهد الأنفاس الأخيرة في مسارها , وعند ذلك فقط سوف نحس بأن المهندس حسين بدري على الطريق السليم في تناول القضايا النوبية ، ثم نكرر القول بأن المهندس حسين بدري لو ألف آلاف الكتب من منطلقات المدح والصور والتغني بالتراث النوبي القديم فإن ذلك لن يفيد النوبة وأبناء النوبة بمثقال ذرة من الفوائد التي تمس الحياة الفعلية للشعب النوبي في عالم اليوم .
الأخ الفاضل / ساتى خشم القربة التحيات لكم وللشعب النوبي العظيم وللقراء الكرام شكرا يا عزيزى على المداخلة المستفيضة. أنت تقول أننى "لقد أسهبت كثيرا في محاولة أثبات حقائق لا تتوفر في الواقع الملموس" وأنه حرث فى الماء". هذه والله حقائق مؤكدة ولكنها مغيبة عن المواطن السودانى عامة والنوبى خاصة. لان النظام يمنع نشر هذه الحقائق والتى تملأ وكالات الأنباء ومراكز الدراسات والبحوث والصحف التى تفضح بيع هذا النظام لأرض الوطن. ومحاولة تهجير النوبيين لإقامة منتجعات سياحية ومشاريع زراعية تم الإتفاق عليها دون علم المواطنين منشورة ومدعمة بالوثائق كما أشرت من قبل. وهذا هو سبب التطويل. حتى يفتح النوبيون عيونهم ولا ينخدعوا بنظام لا ضمير له ولا حياء ولا كرامة، بل باع الوطن والمواطنين برخيص الدراهم. يا أخى واحد من مشاكل النوبة أن النظام يمنع حتى إبناء النوبة من إستيراد وتركيب طلمبات مياه تعمل بالطاقة الشمسية بل يصادرونها ويغرمون مستورديها ويركبونها فى مزارع المتنفذين الخاصة حول العاصمة. حتى الأدوات المدرسية والكتب والكمبيوترات التى يتبرع بها أبناء النوبة فى الغربة تصادر.
وأما هجرة النوبيين فلأنها مفروضة بمنع آى مشاريع إنمائية. بل تنزع الأرض من المواطنين كما أوضحنا لتمنح للمصريين والسعوديين والأماراتيين. وخير مثال ميناء حلفا ومعبر أرقين. فسألتك بالله أبحث عن معلومات عن ذا الموضوع لترى الجرائم التى يرتكبها النظام ضد النوبيين. وعدم الإكتراث بكل هذا كما تشير كلماتك هى التى ضيعت حقوق النوبيين. فإذا كنت أنت مثلا بكل صدقك تحاول نفى الحقائق المثبتة التى تؤثر على النوبيين ومستقبلهم فكيف يمكن مواجهة ذلك التآمر؟ فأتمنى بعد أن تعرف الحقائق أن تناشد أهلك وأصدقائك من نشرها حتى تتم توعية النوبيين لما يحاك ضدهم. وهذا لا علاقة له بتأييد أو معارضة النظام. لأن الجميع سيضيع. فرجاءا لا تضيع الوقت فى تثبيط الهمم بل أعمل أنت على رفعها ودعم الرفض لإقامة سدود الدمار. وساهم فى بعث الأمل النوبى. وهذا ليس كلاما عاطفيا يا أخى. فمثلا ألمانيا مسحت وسوت بالأرض واليابان ضربت بالقنابل النووية ولكنهم الآن يقودون إقتصاد العالم كأكثر الدول تقدما. لماذا؟ لأنهم لم ييأسوا ويلوموا بعضهم البعض.
أما اللغة يا صديق فأمرها جلل ومن الغريب أنك تقول بأنها ماتت وأنها تواجه أنفاسها الأخيرة كلام مردود. فلا وألف لا. هل تدرى بأن كل النوبيين فى المهجر فى الخليج حتى فى أوربا وأمريكا أصدروا كتبا وفيديوهات وأنشأوا مدارس لتدريس أبنائهم اللغات النوبية. حتى أن شركات الكمبيوتر وتطبيقات الهواتف النقالة أدخلت اللغة النوبية ضمن اللغات المعتمدة فى برامجها. وأكثر من 37 جامعة عالمية من النرويج إلى أمريكا لديهم مراكز دراسات للثقافة والحضارة النوبية وتدريس اللغات النوبية. وأنا مثلا بحمد الله أبنائى الثلاثة وبناتى الأثنين يتحدثون الفدجة والأوشكر رغم غربتنا التى زادت عن سبعة عشر عاما عن أرض الأجداد. حينما تم طردى من عملى وتخصصى لأننى عارضت السياسات المدمرة. والشكر للأستاذة الفضلى إبنة بدين التى يتحدث أهلها اللغتين. فيا أخى لا تنعى تراثنا ولغتنا جزافا. بل أعمل أنت وكل الأخوان والأخوات على تعليم أبنائكم بالحديث معهم بلغة الأجداد. فالمسئولية هنا عليكم أنتم فى البيوت. ونحن مسئوليتنا أن نوفر لكم المراجع لو سمح النظام بإدخالها. فسألتك بالله أن تفتح اليوتيوت وتبحث عن تعليم اللغة النوبية لترى الثروة العالمية للتراث والحضارة واللغة النوبية حول العالم. وأبحث أيضا فى قوقل لترى العجب. فلماذا لا تطالبون بأن تدخل المدارس اللغة النوبية كلغة تدرس فى المناطق النوبية ودراسة الحضارة النوبية التى يحتفى بها العالم إلا أهلها. ودمت بخير ولى عودة بإذن الله لأرد على باقى كلامك.
الأخ الفاضل / المهندس حسين بدر التحيات لكم وللقراء الأفاضل أولاً : الشكر والتقدير على ردكم الهادئ الرزين البعيد عن التعصب والخروج عن التجريحات والتلميحات والرميات بالعمالة والأمنجية والسدنة ،، وتلك خطوة ايجابية كبيرة منكم ،، تخالف الكثير من مواقف البعض من أبناء النوبة الذين يتعصبون بدرجة الجنون ،، ويجتهدون دائماً وأبداً في ربط القضايا والمصالح النوبية بالسياسة و الانتماءات الفارغة ،، واجتهادهم الأكبر يتمثل في خلق العداوات البينية المتطرفة .. وهو ذلك التعصب الأعمى الذي يخلق الشقاق بين الإخوة الأشقاء ويترك الآثار السيئة في النفوس ،، وبالتالي فإن القضايا والمصالح النوبية تهدر سدا فيما لا طائل ولا فائدة منها ،، حيث أن أحوال النوبة في أرض الواقع تتردى وتتراجع يوما بعد يوم وأبناء النوبة تائهون في خلافات الانتماء والأفكار والسياسة .
ثانيا : تعال لنتفق سويا بأن المصالح والقضايا النوبية هي الأساس والأهم في هذا الحوار ،، ومن تلك النقطة الجوهرية سوف ننطلق والنفوس بريئة خالية من شطحات النوايا ،، ومتى ما وضعنا المصلحة النوبية في الأحداق وهي التي تمثل الأهداف فلا بد أن نتصارح وتكاشف في تحديد الأولويات ،، وقبل ذلك سوف أضع أمامكم الصورة الفعلية لأحوال النوبة اليوم في أرض الواقع ،، حيث أن الحقائق الدامغة مع الأسف الشديد تؤكد بأن تسعون في المائة ( تقريبا ) من أبناء النوبة اليوم قد ابتعدوا عن النزعات النوبية ,, ذلك السواد الأعظم الذي أصبح لا يبالي كثيرا بالنزعات النوبية ،، ولا يكترث بالتراث النوبي إلا تلك العشرة في المائة الباقية ،، وهي الفئة القليلة المتعصبة ،، وهي الحقيقة التي تؤكد أن أجيال البعض من الأجداد ثم السواد الأعظم من الآباء والأجيال الحاضرة قد تنصلت كليا عن الرباط النوبي ،، حقيقة واقعة وموجعة تؤكدها مقابر المدن السودانية كدليل وبرهان ،، ولا سيما مقابر العاصمة السودانية ،، حيث أن أجداد السواد الأعظم وآباء السواد الأعظم والكثير من الأجيال النوبية الحالية يرقدون الآن في مقابر المدن السودانية وخاصة العاصمة ،، حيث تعج بهم مقابر العاصمة ( الكلاكلات والحاج يوسف وأحمد شرفي وبكري ) ،، وغيرها من مقابر العاصمة السودانية ،، ذلك في الوقت الذي فيه تشتكي مقابر النوبة في بلاد النوبة من قلة الرواد .، وتلك الأجيال النوبية المتواجدة حاليا في مناطق خارج النوبة قد انسلخت كثيرا عن الماضي النوبي والانتماء النوبي .. وخاصة أبناء النوبة من مناطق النوبة الجنوبية .. والذين هجروا اللغة النوبية والعادات النوبية وقد امتزجوا في المجتمعات السودانية الحديثة بطريقة أكيدة لا رجعة فيها .. وفقط هنالك النسبة الباقية عشرة في المائة ( تقريباً ) من أبناء النوبة الذين ما زالوا يتمسكون بالأصل وبالتراث ,, وهي النسبة المتعصبة في عالم النوبة اليوم ،، وتلك هي صورة النوبة الواقعية في داخل السودان ،، أما الصورة الواقعية للنوبة في داخل مصر الشقيقة فلا نعلمها كثيراً .
ثالثا : سوف أجزم سلفاً بأن تعليلكم لظاهرة هجرة النوبة من مناطق النوبة والامتزاج في المجتمعات الأخرى مردها وأسبابها السلطات المركزية بالسودان وبالأخص النظام الحالي القائم ,, وسوف تجتهد في إثبات ذلك بقدر المستطاع ،، ولكن أنا كنوبي أعايش أحوال النوبة منذ استقلال ومنذ مولدي أتحفظ كثيرا وكثيرا في تلك التبريرات ،، ولم التمس في يوم من الأيام بأن هنالك حالة ممنهجة أو ظاهرة تؤكد ذلك الزعم ،، إنما هي تلك الظروف الحياتية والاقتصادية القاسية التي تجبر أبناء النوبة أن يهاجروا مناطقهم إلى مناطق خارج نطاق النوبة ( داخل السودان أو خارج السودان ) ,, ولم يحدث في يوم من الأيام أن أحد أبناء النوبة قد أجتهد في أقامة مشروع من المشاريع في مناطق النوبة ووجد المعارضة والرفض من السلطة المركزية ،، كما ان الخدمات المركزية كالتعليم والصحة والإشراف وغيرها من مهام السلطات هي في أيدي أبناء النوبة في مناطق النوبة ،، وهي تلك المدارس التي تفتح أبوابها للرواد من التلاميذ ،، ثم تجتهد في توفير التعليم لهم ،، وفجأة تشتكي من هجرة العائلات بأبنائهم إلى خارج النوبة !! .. والكثير والكثير من المدارس في بلاد النوبة تجتهد السلطان في توفير الخدمات فيها ثم لا تجد الرواد من التلاميذ فتغلق أبوابها ،، وذلك دليل وبرهان بأن العكس هو الحاصل في عالم اليوم ،، وبالتالي نقول : أنه من الحكمة اكتساب مودة الجهات السلطوية في أي وطن من الأوطان لكسب القضايا المناطقية والشعبية ،، وذلك أفضل مليون مرة من معاداة السلطة والمسئولين ،، لأن السلطات زائلة لا محال والشعوب هي الباقية ,, فإذن هنالك قلة حكمة وتدبير ومهارة فيمن يخلق العداوة مع السلطات مها كانت تلك المبررات .
خامسا : لقد واكبنا تلك المرحلة النوبية التي أهدرت السنوات تلو السنوات في التغني بالتراث النوبي وبالماضي النوبي ( شعرا ونثرا وطربا ورقصا) ،، دون أن تكون هنالك وقفة نوبية ماهرة ذكية تجمع الشمل النوبي في بوتقة الوفاق والاتفاق ،، ودون أن تكون هنالك تجمعات نوبية فعالة نشطة تقوم بتطوير وتعمير المناطق النوبية ،، بالقدر الذي يشجع عودة النوبة لمناطق النوبة ،، وهي الوقفة التي جعلت السواد الأعظم من أبناء النوبة أن يهجر النزعات النوبية ،، لأنها في اعتقاد الكثيرين مضيعة للوقت وإسراف في التغني والرقص والمباهاة ،، ولسان حال الجميع يقول : ( ماذا يفيد التغني والشعر والجوع يأكل الأكباد ؟؟ ) .. وأبناء النوبة الحادبين على قضايا النوبة والتراث يريدون واقعا مفيدا يعيد التاريخ المجيد للنوبة ،، وذلك ليس من خلال التغني والأشعار ،، بل من خلال ورش العمل الفعالة ,, والتي تأخذ القضايا النوبية بطريقة جادة وملموسة ،، وبعد ذلك قد يطيب التغني شعرا ونثرا ثم الرقص من أجل النوبة .
والخلاصة : ليس كل من يقول حرفا قد لا يتفق مع الآخرين هو ذلك الداعم الواقف المساند للنظام القائم أو للسلطة المركزية . ولا يقتضي القسم بالله بأن صاحب هذه الحروف ليست له شعرة علاقة بتلك السلطات .. ومع ذلك فهو لا يعادي تلك السلطات كما أنه لا يساندها .
ياخى ما تبقى ظالم وتتهم بما لا تعرفه عشان تقول لى " والمشكلة الأساسية الكبرى هي أنكم وهؤلاء الذين يناصرونكم الوقفة... طبول فارغة لا تعرف غير الإزعاج". فمن نحن فى أنكم ومن يناصرونكم هذه؟؟!!!
وعليه أنا مضطر لأجعل من هذا الكلام التجريمى مدخلا شخصيا لوضع الأمور على الطاولة. فأنت أولا لا تعرفنى لتتهمنى بكل تلك الرذائل والنقائص التى اوردتها فى حق معارضى النظام. فانا يا أخى تربال إبن تربال فقير. أجتهد والدى وخيلانى من بعده على تعليمى بالقليل الذى فى أيديهم وحرموا أنفسهم حتى أتعلم وأفيد نفسى وافيدهم. وفى فترة دراستى الثانوية شعرت بثقل المسئولية وتضحياتهم فأجتهدت بكل طاقتى حتى أنجح وأحقق لهم مرادهم. وبحمد الله تم قبولى فى جامعة الخرطوم بدون رسوم دراسية بل كنت أتلقى عونا شهريا. وقبل إكمال دراستى بتفوق بعثت فى تخصص فى مجال الهندسة المائية. نحن اليوم 9 فقط فى كل العالم فى هذا التخصص. وصرف على الوطن عشرات الألاف من الجنيهات الإسترلينية والدولارات حتى أكمل تخصصاتى فى إنجلترا وكندا. وعدت إلى الوطن يحدونى الأمل فى الإسهام. ولم يكن لى فى يوم من الأيام أى انتماء سياسى. فأنا اكره السياسة والسياسيين ولم يكن لى فى أيام الدراسة وقت أضيعه بدل المذاكرة والدرس. ولكننى بعد عملى لم أستطع السكوت على الأخطاء وجرائم الذمة فى المال العام. فعارضت. وعارضت من واقع خبرتى كل المشاريع الكاذبة المضروبة لإنشاء السدود فى الأرض النوبية لإقامة مشاريع زراعية لدول الخليج، لا يستفيد منها لا الوطن ولا المواطنيين. فتمت إحالتى "للصالح العام". ولا أدرى إلى اليوم ماهو ذلك "الصالح العام".
المهم بعد فصلى من الخدمة أرسلت سيرتى الذاتية لخمس جهات. وفى أقل من أسبوع جاءتنى عروض من أربعة من تلك الجهات. وكان أحدها يعرض على 11 ضعفا للمرتب الذى كنت أتقاضاه فى السودان مع مسكن وتأمين صحى لى ولزوجتى وأبنائى وبناتى وتغطية مصاريف المدارس. وأتقاضى الآن 17 مرة قدر مرتبى عند فصلى. فأنا يا أخى لا أحتاج لأن أبذل أى جهد فى كتابة وإنزال ما أكتب لولا حبى لأهلى وأرضى ووطنى واولئك الكرام الذين اقتطعوا من قوتهم ليعلمونى ويجعلون منى ما انا فيه الآن بحمد الله ورضاه. ولكن قلبى يتمزق حينما ارى عدم المبالاة بمصير التراث النوبى ومهاجمة النوبيين لبعضهم البعض بأوهام لا اساس لها من الصحة، كما تفعل أنت. فأنا يا أخى لا "اعزف للاشباح" كما قلت. أنا اورد الحقائق والمعلومات حتى يصحوا النوبيين ويدافعوا عن مصيرهم ومستقبلهم ومستقبل ابنائهم، بدلا من التناحر والتأييد الأعمى للنظام. فقل لى بالله عليك ما ذا فعلت أنت؟ وما ذا قدمت؟ أم أن هجومك على شعور منك بالذنب لتقصيرك فى كل ما إتهمتنى به؟
فسبحان الله متى كان توضيح الحقائق "إزعاجا". إلا لمن له غرض فى تدمير النوبيين. بالله عليك قل لى بماذا تفسر الهجوم الكاسح والسباب من المتداخلين اعلاه فى مواجهة حقائق موضوعية مثبتة بالأدلة والبراهين؟ لماذا لا يفندون ما أحضرت من وثائق ودلائل وتقارير دولية لمؤسسات رفضت تمويل مشاريع وهمية قبل بيع الأرض للخليجيين والصينيين؟ وما رأيك فى أسرار العقود التى بيعت بها الأراضى النوبية والتى أثبتها أعلاه؟ وما رأيك فى الحرق المتعمد للنخيل؟ وما رأيك فى حجب الخدمات ومحاربة حتى تلك التى تعتمد على العون الذاتى؟
ودمت بخير ولى عودة بإذن الله لأرد على باقى كلامك.
07-22-2017, 11:32 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أعود إليك بالسؤال التالى عن حملات من نتهمهم بالعمالة للنظام أو أجهزته الأمنية:من الذى من مصلحته صرف الأنظار عن كل تلك الجرائم التى أوردناها بإتهامنا بأننا نعارض البشير فقط من أجل المعارضة؟ نعم انا شخصيا اعارضه حتى اخر رمق فى حياتى. لا أعارضه لأنه البشير وللا لأنو أنا عندى أجندة سياسية مناوئة. لكن معارضتى مبدئية لأنه دمر البلد ككل وحطم النوبيين وشردهم وآذاهم، وقتل أولادنا فى كجبار واعتقل وعذب ناشطييننا الذين لا يجنون من وفائهم لأهلهم النوبيين غير العذاب والشقاء. وملأ بهم المعتقلات وضايقهم بمحاكمات متكررة ومتتالية لا تنتهى. بمعنى آخر هى محاولات لجعل حياتهم جحيما على جحيم. فكيف الناس ما تعارض؟
وسؤالى لك أنت شخصيا: ماذا فعلت أنت فى مساندة أهلك النوبيين؟ وأسأل نفسك منو بعد كل هذا غير أمن النظام يمكن أن يواجه الحقائق بالشتائم والتجنى؟ ولأن جهازه الأمنى يقبض ويعاكس كل مجموعة جادة تعمل على مبادارات من أجل خدمة أهلهم أو برامج محو الأمية والتدريب المهنى، بحجة أن ذلك تجمع غير مشروع.
أصحى يا أخى الفاضل ولا تظلم الناس وهم يواجهون معاكسات ومضايقات بل إعتقالات يومية فقط لأنهم يريدون ان يخدموا اهلهم ومناطقهم فى كل ما قصرت فيه الحكومة ومساندوها. يا أخى حتى نشر الوعى بالكيان النوبى وتاريخنا المشرف يقابل بالعداوة والتجريح فى حين أن كل الدول التى نهضت كان نهوضها لأنها استنهضدت تراثها وتاريخها وعظمة ماضيها وتمسكت به. وأنا بستغرب من هذه الحملة الممنهجة ضد قصيدة تمجد الماضى وتحث على العطاء والعمل من أجل تغيير الواقع المأساوى للنوبيين وتستشرف المستقبل. فالسر شنو؟
والإجابة واضحة إنو بعد حجب الخدمات عن المناطق النوبية وحرمانها حتى من الكهرباء والعلاج، يجب على حسب السياسة الخبيثة قتل روح الإرتباط بالتراث والتقاليد الأصيلة. فبعد السياسة الممنهجة بما يسمى فى علوم الإجتماع الهندسى بـ "تفعيل البيئة الطاردة" و"الإفراغ الإرغامى" بحرمان المناطق من مقومات الحياة الضرورية وإنعدام الخدمات، حتى يضطر الناس للمغادرة، يهدف النظام إلى قبر أى إرتباط عاطفى بالأرض والتراث والتاريخ. وعشان تظهر تعابير مثل
"الحضارة النوبية ... شاخت وهرمت .. والآن هي في طريقها إلى الزوال وإلى الأفول .. سواء رضينا بتلك الحقيقة أم أبنينا .. والأدلة والبراهين تؤكد أن الحضارة النوبية حاليا تعيش تلك النزعة الأخيرة قبل الاندثار .. كما تعيش الثواني الأخيرة التي تسبق الإقبار"
أو قولك أنت شخصيا:
"تراجع التراث النوبي واللغة النوبية التي تشهد الموت والاندثار يوما بعد يوم ، والكل يعلم جيدا أن اللغة النوبية اليوم تواجه الأنفاس الأخيرة "
وقد أثبت لك عدم صحة كلامك بالصحوة النوبية والثقافة النوبية على إمتداد العالم وأعظم الجامعات وصعود اللغة النوبية للأجيال الجديدة ودارسوها حتى أن شركات الكمبيوتر والهواتف النقالة والذكية عملت أجهزة وبرامج وتطبيقات لإستخدامات اللغة النوبية، وحتى كيبوردات بالأحرف النوبية. فكيف ممكن شركات همها الربح تستخدم لغة ميته أو ما عندها أسواق. الوهم بموت الحضارة والثقافة النوبية ما فى إلا في محاولات النظام الفاسد السطا على الوطن ودمرو؛ وفى مصر الهمها تدمير كل ما هو نوبى. وسياسات النظامين تشهد بأهدافهم.وخير مثال هو محاربة جهود العودة إلى حلفا رغم صمود أناس صادقين أمثال المرحوم عمنا المناضل الأستاذ إبراهيم دهب عليه رحمة الله. ثم نقل نقطة الجمارك بعيدا عن حلفا من المعبر إلى دنقلا. وإشكالية معبر أرقين. وحجب الخدمات وحرق النخيل. مش حقو الناس تفكر ليه بيعملوا كدا يا أخى؟ لأنهم عاوزين يمنعوا زى تفكيرك السليم بضرورة عودة النوبيين الطوعية إلى أراضى الاجداد وتعميرها وعدم هجرها. لكن سياستهم تعتمد على أنه كلما ما صعبوها ثبطوا الرغبة فى البقاء أو العودة.
الإخوة الأفاضل /المهندس حسين بدري وساتي من القربة وعبد الرحمن إبراهيم التحيات لكم وللقراء ناخت عزائم القوم وتراخت عن شد الحبال حتى نامت السفينة منذ أمد طويل ، ولم يتبق إلا ذلك الحوار البديل وهو ِ: ( هل السفينة ما زال قلبها ينبض بالحياة أم أنفاسها تنازع الرمق الأخير ؟؟ ) ، واليوم لا يتوفر إلا ذلك الجدل الذي يماثل الجدل البيزنطي ( هل البيض من الدجاج أم الدجاج من البيض ) , وواقع الحال والأحوال النوبية تفزع وتخيف قلة من الناس ولا يبالي بها الغالبية العظمى ، التي تتفرج كالآخرين في مقاعد الرواد . ولسان حال المتحاورين هنا يتناول في حسرة سيرة المريض الذي يعاني في عنبر العناية المركزة ، وانتم المتحاورون تدركون في الأعماق جيداً أن الأمور برمته تماثل أحوال المرافقين للمريض خارج عنابر العناية المركزة ، تلك السيرة التي تحاول عبثاً أن تبرر تحسن أحوال المريض .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن إبراهيم محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست