الإعلام السوداني بين مطرقة البروتوكول وسندان التجريب بقلم محمد بشير عبادي – مخرج وباحث في مجال الإ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2016, 07:40 PM

محمد بشير عبادي
<aمحمد بشير عبادي
تاريخ التسجيل: 01-15-2016
مجموع المشاركات: 3

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإعلام السوداني بين مطرقة البروتوكول وسندان التجريب بقلم محمد بشير عبادي – مخرج وباحث في مجال الإ

    06:40 PM Jan, 15 2016

    سودانيز اون لاين
    محمد بشير عبادي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    صورة مضمّنة 1
    بدعوة كريمة من قسم الإذاعة والتلفاز بكلية الدعوة والإعلام جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، كنت ضمن الحضور المشاركين في المنتدى العلمي الشهري الأول الذي ينظمه القسم والذي جاء تحت عنوان(صورة السودان في وسائل الإعلام الوطنية والاجنبية) وسط مشاركة نوعية تمثلت في حضور ثلة من العلماء والخبراء في مجال الإعلام على رأسهم العلامة "أب الإعلام السوداني" البروفيسور علي محمد شمو الذي قدم ورقة باذخة ومترفة علمياً عن صورة السودان في الإعلام الأجنبي ، بما حوته من معلومات رصينة ووافرة لخصت ما يعانيه الإعلام السوداني من معضلات حالت دون رسمه الصورة الناصعة لوجه السودان في الخارج ،مشدداً على ضرورة الجودة لمخرجات الإعلام السوداني حتى يكون جاذباً للمتلقي ،منوهاً إلى أن جمهور وسائل الإعلام السودانية تعدى الآن الحدود ، لذا لابد من إعادة صياغة الخطاب الإعلامي ليلبي حاجات المتلقي الأجنبي وكذلك المحلي الذي يشاهد ويقارن والذي لم تعد الدولة محتكرة لتلقيه عندما كان التلفزيون محطة واحدة لا بديل لها والصحف واحدة أو إثنتين وكذا الحال بالنسبة للإذاعة المسموعة.

    من الملاحظات التي إستوقفتني في ورقة بروف شمو ، مثال ذكره كنموذج للأخبار في وسائلنا الإعلامية وهي مسألة أخبار اللقاءات من شاكلة إلتقى الرئيس بالوالي أو المسؤول الفلاني بالآخر الفلتكاني ، هذي ليست أخباراً تحمل قيماً خبرية تشد المتلقي إنها أخبار للعلاقات العامة وتسيير دولاب الحكومة الداخلي لا تهم المتلقي كثيراً خاصة الاجنبي ،اللهم إلا إذا كانت المقابلة هي خبراً في حد ذاتها ،كأن يلتقي رئيساً برصيف له كانت بينهما قطيعة مثلاً ، عموماً تظل البروتوكولية واحدة من آفات الإعلام السوداني أقعدت به كثيرا وبسببها تحدث التدخلات من تلك الوزارة أو الجهة السياسية المعينة في السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية ، مما يخلق إضطرابا في الخطاب الإعلامي برمته وكذلك أدوات إيصاله.

    من آفات إعلامنا أيضا التي تعرض لها المنتدى ، مسألة التجريب في وسائل الإعلام السودانية وقد وضع الدكتور حديد السراج رئيس المنتدى يده على الجرح في ورقته عن الصورة الذهنية للسودان لدى الإعلام الأجنبي وهو الخبير الإعلامى وأحد المدراء السابقين لهيئة الإذاعة والتلفزيون السودانية ،فمثله لا يتحدث عن فراغ وإنما عن تجربة عملية ثرة قارئة لتاريخ الإعلام السوداني بل وأحد صناعه ،فصحافتنا عمرها يزيد عن المائة عام ولازالت محلية لم تخرج منها صحيفة دولية واحدة وإذاعتنا التي تأسست في الثاني من مايو عام 1940م ورغم تفريخها لعدد كبير من الإذاعات لا زالت تحمل سمة المحلية في لغتها وأسلوبها الفني وكذا الحال بالنسبة للتلفزيون القومي الذي يزيد عمره عن الخمسين عاماً وحتى لحظة كتابة هذه السطور لا يملك هوية تلفزيونية جاذبة ملتزمة بأبسط معايير الجودة دعك من الجماليات ، هذا رغم الجهود التي بذلت ودعك من إشكالات التلفزيون المالية والإدارية ، إنه التجريب على المستوى الإداري والفني ، لا توجد خطط إستراتيجية وإن وجدت فهي محفوظة في الأضابير، ففي السودان "السيف بيد جبانه والمال في جيب شحيحه " ،أفسحوا المجال للمبدعين والمهنيين ليديروا أجهزتنا الإعلامية ووفروا لهم المال الكافي وهيئوا لهم بيئة العمل وكفانا "تعلم للحلاقة على رؤوس اليتامى".

    في إعتقادي أن تغيير الصورة الذهنية السالبة عن السودان في الخارج هي مسؤولية دولة وليست حكومة أو جهاز بعينه ، إنها مسؤولية الفرد بتربيته الوطنية فالسودانيين العاملين بالخارج مناط بهم لعب أداور مهمة في إبراز الوجه المشرق للسودان كل في مجاله وقد كانت لي تجربة منذ عدة سنوات في إنتاج سلسلة من الافلام الوثائقية القصيرة تحمل ذات الإسم الشعار "الوجه المشرق" ، وثقت لبعض الكفاءات السودانية في بعض المدن العربية والأوروبية، في محاولة متواضعة منا لتغيير الصورة التي نمط عليها السوداني بأنه كسول غير مبدع وأنه مجرد لاجئ خرج من السودان هرباً من المجاعات والحروب ولكن المشروع وئد بعد عدة حلقات لأنه لم يجد الجهة التي ترعاه حتى نواصل فيه ما بدأناه.

    هنالك أربع محاور يجب على الدولة الإلتفات إليها لتحسين صورة السودان في الخارج أول هذه المحاور هو تأسيس خطاب إعلامي يراعي الإرث الحضاري للسودان وقيم أهله النبيلة التي جعلته متفرداً عن سائر الشعوب ، ثاني هذه المحاور هو إرساء قواعد مهنية فاعلة مواكبة للتقدم المتسارع لتكنولوجيا الإتصال بتجويد المحتوى الإعلامي وقوالب عرضه فبمثلما للزراعة حزم تقنية إذا ما طبقت كان المحصول وفيراً ، فإن للإعلام حزمه أيضاً والعولمة فرضت على الناس الجودة في القوالب وما بداخلها،أما ثالث هذه المحاور فهو السياسات و القوانين بل العقلية التي تدار بها المؤسسات الإعلامية ، ففي حين تدار المؤسسات الإعلامية الدولية بما يعرف "بالإدارة المرنة" التي تفرد مساحات إبداعية واسعة للعاملين في مجال الإعلام ، نجد أن مؤسساتنا لا زالت تدار بالعقلية البيروقراطية والاوتوقراطية الموروثة منذ زمن الإستعمار ونحن نتفيأ ظلال الإستقلال المجيد في ذكراه الستون أتمنى أن نتحلل من تلكم العقلية ، وفي ذات السياق يجب توسيع وتفعيل"متن" الحرية ومتن هذه كانت مفردة ذكية من الأستاذ فضل الله محمد رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات معقباً على ورقة بروف شمو ،فحرية التعبير مكفولة بالدستورومفرد لها مادة كاملة ، فهي ليست هامشا ، كل المطلوب التطبيق الجيد لمواد الدستور وحرية التعبير ليست في إتاحة إبداء الرأي فقط وإنما في إتاحة الوسيلة للحصول على المعلومة ومن ثم معالجتها وعرضها ، فليس من المنطقي اخذ إذن للتصوير في وسط البلد كمناظر للنيل والكباري وغيرها ، فالفضاءات صارت مفتوحة فإن حرمتني على الارض من التصوير ربما تصور من الجو دون أن تعلم وتحضرني طرفة في هذا الموضع ، إذ كنا نهم بالتصوير في وسط إحدى العواصم الاوروبية وقبل أن نبتدئ قلت لمضيفنا السوداني لابد أن نأخذ إذنا بالتصوير، حتى لا ندخل في مسائل قانونية ونحن غرباء في هذه البلاد ، ذلك حسب تجاربنا في دول العالم الثالث وقد كان ،أن ذهبنا لرئيس شرطة البلدية طلبا لهذا الإذن ، فما كان منه إلا أن رد لنا بإندهاش "كيف يكون إذن التصوير هذا؟ ،لا يوجد لدينا هكذا إجراء ، إذهبوا وصوروا ما شاء لكم دون أن تمسوا خصوصية أحد" بل ذهب إلى أبعد من ذلك بأن رشح لنا مجموعة من المواقع السياحية لتصويرها من ضمنها قصر الملكة نفسها ، هكذا هم يروجون لبلادهم ويبرزون أفضل ما عندهم دون قيود.

    رابع هذه المحاور هو إستقطاب الإعلام الأجنبي نفسه لإبراز صورة السودان الزاهية عبر إقامة الحملات الإعلامية في وسائل الإعلام الدولية من صحف ومحطات تلفزيونية وإذاعية تكون مدفوعة القيمة ، فالإعلام هناك إحترافي يقدم الخدمة لمن يدفع ،لا يهمه في ذلك مقاطعة أمريكية ولا إبتزاز أوروبي ، لما لا تدفع الدولة المال لاستكتاب الصحف الكبرى في أمريكا وأوروبا ولما لا تنتج البرامج والافلام وتبثها في "السي ان ان" وال"بي بي سي" مثلاً ، بعد أن تدفع كلفة الإنتاج والبث وهي ذات القنوات التي تشوه صورة السودان اليوم والمال عندنا يضيع في غير محله ، هذا هو موضع الصرف الحقيقي الذي يرجى منه مردود إيجابي.

    في ختام مقالي هذا لابد لي من الإشادة بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وهي تضطلع بتأصيل المعرفة على مستوى كافة كلياتها وتسعى دوماً للتجديد وهاهي تستشرف قريباً مؤتمرها لتقويم المناهج كما درجت على ذلك منذ عدة سنين .

    جامعة القرآن الكريم التي بدأت بخمسة وعشرين طالباً ضمهم جامع فيصل الكائن بشارع العرضة في أم درمان ، كما ذكر مديرها الأسبق البروفيسور أحمد خالد بابكر ، هي ذات الجامعة التي قبلت في آخر قبول لها تسعة ألف طالب وطالبة يمثلون الفرقة الأولى فقط كما أفاد بذلك مديرها العالم الجليل بروفيسور أحمد سعيد سلمان وهي ذات الجامعة التي بدأت بثلاث كليات في أم درمان ليصير لها اليوم أكثر من ستة عشر فرعاً في ولايات السودان المختلفة بل صار احد فروعها جامعة قائمة بذاتها إضافة لفروع لها خارج السودان .

    شكراً دكتور طارق ميرغني عميد كلية الدعوة والإعلام ، شكراً أستاذ عبدالرحمن جعفر رئيس قسم الإذاعة والتلفاز على التنظيم الدقيق لهذا المنتدى العلمي ،الذي نتمنى أن يكون بداية جادة لحلحة إشكالات الإعلام السوداني تمهيداً لإنطلاقة واعية وفق أسس مهنية وإحترافية للعمل الإعلامي ،الإبداع ليس حكراً على الغربيين العلمانيين وحدهم ،كما أرادوا أن يصوروا ذلك ، فالإسلام أسمى رسالة وأرقى حضارة والقرآن الكريم خير مرجع لمن يتدبره فيه أمر الدنيا والآخرة وكفى به أنه وحي من السماء تسقط دونه كل النظريات الوضعية.

    هامش: صورة وزير الإعلام ووزير الدولة للإعلام كانت حاضرة في المنتدى من خلال وضعها على خلفية المنتدى المثبتة على جدار القاعة ولكن غابت الشخوص ، حتى مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون القومية كان غائباً أيضاً ، رغم أنه كان مفترضاً أن يبتدر النقاش في إحدى الأوراق ، غابوا رغم إلتزامهم بتلبية الدعوة ولم يرسلوا من ينوب عنهم ، أعلم أنها المشاغل وزحمة البروتوكولات والمقابلات السياسية منها والإعلامية ولكن كل ذلك نوافل وتحسين صورة السودان في وسائل الإعلام الأجنبية فرض ، فهي من صميم وأوجب واجبات وزارة الإعلام بمؤسساتها المختلفة ، هذي "متن" وتلكم "هوامش"
    مخرج وباحث في مجال الإنتاج التلفزيوني

    [email protected]

    أحدث المقالات
  • السيسى وسياسه التاتا تاتا بقلم رفيق رسمى
  • وحدة حزب الأمة حقيقة ام سراب بقلم عمار ابراهيم كارا
  • السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية بقلم : الدكتور/أحمد الياس حسين* عرض وتقديم غانم سليمان غانم
  • *مباركة كارثية....... بقلم صلاح الدين عووضة
  • استفتاء لا يشارك فيه الأمير..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الخطاب الإسلامي المعاصر.. والحضارة الغربية (5) بقلم الطيب مصطفى
  • كيف تهربون من دينونة جهنم؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الدكتاتورية مقبرة الشعوب بقلم الطيب الزين
  • العقل السوداني بين الأسطورة و الواقع بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن


  • وزير الخارجية البروفسير إبراهيم غندور : سندرس مقترح التطبيع مع إسرائيل
  • بيان هام رقم (1) الحركه الشعبيه لتحرير السودان/ الاغلبية الصامتة
  • البشير : «أحمد هارون مجرم لانه يريد تحقيق النهضة»
  • بيان من اللجنة القومية البريطانية السودانية الدائمة لمجابهة الكوارث الطبيعية و الإنسانية العاجلة
  • خبير اقتصادي يطالب ببذل بجهود إضافية لرفع الحصار الاقتصادي عن السودان
  • كلمة الاستاذ علي الريح السنهوري عضو القيادة القومية وامين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الا
  • الحركة الشعبية جناح السلام تتمسك بالحكومة القومية الموسعة وترفض الانتقالية‎
  • ابوعبيدة الخليفة :هل القيادات السياسية تعبر عن مصالح الجماهير التي تقودها فعلا ؟ أم ان تعدد التكتيكا
  • تظاهري كبري يوم السبت 16/01/2016 امام في 10 Downing Street مقر الرئيس البريطاني ينظمه اتحاد ابناء دا























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de