|
Re: الكَذِبُ لِمَصْلَحَةِ مَنْ يا (غندور) ؟! ب� (Re: د. فيصل عوض حسن)
|
تسعة وتسعون في المائة من محتويات المقال تؤكد حقائق لا يمكن إنكارها .. وهي حقائق مؤلمة للغاية وتشكل جملة من المحن والقضايا المستفحلة التي يواجهها السودان .. كما تشكل أنواعاَ من الداء الذي ينحر جسم الوطن الكبير .. وأية مشكلة أو أية قضية من تلك القضايا إذا أفردناها وركزنا عليها نجـدها تمثل كبيرة من الكبائر .. ولكن نعيب على الكاتب حين يجتهد في تغطية تلك الحقائق الهامة للغاية تحت غطاء من الخبث المبطن .. حيث يميل لتلك النزعة العدائية المفرطة للنيل من جهة من الجهات .. فنراه يتعمد في استخدام عبارة ( المتأسلمين ) .. وعندها يسقط المقال برمته ويفقد المصداقية .. لأن الهدف لدى الكاتب ليس الإحساس بفداحة تلك القضايا بقدر ما هو الرغبة في السجال .. وقضايا الأمة الكبيرة يجب أن تخلو من ذلك اللون من السجال المتطرف .. لأن الضرورة تقتضي بوقفات عقلية جادة توجد الحلول لتلك القضايا بعيدا عن الخلافات السياسية أو الخلافات في المواقف .
وفي خصوص سد النهضة الأثيوبية .. فهنالك الكثير والكثير من المخاطر المتوقعة في مستقبل السنوات .. ولكن لا نتفق مع الكاتب عندما يركز على مسألة ( انهيار السد ) كقضية أولى خطيرة .. فتلك المسألة بعيدة الاحتمال كثيراً .. وخاصة ونحن في عصر المهارة في بناء السدود .. والعلوم الإنسانية قد تقدمت كثيراَ في بناء وتثبيت السدود بالقدر الذي يمكنها من مقاومة أقوى أنواع الزلازل والكوارث الطبيعية .. واحتمال انهيار السد لا يزيد عن واحد في المائة عند أسوأ الاحتمالات .. والسدود حاليا تبنى لتبقى صامدة لآلاف وآلاف السنين .. وفي تلك النقطة بالذات قد نجد غندور على الصواب .. فهو لا يكذب ولا يضلل .. بالرغم من أننا لا نلتقي في خندق غندور لا من بعيد ولا من قريب .
نعود ونكرر أن محتويات المقاول هام للغاية .. وتلك القضايا المصيرية يجب أن تعالج في إطار من العقلية السودانية الواعية الحكيمة بعيدا عن تلك السجالات التي تفرق ولا تجمع .. لأن السودان هو الذي سيبقي في النهاية للجميع.. أما الأفراد والجهات السياسية فمصيرها الزوال في يوم من الأيام .
|
|
|
|
|
|