إدريس الهادي .. ومدير شيفرون يفسِّران ظاهرة الغزو الأجنبي لسوق العمالة المحلية بقلم بدور عبدالمنع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 04:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2015, 10:29 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إدريس الهادي .. ومدير شيفرون يفسِّران ظاهرة الغزو الأجنبي لسوق العمالة المحلية بقلم بدور عبدالمنع

    09:29 PM Dec, 20 2015

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    [email protected]

    حكى مدير شركة شيفرون لإدريس الهادي (أحد أعمدة ورواد المصنوعات الحديدية الحديثة في السودان)، أنه عند ما كان في منطقة "المُجلَد" -في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي-شاهد أناساً كثيرين منتشرين تحت ظلال الأشجار وقد غطى كل واحدٍ منهم وجهه بيده فاعتقد أن وباءً قد مسَّ القوم ما حدا به أن يطلق صافرات الإنذار لإحضار سيارات خاصة بالشركة ليكتشف أن الجماعة بأكملها تمارس حالة من الخمول أسلمتها إلى نومٍ عميق.

    وفي مرة أخرى اصطحبه إدريس إلى سوق "أمدرمان" ليشتري بعضاً من مصنوعات العاج والجلد السودانية، فلفت نظره أن "عدداً" من أصحاب المحلات قد تمدَّدوا نياماً على "عناقريب" في مداخل المتاجر أسوةً برصفائهم في "المُجلد".
    هاتان الواقعتان وإن كان العم إدريس قد رواهما من باب التندُّر على إهدار السودانيين للوقت ولامبالاتهم ولا أقول كسَلهم حتى لا تنتاشُني ألسُن وأقلام ممن يفتقرون إلى الموضوعية فيلوِّحون بشعار تلك الوطنية غير المُرشَّدة كلما لاحت في الأفق بوادر زحفٍ عمالي أجنبي في الطريق.

    لقد وجدتُ في هاتين الواقعتين مدخلاً لتفسير ظاهرة اكتساح العمالة الأجنبية لسوق العمالة المحلية.. ذلك الاكتساح الذي دفعنا لأن..نشجُب.. ونستنكِر..ونُدين وجود أولئك الوافدين من العمال الذين قد جاءوا من بلدانهم يزاحمون أبناء الوطن في مصدر رزقهم، وغاب عنّا أن هناك خللاً ما في تركيبة العامل السوداني يجعله يميل إلى التسيُّب والتكاسُل في أداء عمله، وهو ما أغرى وشجَّع على ذلك الغزو غير المسبوق .. ذلك الغزو الذي أفزعنا وجعلنا نُولْوِل ونندُب.. عمال النظافة من البنغال .. القائمون بأعمال السِباكة والتمديدات الصحية باكستانيون ومصريون .. النجارة وتصنيع الأثاث والأبواب هنود وأثيوبيين ..عُمّال البناء من الصين.. مجال التنجيد وتصنيع المكاتب .. والمطابخ .. وتركيب الستائر أتراك.. العاملون بالمستشفيات الخاصة من الفلبين .. محلات الحلويات والعاملون بها سوريون .. أصحاب المطاعم الكبيرة والعاملون بها من لبنان وتركيا.. أعمال السراميك والبلاط باكستانيون.. عُمّال الكهرباء والِحدادة مصريون.. والآن الإخوة الأثيوبيون يَطرُقون مجال قيادة "الركشات"، وإن كان ذلك بنسبة ضئيلة لا ترقى لمستوى الاحتكار -على الأقل في الوقت الحالي.
    وعليه نجد أن العامل السوداني للأسف لا يُعوَّل عليه سواءً من ناحية إجادة الصنعة والإخلاص لها أو الالتزام بالمواعيد.. أما والحال كذلك، فليس أمامنا سوى التسليم والاعتراف بأن التسيُّب واللامبالاة هما أهم ما يميِّز معظم العاملين في سوق العمالة المحلية.

    • والله اليومين الفاتَن ديل ما قدرت أجي أصلو ود خالتنا اتوفى وبقيت ملازم "الفُراش" ..
    • أول أمِس زوجتي وِلدت بعملية قيصرية الوكت كله أنا معاها في المستشفى ..
    • هجمت عليّ الملاريا تلاتة يوم "مِغنْتِس" ما قادر أرفع راسي ..
    • امبارح بالليل نطَّ علينا حرامي سرق جلابيتي وشوية هدوم حقات الأولاد. يومي كله ضاع في قسم البوليس..وإلخ من تلك الاعذار الملفَّقة...

    ومن هنا أقول، إلى أن يتواجد العامل السوداني الحريص على عمله وأدائه على أكمل وجه سنظل نرفع لواء تلك الوطنية الزائفة والتي ينطبق عليها المثل القائل "الجمل ما بشوف عوجة رقبته"..
    وبعيداً عن الصورة السلبية "الحالية" للعامل السوداني، أعود إلى مقالٍ سابق كنت قد تناولتُ فيه نموذجاً مشرِّفاً للعامل السوداني:
    إدريس الهادي ... الأصـل والصـورة
    في أحد نهارات شهر يوليو القائظة من عام 1997 كنت أدلف بالسيارة بصحبة الوالد داخل بوابة مصنع العم إدريس الهادي* في المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري، وأنا أهدف من زيارتي له في تلك المرة لتقديم واجب العزاء، فقد رُزِئ العم إدريس أثناء غيابي عن السودان بفقد رفيقة دربه، وما لبث بعدها إلا قليلاً حتى عاجله القدر بقاصمة الظهر، إذ اختطف منه الموت في قسوةٍ مباغتة ابنه الشاب المهندس "أحمد"، وقد كان ساعده الأيمن وعصاه التي تتوكأ عليها أعوامه الثمانون.
    وهكذا كانت تكبِّل خطواتي وأنا أسعى إليه أغلالٌ من الحزن جعلت من التماسك مهمة تبدو شبه مستحيلة.
    وسط أزيز الماكينات ورائحة الزيت، راحت عيناي تجوبان المكان بحثاً عن صاحب الجسد النحيل في زيِّه العمالي التقليدي. سقطت عيناي بعد طول بحثٍ وتجوال على طيفٍ نحيل يجلس على كرسيٍّ صدئٍ قديم لتصفعني الحقيقة الُمرة أن العم إدريس الهادي قد تضافرت أعراض مرض السُكَّر اللعين عليه مع أحزانه الشخصية لتنال من بصره ولتحُدَّ من قدرته على الحركة.
    على أن هذا العملاق يرفض أن يترك للأدواء النفسجسدية فرصة أن تنال منه ومن نهجه الذي اختطه في الحياة. فما زال يثابر على الحضور إلى المصنع كل يومٍ في السادسة والنصف صباحاً، ومازال يحمل تلك الذاكرة الفولاذية فيما يختص بأي قطعة في المصنع، فإذا حدث أن تعطلت إحدى الماكينات وهرع الجميع إليها كان هو القائل «ارجع إلى الملف كذا صفحة كذا».

    ونحن نقفل راجعين بالسيارة كنتُ أعيش حالة جَلدٍ ذاتيٍ وتقريعٍ معنوي لإغفالي عظمة ذلك الرجل، والذي قد ارتبط اسمه فقط «بمسلة إدريس الهادي» الكائنة في شارع العرضة بأم درمان.
    بداية إدريس الهادي كانت سنة 1945 م أثناء الحرب العالمية الثانية عندما كانت قوات أميركية تعُسكِر في «وادي سيدنا» وكان من بين قواتها ضابطٌ يُدعى "ماكنمارا" والذي أصبح في الستينيات وزيراً للدفاع في عهدي الرئيسين "كنيدي" و"جونسون".
    التحق إدريس مع بعض السودانيين بالعمل في الورش الكبيرة التابعة للقوات الأميركية، وسرعان ما لفت بمهارته وموهبته وحبه للعمل، نظر الضباط الأمريكان وخاصة "ماكنمارا" الذي نَمَت بينه وبين إدريس صداقة وطيدة ظلت مستمرة، حتى بعد مغادرة "ماكنمارا" «وادي سيدنا» في صورة رسائل متبادلة.
    وعندما أصبح "ماكنمارا" وزيراً للدفاع الأميركي دعا إدريس لزيارة "الولايات المتحدة" ولكنه اعتذر عن تلبية الدعوة في حينها لظروفٍ تتعلَّق بالعمل.
    بعد ذلك استهل إدريس مشروعه الخاص بورشة صغيرة في أم درمان عام 1946 بالقرب من نادي الخرِّيجين لا تتجاوز معدَّاتها «زردية» و«مفَك» و«عفريتة».
    وما لبث أن واكب التطُوّر الذي حدث في وسائل ري مشاريع القطن في النيلين الأزرق والأبيض بأن صمَّم سواقي الري الحديدية. وعندما أصبح الريّ يتم بالطلمبات اقتنى مسبكاً لصهر الحديد وقام بتصنيعها.
    وعند تنفيذ مشروع امتداد المناقل كانت الشركات الأجنبية المنفِّذة للمشروع تُزمِع استيراد المواسير والأبواب الخاصة بالقناطر والهدَّارات بالعملة الصعبة، إلا أن إدريس قام بعمل تصميم وتنفيذ لها بنفس المواصفات وقدمَّها لوزارة الري، التي ترددت في البداية، ما حمل إدريس أن يطلب من القائمين على أمر الوزارة - آنذاك - تجربتها من دون مقابلٍ مادي، وقد نجحت نجاحاً مذهلاً. قام بأعمال الحفريات والتجهيزات الميكانيكية في العديد من محالج القطن مثل محلج «كوستي» و«حمدنا الله» و«ربك» .. إلخ، ومصانع السكر في حلفا الجديدة والجنيد.
    كما يمتلك إدريس الهادي مصانع أوكسجين وثاني أكسيد الكربون ومعدات لِحام إلى جانب مصنع الثلج الجاف. وقد مُنح عدة شهادات فخرية في الهندسة بمجالاتها المختلفة.
    عندما انكسرت إحدى حفارات شركة "شيفرون" إبّان فترة تنقيبها عن البترول في غرب السودان كانت الشركة بصدَد إرسالها للولايات المتحدة لإصلاحها، ولكن إدريس استطاع إصلاحها ومن ثم نشأت بينه وبين مدير شركة "شيفرون" صلة حميمة، وكان معجباً بإدريس وبتكريس وقته للعمل وحذقه للحرفة والصنعة. ويبدو أنه -أي مدير شركة "شيفرون" -كان يُحسِن الظن بالشعب السوداني ويظن أنه كله على شاكلة العم إدريس في حب العمل والتفاني فيه حتى عايش بعض الأحداث الطريفة التي أثبتت له للأسف أن العم إدريس يعتبر في عُرف شعبنا الأبيّ حالة نادرة يتوجب الوقوف عندها.
    إن إدريس الذي ظل يعمل حوالي ثماني عشرة ساعة يومياً حتى أُخريات أيامه ، لم يتأخر خلالها أو يتغيب يوماً عن العمل، كان يُمثِّل القدوة والنموذج الحي لعمال مصنعه، وقد أحاطهم بحنانٍ أبويٍّ خاص جعله مُلِمّاً بكل ظروفهم ومناسباتهم. لا تغفَل عينه عن احتياجاتهم، يعيش بينهم حياة البسيط، فلا عجب أن احترموه احتراماً كاملاً وأحبوه وأحبوا العمل في شخصه. وفي مجتمعه، ظَل ابن البلد السوداني الأصيل يُشارك في أفراحه وأتراحه بماله وبما يسمح به القليل والقليل جداً من وقته.
    بقي أن أُضيف أن إدريس الهادي هو الابن الوحيد للسيدة "بتول محمد عيسى" التي وُلِدَت في مدينة "رفاعة" عام 1906، وتلقَّت تعليمها الأولي بمدرسة الشيخ بابكر بدري، ثمَّ انتقلت بعد ذلك إلى مدينة أم درمان لتلتحق بالدفعة الثالثة بمدرسة القابلات.
    السيدة "بتول محمد عيسى" كانت مثالاً حياً للقابلة التي تتميَّز بالتفاني والإخلاص في العمل إلى جانب كفاءتها التي أهَّلتها لتدريب عددٍ كبير من "الأطباء" الذين يعملون في مجال التوليد آنذاك.
    وفي عام 1946 شَغَلت منصب ناظرة "مدرسة القابلات بأمدرمان"، ومن هناك عمِلَت على تشجيع النساء السودانيات للالتحاق بمدرسة القابلات حتى يتمكَن من ممارسة مهنة التوليد على أُسسٍ حديثة وصحية، ونجحت في ذلك إلى حدٍّ كبير.
    وحريٌّ بالذكر أن السيدة بتول محمد عيسى كانت من أوائل السودانيات اللائي استعملن الدرَّاجة كوسيلة عملية للتنقل الذي تقتضيه واجبات مهنتها وذلك في عام 1937.
    هذه شذراتٌ مما تحفل به سيرة تلك المرأة العظيمة التي ناهزَت المائة عام عند وفاتها عام 1998، والتي ظلَّت حتى أواخر عمرها ورغم أمراض الشيخوخة تزور مدرسة القابلات بأمدرمان من حينٍ لآخر، تزوِّد المعلِّمات بما لديها من عِلمٍ وخِبرة، هذا إلى جانب معاشها الذي ارتأت منذ أربعين عاماً أن تتبرَّع به للمدرسة للمساهمة في النهوض بالخَدَمات الخاصة بالعنابِر وتحسين المرافق. وكذلك كان دأبها مع أي منحةٍ مالية أو مكافأة حصلت عليها.
    ساعدها ذكاؤها الفطري فعلمَّت نفسها الإنجليزية وتحدثتها بطلاقة كما فعل ابنها.
    وهكذا جاء العامل الوراثي مع العامل المُكتسَب ليجعلا الصورة طبق الأصل.
    ـــــــــــــــــــــ
    *توفي العم إدريس الهادي عام 2001.



    أحدث المقالات

  • مات الملك كالديرات والبشير مستمر في دور الطيره المباريه السيره بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • ليست قضية قاضى المديريه وانما قضية العداله التى ذبح ابنائها امامها بقلم محمد الحسن محمد عثمان
  • حتى تستقيم الامور لإنسان السودان بقلم نورالدين مدني
  • تحرير حلايب وشلاتين وشيبوب بقلم عبد المنعم هلال
  • السودان وسد النهضة بعد فشل اللجنة السداسية بقلم محمود محمد ياسين
  • السودان : هل تسلم الجرة بزوغة وزير المالية! بقلم د. على حمد ابراهيم
  • جابت ليها استهبال بقلم كمال الهِدي
  • مرحبا عام 2016م بقلم عمر الشريف
  • آخر موضة ، حذاء من الجلد البشري!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • المقاربة الإقليمية الجديدة لفرنسا العودة لإفريقيا عن طريق مكافحة الإرهاب
  • منصور خالد .. وجيل لينا يعقوب بقلم طه أحمد أبوالقاسم
  • ( باين من عنوانه ) بقلم الطاهر ساتي
  • (تهاني) وصور أخرى!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • والشيوعي يعود بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • بين الرويبضة عرمان والقائد محمد يونس بقلم الطيب مصطفى
  • فيلم مولد يا دنيا ، مولد يا يوم التسامح بقلم بدرالدين حسن علي
  • حتى طريق سنار لم يسلم ياوزير الطرق؟! بقلم حيدر احمد خير الله
  • المحجوب ومنصور خالد: مَنْ ضحك ممَنْ تضاحك بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • سجون مكتظة وأسواق مهجورة بقلم نبيل أديب عبدالله
  • السودان والطريق المسدود بقلم ماهر هارون
  • الدولة القطرية والهوية الجامعة بقلم نورالدين مدني
  • يا اهلنا في المنطقتين ياسر عرمان لايمثلكم وانتهت صلاحيته بفصل الجنوب بقلم د محمد علي الكوستاوي
  • (حسبو) نائب البشير يوجه السلطات الأمنية بإخراج المستوطنين الأجانب من اراضي النازحين في دارفور
  • يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه؟ بقلم د. أحمد الخميسي
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (67) موشيه يعالون يهدد ويتوعد ويطمح ويتطلع بقلم د. مصطفى يوسف ال























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de