انتباهة قلمإن.. لم يقم اصحاب المطاعم والكافتيريات برمي بقايا ومخلفات الطعام في المصارف لما ركدت مياه الامطار بالمجاري والتي حينما اصبحت مرتعا للذباب برائحتها الكريهة وضعت (عاصمتنا) على راس قائمة مدن الارض الاكثر.. قذارة. إن.. عدم رميك والقائك لورقة ساندوتش الهوت دوغ وزجاجات المياه وبقايا الفاكهة ومناديلك الورقية من نافذة سيارتك (الانيقة) بـ(شارع الجمهورية) يجعل منك مواطنا متحضرا محافظا على نظافة (عاصمته) مرجعا (الخرطوم) لمقعدها بين عواصم العرب والعجم الاكثر (اناقة).. خرطوم الستينيات والسبعينيات. إن.. قضيت اجازتي بـ(اوربا) سامارس من بعد صلاة الفجر (رياضة العدو) مستمعة ومستمتعة بانسراب وتخلل موسيقى الساحر (ياني) اليوناني لاذناي وجسدي.إن.. رأيتموني اسير تحت المطر رجاءً لا تدعوني للاحتماء بمظلة، وذلك لانني ما ان ابتل بقطرات المطر الا وضج جسدي بـ(الحياة).. سبحان القائل:(وجعلنا من الماء كل شيء حي). إن.. شاهدتموني متكئة على درابزين كوبري ام درمان القديم، فلا تظنوا انني اشرع في الانتحار (حراق روح) ساااكت لاني لا امتلك بشرة فاتحة اللون كما فتاة دعاية كريم (فير and لفلي) تؤهلني كفتاة جامعية للعمل كصحفية!! ، فكل ما في الامر انني قد اعتدت (الابتراد) صباحاً بهواء النيل، والذي ما ان تندفع امواجه بحيوية داخل شرايين (روحي) امتلأت محبرتي بمداد.. مجنون. إن.. أرجعتني عجلة الزمان لأيام الطفولة لقلت لـ..يُمه (جدتي لامي) فيما انا اشدها من توبها: ـ يُمه..اشتري لي (قلة) موية من زريبة حطب ابو روف..حتى اذا ما مست شفتاي حافتها الفخارية الناعمة وتشبع لساني بمياهها الطيبة واستنشقت نكهتها (الطينية) بشغف وتذكرت قوله تعالى: (هو الذي خلقكم من طين) وجدت نفسي تلتفت الي قائلة: ـ عجباً!! اذن فيمَ التعجرف والتكبر والتجبر..فيمَ؟!!. [email protected]أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة