01:43 AM Nov, 03 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كنت كتبت مقدمة لكتاب الأستاذة منى عبد الفتاح "قائدات الرسن" أشدت فيها بنظرة لمّاحة منها للانقلاب العسكري كنظام إجتماعي للحكم. فقالت إن حكم القوات المسلحة المتطاول فينا ينأى بالمرأة من دوائر القرار لأن صفوة الجيش تتخرج من "مصنع الرجال" الذي لا موضع للنساء فيه . فلم أسمع بمن سبقها إلى هذا النظر الدقيق. فليس للنساء ما يزلن موضع للقرار بشأنهن في إداء هذه المؤسسة الذكورية من أعلاها إلى أخمص قدمها. عادني للمحة منى عبد الفتاح بوست دائر في "سودانيزأون أنلاين" عن شجار وقع بين طلاب من الكلية الحربية وبعض طلاب كلية الشرطة. فمر طلاب الكلية في حافلتهم بطلاب الشرطة فهتفوا في وجوههم: "يا بوليس يا أبو خديجة". ومعلوم أن الجيش لا يعد البوليس قوة نظامية مثله. وأذكر أيام الكديت كان ضباط التعليم يقولون (متى أحسنوا تدريبنا على الطابور) مروا أمام مركز الشرطة لكي ترونهم العسكرية الما خمج. أما أن ينتهي "مصنع الرجال" لترميز "عاهة" الشرطة عندهم باسم إمرأة فهذه مبالغة. استمتعت بما جاء في تعليق نفر من أعضاء البورد. قال أحدهم إن العداوة بين الكليتين النظاميتين قديمة. فكان طلبة الحربية يتهكمون على طلبة الشرطة بمناداتهم ب"كلية سوسن" لأن كلية الشرطة تقبل الطالبات بها بينما يسمي طلبة الشرطة خصمهم ب"الشوالات" كناية عن تنفيذ التعليمات دون فهم: "زي الشوال محل ما تختوا بقعد." وحلص الكاتب النابه إلى أن "أبو خديجة" تعني نفس كان المعنى ب "كلية سوسن". وكتب آخر بظرف أن "خديجة" هذه ربما "الوقعت من البلكونة" في دعاية بوهيات المهندس. وأضاف أن ضباط الجيش يستصغرون رجال الشرطة لإقتصار عملهم على حراسة ستات الشاي بينما ينتظر الموت خريجو "مصنع الرجال". وخلص إلى أن "خديجة" ربما هي الصورة الجديدة ل"سوسن". فرجال المصنع يواجهون الموت بينما الشرطة منشغلة بخديجة وصويحباتها من ستات الشاي. كلمة منى عبد الفتاح تفسير جندري غير مسبوق في تحليلنا لدولة الجيش التي هي دولة الذكور الخالصة. وربما فسر هذا الأذى الذي تتعرض له النساء في اللبس وغير اللبس. فليس للنساء في الجيش صوت أو ترجيح ينتصفن بهما لبنات جنسهن. وليس كل ذكور المعارضين ممن لا يشاركهم سوء الظن بالمرأة إلا مكاء وتصدية.فكل ما يقع على النساء منذ ربع قرن هو "أدبة" أبوية في مقام "دق القراف خلى الجمل (كل الشعب) يخاف".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة