|
Re: الجمارك السودانية مشاق و صعاب بقلم عمر عث� (Re: عمر عثمان-Omer Gibreal)
|
السياسي المحنك والأديب الكبير والشاعر محمد أحمد محجوب ( يرحمه الله ) كان لديه في بعض الأحيان رميات وتلميحات ذكية للغاية ،، وفي في مرحلة من المراحل عندما كان رئيساَ للوزراء كانت المعاهد الدينية في السودان تواجه حالات من التهميش الكبير ،، وخريجو تلك المعاهد كانوا يفتقدون أرضيات التنافس مع خريجي المدارس الأكاديمية .. وشهادات تلك المعاهد أصحبت في وقت من الأوقات غير فعالة وغير معترف بها داخل السودان وخارج السودان .. والمؤشرات كلها كانت تؤكد بما لا يضع مجالاَ للشك بأن تلك المعاهد الدينية في طريقها إلى الاضمحلال والزوال .. والأذكياء من الناس كانوا يدركون جيداَ أن تلك كانت خطة علمانية خبيثة لإضعاف النزعة الدينية في السودان .. ولكن تصدى لتلك الخطة رجال أوفيا كانوا يحتمون تحت مظلة ( مصلحة الشئون الدينية ) .. وأذكر منهم ذلك البطل المناضل مصطفى عبد القادر ( طيب الله ثراه ) .. وتفاقمت مشكلة المعاهد الدينية في مرحلة من المراحل بدرجة أن تلك المعاهد تعطلت عن الدراسة في جميع أنحاء السودان .. وقد دخل طلابها في إضراب مفتوح .. ثم شكلت قضية المعاهد الدينية منعطفاَ خطيراَ بين فئات علمانية تطالب بإلغاء المعاهد الدينية كلياَ وبين فئات تتمسك بتلك المعاهد .. وفي النهاية تم مناقشة الأمر أمام الجمعية العامة المنتخبة من الشعب السوداني ,, وأحتد النقاش داخل القاعة .. وعندها برز رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب وقال تلك العبارة التي أضحكت الناس كثيراَ .. وأصبحت مشهورة بين السودانيين حين قـال : ( مصلحة الشئون الدينية هي المصلحة الوحيدة في السودان التي ليست لنا فيها مصلحة ) .. والشاهد هنا في تلك العبارة ( المصلحة الوحيدة في السودان التي ليست لنا فيها مصلحة ) .. فإذا بالسنوات تتخطى ذلك المحجوب العبقري وتتخطى مصلحة الشئون الدينية ،، لتوجد المئات والمئات من المصالح الحكومية التي ليست للشعب فيها مصلحة .. وكذك فإن السنوات قد تخطت طلاب تلك الأيام المريرة ..الذين ناضلوا بضراوة وشجاعة فائقة حتى اكتسبوا الأرضيات القوية حين تحدوا بالجلوس في امتحانات المنافسة في العلوم الأكاديمية مع طلاب المدارس بجانب العلوم الدينية والعربية المكثفة .. وذلك مقابل الحصول على شهادة معترف بها محلياَ ودولياَ .
وهنا عندما قرأت مقالك عن مصلحة الجمارك السودانية تذكرت تلك المقولة الشهيرة للمحجوب .. وقلت في نفسي كم وكم تلك المصالح في سودان اليوم تلك التي ليست للشعب فيها مصلحة اليوم !! .. فهنالك المئات والمئات من المصالح التي تفقد جوانب من ريعها لصالح الجيوب الخاصة .. وهنالك المئات والمئات من الطامعين الذين يجعلون من المصالح الحكومية وغير الحكومية غطاءَ في تحقيق المكاسب الشخصية ؟؟ !!.
مهدي عز الدين
|
|
|
|
|
|