|
Re: جامعة الفاشر والسقوط نحو الهاوية (7) بقلم د (Re: مقالات سودانيزاونلاين)
|
ظاهرة التعالي في الفارغة أصبحت ظاهرة متوفرة في الكثير من الجامعات السودانية ، وهي ظاهرة المتعالين عجرفة تحت نوبات أمراض النفس .. فأصحاب تلك الظاهرة هم يعانون من مرض نفسي وهو مرض ( مركب النقص ) ،، وهم في حقيقة الأمر يعانون من عيوب يحسون بها في أعماق الـذات ،، كما يجدونها في مقامات عائلاتهم حيث تلك المتواضعة .. والطلبة والطالبات في جميع جامعات السودان عادة يتناولون بالسخرية المبطنة سيرة ذلك الدكتور المحاضر أو سيرة تلك الدكتورة المحاضرة .. فيقولون مثلاَ : ( ذلك هو الدكتور الفلاني المتعجرف المتكبر ) الذي يرى نفسه في قمة الأهمية وفي قمة النجومية .. وهو صاحب تلك الشروط الصارمة حيث لا أحد يخالف إرشاداته إطلاقاَ ،، والذي يفعل ذلك لا يدخل محاضراته حتى نهاية العام !!! .. أو تلك المحاضرة الدكتورة السودانية المتكبرة المتعجرفة التي ترى نفسها فوق عرش العالم .. تأتي من أول يوم بتلك الأوامر الصارمة ،، بل تظن نفسها فوق القانون وفوق الجميع حين تأخذ أغراضها وتغادر قاعة المحاضرات محتجة على هفوة قليلة من طالب أو طالبة .. ذلك النوع من المحاضر أو الدكتور أو الدكتورة إذا بحثت في أصولهم ونشأتهم سوف تجد بالتأكيد أنهم ينتمون لعائلات تشتكي من علل التدني في المكانة والنقص ،، أما ذلك الدكتور أو المحاضر الأصيل ابن الأصيل فهو ذلك المتواضع الذي لا يخشى من عيوب المكانة أو عيوب النقص في المقدرة .. وهو الواثق من نفسه وعزته .. ومنابر التعليم في جميع أنحاء العالم تسمح بالهفوات والزلات للطلاب والطالبات ،، وبالمقابل تسمح بالعفو والغفران من جانب الدكاترة والمحاضرين .. فمنابر التلقي ليست بساحات الحروب التي تطلب الضبط والربط بذلك القدر .. إنما أخذ ورد وأخطاء وإصلاح .. وإلا فما فائدة ذلك اللوح الذي يمثل المحاضر أو الدكتور حين يقدس الذات ويطلب من الطلاب كامل الركوع والسجود ؟؟ .
والجامعات السودانية بفضل الله تعالى تعج بهؤلاء الدكاترة والأساتذة الأجلاء الذين يتواضعون إحساناَ ويتراجعون غفراناَ أمام الهفوات والزلات .. ولكن هي تلك القلة المتكبرة المتعجرفة التي ترى نفسها فوق السماء .. وهي في نفسها موبوءة بمركبات النقص .. وأصبح المعيار معروفا لدى الطلاب والطالبات في جميع أنحاء السودان .. فكلما تواضع المحاضر أو الدكتور أو الدكتورة وأحسن التعامل مع الطلاب كلما كان ذلك المحاضر متمكناَ في علمه واثقا في خطواته .. وكلما تكبر وتعجرف الدكتورة أو الدكتور كلما كان عاجزاَ في مقدراته ،، وكلما كان ممقوتاَ بالفطرة ومكروها في نفوس الطلاب .. وفي النهاية توصف تلك الفئة بأنها تلك الفئة المتسلقة التي تتواجد في منابر علمية مقدسة وهي لا تستحقها .
|
|
|
|
|
|