|
|
 صافرة النهاية بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
|
07:41 AM Aug, 22 2015
سودانيز اون لاين
سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر
(عندما نعيش لذواتنا ولشهواتنا تبدو لنا الحياة قصيرة، تافهة، ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ، أما عندما نعيش لغيرنا، أي: عندما نعيش لفكرة؛ فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ،إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهمًا، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا.. فليست الحياة بعدد السنين) سيد قطب
عندما تولى أبو بكر الصديق الخلافة
قام بتعيين عمر بن الخطاب قاضياً على المدينة,
فمكث عمر سنة لم يفتح جلسة
ولم يختصم إليه اثنان,
فطلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء,
فقال له أبو بكر:
أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟
فقال:
لا يا خليفة رسول الله ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين,
عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه,
وما عليه من واجب فلم يُقصِّر في أدائه,
أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه..
إذا غاب أحدهم تفقدوه,
وإذا مرض عادوه,
وإذا افتقر أعانوه,
وإذا احتاج ساعدوه,
وإذا أصيب واسوه..
دينهم النصيحة ,
وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ففيم يختصم
الأخ عبد الرحيم محمد حسين والي الخرطوم وأنتم مقبلون غدا علي إعلان حكومة ولاية الخرطوم التي طال أمد إعلانها ربما لتعقيدات واجهتكم ليس في الأسماء المعروضة عليكم من قيادات المؤتمر الوطني ومؤسسة الرئاسة فقط ، ولكن ربما لوجهة نظركم فيما عرض عليكم وأنتم في أول تعليق قلتم أنكم ستكونون مثل الخليفة العادل عمر بن الخطاب .
في أكثر من مقال سابق تحدثنا عن أن هذا تكليف لمرحلة محددة وأهداف كانت واضحة لحزب المؤتمر الوطني: الإصلاح وإستكمال التنمية .
إنها ليست تشريف بل أمانة مسئولية أمام الله والوطن ، فإن كانت اليوم أمارة فغدا خزي وندامة.
إن مجرب المجرب قطعا ندمان ومما لاشك فيه فإن أمانة التكليف تستوجب أن تردوا الأمانات لإهلها وهي ليست أموالا ولا مساكن ومنقولات، بل هي تولية القوي الأمين الذين يخافون الله ولا يتورعون في قولة الحق، أناس تجردوا لخدمة هذا الوطن حفاة عراة يتسابقون لرد الجميل له وآخرون تضاربت مصالحهم فكانت نظرتهم سلطة للساق ولا مال للخناق ولا يهمهم من أمر الوطن والمواطن إلا بقدر كسبهم الشخصي، إنهم عالة ومرضي سلطة لأنها تحمي رأس المال .
الأطباء والكوادر الطبية جنود مجهولون يعملون في صمت ، تجردوا لخدمة هذا الوطن في أصعب الظروف وهم أقرب إلي القوات المسلحة في الضبط والربط والإنضباط ، فقداسة رسالتهم التي أؤتمنوا عليها أرواح مواطنين يأتونهم في أسوأ الظروف-المرض- فتجدهم كخلية نحلة يواصلون ليلهم بنهارهم لا يتذمرون ولا يملون علما بأن بيئة العمل طاردة بكل المقاييس ولكنهم وطنيون خلص ميامين، أستشهد د.عابدين خيري في مريدي في 78، ود. إيهاب طه في دارفور، وعشرات الأطباء إستشهدوا ذودا عن الوطن في الجنوب صفا واحدا مع القوات المسلحة.
قيادة الصحة ولاية الخرطوم في آخر خمسة أعوام أوصلت الخدمات الصحية بالولاية إلي أسفل درك وما جاء من تصريحات بنقل الخدمات للأطراف دعوة حق أريد بها باطل كيف لا ويمكن أن نترك كل ماهو معمر من مؤسسات في مكانه ونقوم ببناء وتشيد الجديد وتهيئة بيئة ومناخ العمل بما في ذلك الكوادر من اطباء ومساعدة ولكن سوء التخطيط تم تدمير المعمر وما تمت إعادة إفتتاحه لم يقدم خدمة للمواطن وهنا تضارب المصالح يلجأ المريض للخاص! بل نسأل حتي ريئس الجمهورية أجري العملية بمستشفي خاص؟ لماذا؟ أين قيادة صحة الخرطوم من تهيئة المستشفيات العامة وحديثها عن أن مستشفي إبراهيم مالك يضاهي مشافي أوروبا وأنهم قاموا بتوفير الخدمات بالأطراف! ثم إعادة إفتتاح مستشفي أمبدة بواسطة السيد النائب الأول ونعلنها داوية أنه غير جاهز للعمل حتي اللحظة بل كان غش وكذب علي السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية أفبعد هذا هل تقبلونه مرة أخري وزيرا في حكومتكم؟ إن فعلتم ذلك فنحن خصمائك يوم لا ينفع مال ولابنون بل لن تجدون في صحة الخرطوم كوادرا لتقديم خدمة للمواطن الذي أنت مسئول عنه طالما إرتضيت التكليف ، بل نقولها لك صراحة فقط سجل زيارة الآن لجميع المرافق الصحية التي تم إفتتاحها في آخر خمسة أعوام لتري مباشرة ومن رأي ليس كمن سمع، بل يكفي مهزلة قفل وإفتتاح مستشفي آسيا التخصصي الخاص في أقل من 24 ساعة دليل علي ماذا؟
هنالك كثير من الأطباء وطنيتهم لايدانيها شك وكفاءتهم عالمية وخبرتهم وتجردهم وحماسهم يشار له، ولكن من يعطيهم الفرصة من أجل الإبداع والخدمة والمشاركة في صنع القرار؟ السيد الوالي ربما ما زال هنالك متسعا من أجل أن تأخذ برأيهم وتستمع إليهم وتشاورهم في أمر هم أعلم الناس به ومسئولون عن تقديم الخدمة للمواطن ، فهل يكونون كومبارس فقط وآخرون لا كفاءة لا خبرة لا تجرد يكونون الكل في الكل بحكم الولاء والمصارين البيض؟
أمانة التكليف تتطلب منكم التريث وأخذ المحاذير وأن تؤدوا الأمانات إلي أهلها،
فالقوي الأمين المكين هو الذي يتحمل المسئولية معكم ، أنت الآن ربان السفينة وهي تمخر في بحر لجي أمواجه عاتية عالية تحتاج لمن يدرك خطورة الوضع ليتحمل المسئولية معك، لهذا الإختيار ثم الإختيار لابد أن يكون تمحيصا دقيقا ، بل لماذا لايكون كل الطاقم من عرفتهم و خبرتهم جزء منك وأنت جزء منهم طيلة ربع قرن من الزمان مضي؟ أليسو هم أولي وأقدر من يتحمل المسئولية معكم؟ إنهم ضباط أشاوس خبرتهم الأدغال والأحراش والصحاري تفانوا وقدموا مهجهم وأرواحهم من أجل هذا الوطن، والآن حوبتهم قد جاءت ليكونوا معك في هذه السفينة وهي تمخر ذلك البحر.
أما إن إرتضيت تلك الترشيحات التي تفرض عليك فأعلم إنك مسئول عنها وقد أخفقوا في خمس خلن فهل تقبل بهم مرة أخري ونقول مجرب المجرب ندمان،
والوطن ليس ضيعة ومملكة خاصة لهم فقط .
ألا هل بلغت ، أللهم فأشهد،
أللهم أستر فقرنا بعافيتنا .
أحدث المقالات
- رحم الله اللواء خالد حسن عباس .. بقلم حيدر احمد خيرالله 08-22-15, 07:23 AM, حيدر احمد خيرالله
- الراحل يوسف أحمد المصطفى: من العجيمية إلى اليسار بقلم حسن وراق 08-22-15, 07:19 AM, حسن وراق
- العراق.. صحوة الشيعة العرب بقلم نديم قطيش 08-22-15, 07:14 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- أكذوبة الحوار الوطني!! بقلم د. عمر القراي - كندا 08-22-15, 06:24 AM, عمر القراي
- استقالات فلسطينية تكتيكية لكنها مستحقة بقلم نقولا ناصر* 08-22-15, 06:19 AM, نقولا ناصر
- أخرسوا و أسكتوا .. فالسكوت من ( ذهب)!.. بقلم لبنى احمد حسين 08-22-15, 06:16 AM, لبنى أحمد حسين
- وثائق نضالية من دفتر الآستاذ فاروق أبوعيسى14 1 بقلم بدوى تاجو 08-22-15, 02:27 AM, بدوي تاجو
- الفيسبوك مساحة للتواصل أم ساحة لقطع الأواصر ؟ بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 08-22-15, 01:45 AM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
- فقيد العلوم والمعارف والخلق الكريم.. الدكتور ابراهيم العاقب بقلم الطيب السلاوى 08-22-15, 01:43 AM, الطيب علي السلاوي
- مقاطعة الكيان تنهار عربياً وتنهض دولياً بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-22-15, 01:39 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (5 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-22-15, 01:04 AM, محمد وقيع الله
- الكنديون العرب يصرخون لا للعنف بقلم بدرالدين حسن علي 08-22-15, 01:01 AM, بدرالدين حسن علي
- هوامش شخصية بقلم عبدالله علقم 08-22-15, 01:00 AM, عبدالله علقم
- يحتاج لتحصينه بجرعات مستدامة من المودة والرحمة بقلم نورالدين مدني 08-22-15, 00:54 AM, نور الدين مدني
- نوستالجيا الكُتّاب والمثقفين في زمن الخدم وسودان السجم! بقلم البراق النذير الوراق 08-22-15, 00:52 AM, البراق النذير الوراق
|
|
  
|
|
|
|
سيد عبد القادر قنات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست