|
Re: قضايا ليست كذلك الجرح النازف فى دارفور ... � (Re: محمد زين العابدين عثمان)
|
في كل انحناء العالم فإن سكان أي منطقة من المناطق هم أشد الناس حرصاَ على سلامة المنطقة وأهلها ،، حيث المنهج العالمي المعروف : ( المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة ) ،، ثم تتسع تلك الفكرة في العالم المتحضر لتتحول إلى منهج أوسع وأشمل حيث المصلحة الوطنية العليا قبل المصلحة الإقليمية ،، وتلك نمطية مفيدة للغاية وضرورية في خلق الجماعات الوطنية بالمعنى الأوسع ،، وهي حكمة في غاية الأهمية يتخذها معظم سكان العالم ،، وعند وقوع خطب من الخطوب على أهل منطقة من المناطق فإن كل سكان الوطن الواحد يعمل على إزالة ذلك الخطب عن تلك المنطقة المتظلمة ،، ولكن هنا مع الأسف الشديد نجد أهل دارفور يؤثرون الانتماءات الخاصة الاثنية والقبلية على المفاهيم الأخرى التي تعني الكلية أو الوطنية ،، وهم يفضلون التقوقع في الكينونات العرقية الخاصة .. فنجد أهل قبيلة من قبائل دارفور أو أهل منطقة من مناطق دارفور يبذل كل جهده في تمجيد الانتماء الضيق الذي يعني الخصوصية والذاتية ،، ويندر أن نجد أحدهم يتحدث باسم السودان الوطن الكبير ،، وتلك الوقفة تعد من أهلك المواقف لشعب من شعوب الأرض ،، لأن التقوقع واللجوء لخنادق الخصوصية والقبلية يوجد العداءات بين أهل المنطقة الواحدة ناهيك عن العداءات مع أهل المناطق الأخرى .. والصورة الحالية في دارفور هي صورة حروب وصراعات بين جماعات من الإقليم الواحد .. وكان الأحرى والأفضل أن تتوحد تلك الجماعات في الخندق الواحد من أجل المصلحة العليا لإقليم دارفور ،، ثم المصلحة العليا للوطن الكبير ( السودان ) ،، ولكن البعض من أهل دارفور يسخر من فكرة الوطن الكبير ( السودان ) ،، وتلك السخرية تجلب لهم تلك الوقفة السالبة الكبيرة من الشعب السوداني ،، الذي يجد نفسه مرغماَ أن يتواجد مع الآخرين خارجاً عن دوائر القبلية والاثنية .
ولا نجد تلك الصورة في مناطق السودان الأخرى ،، فمناطق ( كردفان ) تعج بالقبائل المتفرقة العربية والأفريقية ولكنها في النهاية تتحدث باسم ( كردفان ) ثم باسم ( السودان ) ،، ومناطق الجزيرة تعج بالقبائل الأفريقية والعربية وغيرها ولكنها في النهاية تتحدث باسم ( ولايات الجزيرة ) ثم باسم ( السودان ) ،، وولاية الخرطوم تعد من أكبر ولايات السودان في الكثافة السكانية وتعج بالقبائل المتفرقة ومع ذلك فهي تتحدث باسم ( السودان ) ،، ومناطق شرق السودان تعج بالقبائل العربية والأفريقية ولكنها في النهاية تتحدث باسم ( شرق السودان ) ثم باسم ( السودان ) ومناطق شمال السودان تعج بالقبائل الأفريقية والعربية ومع ذلك فهي تتحدث باسم ( شمال السودان ) ثم تتحدث باسم ( السودان ) ،، وحين تذكر أية منطقة من مناطق السودان فلا تبادر للأذهان تلك النزعات العرقية والقبلية إلا عند الحديث عن مناطق ( دارفور ) فعندها فجأة تطل نزعات التفرقة والقبلية والعنصرية .، وقد جاء الوقت لسكان دارفور أن يخرجوا من تلك الدائرة البدائية الضيقة التي لا تتماشى مع روح العصر ولا تتماشى مع التحضر والتقدم .
|
|
|
|
|
|