أنا سـوداني .. انا افــريقي بقلم إبراهيم طه بليه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2015, 05:15 PM

ابراهيم طه بليه
<aابراهيم طه بليه
تاريخ التسجيل: 03-27-2014
مجموع المشاركات: 19

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا سـوداني .. انا افــريقي بقلم إبراهيم طه بليه

    04:15 PM Mar, 16 2015
    سودانيز اون لاين
    ابراهيم طه بليه-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين





    بجانب العرب حاول المستعمرون من مختلف أقطار العالم من توطين ثقافتها في البلاد المستعمرة في افريقيا. ولكن هذه السياسة أدت إلى عكس المأمول منها. -
    في ديسمبر 1958 م -دعا الرئيس كرامي نكروما رئيس غانا لعقد مؤتمر (( كل الشعوب الإفريقية )) الأول في العاصمة الغانية أكرا واشتغل نكروما القرصة للدعوة إلي إقامة ما عرف يإسم Pan-Africanism وأثارت الفكرة والدعوة خيال كثير من الكتاب الأفارقة – وبخاصة في غرب القاره – للبحث عن الشخصية الإفريقية ومقوماتها بالرجوع إلي التاريخ والتراث الإفريقي التقليدي – بكل ما يشتمل عليه من أساطير وأمثال وحكايات وأفكار إنسانيه عميقه – وقد رأي هؤلاء الادباء والمفكرون أن العودة إلي هذا التراث وإلي ثقافاتهم الوطنية هي الطريقة الوحيدة للتخلص من هيمنة الثقافات الوافدة التي خلفها المستعمرون الاوربيون وغيرهم والارتباط بالجذور الإفريقية الراسخة.
    وعلي الرغم من أن افريقيا السوداء – كانت تموج دائما بالحركات السياسية التحررية التي ساعدت علي ظهور عدد من الزعماء السياسيين الذين حققوا الاستقلال لأوطانهم في الستينات علي الخصوص – فإن الدعوة إلي الاستقلال في القاره الإفريقية بصفه عامه – اتخذت بعدا ثقافيا إلي جانب البعد السياسي – ويتمثل هذا البعد الثقافي في الدعوة إلي التمرد علي الثقافات التي يفرضها المستعمرون بالقوة علي الشعوب المستضعفة– وكان المستعمرون يلجؤون لتنفيذ ذلك إلي إرسال الشبان الأفارقة الواعدين الي أوربا لتلقي العلم هناك والاندماج بقدر الإمكان في تلك المجتمعات واعتناق الأفكار السياسية والفلسفية.
    ولكن هذه السياسة أدت إلي عكس المطلوب والمأمول منها , فقد تمرد عدد من هؤلاء المبعوثين الأفارقة وكذلك الطلاب الوافدون من المستعمرات – علي الحضارة الأوربية وغيرها من الحضارات الوافدة التي كانت تعتبر نفسها أرقي وأسمي من الحضارات الأخرى وتنظر باستعلاء إلي الثقافات الإفريقية ( السوداء ) وتبلور ذلك التمر في ظهور الدعوة العودة إلي الاصول الإفريقية , والاعتزاز بإفريقيا الوطن الأم , وبالإنماء إلي ثقافتها التقليدية , وظهر نتيجة لذلك الحركة المعروفة الزنوجة أو الزنجية Negrituede التي تقوم علي الاعتقاد بأن الزنوج في مختلف مناطق العالم المتباعدة – تباعد إفريقيا عن الامريكيتين وتاهيتي وما إليها - يجمعهم عامل واحد , يشير إليه الشاعر المارتنيكي إيميه سيزير بوجــود( شيء ما ) مشترك بينهم جميعا , وهو عنصر إفريقي الأصل - وأنه يجب التركيز علي إبراز هذا ( الشيء ) والتمسك به , والذي يعبر عنه بكلمة الزنوجة .
    وقد وضع إيميه سيزر ذلك المصطلح الذي أصبح يؤلف فلسفة كامله لتكون أساسا تقوم عليه عملية اكتشاف الذات , دون أن يعني ذلك الارتماء تماما في أحضان الماضي والانقطاع بالتالي عن العالم الحديث , بل يكون نقطة للانطلاق إلي العالم الفسيح الرحب علي كل المستويات , ولإبراز مكامن القوه في الشخصية الإفريقية وفرضها علي العالم .
    وقد هوجمت فكرة الزنوجة علي زعم أنها دعوة للعنصرية , ولكن سيزر رفض التهمه لأن الزنوجة لا تنادي باستعلاء الشعوب السوداء علي غيرها من الشعوب , ولا تزعم أن الثقافة الإفريقية والقيم الزنجية أرقي وأسمي من غيرها من الثقافات وأنساق القيم الموجودة في العالم كما هو الحال بالنسبة لمزاعم الجنس الأبيض وبعض الأجناس الأخرى, وكل ما تطلبه هو أن تجد لها المكان الذي تستحقه بين ثقافات العالم بفضل إنجازاتها وإسهاماتها العديدة علي مر القرون .
    وقد شغلت فكرة الزنوجة الفكر الإفريقي ثم الفكر العالمي اعتبارا من عام 1939 م – حين نشر إيميه قصيدته الملحمية الشهيرة ( كراسة العودة إلي الوطن ) في المجلة التي قد أنشأها وهو في باريس – وهي مجلة ( الطالب الأسود ) وحين اعيد نشرها عام 1947 م – كان عدد من الكتاب والمفكرين والفنانين الزنوج قد اعتنقوا الفكرة بالفعل – وكان أهم من انضم اليهم الشاعر السنغالي ليويولد سنجور الذي أصبح فيما بعد رئيسا للسنغال – وقد شاعت في ذلك الحين – أو بعد ها بقليل - قصيدته التي يقول فيها :
    ها هنا يقوم الذين لم يزعموا أنهم خلقوا علي صورة الإله
    وإنما ارتضوا بصورة الشيطان
    الذين يعتبرون الزنوجة أشبه بوظيفة من الدرجة الثانية
    ولكنهم يأملون في مستقبل أفضل وترقية مرضيه
    الذين يعيشون وحدهم في قبو صغير في بناية شاهقه
    ولكنهم يزهدون بمسوخهم المتكبرة
    الذين يقولون لأوربا : انظري فنحن أيضا نعرف التملق والمداهنة
    ولكننا نعرف كيف نحترم الآخرين
    إننا لا نختلف عنك في شيء
    فلا تنظري إلي سواد جلدنا
    فالشمس هي التي أحرقته.
    ولم تنتشر فكرة الزنوجة بين الأفارقة مثلما انتشرت بين مثقفي غرب إفريقيا وبين زنوج الكاريبي, لأنهم سلالة العبيد الذين اختطفهم الأوربيون وشحنوهم أرقاء إلي العالم الحديث وجدوا المهانة والاستعباد . ورغم مرور كل ذلك الزمن فلا تزال الرابطة العاطفية والحنين إلي الاصول الأولي متأججين في الصدور , وزادتهما تأججا ظهور فكرة الزنوجة والدعوة إليها باعتبارهم ينتمون إلي حضارة إفريقيه تعتبر من أقدم حضارات العالم وثقافاته . وقد تكون الفكرة آخذة الآن في التراجع , ولكن المهم هو أنها أيقظت مشاعر زنوج العالم الجديد بأصولهم , فأصبحوا يشيرون إلي أنفسهم ليس زنوج أمريكا أو ألامريكيون السود بل علي أنهم الأفارقة الأمريكيون , وأفلحوا في أن يفرضوا تدريس الثقافة السوداء في كثير من جامعات أمريكا تحت إسم Black Studies .
    تمثل فكرة الزنوجة المقومات الأساسية للشخصية والثقافات والقيم الأفريقية – حسب التعبير المستخدم في كثير من الكتابات – وخاصة في العالم الجديد . وتبرز الفكرة بإلحاح شديد ما يسميه مفكرو الزنوجة ( كبرياء التراث والثقافة الإفريقية ) كما تؤكد بإلحاح شديد أيضا – أن كل السود في العالم هم ( أعظم الشعوب التي عمرت الأرض وأكثرها اعتزازا بكبريائها ) فالفكرة تمثل صراع الإنسان الأسود من أجل تحقيق حريته السياسية والروحية علي السواء , وتسخر في الوقت ذاته من ادعاءات الاستعلاء التي يتخذها المستعمر ابيضا كان أو غيره من المستعمرين إزاء الاصول الإفريقية الثابتة .

    إبراهيم طه بليه
    مؤتمر البجـــــا – المكتب القــــــيادي
    بورتسودان



    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب


  • شهداء إنتفاضة البجا في 29/ يناير / 2005 م الذكري العاشرة بقلم ابراهيم طه بليه 01-28-15, 04:38 PM, ابراهيم طه بليه
  • قراءة التاريخ كالتزام قومي بقلم ابراهيم طه بليه 01-20-15, 02:13 PM, ابراهيم طه بليه
  • يؤرخ التاريخ في تاريخ السودان بقلم ابراهيم طه بليه 12-25-14, 03:07 PM, ابراهيم طه بليه
  • الذكري السادسه والخمسون لاعلان تنظيم مؤتمرالبجا - العام 1958م بقلم ابراهيم طه بليه 10-25-14, 03:29 PM, ابراهيم طه بليه
  • الذكرى الرابعة والخمسون لإستشهاد دكتور طه عثمان محمد بليه /ابراهيم طه بليه 08-27-14, 05:50 PM, ابراهيم طه بليه
  • بعد 25 عامامنالمعاناه لايعقلحوار .. ابراهيم طه بليه 03-27-14, 05:46 PM, ابراهيم طه بليه
  • إنقاذالشعبي والوطني – تعيد إستنساخ نفسها وتجمد الوضع السياسي الي مالانهايه بعد 25 عاما من القهر وا 02-24-14, 04:33 PM, ابراهيم طه بليه























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de