|
Re: البشير يبشر بشلالات دماء جديدة (Re: عادل البراري)
|
لا يرد في خيال الإنسان أبداَ أن الأطراف السودانية سوف تلتقي يوماَ حول مائدة الوفاق ، وتلك مرحلة يمكن التكهن بها عندما يصل الإنسان السوداني ذلك المستوى من الرقي والفهم ، أما الصورة الحالية فمع الأسف الشديد تؤكد أن الأطراف المتناحرة في كل الساحات السودانية بعيدة جداَ عن تلك المفاهيم العصرية ، فهي مجرد أطراف جاهلة بدائية تجيد التطرف والعصيان بدرجة الجنون !! ، ولا تملك من المقدرات العقلة غير تلك السفاسف من الأمور ، كما لا يتواجد في الساحة السودانية ذلك الطرف العالي المقام الذي يجيد الحروب وفي نفس الوقت يجيد الحوار والمناورات والأخذ والرد بذلك المستوى الراقي العالي الذي يشرف السودان ويشرف الوطن ، مجرد أطراف همجية غوغائية متطرفة متشنجة تجيد العناد وتجيد الخراب !! ، وتلك النعوت تجري على كل أطراف الساحات السودانية ، سواء كانت تلك الأطراف التي تقبض بزمام الأمور أو كانت تلك الأطراف التي تمثل الطرف النقيض والطرف المتمرد ، ولا يوجد في السودان شخص واحد بذلك المستوى من الفكر والقيادة العالية ، تشير إليه البنان بأنه ذلك المنقذ الذي يمكن أن يقود البلاد إلى بر الأمان ، تلك الشخصية القيادية الفكرية المحنكة ذات المقدرة الذهنية العالية ، إنما هي تلك الساحات التي تعج بتلك الغوغائية من البشر التي تجيد النباح والصياح والتصريحات الهوجاء ، وحتى إذا تم اللقاء والالتقاء حول مائدة من موائد الحوار والنقاش والاتفاق نجد الساحات موبوءة بتلك المجموعات الغوغائية الجاهلة المتطرفة ، ومليئة بآخرين من شراذم الضحالة في الأفكار الذين يعارضون مجرد اللقاء والالتقاء !! ، وإذا تم الوفاق والاتفاق مع شرذمة من الشراذم تنبري في الساحات شراذم أخرى وهي لا تملك أدنى درجات المقام ولا تملك مثقال ذرة من الأفكار التي تفيد البلاد !! ، فهي مجرد عثرات من حجارة هابطة في مستوياتها تعطل مسارات التقدم في البلاد ، علل من تلك العقبات ، وزبد من تلك العقليات الهابطة البليدة لدرجة الغثيان . وأصناف من البشر كاد أن يتفوق على تفكيرها الحيوان .
والعبرة في هذا السودان ليست بتصريحات اللسان ، فحتى لو توخى أحدهم الحذر في ملافظ اللسان والتصريحات فلا نظن أن المستويات العامة في هذا البلد بذلك القدر من الحساسية التي تتأثر بالإفراط في الأقوال والتصريحات ، أو تتأثر بمجريات اللسان ، إنما هي تلك البيئة الفالتة المتمردة التي تقبل الألفاظ كيفما جاءت وكيفما لامست ، ولا فرق في ذلك بين ذلك الشاتم السافر وبين ذلك المشتوم الذي يستحق تلك النعوت !! ، مجرد حفنة من البشر تجول وتصول بغير أهداف عقلانية وهي لا تفرق بين الخطأ والصواب ، ولا تتأثر بمفاهيم التجريح والتنديد في الأفعال والأقوال والسلوكيات . فالكل في محنة الجهل والجهالة والبلطجة والفوضى سواء ، وقد عودتنا الأيام والتجارب بأنه لا بارز يستحق الدهشة حين يجاري المجريات بالألفاظ والسلوكيات الغير مقبولة ، ولا مشتوم يستحق الشفقة وهو ذلك الفالت الغير مسئول الذي يفني العمر كله في العناد والخراب ، لا نافذ يستحق التقدير والاحترام ، ولا متعاند جلف يستحق مقدار ذرة من الحسرة والأسف .
|
|
|
|
|
|