|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: أوبوسعهم حجب الشمس� (Re: عبد الحي علي موسى)
|
من المستحيل أن تطال الأباطيل فوق هامة الحقائق ، وقد كثرت تلك الحروف التي تجتهد لتنظيف السيرة الملوثة بالردة ، ومن أكثر الأقلام التي تحرث في الهواء وتجتهد دون الجدوى هي تلك الأقلام التي تضيع العمر وتجتهد في غسل الأدران الراسخة الملصقة بسيرة الرجل ، وقد كثر المجتهدون المرجفون بالأهواء في تبديل صورة المسقوط عن الأعين بنعوت الردة ، ومهما كانت صولات وجولات ذلك الاجتهاد فالمرتد هو المرتد والعياذ بالله ، تلك السيرة البشعة التي تمثل الصبغة الدامغة والتي تلاحق الصاحب في الدنيا والآخرة ، ولا تنفع في إزالتها جميع ألوان المزيلات ، ولو كان الرجل بريئاَ من تلك الوصمة حقاَ فلديه الحق يوم الحق ، حيث هنالك العدالة السماوية السامية ، أما هنا في الدنيا فالماضي قد رحل والسيرة مؤكدة حسب مفهوم المجريات التي جرت ، وحسب الأحكام الشرعية التي تمت ، وحسب مدة الاستتابة والإتاحة ، ثم قضي الأمر وكان الذي كان ، أما ذلك المجتهد الذي يجتهد الليل والنهار في إزالة تلك الوصمة المهلكة فهو يهدر الأوقات سداَ في نبش أسرار القبور ، ويهدر الأوقات فيما لا يجدي ولا يفيد ، وتلك الحقائق قد جرت عياناَ وبياناَ أمام الملايين من البشر ، وانتهت في حينها ، ثم أصبحت من الماضي بقياساتها التي ترسخت في الأذهان ، والحكيم العاقل لا يهدر الأوقات سداَ في محاولات يائسة بائسة لتعديل حقائق هي موثقة في الأذهان بالأدلة والبراهين ، وحتى لو نجح المجتهدون في تبرئة السيرة فإن التبرئة لا تفيد صاحب السيرة وقد رحل عن الدنيا ، إلا إذا كان الهدف من التبرئة هو مجرد تحقيق تلك الشعارات الدنوية الجوفاء البليدة التي لا تقدم ولا تؤخر ، والتي تدخل في نطاق الأهواء والعبث ، ولكن التبرئة الحقيقية المطلوبة تكون عند ساحة الميزان يوم القيامة ، فهنالك العدالة الربانية التي لا تظلم أحداَ ، ونصيحة المسلم للمسلم أن لا يدور حول حمى المحارم ، فالذي يجاري الدنيا من أجل الدنيا والشعارات الجوفاء فهو يدور حول حمى المحارم ويكاد أن يقع في نفس المصير المشئوم .
|
|
|
|
|
|