هل من سبيل للتقعيد الجمعي لمقاصد الشرع بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 05:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2015, 04:30 AM

عبد المؤمن إبراهيم أحمد
<aعبد المؤمن إبراهيم أحمد
تاريخ التسجيل: 12-24-2014
مجموع المشاركات: 41

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل من سبيل للتقعيد الجمعي لمقاصد الشرع بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد

    الكثير من العقود والمواثيق والقوانين في عالم الإنسان يتم تعديلها بتغير الزمان والمكان والظروف ولا يعدلها الا الطرفان المتفقان عليها. لذلك عهود الله مع الإنسان – قوانين الكتاب واحكامه وحدوده يحكمها (الكتاب بمثاني نصوصه، وعقل الإنسان وهما طرفي العقد) ولا يتعدل فهمها الا بموافقة العقل والنص. نصوص القرءان الحكيمة خارج الزمان والمكان ولكن النصوص الحاكمة تمارس فعلها في حدود الزمان والمكان. وعليه فهم نصوص القرءان الحكمية لا يتجدد الا بالقرءان ذاته وليس من خارجه.
    ان الوضع المتردي الذي تعيشه الأمة الاسلامية من تخلف في المعايش ومفارقة للدين وتسلط في السياسة وكبت في الفكر وجهل تعيشه الأمة سببه مفارقة الأمة لأصول دينها وإنشغالها بالفروع ومظاهر الدين وتركها لجوهره. فصرنا ندعي بأننا مسلمون وان الله لا بد ناصرنا وحقيقة امرنا خلاف ذلك، بينما غيرنا يعيشون قيم الإسلام الحقيقية بالرغم من ان مظهرهم لا يدل على ذلك. فصرنا نحن المسلمون في المظهر وصار غيرنا هم المسلمون في الجوهر. يا لها من مفارقة. واخطر ما في امرنا هذا اننا لم ندرك حقيقة هذا الوضع بصورة كاملة بعد. وحتى لو ادركنا فإننا ما زلنا عاجزين او يخاف بعضنا بعضاً من إتخاذ الخطوة الأولى في التغيير وإحداث الثورة الروحية الفكرية المرتقبة. كل واحد ينتظر الآخر لإتخاذ الخطوة الأولى ولا احد يريد ان يتحمل المسئولية. (كل ثورات العرب الربيعية القائمة تعتبر ناقصة ولن تكتمل ولن تؤتي اكلها بدون ثورة روحية وفكرية). اولي الأمر السياسي يعرفون ذلك ويشعرون به. بالذات المسلمين الأتقياء المتعلمين الذين درسوا العلوم الإنسانية وتعلموا في الغرب، كلهم يدرك فداحة المفارقة التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم، ولكن لا احد منهم يريد ان يحرك ساكناً. انهم يخشون الإسلام التاريخي المسلط على العقول. وحتى الكثير من رجال الفقه والدين الأتقياء يشعرون بالحاجة إلى التغيير والتجديد الكلي ولكنهم كذلك يخشون بعضهم البعض. حتى ان بعضهم يتحاشى حتى قول الرأي السليم في امور صارت واضحة وبين خطلها مثل الطهارة الفرعونية مثلاً والتي لم يجهر كبار العلماء ببطلانها إلا في زمن متأخر. فهم يخشون العامة لأن الإسلام كثير الإرتباط بالسياسة.
    إن الإصلاح الديني في أوروبا قد مر بنفس المرحلة ولكنه إنفجر في النهاية وكان ناتجه خيراً على أوروبا وعلى كل العالم. المؤسف في العالم الإسلامي اليوم هو ان بعض الذين يمسكون بزمام الأمر لا يشعرون بأي مشكلة فيهم، بل يعتقدون ان كل المشاكل آتية من الآخر وهم بذلك قانعون وسعداء ومنكرين لكل محاولة للتجديد ويستميتون ويستبسلون في الدفاع عن الوضع الراهن. هم سعداء بالوضع الراهن ولذلك على الجميع ان يكونوا سعداء كذلك! مثل اولئك الزعماء عليهم القبول بمبدأ التطور والتغيير والا فسيجرفهم التيار.
    ان التطور سنة من سنن الحياة ونزول القرءان بعد التوراة والإنجيل هو اعظم دليل على تطور الشرائع بحسب حاجة الزمن. منطق الأشياء يقول بأنه طالما ان الإنسان ما زال بعيداً عن مراد الله فإنه لا محالة هو في حاجة لفهم جديد في الإسلام يسعفه للخروج من المأزق الفكري والروحي الذي يقف فيه اليوم. لا بد من تطوير مسلمات الفقه التاريخي، مع إستصحابه، من اجل تأسيس فقه جديد يواكب التحولات الخطيرة التي اجتاحت العالم بما فيه العالم الاسلامي.
    لا بد من طرح إسلامي جديد ولا بد ان ندرك ان التطور نحو الأحسن وفي داخل النصوص ومن نص إلى نص آخر أي من أمر الله إلى أمر الله هو سير نحو الأحسن. أصول الفقه لا تتجدد (تجديد تطبيق) الا بتجديد أصول الدين (تجديد الفهم). بعض الإسلاميين يعملون على تكليس الإسلام وتحجيره وجعله مجرد معلبات وقوالب فكرية جاهزة للتنفيذ. يفعلون ذلك بحسن نية وهم لا يشعرون بفداحة الخطأ فيما يطرحون ولا بخطورته على مستقبل الإسلام والمسلمين بالذات في بلاد العرب. لقد هربت العناية الإلهية بالإسلام إلى امريكا ودول اخرى بحثاً عن تربة جديدة وبحثاً عن حرية الحراك والتجديد والإبداع فظهرت حركات اسلامية كاملة التجديد مثل حركة أمة الإسلام الشهيرة في امريكا.
    لكي نجدد أصول الفقه ونجدد إيماننا ونحيي ما اندثر من أصول الدين لا بد ان نعلم ان المقصد الأول والغاية الكبرى للشريعة واحكامها هي تسخير جسد الإنسان وحياته الدنيوية ومجتمعه ودولته من اجل إحياء الروح في داخل الفرد والأمة والمجتمع. من اجل فتح طرق الإتصال الروحي بين المسلم وخالقه. من اجل تحقيق مقام الخلافة الذي خار عزم أبينا آدم عن تحقيقه ومن اجل اعادة بناء النظام الأول الذي فقده آدم وحواء، ومن اجل ان يصير الإنسان نفسه تجسيداً حياً لقيم السماء ويصير الإنسان الكلمة المجسدة في اللحم والدم، ومن اجل ظهور نموذج الإنسان الكامل الخليفة وخلق آدم من جديد. ولكي يتحقق كل ذلك علينا ان نتعرف على بعض الرؤى الجديدة في فهم مقاصد الشرع العقدي (اصول الدين):
    نلاحظ ان العمل الديني في كلياته يسعى لخلق الإنسان روحياً من جديد لكي يعود كما كان "يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)" الأنبياء. و"قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)" الأعراف. من قبل ان يعصي آدم الله ويخرج من الجنة. اي ان العمل الديني والرسالات والهدى هي رحمة وعلاج ودواء، للإنسان الخارج من الجنة، من الله لبني آدم وعدهم بها منذ هبوط آدم من الجنة "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)" البقرة. هذه الرحمة والنعمة بالرغم مما يغلفها من مصاعب وشدة ومغالبة للنفس، الهدف منها في حقيقة الأمر خير محض للإنسان بهدف إعادته مرة أخرى إلى النظام الأول الذي كان فيه ابونا آدم وأمنا حواء قبل الهبوط. بإطاعتنا للدين ولله ورسله نسير في طريق الله لنحقق الغاية التي خلقنا من اجلها ونعيش في الجنة في الأرض بأجسادنا وأرواحنا، وبعد الموت تدخل أرواحنا الجنة لتعيش فيها إلى الأبد. ولن ينال الله من كل هذا إلا الرضا والسرور. اي ان العمل الديني كل علله ووسائله ومقاصده هي من اجل الإنسان نفسه والإنسان من اجل الله سبحانه وتعالى. قال تعالى في حق موسى عليه السلام "واصطنعتك لنفسي".























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de