حامد فضل الله بقلم د. هاشم مساوي-المدينة المنورة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 01:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2014, 07:42 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2043

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حامد فضل الله بقلم د. هاشم مساوي-المدينة المنورة


    هو طه حسين و لكنه مبصر و عيونه مفتوحة على تفاصيل الحياة و لا يفوته مشهد. إنه إبراهيم ناجي و لكنه مارس طبه و فضل الواقعية على الرومانسية و تعايش مع المباني القائمة و لم يضع وقته في البكاء على الأطلال. إنه مصطفى سعيد بعنفوانه و لكن ليس بعنفه لأنه لم يقتل جين موريس بل تزوج الأوربية بالحلال و أنجب الأطفال إنه حامد فضل الله.
    أقرأ كتابك أحاديث برلينية و أشعر بمزيج من المتعة و المسئولية كأني أنا الكاتب و القارئ في ذات اللحظة. اتفق و اختلف مع الأفكار. أحياناً أفهم و أحياناً أتفهم و أحس أنها مسألة داخلية و كثير من فقرات الكتاب تشعرني بأنك أنا أو أنني أنت.
    المداد الذي كتب به الكتاب هو عينة دم من شخصية حامد بتشخيصها السهل الممتنع و قد انسابت على الصفحات. و كما أعرفه ربما يخاف من الدين و لكن لا يخاف من رجال الدين. و كذلك كان عمه الجعلي ود القرشي يطلق اسماء جريئة على أغانيه , رب الجمال , رب السعادة و يا إله فني. منذ فترة لم أقابل حامد فضل الله و لكن رأيت صورته و قد اشتعل الرأس شيباً و قرأت كتابه و أدركت أن هناك شعرة واحدة لم يدركها الشيب و البياض و هي شعرة معاوية التي ظل يحافظ على سوادها البيولوجي بلا صبغة و يتواصل بها حتى مع أكثر الناس شدة و تشدد سواء في (بنابر) الحكم أو منابر المعارضة داخل أو خارج الوطن. الكتاب يكاد يقوم مقام المعرفة الشخصية للأخ حامد فهو مواطن سوداني لم يتخل عن وطنيته و بالرغم من أنه يسكن خارج الوطن إلا أن الوطن يسكن بداخله و سيرته الذاتية مرتبطة بالوطن حتى في السنوات الأخيرة و لكنه مواطن عالمي. زاد ارتباطه بألمانيا التي وجدها باردة و جاهزة و حقوق الإنسان فيها تحتاج فقط لإضافات بسيطة يعرفها هو و قد ذكر جزءاً منها في كلامه عن وضع الإسلام و المسلمين و هناك أشياء معينة لا و لن ينالها المسلمون في ألمانيا إلا بمساعدة أفعال و أمثال حامد فضل الله أو أي نسخة مشابهة له فهو (universal) كوني في التكوين و البرمجة و (international) عالمي في الأداء و العطاء (Input and Output). مثل بقية العقد الفريد من أخواني قدامى المغتربين في ألمانيا الذين تراكمت في شخصيتهم عدة شخصيات ابتداءاً من كونتا كنتي بطل رواية الجذور و حتى أليكس هيلي الحفيد السابع في تسلسل و تراكم الجينات الوطنية السودانية. و لكن إذا سافر حامد فضل الله إلى مكة المكرمة و المدينة المنورة للعمرة و الحج فيكون قد جدد شخصية مالكوم إكس الذي زار السودان بعد الحج و رجع لأمريكا بتفهم جديد فأنا أرجو و أترجى أن تحضر يا حامد للحج هذا الموسم ثم تمر على السودان ثم ترجع إن شاء الله إلى المانيا. ساعدت الطبول و النوبة و الدفوف الصوفية في انتشار الاسلام في أفريقيا و ساعدت التجارة على انتشار الاسلام في آسيا و الآن تساعد الثقافة و الأدب و الفكر في انتشار الاسلام في ألمانيا و أوربا و أنت يا أخي مثقف و مؤدب و مفكر تؤاخي بين الحداثة و الإيمان. ترجمة مقاطع من كتابك تخدم الدعوة كثيراً و الذي أرجو أن يكتب حتى عنوانه بالألماني بجانب العربي. كتاب الإسلام بين الشرق و الغرب لكاتبه على عزت بكوفتش به الكثير من الأفكار العميقة و الحقيقة ذكرني بها كتابك و كتابات مراد هوفمان مثلاً تأتي من تجارب مسلم جديد من الغرب الأوربي و تكاد تأتينا معها (عقدة الخواجة) مرة أخرى و لكني أرى فيك المسلم القديم و الأفريقي في أوربا يخرج حقوق الإنسان من حقيبته السودانية. و أكاد أجد الإجابة في كتابك عن السؤال: من أقرب للإلحاد, الإسلامي السياسي الذي يقيد الدين بإمكانيات البشر و يعجل الثواب لجماعته و العقاب للآخرين في الحياة الدنيا و كأنه عملياً لا يرجو الآخرة أم المسلم العلماني الذي يؤمن بالعدالة و حياد الدولة. و ربما ينتظر الناس الإجابة الحضارية من مدرسة الإسلام الغربي أو سمها ما شئت على غرار المدرسة السلفية و الصوفية و الإخوانية الخ.
    نحن الأفارقة عرفنا المدارس الفكرية الغربية أثناء و بعد التحرر مباشرة في المدرستين الفرانكونية (فرنسا) و الأنجلونية (انجلترا) كما انعكست على أدبيات منظمة الوحدة الأفريقية و تجلى مثل سنغور من الأولى و نكروما من الثانية و الآن لحقت بهم و تجلت المدرسة (الألمانية) لقاح بين الإثنين و كتاب حامد فضل الله نتاج و إضافة رائعة و تعبير عن رواد هذه المدرسة. كتب سيرته الذاتية بطريقة المفيد المختصر و كعادته يعبر بك بسرعة مباشرة من أخباره إلى أفكاره و كأنه يروج لحزب و هو ليس له حزب و كما قال (أنا لست حزبياً و لا أخفي في الوقت عينه معارضتي للنظام الحاكم) فنحن الذين نعرفه نعرف أن بداخله مؤتمراً لعدم الإنحياز منذ ايام باندونق. ذهبت معه مرة إلى محفل ثقافي في برلين الشرقية و تناولت ذلك العود العراقي و غنيت آخر المقطع للأرض الحميمة و للظلال الزرق في غابات كينيا و الملايو فأعجب الحضور و عرفوا أننا و كلنا في الهم و الآمال شرق. حامد كالمدخن يدمن السياسة و يتضايق منها و يبيع و يشتري في سوقها و يدفع الضرائب و ينوء بهموم الربح و الخسارة كل ذلك و هو لا يملك دكان. رغم واقعيته إلا أنه ما زال يحلم بالسياسي الذي يجمع و لا يفرق و مانديلا يقول السياسة تفرق و الثقافة تجمع و بطريقة أقوى تذكرت قوله و أنا أتابع في قناة جنوب السودان ابراهيم دينق الدينكاوي الذي أخذ طمبوره الشايقي معه إلى جوبا و يردد (يا يمة رسلي لي عفوك ينجيني من جور الزمان) و يعتلج بداخلي ألم الفصال مع أمل الوصال. و قد كتبت في مقال سابق للمرحوم كمال حنفي و قلت لو تركوا موضوع الوحدة مع الجنوب إلى عوض دكام و محمد أحمد عوض و رمضان زايد لأنجزوه أفضل من السياسيين.
    جميل أن أقرأ عن شخصي الضعيف في ثنايا الكتاب (ما اضعف الإنسان) و جميل أن أكون شخصية في حنايا الخاطر لأن الخاطر منطقة في العقل منزوعة السلاح بعيدة عن الحرب قريبة من الحب و كثيراً ما غنينا, عشان خاطرنا و دايماً أطيب خاطرك الغالي. و يا ليتني أرسلت لك قصيدتي أبواب المسجد التي تحدثت أنت عنها و علقت عليها في منتدى في برلين و هي مرفقة الآن مع هذه الرسالة فقد كانت شخصياتنا أنت و أنا و الفاتح و ياسر و صلاح و جعفر الى آخر القائمة تتداخل بين ابياتها و موسم الهجرة الى النفس المطمئنة. و كما ورد في كتابك الحديث عن الناس البلاستيك في ألمانيا ستجد أيضا إشارة للجمال البلاستيكي في القصيدة. يا أخي حامد أنا عانيت مثل دكتور لاكس كما ورد في كتابك الذي أتهم باليمينية في برلين الشرقية و باليسارية في برلين الغربية فقد كان السياسيون من جماعة ألمانيا الشرقية يتعقدون من هذا اليميني الذي يهوى الفن و يرتاد المجالس و في ذات الوقت كانت التوصيات تأتي لطلاب اليمين من قياداتهم ليأخذوا حذرهم من هذا اليساري الذي يرتاد المساجد و الأمر يعود لخلط الجانبين بين الدعوة و السياسة و كما ذكرت لأحد المنظمين اليمينيين عندما قابلني لأول مرة و قال لي مستغرباً (إنت ما قالوا عليك يساري؟) فقلت لهً (أصحاب اليسار ليسوا هم أصحاب الشمال) و شرحت له كيف أن وضعي يعتمد على موقع الآخر فإن كان في أقصى اليمين فإنه يراني يسارياً و إن مع العسر يسراً و إن كان هو في أقصى اليسار فسوف يراني يمينياً و ربنا يجعلنا من أصحاب اليمين و الحمد الله فكلا اليسر و اليمن مذكور و مشكور في القرآن و القرآن كريم.
    ساعدني كتابك لأوصل أفكاري لابني محمد و هو يحزم حقائبه ليبدأ موسم الهجرة إلى الشمال و يتخصص في الغرب فإما يبقى مثل حامد أو يتخارج مثل هاشم و لكن لا يغرق مثل مصطفى سعيد.
    سلامنا لأسرتك الجميلة و تلك المرأة العظيمة بريجيتا التي تعايشت مع جعليتك عبر السنين و عاشت مع شمال و جنوب السودان و نسابتك الذين لم تصلنا أخبارهم عبر السطور في هذا الكتاب و قد توقعنا أن نجد الكثير عن تعاملهم معك و تعاملك معهم خاصة و أن للألمان الشرقيين إشفاق و حنية و كأن كلمة (Schwiegereltern) مشتقة من كلمة شفقة. و عموماً فإن الحياة الأسرية أكثر مجداً من الحياة القبيلة المتخلفة أو الحياة الإنفرادية المتعصرنة و أقوى على مقاومة الظروف (في زمن ماشي و زمن جاي و زمن لسة).
    أسأل الله لك العافية يا أخوي حامد و العافية أشمل و أكمل من الصحة فالعافية ترددها حبوباتنا و أمهاتنا و يطلبنها أكثر من الصحة كما جاء في هدى النبي صلى الله عليه و سلم (سَلُوا اللَّه العافيةَ في الدُّنْيا والآخِرةِ) لأن العافية تصاحب صاحبها للعالم الآخر و الصحة تفارق صاحبها قبل نهاية الحياة الدنيا و الآخرة خيرٌ و أبقى.
    المدينة المنورة صفر 1436 – ديسمبر 2014

    أبواب المسجد


    هل هو العائد من فجٍ عميق
    تبادلته المطايا
    و ركبان القوافل
    فاشتكي طول الطريق
    و شاب من هول المسافة
    أم هو الصاعد من درك سحيق
    طوقته المنايا
    و غاص مركبه الغريق
    و تباعدت عنه السواحل

    ما بالغريب
    بل رهيب أمر هذا الفاتح الأبواب
    قبل أن يبدى سؤال
    يسدى كل أسباب الضيافة
    لا قائمة للحظر
    لا دفتر للأقوال
    بل مفتوحة كل الأبواب
    من ظُلم بأبواب العدل و التقاضي
    ومن ظَلم فأبواب الفضل
    و التراضي
    و ممنوحة كل الخيارات البدائل

    هذا العائد المسكين
    بدأ التوسل بالتعذر و التأسف

    للتفريط في الفرض
    و إهمال النوافل
    تعلل بالمعيشة و بالدراسة
    بشبهات الشيب
    و شهوات الشباب
    بأخطاء الغير
    و حتي سوء الطالع
    أدرجه ضمن أنواع الوسائل

    و ربي ما سئل
    كريم هذا الفاتح الأبواب
    يخط صفحاً تحت الجواب
    قبل أن تُبدى المسائل

    هذا العائد المسكين
    حكي سيرته الذاتية
    عادية مثل أشباه الحكايا
    كان يسعي في المدينة
    كل صبح و مساء
    ينو بأعباء الوظيفة كل يوم
    و ما اهتم يومآ بتبليغ الرسائل
    كان أذا ما اتسع الهم
    من كلف الحضارة
    و ضاق الصدر من نفس الحريق
    يأتي أزهار المدينة رغباً و رهباً
    فيحتسي السم المذاب
    في رشف الرحيق
    و يصتنع من البلاستيك الخمائل

    نزف الوقت زمناً من الأحشاء
    و تسلل العمر هرباً
    رغم أحكام الحراسة
    و كان كلما جمع للسعد ذهباً
    غاض السعد و ازداد الشقاء
    و تفرق الجمع من حول التعاسة
    شغله علم الأمراض
    عن الأمراض
    فما بلغ العلم أهداب اليقين
    رغم إتقان الدراسة
    تعالت الأماني علي الطموح
    فما جاوز الحلم أوهام الخرافة
    اعتنق الآراء للأحكام مذهباً
    فما صادف الحكم عدلاً
    رغم تبرير السياسة
    ما قاوم العظم وهن السنين
    رغم أنواع الوقاية
    إختلف العلاج مع الشفاء
    فتسلل السقم الدفين
    بين أسباب البقاء
    و تهرأت أنساج الخلايا
    فما سلم من القلب إلا الرجاء
    مضي به مع المتلاحقين
    برد به النفس عن حر الحماسة
    فكان في آخر المتأخرين

    جميل هذا الفاتح الأبواب
    ما انتظر للعفو سبباً
    وما نظر إلا في النوايا
    فقربه مع الواصلين من الأوائل

    أطرق فإذا مكتوب
    ممنوع خيبة الأمل
    انطلق فما زال للعمر بقايا
    و لابد للرجاء من عمل
    أصدق الرجاء بالعمل
    أحسن الرجاء بالعمل



    هاشم مساوي برلين. شتاء‏ ‏95
    E- Mail : mailto:[email protected]@hotmail.com























                  

العنوان الكاتب Date
حامد فضل الله بقلم د. هاشم مساوي-المدينة المنورة مقالات سودانيزاونلاين12-18-14, 07:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de