أزمة الحكم في العالم الاسلامي عبدالعليم شداد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2014, 09:09 PM

عبدالعليم شداد
<aعبدالعليم شداد
تاريخ التسجيل: 09-18-2014
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة الحكم في العالم الاسلامي عبدالعليم شداد

    كان من المفترض ان يكون عنوان هذه المقالة أزمة الحكم في العالم الاسلامي المتخلف, ولكن تجنبا للعناوين المستفزة حزفت كلمة المتخلف, والمقصود بالعالم الاسلامي هنا الدول التي يدين معظم سكانها بالاسلام وبالاخص الدول الناطقة باللغة العربية فهي تتعرض لمؤثرات ثقافية ومعرفية متشابهة نتيجة لعامل اللغة, واما التخلف المقصود فهو التخلف الفكري عن العالم الغربي والذي يظهر في ضعف تحليل المشكلات المحيطة ووضع الحلول الصحيحة لها, والذي يمكن ادراكه بسهولة بمقارنة كمية الانتاج الفكري المنتج من ناحية اعداد الكتب الصادرة وجودة محتواها وعدد القراء واعداد مراكز التفكير والدراسات, حيث تقول الاحصائيات ان ما تنتجه الدول الناطقة بالعربية من كتب يبلغ اقل من 2 % من الانتاج العالمي, وفي تقرير اصدرته مؤسسة الفكر العربي في عام 2007 ( احدث احصائية متاحة) ان اجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي في ذلك العام كان حوالي 27800 كتاب, هذا مقابل ملايين الكتب للعالم الغربي في كل عام, حيث تنتج الولايات المتحدة وحدها اكثر من 300 الف عنوان جديد سنويا, وعن معدل القراءة فالفرق ايضا شاسع حيث تقول بعض الاحصاءات ان معدل قراءة الامريكي السنوي 11 كتاب والبريطاني 7 كتب وان متوسط قراءة الفرد الاوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق, وحقيقة الامر ان الاحصاءات المحزنة كثيرة بالرغم من انها قد لا تكون دقيقة احيانا ولكنها بكل المقاييس تظهر فجوة فكرية ومعرفية واسعة بين العالمين الغربي والاسلامي ويظهر ذلك في كمية الكتب التي يكتبها الساسة الغربيين, ففي الولايات المتحدة معظم الرؤساء الامريكيين لهم مؤلفاتهم فالرئيس الحالي باراك اوباما (53 عاما) له اكثر من ستة كتب, و جورج بوش الرئيس السابق له خمسة كتب, و بيل كلينتون سبعة كتب, اما رؤساء منطقتنا فلا نعرف لهم شيئا يذكر, هذا مع ملاحظة ان غالبية الكتب الصادرة في المنطقة لا تتناول القضايا الحيوية بعمق خاصة فيما يتعلق بالحكم والسياسة والمجتمع, كما يظهر اهتمام الحكومات الغربية بموضوع التفكير والدراسات في العدد الكبير لمراكز الدراسات حيث يبلغ عددها في اوروبا 1818 مركز وفي الولايات المتحدة 1828, ولا نستطيع ان نقارنها بتلك المراكز الموجودة في الوطن العربي نتيجة لفارق الكم والكيف المنتج واعداد الباحثين وجودتهم فمراكزنا معظمها مراكز تفكير بلا مفكرين, كل هذا جعل المتعلمين والسياسيين في المنطقة لا يدركون المؤثرات الحقيقية التي تقود السياسة والمجتمع في المنطقة مما اوجد واقعا متازما على الدوام وافشل معظم جهود الاصلاح والتنمية في معظم هذه الدول, وجعل الحكومات تغرق في اتفه المشكلات فهي تدير الدول كما تدار الشركات التجارية.
    النقطة الجوهرية والمحورية لفهم السياسة في المنطقة الاسلامية والتي لم تحاول الاحزاب والجماعات السياسية فهمها حتى الان, هي ان الاسلام دين مغروس في وجدان كل مسلم لانه مع المسلم باحكامه وتعاليمه في كل مكان, فهو معه عند قضاء حاجته وعند اكله وشربه وعند نومه وصحيانه وعندما يخرج او يدخل بيته وعندما يصلي صلواته الخمس, فالاسلام حاضر في كل المعاملات اليومية للمسلم, حتى ان لم يلتزم به فهو يعرف ان للاسلام مقال فيما يفعل, فهو منهج مكتمل يغطي جميع جوانب الحياة بكل تفاصيلها, و تأتي المغالطة الكبرى عندما تصر الجماعات والاحزاب اللا اسلامية وتتحدث عن فصل الدين عن الدولة وان السياسة لا علاقة لها بالاسلام وما الى ذلك من حديث يعد مغالطة للواقع وللتاريخ, فتاريخيا كان الاسلام منذ بدايته دولة والكثير من احكامه وتشريعاته لا تنفذ الا بدولة, والخلفاء الراشدين الذين يعرفهم كل مسلم كانوا رؤساء دولة, فالاسلام منهج محكم متكامل للمجتمع ولقيادته المتمثلة في الدولة, وبذلك يختلف عن غيره من الاديان, فالمسيحية الحالية مثلا يمكن اعتبارها دينا روحانيا يختص بتنمية الروح والسمؤ بها فهي لا تغطي جوانب حياة الفرد والمجتمع كما يغطيها الاسلام ولذلك كان من السهل اخراجها من الحياة اليومية للمجتمع والسياسة.
    وبمراعاة كل ما تقدم نجد ان الاسلام دينا متغلغلا في وجدان الشعب المسلم وتحت ظله يرجوا الحياة الكريمة, والدولة الاسلامية دولة العدل والاحسان مغروسة في مكان خفي في وجدان كل مسلم كل ما سمع مناد يناد بها رنا قلبه بالفطرة اليه ووجد نفسه بدون وعي منقاد ومتعاطف معه ومعاد لاعدائه, وعليه فانه عندما تاتي اي جماعة سياسية مهما كانت ضحالة فكرها وضعف وعيها بالاسلام وسياسة امور الناس والتعامل مع العالم الحديث من حولها وتعلن ان منهجها هو الاسلام فستجد الترحيب من الشعب وسوف يتبعها معظم الشباب الحي المحب لدينه, ولن تستطيع الاحزاب اللا اسلامية ان تقف في وجهها بل انها وبنفخة صغيرة وبدون اي مجهود يمكنها في لحظات ان تهدم ما بنته تلك الاحزاب في سنوات, واذا ما كانت تلك الجماعة في سدة الحكم واجتهدت تلك الاحزاب اللا اسلامية في بيان وتوضيح فشل وفساد تلك الجماعة السياسية واقنعت الشعب بذلك فان هذا لا يعني ان الشعب سيتمناها بديلا بل ستدخل الشعب في حيرة وسيكون لسان حاله (ومن البديل), فالاحزاب اللا اسلامية لا تشكل اي خطر علي حزب منتسب للاسلام الا باستعمال القوة القاهرة او بتجريده من اسلاميته فالخطر الوحيد الذي يواجه الحزب الاسلامي هو ان يظهر له حزب اخر افضل منه اسلاما, فلا ينافس الحزب الاسلامي الا حزب اسلامي اخر, وهنا تبرز الازمة الناتجة عن مشكلة العجز الفكري العام, فالجماعات اللا اسلامية لا تحتاج فكرا للحكم وادارة المجتمع فهي تاخذ من المنهج الغربي مباشرة اما الجماعات الاسلامية فتصعب عليها ادارة المجتمعات الحديثة والتعامل مع العالم الخارجي, فتجد نفسها اما في صراع مميت مع الغرب واما ان تستسلم له وتبداء في التخلي عن الاسلام شيئا فشيئا لاجل البقاء في الحكم. وبالنظر للواقع السوداني نجد ان هناك حزبا وحيدا هو الحزب الحاكم يتكلم عن الاسلام فحتى الاحزاب القديمة التي قامت على خلفيات اسلامية لا تتكلم عن الاسلام ولا تقول ان لديها منهجا اسلاميا فكل كلامها عن الديموقراطية والحرية ومحاربة الشمولية والدكتاتورية وهذا قلل كثيرا من وجودها في الوجدان الشعبي ويظهر ذلك في عدم قدرتها على الحشد والتعبئة, وحتى الاحزاب التي انشقت عن الحزب الحاكم لم تقل انها احزابا اسلامية فاصبحت اكثر بعدا عن الوجدان الشعبي, وبهذا تصل الساحة خالية امام الحزب الحاكم من المنافسين المؤثرين.
    ان العالم اليوم يختلف تماما عن العالم قبل فترة الاستعمار السابقة بحيث يمكن اعتبار فترة الاستعمار فترة فاصلة بين عالمين, في العالم السابق كان الكافر يعذب المسلم ويقتله لدينه ان تمكن منه (كفار قريش والحروب الصليبية نموذجا), حيث كان العالم يقوم على العنف والقوة فقط وتتوسع فيه الدول باقصى ما تستطيع, اما عالم اليوم فقد تغير فيه كل شيئ حيث اصبحت هناك حدود بين الدول تحول دون توسعها اذا ما كانت اقوى من جيرانها, وتغير فيه حتى الكافر الذي اصبح يسمح للمسلم بان يدخل بلاده ويتعلم من علومه ويستفيد من صناعاته ويسترزق من العمل في بلاده, وعندما يحارب المسلم لا يحاربه للدين وانما يحاربه كي لا يفسد عليه حياته, فالعالم الغربي كما هو معروف قد انقلب على الكنيسة وابعدها عن التاثير في مجريات الاحداث وحولها لتمثال جميل يتزود منه من يريد بالطاقة الروحية, ولذلك هو لا يفهم ان الدين يمكن ان يقود الدولة والمجتمع فالدين في نظره تخلف وهمجية وعودة للوراء فدينه اليوم هو الاستمتاع بالحياة معتمدا فقط على البحث والتفكير والتحليل المنطقي, وهنا تنشاء الحركات الاسلامية الحديثة وفي بالها ذلك العالم القديم وذلك الكافر الصليبي الذي يحارب المسلمين فتعلن الحرب عليه فيرد عليها بالقتال حفاظا على الحياة التي يحبها ولا يعرف غيرها.
    ان الاسلام دين صالح لكل زمان ومكان فهو دين الابهار والاعجاز على الدوام ابهر الناس بالبلاغة والبيان عندما كانت هي ثقافة المجتمع الذي نزل فيه وابهرهم بقوة ومتانة العقيدة العسكرية عندما كانت هي الضرورة لانتشاره, اما اليوم فمفاتيح العالم في قوة الحجة والافكار, فعالم اليوم يقراء ويكتب اكثر من اي وقت مضى وعالم اليوم يحب الحياة ويبحث عن الراحة والسعادة بكل مايستطيع, يبحث عنها في كاس من الخمر او في جرعة مخدرة او في موسيقي لذيذة او في سينما يهرب بها الى عالم الخيال, اما الطمانينة و السعادة الكبرى فهي في احكام الاسلام فاي حكم في الاسلام هو مشروع كتاب يمكن ان يكون سببا لاسلام الملايين, نعم يمكن للاسلام ان ينتشر في العالم القوى بدون اطلاق طلقة واحدة, فقط بقوة الحجة والفكرة.
    ان ازمة الفكر السابقة تظهر واضحة في واقعنا السوداني, فبلد كالسودان به حروب في معظم انحائه ومشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية كان من المنطقي ان تصدر عشرات بل مئات الكتب التي تدرس تلك المشاكل وتضع الحلول المنطقية لها خاصة من اعضاء الحزب الحاكم ومن قياداته وهكذا تتعرف الاحزاب على اعضائها وتضع الشخص المناسب في المكان المناسب, ولكن هذا مالم يحدث بل حتى الكتب التي توضح الافكارالاساسية ورؤية قيادة الحزب وفهمها للاسلام لا توجد, كل هذا يدل على احتقار كبير او عدم وعي بقيمة الافكار, وعندما يحدث هذا تضعف الفكرة الاساسية وتنذوي وتعلو الشخصيات وتطغي بشهرتها ونفوذها وشبكة علاقاتها على غيرها وتسود لغة العظمة الشخصية فيعجز الحزب حتى عن اكتشاف البدلاء المبدعين ويبداء بفقدان ابناءه المحترمين لشعورهم بانهم اصبحوا يخدمون اشخاصا لا فكرة, وللاستمرار يلجاء الحزب الي التحالفات المفاجئة الغريبة المثيرة للدهشة التي تحتاج وقتا لاستيعابها فيذيد بها من عمره, وهذا الوضع لا يبني دولة حضارة ولكن يمكن ان يبني دولة اعاشة ولا يدخل النظام في بيت التفاعل العالمي بل سيضطره لان يدخل بيت الطاعة العالمي.
    خلاصة القول ان الاحزاب اللا اسلامية لن تستطيع ان تحكم ايا من دول العالم الاسلامي الا بقهر الشعوب لان منهجها مصادم للدين المتمكن من النفوس وستظل على الدوام مرعوبة من اي صوت اسلامي, اما الاحزاب والحركات الاسلامية فيمكنها بكل سهولة ان تصل للحكم فالدولة الاسلامية مغروسة في اعماق المسلمين تنتظر المنادي, ولكن سيكون فشلها فيه هو المتوقع خاصة اذا حكمت بلدا به مشكلات اقتصادية واجتماعية, والمخرج من هذه الازمة هو وجود فكر مسؤول للدولة الاسلامية, فكر مستمد من المفاهيم الاسلامية يحقق النمؤ والتطور و يقول للاخر انا مختلف عنك, ولكني ساجادلك لاني واثق من انك ستكتشف ان ما عندي افضل من ما عندك.























                  

العنوان الكاتب Date
أزمة الحكم في العالم الاسلامي عبدالعليم شداد عبدالعليم شداد11-04-14, 09:09 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de