|
|
 طه سليمان .. لا تحاولوا تغييره، تقبلوه او دعوه ! بقلم : قور مشوب
|
بكل صراحة، لم افهم حتى الآن جدوى الضجة التي تُثار بموضوع ظهور طه سليمان في إحدى حلقات برنامج" اغاني واغاني " والذي ظهر فيه وهو يُمسك بمايك مرصع بالألماص ومكتوب عليه إسمه كما يُثار في الوسط الفني السوداني .
طه سليمان وكغيره من نجوم الفن السوداني، هو يختلف كلياً عن آقرانه من المطربين الشباب .. فهو وكعادته، عودنا دائماً على الإبداع والإبتكار طوال مسيرته الفنية، ولكن كعادته ولأنه لا يرضى بالشيءالقليل فلم يبقى على حال وتحول لمكان او أمكنة اخرى .
البعض رأى ان طه مُثير للجدل، هو كذلك بالفعل، ففي مختلف المجالات التي تكون فيها الأضواء مسلطة كثيراً على الناشطين فيه، إن لم تكن مُثيراً للجدل فينبغي على ذلك الشخص ان يخرج من هذا المجال فوراً .
لا أرى داعي للتظاهر بأننا لا نخطيء أبداً، طه مثله ومثل اقرانه يجب عليه ان يكون محاطاً بالأضواء، ولكن ليس لتلك الدرجة التي يصنع فيها المهتمون بالشأن الفني ضجة ويعطونها أكبر من حجمها اللازم والمعتاد .
طه لم يقتل أحد، ولم يرتكب جرم بالتأكيد، هو لم يرتكب فعل شنيع حسب وجهة نظري الشخصية، فقد حاول ان يُبدع أكثر وهو بريء من كل تلك الضجة والإنتقادات التي لحقت به من قبل المهتمين بالشأن الفني .. فظهوره أرى بأنه كان لائقاً أكثر من اللازم حتى .
منذ ان عرفت طه، وهو قادر على الإبداع والابتكار في كل ظهور فني له .. وذلك دون الخروج عن النص، وهذه صراحة تُقدر .. فهو يفعل كل شيء في الأضواء دون ان يكون خلف الكواليس مثل ما يحدث مع بقية اقرانه .
المأخذ الرئيسي، الذي يتم إنتقاد طه فيه كل مرة .. هو تخليعاته الغريبة، بكل تأكيد تلك التصرفات لا تشبه عادة المجتمع السوداني لكنها أقل تاثيراً عن البقية، فهو يحاول الخروج عن المآلوف ولو قليلاً في بعض المرات .
ان دققنا النظر في تصرفات طه، فإعتقد بـن البعض يحسده على النجاح الذي حققه في مسيرته الفنية .. حتى الآن لا أرى انه قد فشل، بل العكس فكما هناك جوانب سلبية في مشواره لا يجب ان نتغاضى عن الجوانب المضيئة في مسيرته الفنية ايضا .
ولكن دعونا لا نقف عند هذه النقطة كثيرًا ونركز أكثر على تاريخ ومسيرة هذا الفتى المثير للجدل، الرائع، الاستثنائي والمُحبب للجميع برغم إختلافهم الكبيرعليه والآراء المتباينة حوله، نعم وأشدد على وصفي هذا له .
بالطبع،طه أضاع على نفسه فرصة كبيرة جداً لكي يقدم مسيرة فنية أعظم بكثير من تلكالتيقدمها،في الحقيقة حياة طه إشتملت على العديد من الاخطاء المتتالية لكن ما يُعاب عليه انه لا يتعلم من اخطائه .
كل ذلك بدون ان يشعر بأدنى مبالاة جراء كل تلك الاخطاء والانتقادات التي لازمته، خاصةً في الفترة الاخيرة والتي اعقبها انتقاد المطرب الكبير سيف الجامعة له، فهو برهن عن قدرات واحترام كبير جداً تجاه كل من توجه له بالانتقاد .
لم يختلف احد على موهبة طه سليمان في يوماً ما، لكن البعض يرفضون الاعتراف بموهبته الفنية الكبيرة وصوته الجميل الذي يملكه، فغالباً ما كانت الاحاديث حوله كلها سلبية ولم تكن تعترف بشيء جميل فعله ابداً .
طه ما زال يمتلك السحر الكافيء والموهبة الفنية الكبيرة التي تجعله دوماً حديث الوسط الفني السوداني في كل يوم، فهو لا يحب البقاء بعيداً عن الاضواء حسب ما أعرفه عنه والحديث يدور الان حول ما إذا كان ذلك أخر ظهور له يكون مثيراً للجدل ام لا ؟!.
لكم ان تتخيلوا ان موهبة فنية مثله لم تكن في يوماً من الايام محل ترحيب وإشادات واسعة جداً وعلى الاطلاق، ربما لا يحظى بفرصة مثل تلك التي سنُحت له أبان صدور البومه " بريدك 14 " والذي كان ساحراً جداً فيه .
البعض يتعامل مع طه وكأنه الرجل الذي ينتظر منه ان يقوم بإسعاد الغير ولو للحظة او لحظات، ولكنه لا يُمكن أن يطلب منه أحد أن يلتزم، أن يحفظ أي ميثاق أو مسئولية، لايُمكن أن لايطلب منه أن يشعر بالندم ولو لمرة .
بعيدًا عن كبار النجوم المستحوذين على السوق الإعلاني والجماهيري فطه لا يريد ذلك، لايريد أن يكون منه مطلوبًا أن يحافظ على شيء، ولأن الندم شعور إنساني طبيعي فهو لا يجد أي غضاضة في ذلك .
طه لا يجيد تقديم ضمانات للناس على انه لن يقوم بعمل مغاير تماماً مثل الذي قام به مؤخرا، وربما يتم حكي قصته للأجيال القادمة كعظة ومثال .. لكن باعتقادي هو نموذج طبيعي للإنسان بتقلباته وبإبداعه وبقدرته على أن يُكلف نفسه بالالتزام، أوأن يتغاضى عن ذلك متى أراد، إنه نموذج في الحرية و من الإفلات من الأسلوب والفلسفة الوحيدة لأن تعيش الحياة .
لاتحاولوا تغيير طه سليمان، فلتقبلوه كما هو، إنه مختلف جدا ، فهو فتى جيد ولكن في بعض الأحيان لا يجد الطريق السليم لعبوره" .. هذا ما هو مطلوب من كبار القوم والمجتمع الفتي السوداني ان يحاولوا تقديمه لطه .
|
|
  
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست