|
|
 المرتب : خرج ولم يعد!!/أبوبكر يوسف إبراهيم
|
في وطني الحبيب - أعزه الله وشدّ من أزر مواطنيه - ظاهرة فريدة لا مثيل لها في كل دول العالم، إبتداء من تمبكتو وأولان باتور حتى كتمندو وبشكيك، فالسودانيون - حباهم الله - بصفة التفرد في كل شيء، لذلك هم مبدعون حد السخرية ، وهم - بعون الله وسداده - الشعب الوحيد الذي يعلن في نهاية كل شهر عن فقد عزيز لديه ، ويعلن بأنه خرج ولم يعد ، فمفقودهم هذا يخرج ولا يعود بصفة راتبة ، والمفقود هو المدعو "المرتب" ، فيخرج من جيب صاحبه الموظف " فقري بن كحيان آل شقيان" ، ولا يعود ولا ينتظر ، فقد فشلت كل الجهود المضنية وغير المضنية للعثور عليه، حتى على بقايا رفاته، واعادته المستحيلة إلى صاحبه المكلوم والحزين على فقده وفراقه، كما أن هناك همس يدور - تحت تحت- بأن لا أحد أبلغ عن مقابلته أو مشاهدته حتى ولو لآخر مرة، لأنه بالطبع دخل جيوب التجار الجشعين ولن يخرج ولو بالطبل البلدي!! ، خرج منها ليدخل جيوب أخرى، هي المتربحين بقُوتِهِ وعيشه!!، ومع ذلك فإن لا أحد يجزم بأنه تحدث إليه ولو لآخر مرة ، لأنه بالطبع إنتهى إلى غياهب خزانات المصارف !! ، خاصة أن مصارفنا ذات "مصرفية إلكترونية متميزة" تشفط بسرعة البرق ما يودع في جوفها، ويستطيع الصيارفة في لمح البصر بإحياء مواتها من عملة (خادم) إلى عملة دولارية (حرة) تشق طريقها إلى بلاد المصرفية الآمنة ولهم في ذلك مهارات وخبرة حيّرت الشياطين !!.. وقد أعلنت عدة جهات بالاضافة إلى جمعية حماية المستهلك تضامنها مع أهل المفقود، وما زال البحث جارياً – رده الله إلى كحيان- رغم أن الحقيقة المؤكدة ، أنه لا أمل!!!.
هذا وقد قرأنا بياناَ العديد من اقرباء واصدقاء المفقود صادر - بعد أن تجمع - من ابناء عشائر بني وظيفة وآل اْبو معاش بعد وقفةٍ احتجاجية وسُلِّم للمنظمات الانسانية للمطالبة بإعادة المذكور سالما إلى اهله وذويه، وقد صرح أحد المسؤولين بأن فرص العثور عليه شبه معدومة كما الطائرة الماليزية، خصوصا وأنها ليست الحادثة الأولى من هذا النوع، وأن جميع الإجراءآت التي إتُخذت للحد من هذه الحوادث لم تفلح . وليس علينا إلا أن نترحم عليه ونقول مسلمين مستسلمين " انا لله وانا اليه راجعون "!!.
وبهذه المناسبة وصلتني رسالة كريمة من صديق كنت قد ناقشت معه موضوع مفقودنا العزيز، وهو يقترح بأن على الاستاذ " فقري بن كحيان آل شقيان" أن يغير اسمه إلى الاستاذ "مختلس ابو خسة آل حرامي" وحينها - لا بد وحتماً- سيعود له مفقوده المدعو "مرتب"، ومعه شلة أصدقاء لم يسبق له التعرف عليهم ، منهم الاستاذ " أغرف بن عم أبولَبْشَة " والسيدة " خُمِّي ولا تبالي" ، والمحترم " ولا يهمك لَغْوِس وأهرب" ، والمبجل " نهّاب مال أبو "، والاستاذ " نزيه أبو رشوة " و جميع عائلاتهم وأصهارهم آل "إكرامية بنت عم حق الفطور" !! ... وأردف، يا أستاذ يبدو أنك لم تع أصول اللعبة وأنك تعيش زمن المثاليات الفارغة وكأنك عائد من وراء هذا الزمن التعيس ، وعلى كل حال، يا أخي التجربة خير برهان وجَرِّ ب ، ولن تتحسر إن أتقنتها ، وسيتغير حالك وتنضم الى قائمة " المنظمة الاختلاسية التربحية " المُشْهرة بأمر وإسم العصرنة، وجرب حظك تصل غايتك!!.
ثمّ أردف قائلاً: يا أخي ما نعانيه اليوم بكل المقاييس ومن جميع النواحي جعل الموظف، أو بالأحرى مسخوط اليوم يلقب إما بتعيس – مصدوم - محروم- منبوذ- معمش .. الخ ، والقائمة طويلة!!، وأن كلمة موظفميري أصبحت مَسَبة تدل على قلة القيمة والهوان، حتى أن بعض المتسولين المحترفين الممتلئة بهم طرقاتنا بدت أحوالهم أحسن من حال الموظف، ولولا العفاف والفضيحة لنزل الموظفين الشوارع للتنافس!!
قلت لصديقي : متعوس شنو ، ومسخوط شنو؟!! ،والله لو ما التعفف حقو نطلق عليه (شحات) عديل كده!! .. وبسرعة بديهة رد صديقي : والله معاك حق دي الصفة التي تنطبق عليه خاصة فئة المعاشيين منهم، فعلاً ده التوصيف الصحيح .. الله يكون في عونو!!.. ياأخوانا الجماعة ديل ما أحسن يعموا ليهم منظمة ( طوعية) أو جمعية خيرية تتسول بشياكة نيابة عنهم؟!! .. مجرد إقتراح ساي.. وبس خلاص، سلامتكم،،،،،
[email protected]
(نقلاً عن جريدة الصحافة)
|
|
 
|
|
|
|
أبوبكر يوسف إبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست