|
|
 مصر تقلد إسرائيل بتوسيع وتيرة المستوطنات في حلايب وفرض الأمر الواقع ...../هاشم محمد علي احمد
|
مصر تقلد إسرائيل بتوسيع وتيرة المستوطنات في حلايب وفرض الأمر الواقع .....
بسم الله الرحمن الرحيم ......
كنت اقلب في القنوات الفضائية بحثا لأي موضوع مهم في تلك القنوات ورغم أنني لا أميل بشكل قاطع وأكيد للقنوات المصرية التي أصبحت من أكثر القنوات هيافة وكذباً وذلك بعد ظهور كثير من القنوات المستقلة الخاصة والجادة التي تخاطب العقل السوي في زمن تداخلت فيه القيم ولم نعد نعرف الحق من الباطل ، ولا أذكر أنني في وقت قريب ولأكثر من ثلاثون عاما لم أشاهد فيلما أو مسلسل مصري لأن تلك الأفلام والمسلسات تناسب اشخاص وأفكار معينة بما تحمله من الغرائز الحيوانية وتفاهة المواضيع وظهور كثير من القنوات التي تأتي بالجميل والجيد من الأفلام التي تناسب كل الأجيال ، ولكن إستوقفني عنوان زيارة الوزير المسلماني إلي حلايب السودانية المحتلة من قبل المصريين ، حقيقة كان التقرير يحمل قضايا كثيرة ومهمة تخص المواطن السوداني من مجموعة الأكاذيب التي سكبت في هذا البرنامج والمواطن الذي حضر تلك الإحتفاليات وحديث المسئولين المصريين عن حجم التنمية في المنطقة مما أعاد لي الصورة المكررة للكيان الصهيوني في فلسطين والذي يقوم بتغيير التاريخ والجغرافيا التي كانت في فلسطين وخلق واقع جديد في المنطقة ومن أولي الملاحظات التي شاهدتها في هذا التقرير هو الوجود الضعيف لسكان المنطقة وهم بملابس أهل الشرق المعتادة وهم يحملون الأعلام المصرية في تلك الإحتفالات ، لو كذبنا الأرض سوف لن نكذب الواقع المجتمعي السوداني والتداخل القبلي الواضح والتي تسعي مصر من خلال ذلك الإستيطان من تغيير سلوكيات أهل المنطقة والتي تتصف بسلوكيات أهل السودان الطيبة والتي تختلف كليا عن السلوك المصري المنفعي والإنتهازي ، لقد ركزت الصورة علي بعض الشباب المشابه لأهل المنطقة والذين وجدوا حظهم من التعليم في المدارس التي أقامتها مصر في تلك المنطقة وهم يشكرون القيادات المصرية التي إهتمت بتلك المنطقة وخلقت لهم واقع جديد يستبشرون به خيرا ، ومما لفت نظري في هذا اللقاء هو حديث إحدي مواطنات حلايب وهي تقلد اللهجة المصرية بأنهم يفتقدن الأوراق الرسمية لهم ولأبنائهم ولذلك فهي تناشد المسئولين المصريين أن يسعوا في تمليك السكان تلك الأوراق حتي تساهم في تسيير حياتهم ، هذا الحديث يدل علي أن المصريين يرغبون في الإستيلاء علي الأرض بدون أية إلتزامات للسكان من جنسيات وغيرها وهذا يعتبر النهج الذي تتبعه إسرائيل مع الفلسطينيين بمنعهم من كل الأوراق الثبوتية ودفعهم خارج فلسطين ولذلك لا نستبعد بعد أن تتمكن مصر من المنطقة وتوطنها بمجموعات الهمج والبلطجية والحرامية وسراق الأراضي سوف تدفع بسكان حلايب جنوبا فهي تريد الأرض بدون السكان وهذا مالم يفطن له سكان حلايب .
النقطة الثانية يقول أحد المتحدثين أن المنطقة مليئة بالجمال والثروة الحيوانية ولذلك قامت الدولة بإقامة مسلخ كبير في المنطقة ، ولو أمعنا قليلا في تلك الخطوة فهي ثغرة كبيرة في شمال الوطن لعمليات تهريب كبيرة تطال تلك المنطقة للماشية والحيوانات وسوف تغض الطرف السلطات المصرية علي هذا التهريب مما يفقد السودان مورد كبير من السوق المصري بسبب التهريب في تلكم المنطقة وكذلك يقول المتحدث أن المنطقة تمتلك ثروة سمكية كبيرة جدا ولذلك قمنا بإنشاء ثلاث موانئ في المنطقة لصيد السمك وأخيرا قرأنا أن حلايب تم فصلها لتكون مدينة لوحدها في المثلث .
رغم أن كثير من مناطق مصر مهمشة وتعيش ظروف اسوأ من منطقة حلايب حتي في داخل القاهرة نفسها يعيش المواطن المصري علي الهامش ولكن نلاحظ الإندفاع المصري في إقامة المستوطنات في حلايب إسوة بما يقوم به الكيان الصهيوني في فلسطين من تغيير كل شئ ، الحكومة المصرية تعمدت التركيز علي حلايب لإساءة الشعب السوداني وتحدي القيادات السودانية إسوة بما يقوم به الإعلام المصري من الردح والإساءة للشعب السوداني ، السؤال الذي يحير الشارع السوداني والمثقف العالم ببواطن الأمور في مصر بأن مصر ليست هي كالسابق يركبها الغرب وتقدم الخدمات المدفوعة لأي كائن من كان وتخون قضايا الأمة في سبيل الحصول علي المال واليوم مصر فقدت كل ذلك السند الذي كانت تعتمد عليه وتضغط به علي السودان ، مصر اليوم دولة محطمة يقتل المواطن فيها أخوه المواطن وإنقسمت مصر إلي شعبين منفصلين وزادت فيها الظلامات وهنالك حديث عن إمكانية فصل سيناء عن مصر وهذا وارد في ظل تأخر الدور المصري في المنطقة ووقوعها في حزام خطر المجموعات الجهادية التي لم تجد أي فرصة في إظهار صوتها وحصرها في زاوية ضيقة مما يدفعها غباء الساسة والإعلام في مصر إلي العمليات الجهادية وقتل العسكر ، مصر اليوم لم تتمكن من فرض رؤيتها علي إثيوبيا بمنعها من قيام السد ولم تتمكن مصر من الضغط علي الإتحاد الأفريقي للعودة للبيت الأفريقي فمصر اليوم ليست لها أية قيمة إستراتيجية في المنطقة بعد أن سقطت في الإمتحان .
مادامت مصر في هذا الواقع ماالذي يدفع الحكومة السودانية بفتح علاقات مع نظام متأرجح مما تساعده في الخروج من هذه العزلة وما الذي يدفع السودان التمسك بإتفاقيات مياه النيل ومراعاة الشعور المصري والذي يدوس علينا ليل نهار ؟؟؟ أين الإعلام السوداني بكل أشكاله ولماذا لا يرد علي تلك الإساءآت التي يستفرغها علينا إعلام مصر ؟؟؟ هل لدينا جهة حكومية او اهلية تدرس الواقع المحيط بنا ونتحرك علي أساسه لأن مصر عندما إحتلت حلايب كان السودان في أسوأ ظروفه وهو كان يحتاج العون من الإخوة ولكن كافأنا النظام المصري وإستغل ظروفنا وإحتل حلايب .
دبوس ..........
علي الحكومة السودانية أن تقرأ واقع الشارع السوداني بما يكنه من كره للمصريين والإساءآت التي يوجهها لنا صعاليك المصريين ويجب أن تكون هنالك مواقف قوية بعمل علاقات دفاع عسكرية مع إثيوبيا وتشاد وليبيا والتوجه جنوبا للدول الأفريقية فهي الأنفع لنا من المصريين ويجب أن يترك السودان العلاقة مع مصر كشعرة معاوية وأن نتجاهل تهريب السلاح إلي مصر مادامت تتعامل معنا بكل هذا الصلف والتكبر ومادامت هي في حلايب يجب أن لا نسكت .
هاشم محمد علي احمد
|
|
 
|
|
|
|
هاشم محمد علي احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست