أنا أذبح إذن أنا موجود .. كيف اخترع النظام السوري داعش وكيف تشيّع أوباما؟؟/شوقي إبراهيم عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 03:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2014, 09:15 PM

شوقي إبراهيم عثمان
<aشوقي إبراهيم عثمان
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 56

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا أذبح إذن أنا موجود .. كيف اخترع النظام السوري داعش وكيف تشيّع أوباما؟؟/شوقي إبراهيم عثمان

    (في سعينا لاسترجاع السودان إلى أهله، يبدو أن هنالك "قرودا داعشية" معشعشة في ساحة القوى الوطنية، أحدها يصمم على أن يرقص رقصة القرد الذي يخبز العجين للقرداتي!! هذا "القرد الداعشي" مع الأسف لا يضع صورته حتى نعرف من أي فصيلة هو. لم نخلص من شمائل النور وصلاح شعيب حتى قفز علينا هذا القرد المهاجر إلى أمريكا، ولا شك إنه يأمل أن تستفيد منه وكالة الناسا للتجارب الفضائية!! وبما أن الإيرانيين سيرفعون للفضاء قردا في مقبل الشهر القادم، لم لا يتقدم القرد الداعشي للإيرانيين بطلب وظيفة للتجارب، خدمة في تقدم الإنسانية؟ أو إذا افترضنا أن إيران صنعت داعش، كما يدعي القرد، لا أتذكر في مسيرتي الصحفية أن علماء الجينات الإيرانيين في الهندسة الوراثية أستنسخوا cloned قرودا داعشية، ربما المعامل الوهابية والقطرية!!). شوقي إبراهيم عثمان

    *****

    ليست الطيور فقط هي التي على أشكالها تقع .. بل أن النظريات على أشكالها تقع أيضا .. فمنذ أن نهضت الثورة السورية ونحن أمام ظاهرة أسراب النظريات المقدسة المنبثقة عن رحم الثورة المقدس .. التي يصح فيها قول: إن النظريات على أشكالها تقع .. فرؤوس الثوار تحولت إلى أرحام خصبة مليئة بالبيوض التي تنتظر إخصابا كما أرحام الضفادع والأسماك والدجاج المثقلة بالبيوض .. وما على الإعلام القائد للثورة إلا أن يرمي نطافه عليها لتفقس نظريات لا تعد ولا تحصى .. ولذلك فان هذه الرؤوس لا تنتج إلا نظريات تشبه في ذكائها ذكاء الأسماك والضفادع والدجاج ..مثل استعمال الدولة للسلاح الكيماوي في الغوطة .. وقتلها المتظاهرين .. واغتيالها الشيخ البوطي .. وتفجيرها مقرات الأمن .. وكل المجازر التي سبقت انعقاد مجلس الأمن بساعات .. وعن تحالف إسرائيل والنظام سرا وعن بيعه الجولان والسلاح الكيماوي مقابل السلطة .. وطبعا لن يكون آخرها صور التعذيب التي تم تصميمها لتكون مطابقة في الوعي العالمي لصور الضحايا الجياع في سجون النازية.. فقط لأسباب الدعاية الهولوكوستية ..

    وللوصول إلى الحقائق لا بد من إخضاع كل نظرية ووجهة نظر ليس للتحقيق المسيس مثل دم الحريري – الذي يدوس فيه كل سياسيي العالم بأحذيتهم ونعالهم وربما يفعلون فيه ما لا نعلم – بل الحقيقة تستسلم للمنطق الديكارتي ولمنهج الملاحظة والتجريب الذي أسسه الانكليزي فرانسيس بيكون في القرن السابع عشر الميلادي والذي أطلق الثورة العلمية الحديثة .. لذلك لا أريد أن استخف بآخر نظرية من النظريات المقدسة للمعارضة وهي “أن النظام قد اخترع داعش” وأن “داعش هي شبيحة النظام” .. لأنني تعلمت أن أتبع منطق ديكارت في محاكمة الأشياء وإخضاعها للميزان المنطقي قبل قبولها أو رفضها .. وكما نعلم فان لب العلم والمعرفة هو عدم الاستخفاف بأية فرضية أو نظرية أو شك .. والانطلاق دوما من الشك للوصول إلى اليقين .. فديكارت كان يعلن ثنويته الشهيرة ليصل إلى الإيمان ليس انطلاقا من التسليم بالإنجيل المقدس بل من الثنوية الشهيرة التي تقول: أنا أفكر إذن أنا موجود .. وأنا موجود ولم أوجد نفسي .. وأنا لم أوجد نفسي فلا بد أن الله قد أوجدني ..

    وكما نعلم فان كل الحقائق العلمية العملاقة عندما انطلقت قوبلت في الماضي بالاستخفاف والضحك والسخرية .. ولكن منذ أن قرر الانكليزي فرانسيس بيكون قيادة الثورة العلمية ضد التسليم بالقياس الأرسطي الضعيف في القرن السابع عشر الميلادي تلاشت الابتسامات العريضة وتحولت السخرية من الحقائق إلى دهشة وتعجب .. حيث قرر بيكون تطبيق الملاحظة والمنهج التجريبي للتحقق من كل فرضية .. ومن يومها سقط الثور الذي يحمل العالم على قرنيه .. وسقطت الشمس التي تدور حول الأرض .. وبالتالي صار الضاحكون من الحقائق العلمية مضحوكا عليهم عندما ثبت بالدليل التجريبي إنهم واهمون .. ودخلت تشنجاتهم ومسلمّاتهم متحف الخرافات بجدارة .. ومنذ ذلك اليوم نهض الغرب نهضته الشهيرة .. ومنذ ذلك اليوم أيضا سقط الشرق سقوطه الشهير وورث “الثور الذي يحمل الأرض على قرنيه” .. ولا يزال الشرق ساقطا إلى يومنا هذا ويحمل أسطورة الثور في عقله .. ولكن السقوط استمر منحدرا بدليل ظهور نظريات الحرية المصنعة والمصممة في مملكة الحرية والعبقرية في (السعودية) وإمارة الديمقراطية والبطولة في (قطر) ..

    ونحن منذ ثلاثة قرون نبحث عن فرانسيس بيكون عربي وعن ديكارت عربي لهذا الشرق .. وكنا نعتقد أن نخبنا المهاجرة فيها نوى ديكارتية وبيكونية .. ولكن عبثا .. والدليل هو ديكارتية برهان غليون التي وظفها مجنون مثل رياض الشقفة في السياسة والمشروع الديني الظلامي .. وبيكونية معاذ الخطيب التي وظفها أمير قطر في تجربة على “النعاج” في جامعة العرب .. وغيرهما .. ومثل هذه الشخصيات الهائمة على وجهها هي التي أوصلتنا إلى ديكارتية “فخامة الرئيس” محمد الجربا الذي شكر المملكة الديكارتية في السعودية وملك الديكارتية (أبو متعب رينيه ديكارت) وأمير المنهج البيكوني بندر بن سلطان ..

    وللأسف لا نزال أسرى عقلية أسرها التفسير والتأويل مهما تعلمت في مدارس ديكارت وفرانسيس بيكون الغربية ونهلت واحتكت بهما يوميا .. ويحضرني هنا موقف لا يفارق ذاكرتي وهي لصديق عراقي حامل للدكتوراه في الفيزياء وكان يحدث عددا من الباحثين في أحد معاهد الأبحاث عن الإعجاز القرآني الذي تنبأ بالفاكس والانترنت قبل غيره عندما قص عليهم قصة الملك سليمان والجني الذي جاءه بالقصر الذي طلبه في رمشة عين كما ورد في سورة النمل (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) وكان صاحبنا العراقي يحسب لنا المسافات والثواني وقوانين الفيزياء والضوء ليستنتج أن الانترنت والفاكس هما مقدمة لنقل البشر والحجر عبر الانترنت في المستقبل كما فعل الجني في سورة سليمان والذي لا بد أنه استعمل تقنية انترنت لم نتوصل إليها لنقل القصر في رمشة عين .. لكن القرآن سبقنا إليها!!.. وكنت قادرا على رؤية الشفقة والسخرية والابتسامات أو الاستخفاف على وجوه المستمعين .. وعندما سألته عمن قال له هذا الكلام قال باعتزاز: بالأمس في برنامج الإعجاز القرآني تحدث عنها شيخ وعالم جليل!!

    والدليل على أن الشرق لا يزال ساقطا في الخرافة والاستسلام لكل ما يملى عليه لا يكمن في تأمل الفرق الشاسع الهائل التقني والعلمي والحضاري والاجتماعي والفكري بين الشرق والغرب .. وليس في قياس كثافة اللحى والشوارب العريضة وتكاثر الوعاظ والفقهاء والمجاهدين على تويتر والفضائيات في الشرق .. بل في غياب نسخة فرانسيس بيكون ومنهجه ورينيه ديكارت وثنويته عن كل الشرق .. وهذا ما تسبب في عملية استنساخ الله حسب العرض والطلب .. فالشرق مليء بنسخ لا عد لها ولا حصر لله .. فهناك الله السني .. والله الشيعي .. والله الوهابي .. والله القاعدي .. والله النصرة .. والله الخاص بداعش .. والله الذي يعمل عند العرعور .. والله الذي عند القرضاوي ويستحم في قاعدة العيديد .. والله التونسي الذي يعمل عند الغنوشي .. والله التركي العثماني بنسخته الأطلسية .. والله المخصص للإخوان المسلمين .. بل إن كل جامع وكل إمام في الشرق لديه نسخته الخاصة من الله الذي يختلف عن الله في الشارع المقابل .. ولكن لا يوجد ديكارت واحد في كل هذا الشرق الثائر ليحاكم الفرضيات والنظريات والثورات ويخضع الفرضيات للمساءلة .. ليكون موجودا .. وليوفر علينا مشقة التحليل وعناء التخيل .. ولا يوجد فرانسيس بيكون واحد ينظر إلى تجربة الربيع بكل دمويتها وفوضاها التي أهلكت المجتمعات العربية وأحرقتها ليقرر أنها بالملاحظة والتجريب العلمي الواقعي تجارب ثورية فاشلة وخطيرة جدا وليست طبيعية النشأة ويجب التراجع عنها في الحال .. للحفاظ على ما تبقى من مجتمع كي بكمن أن تقوم فيه ثورة طبيعية يوما ما ..

    والحقيقة للأسف هي أن الكل لا يفكر .. ومن لا يفكر يصبح غير موجود .. وهنا تكمن الكارثة .. لأن من لا يفكر لن يوجد .. وانعدام الوجود سيعني حسب المنطق الديكارتي أن الله غير موجود .. وهذا هدم فلسفي لكل ما يبشر به أصحاب “الله أكبر” الذين يذبحون ولا يفكرون .. إنها ثنوية ديكارتية صادمة لكل من يكبّر لله ويحلم بحكم الشريعة والإسلام .. فكلما كبّر الثوار لله غاب الله وتلاشى من بين أصابعهم .. لأن من يكبّر ويذبح لا يبدو أنه يفكر كانسان .. بل يكبّر ليكفّر .. وهذا وفق القاعدة الديكارتية الشرقية سيعني التالي: أنا أكفّر إذن أنا اذبح .. أنا اذبح إذن أنا أكفِّّر .. أنا أكفّر إذن أنا لا أفكر .. أنا لا أفكر إذن أنا غير موجود .. أنا غير موجود .. إذن فان الله غير موجود!!..

    ولعل أكثر الأمثلة تجليا للدلالة على عقم العقل الشرقي وأنه لا يفكر وغير موجود هو الفكر الثوري الذي ترعرع في بلاد النفط وقدم لنا الربيع العربي .. وحل فيه يوسف القرضاوي محل ديكارت وحمد بن خليفة آل ثاني محل فرانسيس بيكون.. وكانت تحفة العقل العربي الثوري الديكارتي هي “الثورة السورية” .. وأما ذروة الفرانسيسبيكونية والديكارتية الثورية فهي إطلاق نظرية: علاقة داعش الوثيقة بالنظام السوري كحقيقة ساطعة كالشمس .. والله أكبر ..

    لن أضحك كما يفعل باراك أوباما وتظهر أسنانه البيضاء كلما قرأ عن اتهامات المعارضة عن علاقة النظام السوري بداعش .. ولن أبتسم ببلاهة الأخضر الإبراهيمي كلما خصه كيري ولافروف بمصافحة مجاملة وهو يكاد لا يصدق أنهما يعاملانه كشخص يعتمد عليه .. بل سأقطب حاجبيّ وأضع يدي على ذقني وأشرد واطرق ساهما في نظرية علاقة داعش بالنظام السوري لعلي أضحك على نفسي وليس على الثوار كما حدث للأوروبيين الذين ضحكوا من نظريات كثيرة .. ثم ضحكوا من أنفسهم بعد ذلك .. ودهشوا من نظريات فاجأتهم بضخامتها .. فربما كان الثوار على حق ولو لمرة واحدة ..

    لن نعيد وضع النظرية العبقرية عن داعشية النظام (أو شبيحة داعش) في نفس الميزان ونفس مبدأ القياس الأرسطي مثل أن نقول ان كل عمليات قنص المتظاهرين السلميين في المظاهرات قد قام بها النظام على ذمة المعارضة .. وأن كل التفجيرات الانتحارية ضد المراكز الأمنية في البرامكة وباب توما والقزاز وفرع فلسطين وكل فروع الأمن هي من تدبير النظام لتشويه سلمية الثورة .. لأن هذا الادعاء قد سقط بشهادة الثوار الذين يفجرون ويصورون السيارات الانتحارية في المشافي والجامعات والكنائس وينشرونها دون مواربة .. وتبين أنها كانت من عمل المنظمات الإسلامية وتحديدا جبهة النصرة التي اعترفت وباهت ببطولات شهدائها الانتحاريين .. فكل تلك العمليات ألصقت بالنظام في تلك المرحلة الضبابية .. ولكن لم يعد من المعقول الاستمرار في تصديق أنها من تدبير النظام .. رغم أن الحيلة كانت قد انطلت على بعض الناس البسطاء الذين صدقوا أن النظام ربما يريد تخويفهم من الثورة الوديعة ..وكذلك مال إليها الذين يحبون تلقيح بيض السمك والكافيار الديكارتي الثوري الذي في عقولهم..

    لنقبل جدلا أن داعش هي من صنع النظام .. ولكن إذا قبلنا بهذا فان علينا أن نقبل بمعالجة أية فرضية لاختبار هذا الاحتمال .. فإذا كانت داعش من صنع النظام فان هذه النظرية يمكن بالمقابل أن تنطبق على جبهة النصرة لتكون هي أيضا من المحتمل أن تكون من منتجات النظام .. وحتى الجيش الحر يمكن أن يكون من منتجات النظام .. وكذلك عدنان العرعور نفسه .. فلماذا تكون داعش الشبيهة في منطلقاتها بالنصرة هي من اختراع النظام ولا تكون أيضا جبهة النصرة من صناعة النظام ليشنع بها على الثورة وليخيف الأقليات بها ويرغمها على موالاته؟؟ .. أليست الثورة هي من قال بأن النظام هو من أطلق الوحش الطائفي واستدعى المتطرفين الإسلاميين منذ بداية الحراك لتسميم الحراك الديمقراطي السلمي وتخويف الأقليات الدينية عبر إطلاق جبهة النصرة؟؟ هذا الاتهام للنظام في بداية الأحداث قبله الثوار وروجوا له بحماس لأنهم نفوا أن ثورتهم طائفية أو دينية وأصروا على أن النظام قد أطلق السجناء المتدينين لإفساد علمانية وليبرالية الثوار .. ويومها ظهرت جبهة النصرة .. بل أن آخر نظرية فقست هي التي تبناها الضفدع ميشيل كيلو من أن زهران علوش وكل قادة الجبهة الإسلامية قد أخرجوا من سجن صيدنايا بعفو منذ بداية الثورة عمدا لتخريب مشروع الحرية العظيم ..أي أن زهران علوش أيضا عميل بشكل أو بآخر ..

    ونفس المنطق ينطبق على الجيش الحر الذي يمكن أن يكون النظام قد غض الطرف عنه عمدا وسهل له الدعم ليعسكر الحراك السلمي (كما فعلت إسرائيل بغضها الطرف عن حماس لتضعف بها منظمة التحرير وتشق الصف الفلسطيني) .. لأن هذه الخدعة في استدراج الثورة إلى العسكرة هي التي سمحت للنظام بتحويل الصراع من سلمي إلى عسكري .. وبدل قتل الثوار المساكين في المظاهرات السلمية التي تحرج النظام فانه سيقتلهم أمام العالم بدم بارد لأنه استدرجهم إلى فخ التمرد المسلح ووضع السلاح في أيديهم عمدا .. أي استدرج النظام الخبيث الثورة الطيبة البريئة إلى الأرض التي يمكنه خوض معركة تناسبه وتكون فيها محسومة لصالحه بحكم تفوقه العسكري الهائل وهو الذي يستعمل ترسانة عسكرية مخيفة ويحتكر السيطرة على الآلة الجهنمية القتالية كما قال ديكارت الثورة الفيلسوف الثوري الشيخ صادق جلال العظم في تبريره لعنف الثورة ولخساراتها المتلاحقة ..

    إذا قبلنا بأن داعش هي نتاج النظام لضرب الثورة فعلينا أن نقبل أن نسأل نفس السؤال إن كانت النصرة والجيش الحر اختراعين لإجهاض الثورة العظيمة وتشويهها داخليا وعربيا .. كما هي داعش نسخة متطورة واكتشاف عبقري لتشويه الثورة السورية عالميا .. والنظام الآن انتقل من مرحلة تدمير سمعة الثورة شعبيا في الداخل السوري باختراعه (جبهة النصرة) إلى مرحلة تدميرها عالميا باختراعه (داعش) ..وكما أن أبا بكر البغدادي قد يكون شبيحا وضابط مخابرات فإن نفس النظرية يجب أن يخضع لها عدنان العرعور الذي يمكن حسب نظرية البيوض والطيور الثورية التي تفقس كل يوم أن يكون عميلا للنظام لأنه قد سدد خدمة جليلة للنظام لا تقدر بثمن عندما سلب الثورة شكلها المدني وسلميتها منذ أن قرر أنه سيفرم الناس ويطحن عظام الموالين ويقص ألسنتهم ورقابهم .. فالرجل لم يوافق في بداية الربيع العربي على أن سورية تحتاج ثورة في حديث شهير حاول فيه منع الثورة السورية ونصح بشدة بتجنب الثورة في بلاد الشام كما هو واضح في التسجيل.

    ثم انقلب العرعور بعد ذلك كما نعلم دون أن يوحد إلا تفسير إلا أنه تلقى أمرا ما بتغيير نصيحته .. فهل فعلها لخدمة النظام الذي أراد وجها دينيا للثورة ..؟؟ فهل هناك أسوأ من نموذج العرعور لإلصاقه بالثورة وتشويه عبقرية برهان غليون ومبادئه الفرنسية .. أو تخريب يسارية جورج صبرة بلوثات العرعور وتلطيخ مدنية لؤي صافي الذي يعتقد أنه إن كان يعيش في أميريكا فانه حفيد وودرو ويلسون البيولوجي والإيديولوجي؟؟ ..

    وعندما نهضت داعش لتعجل في نهوض الدولة الإسلامية سارع العرعور إلى قصفها بالفتاوى .. وهنا نستعير ديكارت لنسأل إن كان تصويب العرعور على داعش سببه أن داعش ذات توجه نقي إسلامي وإنها قررت تصويب الاتجاه الإسلامي للثورة التي حرفها النظام والعرعور .. حيث قام العرعور بتعليمات غريبة بتكفير داعش في حديث شهير رغم إن داعش قتلت شخصا لمجرد الاشتباه بأنه شيعي كما ورد في حديث العرعور الشهير بتكفير داعش.

    أما لماذا تقاتل داعش الجيش الحر .. فهناك نظريتان تطرحان يجب التفكر بهما ومحاكمتهما .. وكما أننا سنقبل من باب القبول بكل الفرضيات فان على الثوار احترام وجهتي النظر وعدم الاستخفاف بهما ..

    الأولى هي أن المعارضة المتفككة في الأنساق العليا السياسية ستنتقل بشكل أوتوماتيكي بشقوقها إلى القواعد .. فكيف يمكن أن تنقسم القيادات من فوق ولا تنقسم القواعد من تحت؟؟ وطالما أن المعارضة تلد كل يوم شكلا جديدا من المجالس والائتلافات والهيئات الشرعية المنشقة فان النمو الطبيعي لها هو أنها ستترجم ذلك في الطرقات والشوارع والمدن بالصدام بالسلاح .. كما يحدث الآن .. كنوع من الاصطفاء الطبيعي وعملية الصراع بين ذكور القطيع للفوز بالأنثى (السلطة أو شرعية الثورة) وكما أن النظام تعرض لانشقاقات تناصبه العداء المر فان انشقاقات الثورة عن الثورة لا بمكن أن تقل عدوانية للثورة عن عدوانية المنشقين للنظام وعنفهم الدموي ضده ..

    وفي تفسير آخر بالمقابل للصراع بين داعش والحر والنصرة فان هناك نظرية تقول بأن داعش هي “قاعدة” نقية ومخلصة لخطها القاعدي الذي لم ينحرف منذ ولدت في جبال تورا بورا؟؟ ولم يتلوث اتجاهها خط الجولاني في جبهة النصرة الذي ظهر على الجزيرة وحاول أن يقدم خطابا ودودا وفيه تراجع ومجاملة للكفار وتطمين للنصارى .. ومن يتابع خطاب وجدال داعش يرى أن داعش متوجسة بشكل كبير إلى حد الاقتناع أن الجيش الحر أو النصرة أو كلاهما هو اختراع النظام الذي أجهض المشروع الإسلامي عسكريا لأن الجيش الحر كان ينسحب انسحابا تكتيكيا كلما اقتربت منه قوات النظام .. ولم يقاتل في أية معركة إلا وخسر بجدارة .. من بابا عمرو إلى القصير .. وكأنه ترتيب محبوك وتنسيق خبيث بين اللاعبين (النظام) و (الجيش الحر المخترق والمخردق بالعملاء) .. بل يمكن القول إن معظم القادة الميدانيين في الجيش الحر يقودون مقاتليهم في الاتجاه الخاطئ عمدا لأنهم يعملون لصالح النظام .. أما داعش فإنها حيثما حلت فقد تراجع النظام و”تحررت” مدن عديدة في الجزيرة والرقة وحلب .. وهذا دليل دامغ على عدم عمالتها للنظام ..

    وطبعا كل ما سبق من هذه الفرضيات والشروح متهالك وضعيف ولا نستطيع القبول به سواء عن النصرة أو العرعور أو الجيش الحر وبالتالي ينطبق تهالك هذا المنطق على داعش .. ولمن لم يفهم ولا يريد أن يفهم لماذا ظهرت داعش ولماذا تقاتل الجيش الحر فلا أستطيع أن أستغيث بديكارت ولا بفرانسيس بيكون لإنقاذه ولكن يمكن أن أنصحه أن يحضر درس الشيخ الذي شرح أن الجن يستعمل الانترنت فائق التطور ..

    أما من يريد أن يلجأ إلى ديكارت فان التفسير المنطقي يقول له: أنا أخلق الفوضى إذن أنا أخلق الجريمة .. أي أن داعش هي منتج طبيعي من منتجات الفوضى التي كان الثوار يتسلون بها ويعملون على إشاعتها لخلق فراغ أمني وسياسي .. فغياب الدولة عن المناطق التي تسلط عليها الثوار قلل من مناعتها الأمنية .. وأطلق العنان لكل تنظيمات العالم لتستغل الفراغ الأمني .. ووجدها كثيرون فرصة سانحة لتجريب نظرياتهم وخبراتهم في ملء الفراغ .. وهذا ما أغرى تنظيمات إسلامية في العالم لتتسلل إلى سورية في محاولة للنمو في المناطق التي لا يوقفها فيها أحد وتستطيع التنفس بعيدا عن سطوة الأمن .. وطالما إن لدينا اكثر من ألفي كتيبة ثورية مسلحة فمن الطبيعي أن تكون هناك فوضى كتائب وتولد كل سنة ظاهرة عنيفة وتنهض داعش وغيرها .. وسينهض بعد داعش ألف داعش ..وإذا استمرت الأزمة عاما آخر فستصل إلينا فاحش” ..وان غدا لناظره قريب ..

    للتوصل إلى فهم ظاهرة داعش دعونا ننبش من تحت ركام المشاهد والمذكرات المزدحمة للأحداث بعض الحقائق .. هل تذكرون مثلا كيف أن الثورة كانت تباهي بأن أطفال المدارس الابتدائية وعلى لسان رضوان زيادة قد خرجوا يعبرون عن كراهيتهم للأسد في بداية ما يسمى بالثورة؟؟ فقد تناقل العالم صور أطفال مدارس ابتدائية بعمر 6 سنوات يرفعون لافتات تطالب بإعدام الرئيس (حيث الطفل يتعلم لعبة الموت وليس لعبة الحرية مثلا) .. قلنا إن هذا ما يتعلمه الصغار في هذا الجو العنيف فما بالكم بما سيتعلمه الكبار عمليا؟؟ وماذا سيكون منتج هذا الجيل الذي يعيش في حديقة حيوان حقيقية انطلقت الوحوش فيها من أقفاصها؟؟ .. وكنا نرى قبل ظهور داعش كيف يحمل أحدهم طفلا صغيرا وبيد الطفل سكين يشير بها إلى أنه سيذبح وينحر الأعداء والخصوم والطوائف .. وقبل ظهور داعش رأينا الثورة تعلم طفلا كيف يقطع الرؤوس بالسيف وتفاخر به .. وكانت هذه بوادر انفلات المجتمع والفوضى وبذور داعش التي قطفها الثوار الآن .. فهل يعقل أن يربي الإنسان وحوشا وضباعا في بيته وبين أطفاله وفي حديقة بيته ويعتقد بسذاجة أنها ستبقى أليفة مثل القطط ولن تأكل أطفاله؟؟ .. هل يصدق عاقل أن هذه الوحوش ستبقى تصطاد له مثل كلاب الصيد دون أن تعضه؟؟ إن داعش هي الحيوانات التي كانت تتربى وتتعلم في بيت الثورة وقد جاعت الآن وبدأت تأكل من في البيت .. انها تذكرنا بفيلم الحديقة الجوراسية التي أراد صاحبها تربية وحوش أسطورية لكنها عندما انفلتت من السيطرة خرجت تلتهم كل من يقع في طريقها وكادت تلتهمه أيضا ..

    عندما تجاهلت الثورة السورية إن تربيتها ورعايتها للعنف عبر التحريض المستمر وتسويق صور العنف بشكل هستيري كما لو كانت أفلام كارتون مسلية وصلت إلى مرحلة الحمل بداعش .. وكان تبرير الهمجية الثورية وتطهيرها بمسح الدم الذي على يد الثورة بالنظام وتعلم الناس على الكراهية المطلقة واستسهال هدر الدم والمباهاة بإشراك الأطفال في التعبير عن الكراهية للآخر وتحميلهم بالإيديولوجية السياسية والزج بهم في الصراع من أجل السلطة هو السبب في خروجها من الرحم الثوري .. فقد تنبهت متأخرة إلى أنها أنجبت مجتمعا مريضا مجنونا لم تعد قادرة على التخلص منه وقد بدأ بالتهامها ..

    الطفل الجديد داعش شرس جدا وضار جدا وعندما كان يأكل خصوم الثوار كانوا يكبرون له ويصفقون .. ولكنه يريد ابتلاع الأسرة الثورية كلها الآن .. وقد أرعب بعنفه الثوار عندما بدأ بالتهامهم ..وتحس المعارضة بالورطة التي وقعت فيها .. ولذلك تحاول الثورة التخلص من المولود كما يفعل الزناة بمولود “ابن الحرام” الذي يريد قتل أمه وأبيه .. وذلك بإلصاق بنوّته للنظام .. فالمرأة (الثورة) عاهرة والأب الزاني هو (الائتلاف) .. والطفل داعش (ابن الحرام) .. والعالم يسأل عن الأب الزاني .. ولكن الأب الزاني يريد إلصاق التهمة الشنيعة برجل آخر هو (النظام) .. علّه يحمل وزر الزنا عنه وسمعته .. ويدفع ثمن وجود هذا الطفل العاق المعاق عقليا ..

    الثورة قررت أن تخلع ثوب داعش الذي فصلته على مقاس جسدها .. وهي الآن بصدد التخلي عنه لأنه ثوب منقوع بالدم الطازج القاني وصار يحرجها ويخجلها .. ومنذ فترة والإعلام المعارض مصاب بلوثة عقلية اسمها علاقة النظام بداعش .. ولا يمل الإعلام الثوري من تكرار اسطوانة داعش والنظام .. وهذا الإصرار على إلصاق داعش بالنظام هو نفس أسلوب الثوار منذ البداية عندما كانوا يريدون التملص من البشاعة ومن مسؤوليتهم عن العنف والفوضى

    والمعارضة تريد دفع النظام لمساعدتها في التخلص من المولود الجديد .. ولكن لم يفعل النظام ذلك ويؤدي هذه الخدمة؟؟ فعدو عدوي صديقي .. على مبدأ الثوار الذين صادقوا إسرائيل من نفس المبدأ .. والنظام يرى أن داعش تأكل له النصرة .. والنصرة تأكل له داعش .. فيتركهما يتآكلان .. ولا يجب عليه التدخل لإيقاف طاحونة الموت بينهما .. كما تفعل إسرائيل بالإسلاميين والعلمانيين العرب الذين وضعتهم في مختبر الربيع العربي الطاحن وأفران الحرية الثورية .. وهي لا تسمح لأحد بالإجهاز النهائي على الآخر ..

    ولا نغفل أن الأمريكيين بعد اتفاقهم مع الروس على ملفات إيران وسورية تبين لهم إن مشروع التغيير في سورية لم يعد متاحا .. لذلك فان ذلك الوحش الذي أطلق من أقفاصه يسبب خشية حقيقية من عودة المهاجرين الذين لن يبقوا في سورية إلى الأبد مما سيؤدي إلى انفلات المقاتلين الأجانب العائدين في مجتمعاتهم على طريقة الأفغان العرب .. ومن بينهم مقاتلون سعوديون وخليجيون وأوروبيون .. فطرأ تعديل على الحضانة الغربية الاستخباراتية لداعش وبدأت عملية التجفيف لإحكام السيطرة على المقاتلين .. وسمحت اميريكا للمالكي بتصفية داعش العراقية وزودته بالسلاح والمعلومات الاستخبارية .. وطلبت من النصرة والجيش الحر تولي ذلك في سورية .. وهنا قررت داعش أنها لن تقبل بهذا المصير وخوض معركة البقاء ..

    لذلك كل ما تطلقه النظريات الثورية عن داعشية النظام وعمالة داعش لا يعدو كونه ثرثرة يتم تكرارها وترويجها كنوع من دفع موجة الكذب للأمام .. لكن قبول المعارضين لهذا التفسير باستسلام سببه أنهم لا يمارسون الديكارتية ولا يعرفون تطبيق المنهج التجريبي والملاحظة العقلية لا في الفيزياء ولا في الكيمياء ولا في السياسة ولا في علم المجتمع ولا في علم الثورات الشعبية..

    ربيعنا كان بسبب انه ليس لدينا ديكارتيون كما تبين لنا .. وبرهان غليون السوربوني الثوري لا يمكن أن يكون برهان بيكون لأنه ليس فرانسيس بيكون .. وميشيل كيلو ليس ميشيل ديكارت .. وكل رهط الثوار غرّ في السياسة لأن كل عاقل يدرك أن الفعل الثوري غير الأصيل لا يمكن أن ينتج تغييرا أصيلا .. ولا ثورة أصيلة .. وعندما كنا نقول إن هذه الفوضى ليست نتاجا طبيعيا كان البعض منهم يتنطح بالقول بأن الثورات قد تستمر سنوات بشكل فوضوي .. ولكن الثورات الطبيعية وليست المصطنعة هي التي ترسو على شكل أكثر استقرارا مع الزمن وتفرز إشكالا أكثر عقلانية ووطنية على عكس الثورة السورية التي لا تزال غارقة في الفوضى وتتدهور أحوالها وستكون محملة بالأمراض المستعصية والطفرات الغريبة التي تسبب تشوهات وإعاقات مستديمة لأي مجتمع .. فهي تنتقل من الجيش الحر إلى نموذج النصرة .. وأخيرا وصلت إلى داعش .. وغدا ستصل إلى .. فاحش .. وما أدراك ما فاحش والفحش الثوري ..

    لذلك وحسب ديكارتية الثورة السورية .. إذا كانت داعش من صنع النظام فلم لا يكون بنيامين نتنياهو له كرامات الأولياء .. والمجاهدين .. وهو الذي حمى إسرائيل والثوار العرب من مغامرات حزب الله .. بل لم لا يكون باراك حسين أوباما عميلا “مجوسيا” لإيران وهو شيعي صفوي لأن اسم أبيه حسين؟؟ وهو لاشك يحتفل بعاشوراء وليس عيد الميلاد .. ولهذا فانه متآمر على الثورة السورية كونه شيعيا من كينيا؟؟؟ !! أسئلة من مقاس أسئلة نظريات الطيور والأسماك والضفادع التي على أشكالها تقع ..

    صدقوني .. إنها أسئلة مثل سؤال علاقة داعش مع النظام السوري .. وإذا طرحتموها في سوق الثورة فسيكون لها مريدون وأتباع .. ولن يفهم الثوار سبب توصل أوباما إلى اتفاق مع إيران وسورية وترك أمر الحرب إلا بناء على تفسيرات سخيفة هزيلة تفقس ثوارا من شاكلة جربا وغليون ولؤي صافي وغيرهم .. إنها أسئلة ثورية ديكارتية من قلب الثورة السورية .. ويا لذل بني ديكارت .. الثوار العرب ..

    - نارام سرجون























                  

العنوان الكاتب Date
أنا أذبح إذن أنا موجود .. كيف اخترع النظام السوري داعش وكيف تشيّع أوباما؟؟/شوقي إبراهيم عثمان شوقي إبراهيم عثمان02-02-14, 09:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de