|
|
 أشتراط التنوع الثقافي والأجتماعي محجوب أبوعنجة أبوراس
|
أشتراط التنوع الثقافي والأجتماعي
محجوب أبوعنجة أبوراس
أشتراط التنوع الثقافى والأجتماعى لمجتمع ما يشتمل على خصائص البناء الثقافي والمعرفي والأيدولوجى ما يجعل من الضرورة أستمرارية التنوع وتطوره وأى محاولة لأستبدال تلك الخصائص يجعل بالضرورة أنفكاك عقد تلك الخصائص وشمائلها. مجتمع النوبة كما جاء على لسان عالم الأنثروبولوجى البريطانى آر سى أستيفنسن الذى مكث بجبال النوبة منذ أوائل 1937وبحث في مجتمعاتها, يقول عنهم (أننى لا أستطيع أستعمال كلمة النوبة أستعمالا مطلقا مثلما البجة أو الفور وأنما تعنى قبائل,ثقافات ولغات متعددة).
وكما يذكر عالم الأنثروبولوجى الأمريكى الجنسية روبورت ميرفى(أننا كائنات تظهر بصورة مؤقتة وسريعة على مسرح التاريخ الأنسانى ودور عالم الأنثربولوجيا هو وصف وأيضاح الطرق الأنسانية التى ننتهجها في حياتنا, فهى أكثر شمولا وأنسانية في ضوء الزمان والمكان).
على ضوء هذه المقدمة البسيطة على أننا كائنات تظهر بصورة مؤقتة وسريعةعلى مسرح التاريخ الأنسانى.هذه الكائنات تتباين وتختلف في معتقداتها الدينية و أحزابها السياسية. هذا الأختلاف في صوره الماثلة قوارير من فضة يزدهر بهاؤها وتوهجها فتزداد قوة ومتانة , لكن عندما تنخرها الفتن والشكوك جدارها يتساقط ذلك الرونق وتعدو القوارير خواء.عندما نتحدث عن قومية وشعب ما تنتفى معها الأثنية, القبلية, الأيدولوجية , الجهوية والمذهبية السياسية, وبنفس القدرعندما نتحدث عن أثنية تنتفى معها الأنتماء السياسي والأيدولوجية والقبلية الضيقة فكلاهما مكملان لبعضهما البعض. مثلا عندما أقول أنا سودانى حسب الظرف والمكان أنتهى كل شئ وعندما أقول نوبى يجب أن ينتفى كل شئ دون التفاصيل الدقيقة التى قد تفسد السياق العام. فالحديث عن النوبة ليس مشروط أن يختزل في أبنائه لكن بالضرورة أن يعمل من أجله ويدفع بقيمه والدفاع عنه من واقع الأنتماء الوجدانى الحقيقى المتأصل. الأنتماءات السياسية لا تصلح أن تعكس القوميات والأمم وأنما تصلح في تنظيم وترتيب طرق معيشتهم اليومية وأسس أدارتها .فالدمج بين الدفاع عن قومية ما بواقع الأنتماء الحزبى يفسد معنى التنوع الأجتماعى والثقافى (فالمجتمع وسيلة أو وعاء توحد فيه الثقافة أى أنه مجرد شرط ضرورى لوجوده. فمن خصائص الثقافة تمايزها عن الأفراد الذين يحملونها ويمارسونها في حياتهم الشخصية أذ انها تمثل طرق المعيشة,أنماط الحياة ,قواعد العرف ’ التقاليد والفنون و التكنولوجيا السائدة. ثم أن من خصائص الثقافة الأستمرار فهي تنتقل عبر الزمان من جيل الي جيل بل أنها تنتشر من مكان الى آخر نتيجة الأتصال الثقافى بين الشعوب حيث السمات الثقافية من الثقافة الأقوى ألى جارتها الأضعف. كما أن من خصائلها أيضا التعقيدلاشتمالها على عدد كبيرمن الملامح العامة أو العموميات التى يشترك فيها كل أعضاء المجتمع كاللغة والمعتقدات الدينية من هنا تبرز أهمية أوجه الأختلاف والتنوع الثقافي).
نرجع بالحديث ألى أستعمال كلمة النوبة,,,, لقد برز في الآونة الأخيرة أفرازات غير صحية في مجتمعاتنا النوبية فئة تدعى ملكية الحق والدفاع عن النوبة دون غيرها وأن لا حديث عنهم الا من خلالهم فهم من يعبرون عن النوبة بخاصية الأنتماء السياسى. أن أختزال خواص مجتمعات النوبة فى حاضن كيان سياسى معين أوجسم ثورى عسكرى يفضى بالمعنى ناحية الأنحراف ألا مبرر. أن السلوك الرفيع لشعب ما يستوجب النهوض بالقيم والعرف المميز عند شعوب وقبائل تلك المجتمعات وأن التقيد بمفرداتها جزء أصيل من الممارسة الحقيقية لتلك الخصائص. عدم أحترامنا لقياداتنا السياسية وعلماؤنا فى ميادينها المختلفة وكبارنا تعكس ضحالة التفكيروالتعبير بل أختزال الحريات الشخصية للأفراد.ولا أعتقد أن قاماتنا السياسية ترتهن بقاؤها بصكوك غفران فالسياسة ميدان فسيح والبقاء فيه للأصلح الذي يستمد قوته من جماهيره الداعمة له.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست