|
|
 ضحكاتنا والأرض تــقــذف نـــارا بقلم / ماهر إبراهيم جعوان
|
ضحكاتنا والأرض تــقــذف نـــارا
بقلم / ماهر إبراهيم جعوان
شهدائنا يضحكون أسرانا يضحكون مصابينا يضحكون مطاردونا يضحكون رجالنا يضحكون أطفالنا يضحكون حرائرنا يضحكن رغم الجرح والألم والحقد والحسد والنفاق والتدليس رغم الخسة والندالة والكذب والخيانة رغم الظلم والطغيان رغم القتل والإحراق رغم السجن والسجان رغم الشهداء والمعتقلين والمصابين والمفقودين رغم جهل الجاهلين وحقد الحاقدين وافتراء المفترين وتزوير المزورين وإعلام الذل والعار رغم تآمر المتأمرين وخيانة الخائنين رغم الانقلاب والانقلابين رغم كل ذلك يضحكون يبتسمون يتفاخرون يهتفون يكبرون يسبحون يشكرون يصبرون صامدون واثقون ثابتون مستمرون مجاهدون سلميون
وأعدائنا خائفون يرتعدون خائبون ينتظرون يتهامسون غافلون تائهون يدبرون يمكرون يتأمرون يقتلون يسجنون يسرقون يستنزفون ومعهم القوة والسلطان والجبروت
نحن قوم تربينا لوقت الشدة في بيوت الله حول حلق العلم في روضة القرآن في مدرس الأشبال والزهرات والطلبة والطالبات
تربينا لوقت الشدة نستخف بالمحن
كــنـا جــبـالا فـــي الـجـبـال وربــمـا سـرنـا عـلـى مــوج الـبـحار بـحارا
بـمـعـابـد الإفــرنــج كــــان أذانــنــا قــبــل الـكـتـائـب يــفـتـح الأمــصـار
لـــم تـنـس أفـريـقيا ولا صـحـراؤها سـجـداتـنـا والأرض تــقــذف نـــارا
وكـــأن ظـــل الـسـيف ظــل حـديـقة خــضـراء تـنـبـت حـولـنـا الأزهــار
لــم تـخـش طـاغـوتا يـمار بـنا ولـو نــصــب الـمـنـايا حـولـنـا أســـوارا
ورؤوســنــا يــــارب فــــوق أكـفـنـا نــرجــو ثــوابــك مـغـنـما وجـــوارا
نــحـن الــذيـن إذا دعــوا لـصـلاتهم والحرب تسقي الأرض جاما أحمرا
جـعلوا الـوجوه إلى الحجاز وكبــروا فــي مـسـمع الـروح الأمـين فـكبرا
هذا عهدنا وبيعتنا مع ربنا لا نقيل ولا نستقيل ليس حتي تعود الشرعية وفقط بل ثبات حتي الممات بإذن الله شعارنا لبيك فهما شاملا سيرا علي نهج الرسول نسير على دربه ومنهاجه صلى الله عليه وسلم لا يضرنا من خالفنا ولا من خذلنا حتى يأتي وعد الله لأننا ببساطة نستمد قوتنا وعزيمتنا من إيماننا بالله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا
ثم من تربيتنا وأخلاقنا ودعوتنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم القائل
(عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له) صحيح الجامع
وقوله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ (لو كانَ لكَ مثلُ (جبلِ) أحدٍ ذهبًا تنفقُهُ في سبيلِ اللَّهِ ما قَبِلَهُ منكَ حتَّى تؤمِنَ بالقدرِ كلِّهِ فتعلمَ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليخطئَكَ وما أخطأكَ لم يكن ليصيبَكَ وأنَّكَ إن متَّ على غيرِ هذا دخلتَ النَّارَ) صحيح بن ماجة
وقال صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لابن عباس (يا غلامُ !إني أُعَلِّمُكَ كلماتٍ احفظِ اللهَ يَحْفَظْكَ احفظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إذا سألتَ فاسألِ اللهَ وإذا استَعَنْتَ فاستَعِنْ باللهِ واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ عليكَ جَفَّتِ الأقلامُ ورُفِعَتِ الصُّحُفُ) صحيح الجامع
وقال أيضا عليه السلام (إنَّ روحَ القدُسِ نفثَ في رَوعي أنَّهُ لَن تموتَ نفسٌ حتَّى تستَكمِلَ رزقَها فاتَّقوا اللَّهَ وأجمِلوا في الطَّلَبِ (صحيح
وأنه (لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
نحن نؤمن أن الرزق والأجل بيد الله ولن تستطيع قوة علي وجه الأرض أن تنازع الله فيهما فنفرده جل وعلا دون غيره بالخوف والرجاء والتوكل والاستغاثة والاستعانة والتوجه والدعاء والسؤال والعبادة والركوع والسجود والولاء والبراء
ولا بديل لدينا عن الصدع بكلمة الحق بكل شجاعة وجرأة (ألا لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أو يقول بحق أو يذكر بعظيم) السلسلة الصحيحة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد أن الله علي كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما
فـي حـماك ربنا فـي سـبيل ديننا ....... لا يـروعنا الـفنا فـتـولّ نصـرنا ... واهـدنا إلى السَّنن
نـحن عصبة الإلهْ ديـنه لـنا وطـنْ ....... نحن جند مصطفاه ....... نـستخف بـالمحنْ
ولـنا الـكتاب جاه نـهجه هـو السَّننْ ...... فلـنعشْ على هداه ســادة أعــزةً ...... أو نَـمُتْ لـه فدىً
الـكفوف بالكفوفْ فـاشهدوا عـهودنا ........ الثبات في الصفوف...... والـمضاء والـفنا
الـمئون والألوفْ .......... فـديـة لـديـننا
وسنظل نضحك ونبتسم أحياءا وأمواتا في وجوه الطغاة فابتسامة المؤمن في وجه الردى قاتلة وكاشفة وفاضحة للمجرمين بينما ضحكاتنا هادئة راضية بقضاء الله وقدره فنفينا سياحة وسجننا خلوة وقتلنا شهادة والانقلاب إلي زوال
|
|
 
|
|
|
|
ماهر إبراهيم جعوان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست