|
Re: وأين نور الشقائق من مي زيادة؟ حسن الجزولي وشخصية فوز مصطفى عبد العزيز (Re: مصطفى عبد العزيز البطل)
|
Quote: (أجدني على الضفة الأخرى من الأشواق الوطنية، التي دفعت المؤلف الى ابراز وجه نسائي سوداني، في الربع الاول من القرن العشرين، يكون مكافئاً للأديبة اللبنانية مي زيادة، صاحبة الصالون الأدبي المشهور في مصر، وأن تكون فوز هي هذه الشخصية النسائية المكافئة. أكاد أجزم أن فوز ليست هذه الشخصية، بل أن الباحث من خلال سفره هذا يكاد يصل الى هذه النتيجة)!
أعلم أن تلك لم تكن سكة الجزولي ولا من أغراض بحثه. غير أنني أرى ان الطريق منبسط أمامه كي يسير منقباً في هذا الدرب الشائك، بعد ان عبّده المرحوم الدكتور خالد الكد في بحثه الرائد حول الافندية ومفهوم القومية السودانية.
ولما كنت أربأ بنفسي ان تأخذني الحماسة في تزكية بضاعة صاحبي، وتنأى بي عين الرضا عن النقائص، فلا بد أن أقول ان أجزاء قليلة جدا، لا تكاد تذكر، لم تقع مني الموقع الحسن. مثال ذلك جنوح المؤلف وهو يرثي الشاعر خليل فرح، اذ كتب عن تاريخ وفاته أنه: (يتزامن مع يوم الثلاثين من يونيو الذي انطفأ فيه وهج فنان الأمة مع غروب شمس الديمقراطية الثالثة في حياة السودانيين). وقد رأيت في بكاء صاحبي المزدوج على الديمقراطية وموت خليل، تزيّداً لا يليق، يكاد يقترب من النضال المجاني، حيث نعي الابن وتصليح الساعات!
كما استطبت الفذلكة الذكية والتحليل الرفيع حول الكلمات الاخيرة لتلك القصيدة (قدلة يا مولاى حافي حالق) وتأكيد الشاعر الفنان في غمرة النشوة التي تملكت وجدانه وام درمان تتراءى له كضريح وكعبة ورمز ديني يستوجب خلع غطاء الرأس والنعلين. حيث يتمثل نفسه في هيئة عابد يطوف كعبته حاسر الرأس حافي القدمين. وقد استورد الجزولي في هذا المقام نصاً بديعاً من مخطوطة للاستاذة أماني عبد الجليل، بعنوان "غطاء الرأس في السودان، سيميوطيقا التاريخ الاجتماعي والسياسي". جاء فيه: (ومن المعروف في أدب التصوف السوداني أن المريدين لا يضعون الطواقي أو العمائم في حضرة مشايخهم، وعليهم خلعها قبل الدخول في حضراتهم، وهو تقليد مهاجر من الدولة السنارية، التي دخلت الطرق الصوفية الى السودان في عهدها، فقد كان السناريون يقفون في حضرات ملوكهم حاسرى الرؤوس).
سُئل الراحل العظيم عبد الخالق محجوب: "ماذا قدمت لشعبك؟" فأجاب: "الوعي بقدر ما استطعت". |
*** هذا البوست أعده بكل ثقة أحد مصادر المعرفة ( معلومات ، أدب مخالفة فكرية ، جرأة طرح ، دسم البلاغة ، تساوي المسافة بين أبطاله رغم تعددهم)
*** فشكرا البطل وشكرا د. عبدالله حمدنا الله الذي سن سنة المخالفة فى التقديم وشكرا د. حسن الجزولى الذي قبل بها وشكرا لكل من ورد اسمه هنا .
|
|
|
|
|
|