|
|
 المهندس داوود بولاد سابق عصره
|
في عالمنا هذا اناس يعيشون حياة طبيعية ويشاء القدر بان تكون نهايتهم تراجيديا ويشاع في عصرهم او لدى معاصرهم بانهم كانوا خونة او مرتزقة ومن ثم يأتي من بعدهم جيلا اخرا ويكتشف بانهم كانو ابطالا وبولاد واحدا من هؤلاء. فبعد حياة سياسية متشبعة بالفكر الايدلوجي ذا طابع العنفي لدرجة تم تصنيفه في قائمة اصحاب السيخ في جامعة الخرطوم, وبعد شهرة كبيرة في منابر الجبهة الاسلامية القومية وجد المهندس بولاد الجبهجي في عام 1991 بمنطقة وادي صالح كقائد ميداني يحمل السلاح ضد نظام الانقاذ الوطني ويقود منظمة ثورية تضم في صفوفها شبابا من جنوب السودان ومن قرى دارفور فهو بذلك كانه يريد ان يرسي الركائز الاساسية التي تجمع بين الجنوبيين والغرابة والتي من اهمها: التهمش والشعور بالغربة في الوطن الام. كان همه الاكبر- بولاد- هو ان يطأ قدماه قمة جبل مرة الشامخة ومن هنالك يريد ان ينشر اراءه وافكاره المستنيرة فمن اجل ذلك حارب القوات الحكومية وكان على مقربة من البطولة الا انه انهزم لسوء الطالع وقبض عليه. وتذكر الروايات الشعبية بانه التقى وجها لوجه مع صديقه وزميل دراسته الطيب السيخ والذي كان حاكما للاقليم وتشير نفس الروايات بانه بعد محاورة قصيرة طلب من المسؤلين ان تتاح له الفرصة بان يلتقي بدكتور حسن الترابي الذي كان مفكرا للنظام وقائدا للحركة الاسلامية الا ان طلبه قد قوبل بالرفض وقتل رميا بالرصاص ودفن بوادي صالح في ارض اجداده في مقبرة تاريخية مجهوله ومباشرة وصفته الحركة الاسلاميه بانه هالك وصاحب خاتمة سيئة ..! والطريف ان شباب المؤتمر الشعبي وصفوه مؤخرا في كتابهم بانه شهيد وذو نظرة ثاقبة ...! المهم بمقتله عمت المهرجانات والافراح في كل المدن السودانية وفي تجمعات السودانيين في خارج الوطن وصنعنا معارك وبطولات وهمية شغلنا بها الدنيا. وفي غمرة الانتصارات ونشوة الافراح هنالك ثمة سؤالا هاما قد غاب عن الاذهان هو لماذا حمل بولاد الجبهجي السلاح ضد الدولة؟ او لماذا تمرد ابن دارفور في ذلك الوقت تحديدا؟ لو تركنا مساحة ولو صغيرة لسؤال كهذا في تلك الفترة وحاولنا ان نجد لها اجابة منطقية وعقلانية لما استيقظنا اليوم على اصوات مدافع حركتي تحرير السودان والعدل والمساواه .فهاهي قمة جبل مرة الشامخة قد تحتضن شباب تحرير السودان وهاهي شقيقتها عين سيرومتضامنا معها ووادي صالح لسان حاله يقول يا دارفور ما زال داوود يحي بولاد حيا لم يمت وفي وسط هذه الجبال والسهول نيران الكفاح المسلح قد اندلعت وما زال صوت العقل غائبا ومهما يكن من شئ فان مصير اي احد من قادة الحركتين او اي عضو منهما لم يك باي حال من الاحوال كمصير بولاد الذي قبضه قروي دارفوري من وسط دخان حملة غوغائية ذا طابع جهادي ليسلمه للحكومة ليقتل رغم انه اسير فالضامن الوحيد لهم- الحركات الثورية- هو السند الجماهيري الكبير الذي يتمتعون بها في اوساط شعب دارفور وابناء الاقاليم المهمشة وهذه الجماهير اليوم اكثر وعيا بقضاياه بالله اذهبوا الى معسكرات اللاجئين في باهاي وحريبا بتشاد او الى معسكر ابو شوك بالفاشر اوبليل بنيالا لتعرفوا هذا الدعم الشعبي... اما اذا ارتد بصرك الى ما وراء البحار اذهب الى الرياض او الى لندن او الى نيويورك او انديانا لتجد هذا الشعور المتبادل هذا هو الشعب الذي اوّل عليه بولاد كثيراُ ومن اجله حاول الصعود الى قمة جبل مرة ولكنه للاسف سقط لسوء الطالع واختفى كشمش شتائية لانه كان سابقاً لعصره وسابقا ًًًًًلافكاره.
شاكر عبدالرسول
كنتاكي-الولايات المتحدة الامريكية
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست