الجماهيرية الليبية تخطر في ثوب الإمبريالية القشيب!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2004, 04:49 AM

عمر أحمد عمر جدودو الرياض


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجماهيرية الليبية تخطر في ثوب الإمبريالية القشيب!!

    زعموا أن رجلاً ضاق ذرعاً بزوجته المشاكسة سليطة اللسان ويئس من ترويضها فقرر التخلص منها نهائيا. وفي أثناء إحدى المعارك الكلامية الساخنة بينهما، قال لها والشرر يتطاير من عينيه:" أنت طالق إذا وقفت وطالق- كذلك - إذا جلست". فما كان من الزوجة التي أدركت خطورة الموقف إلا أن طرحت نفسها أرضاً، وانبطحت.

    قبل يومين كنت أتابع برنامج "البعد الثالث" الذي بثته الفضائية الليبية، واستضاف فيه المدير الإقليمي لإحدى الشركات البريطانية التي لبت دعوة القيادة الليبية للاستثمار في البلاد. بدا الضيف مرتاحاً، وكان ضعف الترجمة الفورية لحديث "الضيف الكريم"، أقوى مؤشر على ما دفعته ليبيا من ثمن جرّاء مقاطعتها "الثورية" للغات الغرب، وسياساته، وثقافته. لا يمكن لهذا المشهد أن يكون متاحا للمشاهدين لولا تداعيات سقوط النظام البعثي في العراق، وما نتج وينتج عنه من تدافع بالمناكب للحاق بالركب الأمريكي من قبل بعض الأنظمة التي كانت تستمد وقودها التعبوي للاستمرار في الحكم من معاداة الغرب والتنديد بأمريكا ووصفها بالإمبريالية تارةً، و دول الاستكبار الدولي، أو الشيطان الأكبر تارةً أخرى. كلٌّ حسب خلفيته الثقافية أو المذهبية.

    منذ الانقلاب السلمي الذي أتى بالقيادة الحالية إلى سدة الحكم في عام 1969م من القرن المنصرم، حرصت ليبيا على لعب دور الفتاة المشاكسة المتأبية على طالبي يدها، ورسمت لنفسها خطاً يجعلها في حالة تماس دائم مع أكثر طالبي يدها بأساً وأطولهم باعاً في الوصول إلى مبتغاه، أي الولايات المتحدة الأمريكية. فقد تخطت "ليبيا الفتاة" حقها الطبيعي في الرفض المهذب لخٌـطّابها، إلى شتمهم والتعدي عليهم. من منا لم يستمع إلى خطابات الزعامة الليبية وهي تكيل الشتائم لإحدى القوتين العظميين (آنذاك)، مستخدمة كلمة ذات حرفين في معرض تنديدها بسياساتها، وكانت النتيجة قيام سلاح الجو الأمريكي بالاعتداء على ليبيا في عام 1986م انطلاقا من قواعد بريطانية، الأمر الذي جعل ليبيا في مواجهة مع بريطانيا "العظمى"، ما دفع العقيد القذافي إلى جعل اسم دولته الأطول في العالم بإلحاق صفة سادسة هي "العظمى"، ربما نكاية ببريطانيا (ومفيش حد أحسن من حد).

    بدأت الأزمة مع الحكومة البريطانية عندما اتهمت بريطانيا في عام 1984م بعض موظفي السفارة الليبية بقتل الشرطية إيفون فليتشر غداة المظاهرة السلمية التي نظمتها المعارضة الليبية أمام سفارة بلادها بلندن، ما أدى إلى تأزم العلاقات بين الدولتين وقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما وبالتالي، إلى تنسيق الجهود الأمريكية – البريطانية لفرض حصار اقتصادي على ليبيا في عام 1992م أدى إلى خنقها اقتصاديا ووضع النظام برمته فيما يشبه القفص الحديدي الذي لم يفتح رتاجه إلا بعد إعلان الحكومة الليبية توبتها النصوح وإقراراها بكل ما كانت تنكره في السابق.

    لم تكتف " ليبيا الفتاة"، في مرحلة تمنعها عن طالبي يدها، بالرفض المهذب، بل تعدته إلى دعم الحركات المناوئة لطالبي القرب: فقد دعمت الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، وثوار نيكاراغوا، والإرهابي الدولي ذائع الصيت كارلوس، والجيش الجمهوري الايرلندي، ومنظمة إيتا الانفصالية، والجيش الأحمر الياباني، وجبهة مورو الإسلامية بالفلبين، والمؤتمر الوطني الأفريقي إبان صراعه الدامي مع نظام بريتوريا العنصري، واتهمت بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان وغيرها من حركات التمرد، أو النضال، في كافة أرجاء المعمورة.

    المساحيق التي وضعتها الحكومة الليبية لتبييض وجهها بسبب ما ألصق بها من تهم، وما بذلته من أموال كتعويضات للدول طويلة الباع في الثأر لكرامة مواطنيها والحفاظ على أرواحهم (كتعويضات لوكربي، وطائرة أوتا الفرنسية فوق سماء النيجر، والمطالبة الألمانية بالتعويض في حادثة ملهى "لابيل" في برلين)، لم يقابلها سعي ليبي جاد لقفل ملف أحرج القيادة الليبية وقدح في صدقية توجهها القومي العربي الذي طالما تغنت به، وهو قضية اختفاء الإمام موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومؤسس حركة المحرومين (أمل). في أواخر شهر أغسطس /آب عام 1978م، زار الإمام الصدر الجماهيرية الليبية بدعوة رسمية من حكومتها مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وكانت تلك آخر مرة يشاهد فيها الإمام.
    على الرغم من مرور حوالي ربع قرن من الزمان على اختفائه، فإن هذه الحادثة لا تزال تمثل شوكةً في خاصرة العلاقات الليبية-اللبنانية، ليس أقلها عدم الترحيب الذي ووجهت به ليبيا وأدى إلى عدم حضور العقيد القذافي للقمة العربية ببيروت. الحكومة الليبية لم تعترف بمسئوليتها عن اختفاء الإمام الصدر، ولم تعتذر للشعب اللبناني (ناهيك عن تعويض أسرته أسوة بما حدث في قضية الشرطية البريطانية إيفون فليتشر). ربما كان صغر حجم لبنان وانتمائه للعالم العربي ، هو السبب!

    لكن بعد الضربة الموجعة التي تلقتها ليبيا من حكومة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان في عام 1986م انطلاقا من قواعد بريطانية، يبدو أن قلب "ليبيا الفتاة" قد بدأ يلين، وبدأت تولي اهتماما خاصاً بـ "طالب القرب"، (وأجمل الحب ما يأتي بعد عداوة). فبعد سنوات من التمنع والمناكفة، هاهي الحكومة الليبية تتبرأ من زبائنها السابقين بعد أن ضحت برفاهية شعبها بدعم شعارات لم تسمن الشعب الليبي، ولم تغنه من جوع.

    بعد سنوات من الحصار الاقتصادي والدبلوماسي، اضطرت إلى تسليم مواطنيها المقراحي وفحيمة لمحاكمتهما لاتهامها بالضلوع في تفجير طائرة بانام الأميركية فوق سماء قرية لوكربي الإسكتلندية، وكان هذا التسليم إيذاناً برضوخ المخطوبة والتفكير الجدي في مسألة القبول بطلب يدها. وافقت على الإقرار بالمسئولية عن حادثة التفجير وتعويض أهالي الضحايا بواقع عشرة ملايين دولار للضحية، أي ما يقارب 2.7 مليار دولار، وبدأت تنأى بنفسها عن كل من لا تعجب سحنته الولايات المتحدة: فقد آثرت لنفسها السلامة بالبعد عن شقيقاتها العربيات بالجامعة العربية، مفضلة التغريد خارج السرب، معلنة خروجها من خيمة الشَّــعَر العربية والدخول إلى الكوخ الأفريقي، بحجة وقوف الزعماء الأفارقة معها في كسر الحصار المفروض عليها. خطت القيادة الليبية أبعد من ذلك بأن فاجأت العالم بأسره باعترافها – طواعيةً - بامتلاك برنامج نووي سري وأعلنت عن فتح منشآتها للتفتيش وسلمت واشنطن مئات الأطنان من الوثائق والمعدات التي استخدمتها في برنامجها السري، ووعدت – كذلك - بالكشف عن المشتبه بعلاقتهم بتنظيم "القاعدة"، عدو واشنطن الأول!

    إلا أن "طالب القرب" يريد التأكد من تبرؤ فتاته من كافة علاقاتها السابقة المشبوهة، والتوقف عن دعم من لا يريدون "الخير" لإسرائيل، فأطلق العقيد القذافي تصريحات تشهد له أنه لم يعد يؤيد الحق الفلسطيني. وكعربون حسن نية، قامت القيادة الليبية قبل سنوات مضت بطرد "الضيوف" الفلسطينيين ودفعت بهم إلى الحدود المصرية، متعللة بأنه مادام قد تم حل القضية الفلسطينية، فإن عليهم العودة إلى فلسطين، مهيباً، في الوقت نفسه، بالزعماء العرب بطردهم ووضع القيادة الفلسطينية أمام الأمر الواقع، بعد أن كان أكثر الزعماء العرب تشدداً في المطالبة بحق العودة لفلسطينيي الشتات. استدار العقيد القذافي شرقا ليعلن أن لا أحد يمكنه أن يكون "عرفاتياً أكثر من عرفات"، ثم استدار إلى الجار الجنب ليعلن فيما يتعلق بمباحثات السلام الجارية بنيفاشا، أنه "لا يمكن أن يكون سودانياً أكثر من السودانيين"!

    اليوم، تدخل "ليبيا الفتاة" بيت الطاعة الأمريكي مستقبِلةً – بالأحضان – أول رسـل الخاطب. إذ أعلن متحدث بإسم الخارجية الأمريكية عن تعيين أول دبلوماسي في طرابلس الغرب منذ عقود. ومن باب الغزل المتبادل، استبدلت الولايات المتحدة العصا الغليظة بالجزرة فأعلنت على لسان وزير خارجيتها كولن باول الشهر الماضي أنه "إذا واصلت ليبيا تعاونها، فإن بلاده ستتخذ خطوات لتخفيف القيود على حركة السفر إلى ليبيا وتقيم، في نهاية المطاف، سفارة ًفي طرابلس الغرب".

    في موسم عرض الأزياء الأمريكي الذي تتسابق دول كثيرة من "المغضوب عليهم" إلى الاشتراك فيه بعد التزامها بمواصفات بيت الأزياء "الإمبريالي" الذي يشترط في ثياب العرض "الشفافية" كمعيار أساسي، فضّلت ليبيا استبدال زيها الوطني الذي تحرص القيادة الليبية على ارتدائه بآخر يقال – والله أعلم - إنه آخر ما توصلت إليه الموضة هذه الأيام.

    من عاجلته المنية قبل أن تكتحل مقلتاه برؤية "ليبيا الفتاة" تخطر في دلال، متقدمة الدول العارضة، ومتلفّعةً بالعلم الأمريكي بنجومه وخطوطه، وألوانه الحمراء والزرقاء، فقد فاته مشهدٌ تاريخي قد لا يتكرر، أبداً!

    عمر أحمد عمر جدودو - الرياض























                  

العنوان الكاتب Date
الجماهيرية الليبية تخطر في ثوب الإمبريالية القشيب!! عمر أحمد عمر جدودو الرياض 03-18-04, 04:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de