السياسة في مفهوم عدم السياسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 11:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2004, 11:17 PM

عبدالاله حسن محمد- أوتاوا


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السياسة في مفهوم عدم السياسة

    عبدالاله حسن محمد – أوتاوا

    منذ اليوم الأول لاستيلاء نظام الأنقاذ في يونيو 1989 على مقاليد السلطة في السودان شهدت البلاد لأول مرة منذ فجر الأستقلال خروج أعداد هائلة من السودانيين بحثا عن ملاذ آمن في مشارق الأرض ومغاربها.

    كانت وما زالت الغالبية العظمى من هؤلاء على قدر كبير من الوعي السياسي ولكن أيضا كان البعض يبحث عن وضع اقتصادي أفضل ولا صلة لهم بالسياسة كما يدعون. استقبلت كندا أعداد كبيرة من السودانيين اللذين ينتمون الي المجموعتين... اللاجئين السياسين واللاجئين الاقتصاديين. ومنذ اليوم الأول للأنقلاب بدأت المجموعات المستنيرة على مختلف مشاربها السياسية... في تورنتو وأوتاوا وبقية مدن ولاية أونتاريو وكندا عموما في كشف وتعرية نظام الأنقاذ للمجتمع الكندي بكل فئاته خاصة انتهاكات حقوق الأنسان.

    أسهمت هذه المجموعات بفاعلية تامة في نشر المعلومات الصحيحة في الموعد الصحيح على الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الكندية التي تعمل في مجال حقوق الأنسان وتحسين اداء مؤسسات الحكم عموما”good governance” . وبما أن المجتمع الكندي ككل المجتمعات الغربية الديمقراطية يقوم على عمل اللوبي... أثمرت هذه الجهود في عدم تعامل الحكومة الكندية مع حكومة الأنقاذ ما عدا في مجال المعونات الأنسانية الضرورية. وقامت كندا بدور مشرف في أروقة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية لأدانة نظام الأنقاذ وفرض الحصار عليه وعزله من محيطه الدولي والأقليمي.

    الغالبية العظمى من السودانيين الذين جاءوا الي كندا في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات يتذكرون جيدا الدور المشرف للجالية السودانية بتورنتو وتضامنها مع اضراب الأطباء في نوفمبر 1989... جمعية الصداقة السودانية الكندية... الجمعية السودانية لحقوق الأنسان. ويتذكرون الحملة المنظمة التي حاصرت محافظ الخرطوم انذاك محمد عثمان سعيد عندما جاء الي تورنتو في أغسطس 1991 لحضور مؤتمر بيئة مدن العالم “World cities environment”... حادث الترابي الشهير في مطار أوتاوا... حملات الأحتجاج والمظاهرة ضد مجيء علي عثمان محمد طه في ديسمبر 1997 عندما كان وزيرا للخارجية للتوقيع على اتفاقية حظر الألغام الأرضية... شركة تلسمان الكندية العاملة في مجال البترول... الخ. وأحتفظ عندي بكثير من المراسلات والردود عليها من الجهات الرسمية في ذلك الخصوص وكذلك صور لمقالات نشرت في بعض الصحف الكندية انذاك. وقد صدقت المرأة السودانية التي قالت:" يا حليل الرجال ما فاتو كندا" نكاية للرجل الذي قال لها:" أخرجي من هذا الصف انه صف الرجال".

    هكذا تفاعل السودانيون في كندا... رجالا ونساء... شبابا وأطفالا مع قضية الشعب السوداني وجعلوا من كندا القصية رمحا مصوبا نحو صدر الأنقاذ.

    لكسر هذا الرمح بدأت بعض المجموعات الموالية فكريا للنظام وأتباعهم من اللاجئين الأقتصادين وبتنسيق مع السفارة السودانية في أوتاوا بتدبير الاستراتيجيات. ورفعوا عقيرتهم بالصياح في كل المناسبات والتجمعات السودانية مثل الجاليات وجمعيات المرأة بأنهم لا يريدون السياسة. وصار كل من يمارس السياسة أو بالأحرى ينتقد نظام الأنقاذ خائنا للوطن وعديم الولاء للأمة.

    رغم سذاجة وبساطة هذا الشعار (عدم ممارسة السياسة) وسهولة مواجهته وحصاره في مجتمع ديمقراطي يرتكز على حرية الرأي والتعبير الا أنه نجح في بلوغ بعض من غاياته وأهدافه للأسباب الآتية:
    · التنظيمات السياسية والأفراد الذين تصدوا لمواجهة الشعار والرد عليه ركزوا هجومهم على الأشخاص الرافعين للشعار بدلا من التركيز على كشف زيف الشعار نفسه ومراميه البعيدة.
    · ضعف التنظيمات السياسية السودانية والمشاحنات الشخصية داخلها والمنافسة فيما بينها على قيادة العمل العام وسط السودانيين.
    · عدم الأدراك التام للمفاهيم الديمقراطية وكيفية ادارة الصراع السياسي في مجتمع ديمقراطي مفتوح. حيث كان وما زال في مقدور الذين يريدون ممارسة العمل السياسي تكوين تنظيماتهم الخاصة مثل الجالية أو جمعية للمرأة للقيام بالدور الأجتماعي والسياسي من دون الأنشغال أو الأحتكاك بالطرف الآخر.
    · الردود البسيطة والساذجة أحيانا لمسائل معقدة... مثل أن يوصف شخص بالبساطة وعدم الفهم رغم أنه أكثر قدرة وحيلة في تمرير أهدافه على الطرف الآخر.

    ولأن رافعي شعار عدم السياسة أدمنوا سياسة كسب الوقت والتقاط الأنفاس لم يبالوا كثيرا من مهاجمة الطرف الآخر لهم. بل تمادوا وحتى اليوم بكل عزم واصرار في طرح شعارهم في كل المناسبات السودانية بحجة الحفاظ على وحدة السودانيين. نتيجة لذلك نجحوا أولا في عزل واقصاء المناكفين لهم بشدة من كل الأنشطة الأجتماعية والسياسية. أما البقية فقد ارتضوا بمبدأ تحكيم رأي الأغلبية. فكانت المحصلة النهائية هي تكوين جاليات وتنظيمات لوائحها لا تسمح بممارسة العمل السياسي وينحصر نشاطها الأجتماعي في أنشطة متكررة ومملة مثل افطار رمضان... ورحلات لملأ البطون في الصيف بدلا من أنشطة لملأ الرؤوس.

    هكذا وجدنا أنفسنا نعيش في مجتمع ديمقراطي يقدس حرية الرأي والتعبير بعقلية العالم المتخلف التي تقتل الأفكار وتلجم الألسن. فلم نعد نسمع بأي عمل أو نشاط سياسي أو ثقافي يصب في صالح القضية السودانية أو يتضامن مع الشعب السوداني. كل ذلك بالرغم من أن العالم كله من حولنا يدين ما يحدث في دارفور ويتناول محادثات السلام الدائرة في نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية بالتحليل والنقد... وينتقد الأنتهاكات المستمرة لحقوق الأنسان وحرية الصحافة.
    بل صار عمل اللوبي للجهات الحكومية والمنظمات الكندية محصورا في السفارة السودانية والأفراد ذوي الصلة بها. وأصبحت كندا بابا مفتوحا على مصراعيه لاستقبال أهل الأنقاذ يأتون ويذهبون حتى في عز شتاءها من دون أن يجدوا أي احتجاج أو عمل يندد باستقبالهم من الجهات الكندية. حتى المجتمع الكندي العريض صار يعتقد بأن حكومة الأنقاذ قد حسنت من صورتها وسلوكها لأن الجالية السودانية المقيمة وسطهم ليس لها أي صوت.

    على العكس من كل ذلك وبكل ثقة بعد التأكد من نجاح شعارهم استمر رافعوا شعار عدم ممارسة السياسة في تنفيذ استراتيجيتهم. فقاموا بتوجيه الدعوة لكوادر السفارة لحضور كل مناسبات الجالية السودانية التي لا تسمح لوائحها بالعمل السياسي. وبعد أن تيقنوا من عدم وجود أي احتجاج أو معارضة من أفراد الجالية (سيكون الأحتجاج سياسة) قاموا بتنظيم حفل لعيد الأستقلال الثامن والأربعين... وبمهارتهم العالية في التبرير ادعوا أن الأحتفال ليس له صلة بالسياسة. وقاموا بتلقين أهل الأنقاذ الجدد بالترديد معهم لشعارهم.

    ومنذ ثلاث أو أربع سنوات صارت السفارة السودانية تحتفل بذكرى الأستقلال من كل عام ويدعون اليها أتباعهم والمعارضين على السواء. ومؤخرا قاموا بتنظيم ندوة سياسية عن الأستقلال والسلام. كان من ضمن حضور الندوة شخصيات تنادي بشدة بمعارضة ومقاومة النظام حتى يتم اقتلاعه من جذوره. كل ذلك من أجل تهيئة المناخ لقيام الأعمال المشتركة بين السفارة والجالية وستشهد السنوات القادمة الأحتفال المشترك بذكرى الأستقلال.

    هكذا نكتشف يوما بعد يوم أن شعار عدم ممارسة السياسة هو في حد ذاته شعار سياسي في المقام الأول... الهدف منه أولا الهيمنة والسيطرة على العمل العام وسط السودانيين واسكات كل صوت يتضامن مع قضايا الشعب السوداني ومن ثم يسهل عليهم صعود المنابر لترويج أفكارهم ورؤيتهم الآحادية. ولكنهم ينسون أن جذوة النضال من أجل الحرية والديمقراطية والسلام والوحدة الوطنية لن تموت أبدا.























                  

العنوان الكاتب Date
السياسة في مفهوم عدم السياسة عبدالاله حسن محمد- أوتاوا 02-21-04, 11:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de