الحكومة السودانية واستحقاقات المرحلة المقبلة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 06:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2004, 00:37 AM

د.دهام العزاوي-العراق


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحكومة السودانية واستحقاقات المرحلة المقبلة

    دكتور /دهام العزاوي- باحث وأكاديمي عراقي
    قد يشعر المراقب بنوع من التفاؤل حينما يسمع ان الايام المقبلة ستشهد التوقيع على اتفاق نهائي بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في المفاوضات المتواصلة الان في منتجع نيفاشا الكيني ، ومما لاشك فيه ان الاتفاق سيضع حدا لاطول حروب افريقيا الاهلية تلك الحرب التي بدات منذعام 1983 واستنزفت الكثير من موارد السودان وعطلت جهود التنمية والاستقرار فيه وكرست الفقر والتشرد والتخلف والحرمان لاهله وخلفت مئات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح ومشرد فضلا عما جرته تلك الحرب من تدخلات خارجية جعلت الساحة السودانية حقل تجارب لسياسات دولية واقليمية كان الشعب السوداني الخاسر الوحيد فيها وفي ظل اجواء التفاؤل يجد المحللون ان الدوافع التي حتمت لقاء طرفي الصراع بعد عشرين عاما تبدو حقيقية بعد ان تاكد للطرفين صعوبة حسم الصراع في ظل تشابك لعبة المصالح الداخلية والاقليمية والدولية فخلصت النوايا وتوحد الهدف باتجاه ان يكون السودان وطنا للجميع دون تفريق وتمييز و استقرت الاراء على ان السودان هو أحوج ما يكون في هذه المرحلة للاستقرار والامن والسلام وان المواطن السوداني الذي دفع طيلة عشرين عاما فاتورة الحرب فقرا وجوعا وحرمانا وتشردا هو أحوج ما يكون للتنعم بثروات بلده التي بددتها الحروب والنزاعات والاهواء المتصارعة . وبعيدا عن العواطف والنوايا يبقى السؤال عن السبب الحقيقي وراء الصحوة المفاجئة في ضمائر قادة الحرب و اطراف الصراع فهل هي البيئة الدولية التي وجدت ان عصر الحروب الاهلية قد انتهى وان تلك الحروب قد باتت تشكل عائقا امام تحقيق المصالح وتنفيذ السياسات ؟ ام انها الضغوط الامريكية تحديدا والتي وجدت ان استقرار السودان ضروري في هذه المرحلة لمصالحها في شرق افريقيا وان كميات النفط المكتشفة في الجنوب تغري واشنطن وتسيل لعابها للدخول كشريك أساسي في ترتيبات المرحلة السودانية المقبلة؟ام هي بالفعل قناعات داخلية توصل لها اطراف النزاع السوداني بعد ضغوط داخلية شعبية وحزبية مارسها الشعب السوداني بكل اطيافه وتوجهاته ؟وهل ان المرحلة المقبلة ستسير على ذات الوتيرة من التفاؤل في حسم ماتبقى من نقاط الخلاف حول المناطق المتنازع عليها ؟ بغض النظر عن تفاصيل المفاوضات المعقدة وما تم التوصل اليه من التزامات متبادلة فمن الواضح ان المرحلة المقبلة ستكون من اصعب المراحل التي يواجهها مستقبل السودان السياسي لاسيما وانها تتعلق بمدى جدية ومصداقية طرفي النزاع في السودان في إنفاذ التزاماتهم المتبادلة الى اخر اشواطها . وما يهمنا هنا ان تكون الحكومة السودانية وهي الطرف الذي يمسك باكثر خيوط اللعبة الداخلية فاعلية مخلصة النية في تطبيق بنود اتفاقها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان باندفاع وطني وبعيدا عن شعارات التلميع والتزويق التي تمارسها بعض النظم السياسية لاسترضاء القوى الخارجية فمن المؤسف ان الكثير من نظمنا العربية قد عودتنا ان يكون التنازل للوطن وامنه واستقراره هو آخر اولوياتها ، اما التنازل للاجنبي فلن يكون هناك اسهل منه اذا ما ارتبط ببقاء النظام ووجوده. وما نتمناه ان يكون توجه الحكومة السودانية للتفاوض مع الحركة الشعبية لجنوب السودان والقبول ببعض اشتراطاتها الصعبة هو تنازل للسودان الوطن والثقافة والتاريخ تنازل يحقق للسودان الامن والرفاهية والاستقرار ويدفع السودانيين عربا وافارقة ، مسلمين ومسيحيين ووثنيين الى التوحد ونبذ الفرقة والانقسام . وعلى أية حال قد يكون الحكم على صدق توجهات الحكومة السودانية صعبا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مفاوضات نيفاشا ، ولكن بلا شك فان المرحلة المقبلة ستكون ثقيلة بالتزاماتها على حكومة البشير التي لن يكون مقبولا منها المضي في تنفيذ اشتراطات اتفاق نيفاشا المتعلق بتقاسم السلطة و الثروة والمناطق المتنازع عليها فحسب بقدر ما يكون عليها المضي بجرأة لمراجعة تاريخ حكمها في السودان منذ خمس عشرة عاما وبالتالي الاجابة عن مدى شرعية استمرار حكمها ووجودها في السلطة وهي التي جاءت بانقلاب عسكري على حكومة منتخبة عام 1989 ، مما سيجعل مصيرها محفوفا بالمخاطر فيما لو تم الركون الى صناديق الانتخاب وتحكيم الشعب السوداني في هذا الامر ،فضلا عما يتحتم عليها القيام به من انهاء واقع الازمة السياسية المستمرة منذ خمسة عشر عاما عبرانهاءء الحكم الفردي وإلغاء القوانين الطارئة في البلاد والاتجاه نحو توسيع قاعدة المشاركة والتعبير والعدالة في توزيع الثروات فضلا عن قطع جذور الازمة الثقافية او القيمية التي يعيشها المجتمع السوداني والتي ظلت ملازمة للسودان منذ استقلاله عام 1956،فالإحساس بالوحدة بين السودانيين وحكامهم لازال مفقودا و لم يتبلور على نحو واضح يبرز مفهوم الوطن الواحد ، وبالتالي بقي المواطن السوداني في الشمال والجنوب والغرب والشرق مستندا الى هويته الفرعية وانتماءاته القبلية ولم يرتفع لديه الاحساس بمفهوم الدولة السودانية ، ورغم ان هذا الامر يبدو صعبا على حكومة استندت في الاصل على انتمائها الفرعي وهويتها الضيقة في تثبيت شرعيتها السياسية ، الا انه من المؤكد ان المستقبل السياسي لحكومة الإنقاذ لن يحيد عن دائرة التنفيذ المباشر للالتزامات التي قطعتها في نيفاشا .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de