لحـظـة مـن فضـلك!

Quote: Re: إنقـلاب 30 يونيو..رسـالة لعصام ميرغـني طـه.. مهند عبدالرحمن زكريا ياعصـام كـان طـفل عمـره أقـل مـن 16 سنة ..طالب من المتفوقين فى مدرسة بحري الثانوية أحرز (86%) فى امتحان الشهادة... وكـان مليـان بالحـياة والآمـال..وكان يتمنى يتخرج دكتورا أو مهندسا يساهم فى تقدم السودان... ولكن قوانين الأنقاذ الجائرة والخدمة الإلزامية حالت دون أن يحقق أحلامه الصغيرة فى الحق فى الحياة والطموح فى مستقبل باهر... حاولت والدته توضيح أن مهند لم يبلغ بعد 16 عاما ويعتبر قاصرا .. وأن مهند يعانى من تعب قى القلب .. لم يستمع القتلة لصرخات والدته... وأخذوه لمعسكر الجيلى بالخرطوم بحرى .. أخذوه يوم الجمعة ليرموا بجثته يوم الثلاثاء فى المستشفى العسكري بأمدرمان ويهربوا.. وياحسـرتنا علي طـفـولة مهنـد ورفقـاءه..وياخسـارة علي ضـياع شـباب الوطـن! وزي ياعصـام ماعرفنـا بالاعـدامات مـن الراديو..اسـرة مهنـد عـرفت بموت ولـدها مـن طـفل صـديقه! حضر طفل صغير صديق لمهند وراح يسأل فى حي الموردة عن أسرة مهند .. إلى أن وصل الخبر المشئوم.... توفى مهند الطالب النجيب الذي كان يرجى منه..حكي الطفل كيف عانى مهند من إعياء التدريب تحت شمس الصيف الحارقة.. وكيف لم يجد الرحمة من قتلة الإنقاذ... ولا حتى من دكتور المعسكر ... والغريب أن والدته لم تستطيع النوم ذلك اليوم... وبقلب الأم قامت مذعورة وذهبت لمعسكر الجيلى ...كـانت مثل امي تماما عنـدما كـانت تبحـث في صـباح ذلك اليوم عـن طـائرة هيلوكوبتر في السـماء...لكن منعوها من الدخول للمعسكر.. بينمـا كـان إبنها كـبدها وروحها وقلب أبيه يحتضر تحت وطأة شمس الصيف الحارقة! مات مهند الصغير الذى كان والـده والـدته ينتظـرانه عنـد كـل خـروج بشـوق... وعنـد كـل شـروق بفـرح ورجـاء...وفي نفس اليـوم مات أيضـا الطفل غسان من جراء التعذيب! تري كم كـان عـددهم? وأين العـدالة ياعصـام? ياحـرقـة قلب أمـك عليـك يامهنـد! وياحـرقـة قلوب كـل أمهات الأطـفال والشباب الذيـن قتلوا .. وقفنـا أيضـا معهم وفي القلب جرح لا يبـدو أنه سـيلتئم...هـل تـذكـر ياعصـام صـرخاتنا علي عصـمت ومصـطفي ورفاقهم? ما زالت أسرة مهند فى انتظار القصاص والعدالة من القتلة...لمهند وكل رفاقه الأطفال الذين قتلوا فى العيلفون والجيلى وفتاشة .. ونحـن أيضـا ياعصـام ننتظـر!