لا يا سيد مبارك..لا!!

Quote: العدد رقم: الاثنين 8817 2007-05-28 مبارك الفاضل في حوار الاعترافات الجهيرة : نظريات متنفذي الإنقاذ فشلت وهي تقود البلاد للانهيار لم أقدم طلباً للانضمام للأمة وقرارات مكتبه السياسي لا تسري عليّ ! قامتي السياسية أطول من أي قيادي بحزب الأمة ! البعض يعارضون عودتنا لصفوف الحزب خوفاً من فقدان مواقعهم ! على وتيرة الشفافية والوضوح هذه ما هي الأسباب التي دفعتكم في اتجاه العودة إلى حزب الأمة القومي بعد خمسة أعوام ؟ أولاً ، الكلمة الصحيحة هي (التوحد) لأننا نحن حزب أمة ولدينا شق من حزب الأمة والطرف الآخر حزب أمة ولديه شق من حزب الأمة .. وحقيقة هناك سببان رئيسيان دفعانا باتجاه الوحدة ، أولاً : ضغط القاعدة لأننا في النهاية نذهب إلى هذه القاعدة لتقف معنا وتصوت لنا . هذه القاعدة حاصرتنا حصاراً شديداً لدرجة أننا حتى حين نذهب لتقديم العزاء تحاصرنا القاعدة مطالبة بالوحدة وإذا ألقيت السلام على أحدهم يسألك عن الوحدة . هذا الضغط يواجهنا في أي مكان نذهب إليه : في النيل الأبيض ، في النيل الأزرق في الخرطوم .. لذا وجدنا أنفسنا محاصرين بهذه القضية في القاعدة التي ترفض هذا الانقسام ، وذلك نابع من تقييمهم للوضع السياسي الراهن . وهذه المطالبة بالوحدة تصاعدت بعد خروجنا من الحكومة لأن هناك سبباً أساسياً وبيناً قد زال . واصبحنا في المعارضة والخطاب السياسي قد توحد . السبب الثاني أن الظرف السياسي والمتغيرات الآن وضعت البلاد على شفا هاوية وقد تضيع لأن الانهيار الاقتصادي بلغ مراحل خطيرة وهناك الحرب والدمار في دارفور والمواجهة مع المجتمع الدولي ، وكردفان في جنوبها وغربها مرشحة للدخول في حالة من الفوضى ، والمناصير ضرب وموت واعتقالات وكذلك الحال في كجبار ، كما أن الدولة بدأت تنهار لأن المجموعة المتنفذة من الإسلاميين في المؤتمر الوطني ليست لديها اللقدرة على قيادة البلاد كما كانت عبر التركيز على المال والاجهزة الأمنية والرشوة والعنف . هذه النظرية فشلت الآن فالحرب والتمرد والعصيان كادت أن تشمل البلاد كلها . اقتصادياً الفقر تجاوز 92% والحكومة أفلست حتى أنها عجزت عن تسديد مرتبات الموظفين لا سيما في المرافق الحياتية الهامة : إضرابات في الصحة والتعليم .. والأدهى أنها اتجهت لزيادة الضرائب بنسبة 2% ، وكما قال صندوق النقد الدولي ، بدلاً عن تخفيض المنصرفات بصورة أساسية ألقت بتلك المنصرفات على كاهل الشعب . عودة إلى شأن الوحدة ، هل لديكم كيفية محددة لها ؟ مسألة الوحدة هذه ستبحث في ورشة العمل وهي مخصصة لهذا الغرض كما أعلن ، وبعد ذلك ترفع الورشة توصياتها للأجهزة الحزبية لتقرر بشأنها لكن في تقديري الشخصي ينبغي للوحدة ألا تأتي من مستوى القيادة فقط بل يفترض أن تأتي من الأجهزة القاعدية بدأ من المؤتمر العام واللجنة المركزية . ما هي الرؤى والتصورات التي ستطرحونها في هذه الورشة ؟ لدينا لجنة تعمل على وضع هذه الرؤى والتصورات التي يجري الإعداد لها ، كما ستكون للطرف الآخر رؤى وتصورات بالتأكيد . وبعد عرض رؤى الجانبين داخل الورشة يتم التوفيق بينها .. لكن في تقديري أن الخط العام لعملية التوحد يجب أن يكون العمل من أجل الالتقاء القاعدي أولاً وليس فوقياً . سيد مبارك أنت متهم بأنك لست ديموقراطياً ولا تؤمن بالديموقراطية في نهجك السياسي بقدر ما تعطي الأولوية لآلية التنفيذ وفق ما تراه أنت مناسباً وبالتالي فإنك لا تكترث لآليات الديموقراطية ومرتكزات إنفاذ رأي الحزب مجتمعاً ؟ هذا غير صحيح وإذا كانت هذه رؤيتي للعمل السياسي فليس داع لا جهد نفسي لتحقيق نظام ديموقراطي حر . كان من الأفضل لي أن أذهب إلى النظام الشمولي أو اعمل انقلاباً لأريخ نفسي .. لكن المهم كيف تصل إلى قرارات وتكون لديك الفاعلية لتنفيذها . هناك أشياء غير موضوعية لا أعطي لها اعتباراً فمثلاً يقولون لك أن الحزب الشيوعي هو المسؤول عن أحداث ود نوباوي والجزيرة أبا فلا تتعامل معه . لا هناك مستجدات تقتضي التعامل معه طالما التقينا عند الأهداف والمبادئ ونعمل من أجلها . لذلك لا يمكن أن نكون أسرى للماضي والتاريخ ، ولا بد من وضع المتغيرات في الاعتبار ، نفس الشيء بالنسبة لليسار ، حينما أردنا التعامل مع الحركة الإسلامية أثاروا مشكلة فقلت لهم نحن نجلس معكم الآن وأنتم في يوم من الايام مثلتم ببعض منا ، والآن نحن حلفاء في التجمع الوطني لأن هناك أهداف ومبادئ مشتركة نسعى لتحقيقها . .. على أي حال أريد أن أقول كسياسي ، لن أكون أسيراً للماضي ، أنا ابن اليوم . إذا كانت الأهداف التي أؤمن بها تتفق مع أهداف الطرف الآخر فأنا مستعد للتعامل معه في القضية المحددة . وفي إطار هذا المنهج هناك كثير بيني وبين آخرين . هذا جانب أما الجانب الآخر فالديموقراطية آلية مناسبة لكن ليس من حقها أن تعطل توجهات الأمة ومبادئها . وعلى الناس أن يتناقشوا في القضايا ديموقراطياً لكن لا بد أن تكون لهم فاعلية في التنفيذ . والذي يحدث الآن أن بعض القادة يتحججون بالديموقراطية وليست لديهم الفاعلية لتطبيقها وتنفيذها بالنسبة للقضايا الوطنية الملحة . أنا مؤمن بالديموقراطية كما أنني تنفيذي وفاعل . واذا لم أكن أؤمن بالديموقراطية ما كنت لأضيع زمني وجهدي كما قلت لك سابقاً وعلى أن أقوم بانقلاب وأكون جيشاً أو أكون الآن داخل الحكومة مع تصرفاتها وأعمالها غير الديموقراطية وغير الوطنية ، لكنني رفضتها وخرجت عليها . اشترط حزب الأمة القومي أربعة شروط للتوحد معه والعودة إليه تتمثل في حل الأحزاب المنشقة عنه ، الاعتراف بالخطأ ، تقديم طلب عضوية والاعتراف الشامل بمؤسسات الحزب وهياكله القائمة . أما بالنسبة لكم شخصياً فأنكم تقعون في إطار معالجة خاصة قد تكون أكثر تشدداً مما هي نحو الآخرين ؟ طبعاً ما ذكرته وارد لو أننا قدمنا لهم في البداية طلباً للرجوع إليهم ففي هذه الحالة على أن أرضخ لقرارات مكتبهم السياسي وأن يطبقوها على ، لكن أنا لم أقدم لهم طلباً والذي حدث أنني استجبت لوساطة وهذا معناه حل وسط لا يخضع فيه أي طرف لقرارات وشروط الطرف الآخر ، وبالتالي لن أخضع لقراراتهم هذه وليست لي علاقة بها لأنني لست عضواً في حزبهم . هذه قرارات اتخذها حزب الأمة القومي في إطار المكايدة عندما رفضوا التسوية . والدفع بهذه القرارات الآن يصب في إطار التنفير من الوحدة ولا يمكن أن يفهم إلا في هذا الإطار . على كل ، هنالك وساطة استجبنا لها نحن للوصول إلى المصالحة والوفاق وندرس الآن كيف يمكن أن نتوحد تنظيمياً من غير فرض شروط من أي من الطرفين . هذا إذا كان هناك اقتناع بهذه الوحدة وجدواها ، لكن بمجرد أن تكون هناك شروط فإن مشروع الوحدة سوف ينهار تماماً . نحن الآن حزبان ويمكن أن نستمر كحزبين . والسيد الصادق المهدي قال في مقترحه في اجتماع الجمعة ، قال : نحن نسعى للوحدة وأن تعذر ذلك لا نرجع إلى الخلاف مرة أخرى ، مهما كان الأمر ، ولنتجه نحو التحالف والاتفاق حول القضايا الوطنية" . وهنا يخضع ما ذكرت لك لهذه الشروط ؟ يتحدى الجميع الذين ينادون بذلك إنما يسيئون إلى أنفسهم قبل أن يسيئوا إلي ، وهو يكشف جهلهم بممارسة السياسة . وأنهم قاصرون ، أنا قامتي السياسية أطول من أي واحد في حزب الأمة القومي . وعلى أي منهم أن يختار دائرته الانتخابية وسوف اترشح ضده فيها وإذا فاز سوف اترك العمل السياسي . هذا تحد لأي منهم ، في أي دائرة ، دارفور ، النيل الأبيض ، النيل الأزرق ، أي مكان . وإذا لم أفز فسوف اعتزل العمل السياسي – لأن المسألة في النهاية مسألة وزن سياسي وجماهيري – مبارك الفاضل معروف على مستوى الرأي محلياً وعالمياً ... حقيقة هذا حديث الذين يقيمون المتاريس خوفاً من فقدان مواقعهم حينما يعرضون أنفسهم في إطار ديموقراطي أوسع بتوحد حزب الأمة لأنهم وصلوا إلى مواقعهم هذه في ظل فرقة لكن عليهم أن يطمئنوا أننا لا نريد إقصاء أحد . والأفضل لهم أن يتقدموا ويصعدوا في إطار الوحدة . قلت أنك تفضل أن تبدأ الموافقة على الوحدة من المستوى القاعدي لكن هذا المستوى القاعدي قد أعرب عن خشيته من أن تتم الوحدة في سياق عاطفي فيكون ضررها أكثر من نفعها والمستوى القاعدي يدعو أيضاً أن تأتي على أسس ومرتكزات استراتيجية أكثر منها أسساً مرحلية ... نحن لدينا برنامج ولن نذهب في توحيد يتم في خلاء سياسي . الآن نحن نحضر لورشة عمل اقتصادية هي الأكثر تقدماً في الساحة السياسية السودانية إذ لدينا فريق اقتصادي لا يوجد في كل الأحزاب السودانية مجتمعة . وسوف تجيب الورشة على السؤال : أين سيكون موقع الاقتصادي في المرحلة القادمة ؟ يمكن أن نقول في خلاصة إذا نحن لم (نكشر) الطرف الآخر والبلاد في الوحدة فلن يلتفت إلينا أحد رغم أن الكل يعرف وزن حزبنا وقوته . ألا ترى أن ما قلته سيكون مجرد حديث وأن التخوف من الوحدة معكم فيه مصداقية حيث سبق لكم طرح شعار الإصلاح والتجديد ولم تحققوا شيئاًَ من ذلك بل انقسمتم على أنفسكم وأنتم مجموعة انشقت أصلاً عن حزب الأمة ؟ (شوف) المجموعة التي قامت بحركة الإصلاح والتجديد تفوق المائة وعشرين كادراً والذين ذهبوا مع الإنقاذ عشرون كادراً لأن أسماءهم كانت تظهر في الصحف كوزراء (وأصبح لهم شنة ورنة) .. نحن لدينا القدرة على أن نطرح ألفي (2000) كادر فنحن الآن حزب جماهيري له وجود لا يستطيع أن يغض الطرف عنه عدو ولا صديق أو مراقب . لدينا رؤى وبرنامج قارعنا بها الإنقاذ داخل الحكومة . والآن نحن نحمل ذات المفاهيم والمضامين في قضية الإصلاح والتجديد ، فهي ليست قضية تنتهي بين يوم وليلة .. هي قضية مستمرة . هل تظن أننا حين عقدنا مؤتمرنا الاستثنائي لم ندع حزب الأمة ؟ لقد دعيناه لأنه كان موجوداً بأجهزة معينة منذ عام 2000 . وفي عام 2003 عقد بدوره مؤتمره . حدث هذا لأن التحدي أوجدناه دفع به للإسراع بذلك وهذا حراك إيجابي . أنظر إلى مسألة الإحاطة فقد كانت مجمدة لمدة (31) واحد وثلاثين سنة فانعقد مؤتمر للأنصار وتمت مبايعة السيد الصادق المهدي إماماً ألا تعتقد أن هذا جاء نتيجة للحراك في ساحة حزب الأمة ؟ حدث هذا الآن هناك تحدٍ وطروحات حركت السكون الذي كان موجوداً . وعلى اية حال ، حراك الإصلاح والتجديد أحدث نتائج مباشرة وأخرى غير مباشرة لتفاعلات في ساحتي الأنصار وحزب الامة . هذا الذي حدث له توابع كالزلزال ، لا تزال مستمرة إلى الآن . ولو كنا نسياً منسياً ، ولم نكن رقماً صعباً لما كانت هناك اليوم مشاكل وتدافع وشروط وإدعاء بأن لجنة المصالحة ليست مفوضة .. أقول لك : نحن قمنا بثورة حققت نتائج وكانت لها إخفاقات . مقاطعة : ما هي النتائج التي حققتها هذه الثورة ؟ يا أخي ، على الأقل حزب الأمة هذا متهم من قبل دوائر كثيرة بأنه حزب طائفي .. وحزب تقوده أسرة واحدة . الآن هناك تدافع وحراك وانشقاقات وانقسامات . كل ذلك يدل على أن حزب الأمة به حراك فاعل وستكون نتائجه في النهاية عبارة عن جسم سليم لا تشوبه شائبة ، تطرح القضايا فيه بقوة وشفافية . وغداً سيكون حزب الأمة هو الحزب الغالب الذي لا يدانيه حزب آخر في البلاد .